لأول مرة تسريب صورة إحدى فرق الموت التي ارتكبت المجازر الدموية في التسعينات ،.
ناصر الجن رقم 22
فرقة الموت 192
وظهرت هذه التسمية “فرقة الموت” منذ أن بدأت الجرائم السياسية في أوائل العام 1992 وقد زرعت هذه الجرائم بحكم طبيعتها وأهدافها الشك حولها في عقول الناس. ولم يكن أحد آنذاك يتصور للحظة واحدة (سواء في الجزائر أو خارجها) أن الحكومة الجزائرية ستلجأ إلى التصفية الجسدية، هذا الأسلوب الجبان واللامسؤول لحل خلافاتها مع معارضيها من كل درب وصوب. ولاشك أن هذه الوحدة الخاصة هي الأكثر سرية من بين وحدات الجيش الجزائري. وهي رسميا لا توجد وإداريا مغطاة بالسر الأمني. وتتلقى كل أوامرها شفويا وبنفس الأسلوب تقدم تقاريرها. حيث أنه ممنوع مطلقا أن يكتب أي شيئ يتصل من قريب أو بعيد بهذه الوحدة وعناصرها. أسّست هذه الوحدة بطلب من الجنرال العربي بلخير.. وهي تضم عناصر تمّ اختيارهم بدقّة جداّ عن طريق الاصطفاء الذاتي من طرف مختلف الهيئات الأمنية في البلاد. وفي حال تنفيذ مهام خاصة جدا، قد يضيف اسماعيل العماري أيضا مرتزقة محترفين إلى هذه الوحدة 192. والهدف من ذلك هو تجويد الإنجازات العملياتية لهذه الفرقة على أرض الواقع. ويتم استقدام المرتزقة من طرف اسماعيل العماري شخصيا ومهمتهم هي تعليم الفرقة 192 كيف تقتل سريعا وجيدا، مع ضمان التدريب العملي على الأرض. وكانت من أولى مهمات هذه الوحدة تصفية عدد غفير من ضباط الجيش المناوئين لإيقاف المسار الانتخابي. وقد استاء العربي بلخير جدا من عملية فرار ثمانية جنود من القوات الخاصة ببني مسوس، وأراد أن يتجنب بأي ثمن كان تكرار مثل ذلك . فبات من الأفضل القضاء عليهم بدلا من رؤيتهم ينضمون إلى الطرف الآخر.. والقضية موضع الصراع ليست قضية وحدة الجيش الوطني الشعبي أو مصير الجزائر وإنما سلطة العرابين الذين يرفضون ترك سدة الحكم المهددة. كثير هم الذين تساءلـوا لماذا قبل العربي بلخير منصب وزير الداخلية في حين أنه كان رئيسا للديوان الرئاسي؟ إنه في الحقيقة أراد أن يشرف شخصيا على وضع قطار القمع على السكة إلى جانب إعادة تنظيم الساحة السياسية لإرغام المجتمع الجزائري كله للإنقياد، ولا يترك مجالا للإخلال بخططه. وكان هدفه ولا يزال واضحا وهو بيع الجزائر قطعة قطعة. وإذا عدنا إلى الوراء نستطيع أن نقول أن الوحدة 192 هي من (أجمل) منجزاته! وكان بلخير ينظر بعيدا. واستطاع بالخصوص خلال كل هذه السنوات الأخيرة أن يبقى خلف الستار بعيدا عن الأنظار مثله كمثل محرك دمى عرائس الكراكوز . وتشكل هذه الوحدة الذراع القوية للنظام الخارجة عن إطار القانون والوسيلة القصوى لمعالجة المتمردين. ويحسب لها القضاء على المئات وإعدامهم (غالبا من بين المفقودين المختطفين)، وبشكل خاص تنظيم مجازر المساجين في سجني سركاجي والبرواقية. وإنه بفضل هذه الوحدة قد تغير مجرى الصراع. واستطاعت آلة الرعب مسلحة بـ “عقيدة الإستئصال” أن تطغى على كل الدعوات السائدة في الساحة الجزائرية بإدخال “تكتيك” (أسلوب عمل جديد)، وهو أسلوب المزايدة في استخدام العنف منذ بداية 1994، ولم ينتج عنه سوى الموت. ومارست هذه الوحدة أسلوب الخديعة، وتمثلت إحدى خدعها في اختراق الجماعة الإسلامية المسلحة “الجيا” في منطقة عين الدفلى والمدية، ثم إذكاء الحرب بين الجماعات المسلحة والقضاء على القيادة السرية للجبهة الإسلامية للإنقاذ باغتيال محمد السعيد وعبد الرزاق رجام عام 1995.
