في الحقيقة يجب الإشارة إلى أمر مهم في هذا الصدد
فالمعارضة في بداية الثورة وفي خضّمها كانت ما زالت في طور التشكل والتدرب وقليلة الخبرة في أغلبها وكان الوضع السوري وقتها شديد التعقيد ومليء بالتدخلات الخارجية وتشابك المصالح وتنافرها في آن واحد مع دخول عوامل مؤثرة خارحية وداخلية كان لها تأثير حاسم في مجريات الحرب و الأحداث كدخول تنظيم الدولة إلى المعركة وما أعقبه من تدخل روسي إلى جانب ما سبقه من تدخل إيراني عبر حلفائها كحزب الله الذي كان في أوج قوته وقتها
أما الآن فكثير من هذه الأمور تغيرت واختلفت كإنشغال روسيا في حربها بأوكرانيا وإضمحلال تنظيم الدولة ووجود حزب الله في حالة حرب مع الكيان وما تسبب له ذلك من ضعف عام بسبب خسائره الكبيرة في هذه الحرب
ولكن من ناحية أخرى أستطيع أن أقول الآن بأن المعارضة السورية أكثر خبرة وأكثر نضوجاً وإستعداداً ولذلك نواة إنطلاقتها أكثر نجاعة
ولكن الصورة الوحيدة التي ما زالت غير واضحة إلى الآن هي إستعداد اللاعبين المؤثرين في الملف السوري بإعادة عقارب الساعة إلى الوراء والدخول بحرب وكالة هناك ودعم للأطراف المتحاربة وتجاوز الاتفاقيات والتفاهمات أو إدارتها بصورة مختلفة
وبرأيي الشخصي أفضل طريقة لنجاح المعارضة الآن هي إرجاع القضية السورية إلى الواجهة مرة أخرى لصنع ضغط موسع يجبر كافة الأطراف على وضع الملف السوري على طاولة تسوية يكون عنوانها إقصاء الأسد من المعادلة حتى يعم السلام في سوريا