(5) الحرب العثمانية الايطالية - ليبيا - "1911-1912" : الحروب و الصراعات العربية في العصر الحديث

إنضم
7 مارس 2022
المشاركات
3,590
التفاعل
5,446 100 8
الدولة
Egypt
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته


و مازالنا عالقين معكم في الحروب العثمانية في اراضينا العربية , لكن هذه المره مع ان الصراع كان أرض عربية الا ان الطرف الي كان ضد العثمانيين غربي بالتحديد مملكة إيطاليا , فهي بينا لنذهب من عندنا اخوتنا النشامة في الاردن الي اخوتنا اسود الصحراء في ليبيا , لنكتشف معا سر هذا الصراع و ما ترتب عليه من صراعات لاحقه .



1730564087959.png

ظابط عثمانى مع بعض رجال القبائل المحلية خلال الحرب الليبية

1730564450822.png

القوات البحرية الإيطالية تقوم بعملية إنزال عسكرى على ساحل ولاية طرابلس​
 
- دخول العثمانيون لليبيا -

في يوم 25 يوليو 1510، وصل أسطول إسباني المكون من 120 سفينه و بقيادة نافارو مع حوالي 11000 جندي أمام طرابلس الخاضعه انذاك لحكم الدولة الحفصية (حكم ذاتي) , و
مع الاستخدام الفعال للمدفعية البحرية استولى الأسبان بسرعة على المدينة و قاموا بتدمير العديد من مبانيها وقتلوا 10000 مسلم و استعبدوا الباقين خصوصا اليهود, و ظلوا يحكمونها من صقلية حتى عام 1530م عندما منحها شارلز الخامس لفرسان يوحنا (فرسان مالطة لاحقا).

1730570558922.png

حصار الاسطول الاسباني لطرابلس

1730570617053.png

مناطق حكم الحفصيين بين أعوام 1300-1500م

1730570721016.png


1730570929249.png

فارس من فرسان القديس يوحنا

في عام 1510 ذهب وفد من مدينة تاجوراء إلى السلطنة العثمانية لطلب المساعدة بناءً على طلب شعبي من الأهالي الذين شعروا بالخطر من الغزاة الصليبيين, بدأت القوات العثمانية غزوها بحصار طرابلس في مايو 1551. قاد سنان باشا هجومًا بحريًا كبيرًا شارك فيه الأسطول العثماني، حيث حاصروا المدينة واستولوا عليها بنجاح من فرسان القديس يوحنا. لعب الأسطول العثماني، الذي ضم أيضًا قادة بارزين مثل تورغوت ريس، دورًا حاسمًا في التغلب على المدافعين وتأمين طرابلس بحلول يوليو من ذلك العام.

بعد ذلك تم إعلان تورغوت ريس كبك ثم كباشا لطرابلس، أخضع تورغوت رئيس قبائل الداخل والعديد من المدن مثل مصراتة وزوارة وغريان وقفصة في العقد التالي. ساهمت هذه الجهود في ترسيخ الحكم العثماني في ما يعرف اليوم بليبيا، لكن السيطرة من الاستانا ظلت فضفاضة في أفضل الأحوال، تمامًا كما هو الحال في بقية ساحل البربر في شمال إفريقيا.

1730571965262.png

الاستيلاء على طرابلس من قبل العثمانيين 1551

1730572115785.png

تورغوت ريس


 

المرفقات

  • 1730572119388.png
    1730572119388.png
    836.4 KB · المشاهدات: 11
- الاوضاع الداخليه في ليبيا العثمانيه -

العهد العثماني الأول : كان يدير شؤون ايالة طرابلس والي يعينه السلطان، ولكن لم يمض قرن من الزمان حتى بدأ الضعف يدب في أوصال الدولة العثمانية ، وأصبحت حكومة الدولة عاجزة عن حماية ولاياتها وفرض النظام والتحكم في الولاة الذين صاروا ينصبون ويعزلون حسب نزوات الجند الانكشاريون في جو مشحون بالمؤامرات والعنف. وفي كثير من الأحيان لم يبق الوالي في منصبه أكثر من عام واحد حتى أنه في الفترة ما بين سنة (1672 - 1711) تولى الحكم أربعة وعشرون والياً على طرابلس الغرب، ولقد مرت البلاد بأوقات عصيبة عانى الأهالي فيها الويلات نتيجة لاضطراب الأمن وعدم الاستقرار, وقد انتهى العهد العثماني الأول سنة 1711م عندما استقل أحمد القرمانلي بزمام ولاية طرابلس.

