تنظيمات دولة بوحمارة
في دورية لجنة إفريقيا الفرنسية الصادرة في يناير من عام 1903 تم نشر مقال تطرق إلى دعوة بوحمارة وتنصيب نفسه سلطانا، جاء فيه: بسبب الشبه بينهما، اعتقد العديد من المغاربة المغرر بهم أن الرجل ليس سوى مولاي امحمد، الأخ الأكبر للسلطان، الذي نحّته والدة مولاي عبدالعزيز عن العرش بعد موت مولاي الحسن. وبمجرد الولوج إلى تازة، في 25 أكتوبر، عين بوحمارة الوزراء، واستنسخ تنظيم البلاط الشريف، بل إنه شرع في استعمال المظلة الخضراء المفضلة لدى السلاطين. وبالإضافة إلى هذا، كان يحكم منطقة تمتد إلى حدود مائة كيلومتر حول تازة. وتفيد العديد من المصادر أنه كان يفعل ذلك بشكل جيد».
لم يكتف بوحمارة بذلك بل عمل على تكوين جيش خاص به، حيث كتب بهذا الخصوص الكاتب الفرنسي ريجينالد كان مقالا في مجلة «لوتور دي موند» عام 1904 يصف فيها هذا الجيش قائلا: يتكون جيش الروكي النظامي من مشاة وخيالة ومدفعية، وتطابق وحدات مشاة بوحمارة وحدات مشاة مولاي عبدالعزيز في كل شيء، في سبل التجنيد والتنظيم وفي الأسلحة، بل وحتى في الزي، مما يجعل قوة كل فريق متساوية مع قوة خصمه في هذا السلاح، وكما هو الأمر بالنسبة لبلاطه ومخزنه، فالمطالب بالعرش استنسخ ما سبق ورآه في فاس بالنسبة لهذا السلاح، وتعلم كل الشخصيات النافذة في القبائل، بما في ذلك القبائل النائية، أن المخزن كون فرقا من المشاة، تلقت تدريبا على الطريقة نفسها. مضيفا في ذات المقال: «إن الألقاب التي انتقاها المطالب بالعرش لوزرائه مجرد استنساخ للمناصب الوزارية لمخزن مولاي عبد العزيز، وقد أقدم على هذا الأمر بهدف التأثير في القبائل حتى يبدو مخزنه شرعيا، ومن أجل كسب اعتراف الدول الأجنبية. وفي الواقع، فبوحمارة لا يستشير إطلاقا موظفيه، بل يتكلف شخصيا بمتابعة كل القضايا، بما فيها القضايا التافهة. ولا يستثني الروكي أحدا، في سلوكه هذا، سوى الصدر الأعظم، سي صالح، رغم طمع هذا الأخير وجشعه، ذلك أنه ليس نصيرا عاديا له.