1730573958324.png

إيالة طرابلس الغرب عام 1609


العهد القرمانلي : كان أحمد القرمانلي ضابطاً في الجيش العثماني قرر تخليص الإيالة من الحكام الفاسدين ووضع حد للفوضى، ولما كان الشعب قد ضاق ذرعا بالحكم الصارم المستبد فقد رحب بأحمد القرمانلي الذي تعهد بحكم أفضل، وقد وافق السلطان على تعيينه باشا على طرابلس ومنحه قدرا كبيرا من الحكم الذاتي، ولكن القرمانليين كانوا يعتبرون حتى الشؤون الخارجية من اختصاصتهم، وكانت الإيالة تمتلك أسطولا بحرياً قويا مكنها من أن تتمتع بمكانة دولية مهيبة وأصبحت تنعم بنوع من الاستقلال. استمرت الأسرة القرمانلية في حكم البلاد 124 عاما حتى 1835م ويعتبر يوسف باشا أبرز ولاة هذه الأسرة، فقد كان يوسف باشا حاكما طموحا أكد سيادة طرابلس الغرب على مياهها الإقليمية وفرض الجزية (رسوم المرور) عبر مياه البحر الأبيض المتوسط على كافة سفن الدول البحرية الأمريكية والأوروبية (بريطانيا والسويد وفرنسا والجمهوريات البحرية الإيطالية).


1730574631759.png

ليبيا في العهد القرمانلي

العهد العثماني الثاني : كان السلطان العثماني قد بدأ يضيق بيوسف باشا وبتصرفاته في حكم طرابلس حيث أهمل شؤون إيالته وانغمس في الملذات والترف ولجأ إلى الاستدانة من الدول الأوروبية ، خاصة عندما رفض يوسف مساعدة الدولة العثمانية في حربها ضد اليونانيين سنة 1829 وفي هذه الأثناء قامت ضد القرمانليين ثورة عارمة واشتد ضغط الدول الأوروبية على يوسف لتسديد ديونه، ولما كانت خزائنه خاوية فرض ضرائب جديدة، الأمر الذي ساء الشعب وأثار غضبه، وانتشر السخط وعمت الثورة كل أنحاء طرابلس وأرغم يوسف باشا على الاستقالة تاركا الحكم لابنه علي وكان ذلك سنة 1832، ولكن الوضع في البلاد كان قد بلغ درجة من السوء استحال معها الإصلاح. فقرر السلطان التدخل مباشرة وأعاد سلطته وحكمه على البلاد، ففي 26 مايو 1835 وصل الأسطول العثماني طرابلس وألقى القبض على «علي باشا» ونُقل إلى الاستانا، وانتهى بذلك حكم القرمانليين في البلاد وتفاءل الأهالي خيراً بعودة العثمانيين ورأوا فيهم حماة لهم ضد مخاطر الفرنسيين في الجزائر وتونس. كانت طرابلس إحدى أولى الإيالات العثمانية التي أصبحت ولاية بعد الإصلاح الإداري في عام 1865.

وجاءت ذروة تأثير السنوسية في ثمانينيات القرن التاسع عشر تحت حكم محمد المهدي السنوسي، الذي كان إداريًا ماهرًا وخطيبًا كاريزميًا. وكانت له 146 زاوية تمتد عبر الصحراء بأكملها، وقد نقل العاصمة السنوسية إلى الكفرة, تغذت دعوة الحركة السنوسية لصد حركات الاحتلال الأجنبي و الاستعمار في دول جوار ليبيا, اللافت للنظر أن محمد المهدي نجح فيما فشل فيه الكثير من قبله، مُؤَمِّنًا الولاء الدائم له من قبائل برقة و ده هنشوف تأثيره قدام.


1730575539845.png

ولاية طرابلس الغرب 1907


 
- ايطاليا تطمع و تستعد لغزو ليبيا -
يمكن ايضاح اسباب طمع الايطاليون في ليبيا عبر النقط التالية :-
  1. التوسع الاستعماري: كانت إيطاليا تسعى لتوسيع إمبراطوريتها الاستعمارية، واعتبرت ليبيا فرصة لتوسيع نفوذها في شمال أفريقيا, حيث كان هناك شعور سائد بين الصفوة الإيطالية بأن الاستعمار هو وسيلة لتحقيق العظمة الوطنية، مما دفعهم للتفكير في السيطرة على مزيد من الأراضي.
  2. المنافسة مع القوى الأوروبية: كانت القوى الأوروبية الأخرى، مثل بريطانيا وفرنسا، قد استحوذت على أراضٍ واسعة في أفريقيا، مما دفع إيطاليا للشعور بالضغط للمنافسة على هذه المستعمرات, ايضا كانت إيطاليا تحاول توطيد علاقاتها مع بعض القوى الكبرى من خلال الاستحواذ على مستعمرات، مما قد يساعدها في الحصول على دعم سياسي.
  3. الموارد الاقتصادية: كانت ليبيا غنية بالموارد الطبيعية، وقد اعتقدت إيطاليا أن غزوها سيمكنها من استغلال هذه الموارد. ده غير ان ليبيا تقع في موقع استراتيجي مهم على البحر الأبيض المتوسط، مما جعل السيطرة عليها أمرًا جذابًا لأغراض عسكرية وتجارية.
  4. المسألة الوطنية: كان هناك شعور قوي بالوطنية في إيطاليا، حيث اعتبر بعض القادة أن السيطرة على ليبيا ستعزز من مكانة البلاد كقوة عظمى, حيث كانت إيطاليا قد أنشأت جيشًا قويًا نسبيًا، وكانت ترغب في استخدامه لإثبات قوته وتعزيز مكانتها العسكرية في العالم, و اظهار انها الوريثة الشرعية للامبراطورية الرومانية .
  5. الاستغلال الثقافي: اعتقد بعض القادة الإيطاليين أن لديهم واجبًا "حضاريًا" لنشر الثقافة الإيطالية، وهو ما كان يُستخدم كتبرير للاستعمار.
  6. الوضع الداخلي في ليبيا: كانت ليبيا تعاني من ضعف سياسي، مما سهل على القوات الإيطالية التقدم والسيطرة على البلاد.
  7. الوضع الاجتماعي والاقتصادي في إيطاليا: كانت إيطاليا تواجه تحديات اقتصادية واجتماعية في ذلك الوقت، بما في ذلك البطالة والفقر. اعتبرت الحكومة الاستعمار وسيلة لتوفير فرص عمل وتحسين الوضع الاقتصادي.

بعد ذلك تم اتخاذ عدة خطوات للتحضير للغزو :-
  • التخطيط العسكري: قامت إيطاليا بوضع خطط عسكرية مفصلة، بما في ذلك إعداد القوات وتجهيزها للغزو. تم تدريب الجنود وتجميع المعدات اللازمة.
  • الإعداد اللوجستي: عملت إيطاليا على تأمين الإمدادات والموارد اللوجستية المطلوبة لدعم الحملة العسكرية، بما في ذلك الغذاء والذخائر.
  • التجسس والاستطلاع: قامت إيطاليا بإرسال بعثات استطلاعية لجمع معلومات عن الوضع في ليبيا، بما في ذلك القوة العسكرية المحلية والتضاريس.
  • التحالفات الدولية: حاولت إيطاليا تأمين دعم من القوى الكبرى الأخرى في أوروبا، أو على الأقل عدم معارضتها، لتفادي أي تدخل في خططها.
  • الدعاية السياسية: استخدمت الحكومة الإيطالية وسائل الإعلام لنشر أفكار حول "الواجب الحضاري" وضرورة الاستعمار، مما ساعد على تعبئة الرأي العام لصالح الغزو.
  • التفاوض مع القوى المحلية: سعت إيطاليا للتفاوض مع بعض القبائل المحلية لتأمين دعمهم أو على الأقل تحييدهم قبل بدء الهجوم.
  • تحريك القوات البحرية: قامت إيطاليا بتعزيز أسطولها البحري في البحر الأبيض المتوسط لضمان السيطرة على الممرات البحرية وتأمين عمليات الإنزال.
  • تأمين القواعد العسكرية: عملت على تأمين قواعد عسكرية في جزر قريبة مثل جزيرة مالطا، مما سهل عمليات الإمداد والدعم.

1730578003275.png

رسمه دعائيه للحرب

1730578182670.png

رسومات من جواسيس طليان ترصد المواقع الليبيه

1730578409394.png

استعدادات بريه و بحريه للغزو

1730578524689.png

صوره دعائيه للتحضير للغزو​
 
- الاوضاع الداخليه في ليبيا قبل الغزو -

كانت الأوضاع الداخلية في ليبيا متوترة ومعقدة، حيث كانت الحكومة العثمانية ضعيفة وغير قادرة على السيطرة الفعالة على البلاد، مما أدى إلى فقدان السلطة في العديد من المناطق حيث انتشرت الصراعات القبلية بين العديد من القبائل المختلفة، مما ساهم في عدم الاستقرار السياسي والاجتماعي و ايضا عانت البلاد من الفقر والحرمان، حيث كانت الزراعة والتجارة تعاني من نقص الموارد والبنية التحتية، مما زاد من الاستياء بين السكان, وكانت هناك محاولات من دول أوروبية أخرى للتدخل في الشؤون الليبية، مما زاد من حالة عدم الاستقرار والخوف من الاستعمار.و ما زاد الطين بله هو ان القوات العثمانية في ليبيا كانت ضعيفة وغير مجهزة بشكل جيد، مما جعلها غير قادرة على مواجهة التحديات الداخلية أو الخارجية, و في تلك الظروف بدأت بعض الحركات المحلية في الظهور من أجل مقاومة الحكم العثماني والبحث عن استقلال أكبر، لكن هذه الحركات كانت غير منظمة وضعيفة.و كانت هناك تحولات اجتماعية وثقافية، حيث بدأت بعض شرائح المجتمع في الوعي بأهمية التعليم والتنمية، ولكن هذه التغيرات كانت محدودة.

1730579252875.png

1730579555283.png

صور من حياة الليبين في تلك الفتره

1730580692033.png

تقسيمات اداريه لولايه طرابلس​
 
التعديل الأخير:
- ايطاليا تعلن الحرب -

بدأت الصحافة الإيطالية حملة تأثير إعلامية ضخمة للتمهيد لاجتياح ليبيا في نهاية مارس 1911. حيث تم تصوير ليبيا على أنها ولاية غنية بالمعادن، وفيرة الماء، ولا يحميها سوى 4000 جندي عثماني فقط. أيضاً كان السكان يعتبرون معادين للإمبراطورية العثمانية ويتعاملون بلطف مع الإيطاليين المهاجرين هناك . ومن ثم اعتبروا الاجتياح المحتمل بأنه مجرد «نزهة عسكرية» أو أكثر من ذلك بقليل.أظهرت الحكومة الإيطالية نوعا من التردد في البداية، ولكن بحلول الصيف تم الانتهاء من تحضيرات الاجتياح، وبدأ رئيس الوزراء جيوفاني جيوليتي تقصي ردود أفعال القوى الأوروبية العظمى الأخرى على الاجتياح المحتمل لليبيا , لكن الدول التي كانت في ذلك الوقت تتقاسم الكعكه العثمانية (قبرص و مصر لصالح الانجليز و تونس و الجزائر لصالح الفرنسيون), لذلك لم يكن ليعترض احد خصوصا انه كان يوجد اتفاق وقع بين إيطاليا وفرنسا يمنح لإيطاليا حق التدخل في منطقة طرابلس والمغرب , علي اثر ذلك تم تقديم إنذار أخير إلى حكومة حزب الاتحاد والترقٍي العثمانية في ليلة 26 – 27 سبتمبر. من خلال الوساطة النمساوية كان رد حكومة الاتحاد و الترقي هو اقتراح تسليم السيطرة على ليبيا من دون حرب مع الإبقاء على سيادة عثمانية شكلية فقط. كان هذا الاقتراح مشابهاً للوضع في مصر، التي كانت تحت السيادة العثمانية الشكلية، لكن فعلياً كانت السيادة للمملكة المتحدة. لكن رفض جيوليتي الاقتراح، وأُعلنت الحرب في 29 سبتمبر 1911

1730644191363.png

جيوفاني جوليتي رئيس وزراء ايطاليا

1730644401502.png

أعضاء جمعية الاتحاد والترقي

1730644648432.png

تقسيم الدولة العثمانية علي القوى الاوروبية

 
- بداية الغزو -

على الرغم من أنه كان لديهم الوقت الكافي من أجل التحضير للاجتياح، إلا أن الجيش الإيطالي كان مستعدًا بشكل جزئي فقط عندما اندلعت الحرب،نظرا لوجود معارضة داخليه من قبل الشيوعيين للحرب (احدهم كان الشاب موسوليني)
عموما تضمنت الخطط العسكرية الأولية التي وضعتها هيئة الأركان العامة الإيطالية قوة عسكرية تتألف من:
  • 34,000 جندي
  • 6,300 خيل وفارس
  • 1,050 ناقلة جنود
  • 48 قطعة سلاح مدفعية
  • 34 قطعة سلاح مدفعية جبلية
كان في مواجهة هذه القوة الإيطالية حوالي 4,800 جندي عثماني نظامي مسلحين باسلحه بدائيه , الدفاع عن ليبيا تم إعداده على عجل و كان يعتمد علي السكان الأصليين مع بضع مئات من الضباط العثمانيين الذين يقدمون القيادة والتوجيه بالاضافه الي المقاومة السنوسية.

1730646807972.png

القوات الايطاليه المجهزه للغزو
1730646897851.png

رجال ليبين تم تسليحهم من قبل العثمانيين للقتال ضد الايطاليين


كان الأسطول الإيطالي قد ظهر قبالة سواحل طرابلس في 28 سبتمبر، لكنه لم يبدأ في قصف الميناء إلا يوم 3 أكتوبر , حدث أول إنزال للقوات الإيطالية في يوم 10 أكتوبر، تحت قيادة الجنرال كارلو كانيفا وسرعان ما تم احتلال طرابلس وبنغازي ودرنة وطبرق. كانت الوحدة الإيطالية المكونة من 20,000 جندي تعتبر كافية لتحقيق الاجتياح في ذلك الوقت. تم احتلال طبرق ودرنة والخمس بسهولة، لكن لم يكن الأمر بتلك السهولة في بنغازي.تم احتلال مدينة طرابلس والمناطق المحيطة بها بعد قصف ساحق للتحصينات التركية بواسطة 1,500 جندي من البحرية الإيطالية.


وشهد العالم في هذه الحرب إمكانات جديدة للتقدم التقني حيث قامت طائرة إيطالية في 23 أكتوبر/تشرين الأول عام 1911 بالتحليق الاستطلاعي فوق المواقع العثمانية ونقلت المعلومات الاستطلاعية إلى قيادتها بواسطة جهاز لاسلكي. وكان هذا التحليق أول استخدام حربي للطائرات في تاريخ الحروب والفن الحربي.حدثت أول هزيمة جزئية للقوات الإيطالية في 23 أكتوبر في مجزرة شارع الشط عندما أدى التموضع السيئ للقوات الإيطالية بالقرب من طرابلس إلى تطويقها شبه كامل بواسطة الفرسان العرب الأكثر قدرة على الحركة وبدعم من بعض الوحدات النظامية التركية والمدنيين المحليين. ومع ذلك، تمكن الإيطاليون من هزيمة القوات التركية والعربية في غضون ساعات قليلة. وقد تلى ذلك أول قصف جوي قامت به طائرة ومناطيد إيطالية للمنشآت العسكرية العثمانية الواقعة في ولاية طرابلس الغرب وذلك في 1 نوفمبر/تشرين الثاني عام1911.

في الثاني من نوفمبر حدث هجوم مضاد ضعيف من قبل القوات العثمانية في المعركة الصغيرة التي وقعت في طبرق، ولكن المدينة ظلت هناك أيضاً تحت الاحتلال الإيطالي.في أثناء ذلك، قام 1500 متطوع ليبي بمهاجمة مقاتلين إيطاليين كانوا يقومون ببناء الخنادق بالقرب من مدينة درنة والتي تم احتلالها مؤخرا. كان الإيطاليون أقل عددا من الليبيين ولكن كان لديهم تفوقا في التسليح وبالتالي استطاعوا الحفاظ على مواقعهم. أدى ضعف التنسيق بين التعزيزات الإيطالية المرسلة من درنة بالإضافة إلى تدخل المدفعية التركية ومحاولة العرب محاصرة الجنود الإيطاليون، أدى كل ذلك إلى تهديد القوات الإيطالية. ومع ذلك جاءت تعزيزات إيطالية أخرى وتمكنت من دعم الموقف العسكري لصالح الإيطاليين وانتهت المعركة ظهر ذلك اليوم بانتصار إيطالي. بعد ذلك أرسلت القيادة الإيطالية ثلاثة أرتال من جنود المشاة لتحييد المعسكر العربي التركي بالقرب من درنة. قامت القوات الإيطالية بالسيطرة على تلة تطل على خطوط إمداد الأتراك مما أدى إلى قطعها. وبعد ثلاثة أيام، هاجم القائد التركي أنور بك المواقع الإيطالية على الهضبة ولكن القوة النارية الإيطالية الكبيرة أدت إلى عودة الجنود الأتراك الذين كانوا محاصرين بـ «كتيبة ألبيني» وتكبدوا خسائر فادحة. حدث هجوم تركي لاحق وأدى إلى نفس النتيجة.

على الرغم من أن الكثير من السكان العرب المحليين تعاونوا مع الإيطاليين، إلا أن الهجمات المضادة التي قام بها الجنود الأتراك بمساعدة بعض القوات المحلية (التي أعلنت الجهاد الإسلامي ضد الغزاة المسيحيين) أدت إلى حصر الجيش الإيطالي في المنطقة الساحلية منذ بداية الاجتياح الإيطالي.


1730648050201.png

خريطة الغزو



1730647763073.png


القوات الايطاليه اثناء الانزال علي شواطئ طرابلس

1730647582396.png

اول عملية قصف جوي في التاريخ

1730647826882.png


1730648453176.png

اتاتورك في معركة طبرق

1730648676637.png

ليبين تم تسليحهم من قبل ايطاليا لقتال العثمانيين
 
التعديل الأخير:
- نهاية الحرب -

حافظت إيطاليا على تفوق بحري شامل، واستطاعت مد سيطرتها على كل مساحة الساحل الليبي (2,000 كيلومتر) بين يناير وأوائل أغسطس 1912. ولخلخلة الوضع، بدأت إيطاليا بالقيام بعمليات ضد الأراضي التركية في بحر إيجه و البحر الابيض المتوسط، بعد الحصول على موافقة من القوى الأخرى، حيث كانت إيطاليا حريصة على إنهاء الحرب التي كانت تدوم أطول بكثير مما كان متوقعًا. احتلت إيطاليا اثني عشر جزيرة في هذا البحر، وتسمى دوديكانيسيا، ولكن هذا أثار غضب الإمبراطورية النمساوية المجرية، الذين خافوا من أن هذا يمكن أن يغذي النزعة الفدرالية للدول مثل صربيا واليونان، مما تسبب في إحداث عدم استقرار في الوضع الهش بالفعل في منطقة البلقان.

العملية العسكرية الأخرى والوحيدة ذات الصلة كانت في صيف عام 1912 تحديدا 18 يوليو وتضمنت هجومًا على خمسة زوارق طوربيد إيطالية في الدردنيل حيث قامت القوات الإيطالية خلال حرب بحر إيجة بقصف إسطنبول ما بين ليلة 18 و19 يوليو 1912، حيث نجحت الكتيبة البحرية 3 (شينتوارو، بيرسايو، أسترو، كليمينا) بأمر من الكابتن فاشيللو اينريكو ميللو بذلك والعودة مرة أخرى دون حدوث أي خسائر وهم تحت نيران الدفاع التركي.. في سبتمبر، قامت بلغاريا وصربيا واليونان بإعداد الجيوش من أجل خوض الحرب ضد الإمبراطورية العثمانية، مستفيدة من الصعوبات التي واجهها الأتراك في الحرب ضد إيطاليا. في 8 أكتوبر، أعلنت دولة مونتينيغرو (الجبل الأسود) الحرب على الأتراك، مما أشعل حروب البلقان.

قررت الدبلوماسية الإيطالية استغلال الوضع للحصول على سلام ملائم. تم التوقيع على معاهدة اوشي في لوزان الساعة 16:45 من يوم 18 أكتوبر 1912. كانت الشروط مشابهة شكلياً لتلك التي طلبتها إسطنبول في بداية الحرب، وحافظت إسطنبول بذلك على سيادة عثمانية شكلية على ليبيا، والتي حصلت الأخيرة بموجبها على وضع الاستقلال ولكن تحت سلطة «القاضي» الذي يقوم السلطان العثماني باختياره.

1730649933721.png


1730650096232.png



1730650192505.png
 
- نتائج الحرب -

أدى الغزو الإيطالي لليبيا إلى تعرض إيطاليا لخسائر مادية طائلة، فلقد كانت التقديرات المادية الأولية للحرب 20 مليون ليرة في الشهر ولكن ارتفعت المصروفات حتى وصلت إلى 80 مليون للشهر الواحد مما أدى إلى خلل في الميزان المالي

وبرغم رفض غالبية الليبيين للغزو الإيطالي لبلادهم، فقد تنازل السلطان العثماني عن ليبيا إلى إيطاليا بتوقيع معاهدة أوشي عام 1912.

استمر الاحتلال الإيطالي للأراضي الليبية حتى الحرب العالمية الثانية (قرابة 35 عاماً). قامت القوات الإيطالية بقيادة كل من (بياترو باديليو، جرازياني) بسلسلة من الحملات للإسراع بالقضاء على المقاومة حتى يوم 15 سبتمبر 1931 هو يوم خمود وقتل المقاومة الليبية وذلك بإعدام زعيم الثوار عمر المختار.

بسبب الحرب العالمية الأولى ظلت جزر دوديكانيسيا تحت الاحتلال العسكري الإيطالي. ووفقاً لمعاهدة سيفر الموقعة في 1920، كان مفترضا على إيطاليا أن تتنازل عن جميع الجزر (عدا رودس إلى اليونان) في مقابل منطقة ذات نفوذ إيطالي في جنوب غربي الأناضول.

بالرغم من ذلك فان هزيمة اليونانيين في الحرب اليونانية التركية، وتأسيس تركيا الحديثة خلق وضعا جديدا، ما جعل تطبيق هذه البنود في الاتفاقية مستحيلا. في المادة الخامسة عشرة من معاهدة لوزان والتي أبطلت معاهدة سيفر الموقعة عام 1920، اعترفت تركيا رسمياً بضم إيطاليا لجزر دوديكانيسيا،والتي ظلت تحت الحكم الإيطالي حتى نهاية الحرب العالمية
الثانية.

1730650993648.png


1730651015808.png

1730651076626.png

شهداء من المقاومة الليبية
 
التعديل الأخير:
موضوع رائع لطالما رغبت في التكلم عنه
للأسف ضعف الدولة العثمانية تسبب في إختلال ميزان القوة في أوروبا و تفرغها لقتال المسلمين وليس فقط إيطاليا بل أوروبا كاملة أضعفوا آخر خلافة ثم تقاسموها كالورث
تحياتي لليبيا مهتم بقراءة المزيد من تاريخها 🇩🇿🇱🇾
 
موضوع رائع لطالما رغبت في التكلم عنه
للأسف ضعف الدولة العثمانية تسبب في إختلال ميزان القوة في أوروبا و تفرغها لقتال المسلمين وليس فقط إيطاليا بل أوروبا كاملة أضعفوا آخر خلافة ثم تقاسموها كالورث
تحياتي لليبيا مهتم بقراءة المزيد من تاريخها 🇩🇿🇱🇾
كويس انه عجبك يا غالي

الدولة العثمانية للأسف كانت يجب أن تسقط منذ زمن على يد دوله اسلاميه أخرى لكي يحصل كما كان يحصل مع باقي الدول الإسلامية عبر التاريخ من عمليه احلال و تجديد في جميع مناحي الحياه حتى ان الأوروبين حاموها كذه مره من السقوط مثل محاوله محمد علي مثلا لانهم يريدوا دوله عجوزه ضعيفه يسهل التحكم فيه و تمزيقها مش دوله شابه تبحث عن التحديث و التطوير
 
موضوع رائع لطالما رغبت في التكلم عنه
للأسف ضعف الدولة العثمانية تسبب في إختلال ميزان القوة في أوروبا و تفرغها لقتال المسلمين وليس فقط إيطاليا بل أوروبا كاملة أضعفوا آخر خلافة ثم تقاسموها كالورث
تحياتي لليبيا مهتم بقراءة المزيد من تاريخها 🇩🇿🇱🇾
عموما بالنسبه لليبيا فانا ان شاء الله هتكلم عليها تاني في السلسه في موضوع حركات المقاومه ضد المحتل الإيطالي في انتظار رائي حضرتك ساعتها

و الجزائر في القلب ايضا غالبا هيبقى عنها موضوعين او تلاته او يمكن اكثر بس هو الواحد مشغول جامد الفتره دي فعالما اظبط وقتي هبقي اكمل في السلسه دي ان شاء الله
 
كويس انه عجبك يا غالي

الدولة العثمانية للأسف كانت يجب أن تسقط منذ زمن على يد دوله اسلاميه أخرى لكي يحصل كما كان يحصل مع باقي الدول الإسلامية عبر التاريخ من عمليه احلال و تجديد في جميع مناحي الحياه حتى ان الأوروبين حاموها كذه مره من السقوط مثل محاوله محمد علي مثلا لانهم يريدوا دوله عجوزه ضعيفه يسهل التحكم فيه و تمزيقها مش دوله شابه تبحث عن التحديث و التطوير
في القرن الثامن عشر بدأت تنزف خصوصا مع التطور الذي حصل في أوروبا و هو ظهور فرنسا و بريطانيا كقوة لا يستهان بها
للأسف لم يكن هناك إلا هي حتى دول السند كانت تضعف
 
في القرن الثامن عشر بدأت تنزف خصوصا مع التطور الذي حصل في أوروبا و هو ظهور فرنسا و بريطانيا كقوة لا يستهان بها
للأسف لم يكن هناك إلا هي حتى دول السند كانت تضعف
الدول الإسلامية كانت في حاله انهيار و ضعف من منتصف القرن ال18 يعني مغول الهند بعد اورنكزيب انهاروا و العثمانيون بعد محمد الرابع ايضا يعتبر دخلوا في مرحله الأنهار و للأسف عدم تبديلهم بدوله اسلاميه أخرى أقوى تسبب فيما نعانيه حاليا
 
التعديل الأخير:
الدول الإسلامية كانت في حاله انهيار و ضعف من منتصف القرن ال18 يعني مغول الهند بعد اورنكزيب انهاروا و العثمانيون بعد محمد الرابع ايضا يعتبر دخلوا في مرحله الأنهار و للأسف عدم تبديلهم بدوله اسلاميه أخرى أقوى تسبب فيما نعانيه حاليا
عيب الدوله العثمانية الكبير هو اهمالها للشؤون الداخليه لولايتها مثل الاهتمام بالزراعه و الصناعه و التعليم و الصحه بل كانت توكل الاداره لانظمه محليه و لا تهتم الا بتحصيل الضرايب فقط
 
موضوع جميل لكن هناك اعتراض عن العنوان فالعنوان الصحيح هو هو الحرب الليبية الايطالية لان الدولة العثمانية هي من سلمت ليبيا إلى ايطاليا في اتفاقية لوزان مقابل جزيرة
 
موضوع جميل لكن هناك اعتراض عن العنوان فالعنوان الصحيح هو هو الحرب الليبية الايطالية لان الدولة العثمانية هي من سلمت ليبيا إلى ايطاليا في اتفاقية لوزان مقابل جزيرة
كلامك على دماغي بس سبب تسميتي بأنه الحرب العثمانيه الايطاليه هو أني اصلا ان شاء الله هتكلم قدام عن حركه المقاومه الليبيه ضد المستعمر الايطالي علشان ميحصلش لخبطه و أيضا كده كده كانت تعتبر الحرب رسميا بين العثمانيون و الطليان

و تصحيح لحضرتك الاتفاقيه كانت ان العثمانيين سلموا ليبيا و كذه جزيره مخدوش جزر هم مقابل ليبيا
 
1730734137794.png

الجيش العثماني يستسلم ويسلم أسلحته للجنرال الإيطالي أميجليو في رودس​
 

المواضيع المشابهة

عودة
أعلى