ناصر الجن رقم 22
فرقة الموت 192
وظهرت هذه التسمية “فرقة الموت” منذ أن بدأت الجرائم السياسية في أوائل العام 1992 وقد زرعت هذه الجرائم بحكم طبيعتها وأهدافها الشك حولها في عقول الناس. ولم يكن أحد آنذاك يتصور للحظة واحدة (سواء في الجزائر أو خارجها) أن الحكومة الجزائرية ستلجأ إلى التصفية الجسدية، هذا الأسلوب الجبان واللامسؤول لحل خلافاتها مع معارضيها من كل درب وصوب. ولاشك أن هذه الوحدة الخاصة هي الأكثر سرية من بين وحدات الجيش الجزائري. وهي رسميا لا توجد وإداريا مغطاة بالسر الأمني. وتتلقى كل أوامرها شفويا وبنفس الأسلوب تقدم تقاريرها. حيث أنه ممنوع مطلقا أن يكتب أي شيئ يتصل من قريب أو بعيد بهذه الوحدة وعناصرها. أسّست هذه الوحدة بطلب من الجنرال العربي بلخير.. وهي تضم عناصر تمّ اختيارهم بدقّة جداّ عن طريق الاصطفاء الذاتي من طرف مختلف الهيئات الأمنية في البلاد. وفي حال تنفيذ مهام خاصة جدا، قد يضيف اسماعيل العماري أيضا مرتزقة محترفين إلى هذه الوحدة 192. والهدف من ذلك هو تجويد الإنجازات العملياتية لهذه الفرقة على أرض الواقع. ويتم استقدام المرتزقة من طرف اسماعيل العماري شخصيا ومهمتهم هي تعليم الفرقة 192 كيف تقتل سريعا وجيدا، مع ضمان التدريب العملي على الأرض. وكانت من أولى مهمات هذه الوحدة تصفية عدد غفير من ضباط الجيش المناوئين لإيقاف المسار الانتخابي. وقد استاء العربي بلخير جدا من عملية فرار ثمانية جنود من القوات الخاصة ببني مسوس، وأراد أن يتجنب بأي ثمن كان تكرار مثل ذلك . فبات من الأفضل القضاء عليهم بدلا من رؤيتهم ينضمون إلى الطرف الآخر.. والقضية موضع الصراع ليست قضية وحدة الجيش الوطني الشعبي أو مصير الجزائر وإنما سلطة العرابين الذين يرفضون ترك سدة الحكم المهددة. كثير هم الذين تساءلـوا لماذا قبل العربي بلخير منصب وزير الداخلية في حين أنه كان رئيسا للديوان الرئاسي؟ إنه في الحقيقة أراد أن يشرف شخصيا على وضع قطار القمع على السكة إلى جانب إعادة تنظيم الساحة السياسية لإرغام المجتمع الجزائري كله للإنقياد، ولا يترك مجالا للإخلال بخططه. وكان هدفه ولا يزال واضحا وهو بيع الجزائر قطعة قطعة. وإذا عدنا إلى الوراء نستطيع أن نقول أن الوحدة 192 هي من (أجمل) منجزاته! وكان بلخير ينظر بعيدا. واستطاع بالخصوص خلال كل هذه السنوات الأخيرة أن يبقى خلف الستار بعيدا عن الأنظار مثله كمثل محرك دمى عرائس الكراكوز . وتشكل هذه الوحدة الذراع القوية للنظام الخارجة عن إطار القانون والوسيلة القصوى لمعالجة المتمردين. ويحسب لها القضاء على المئات وإعدامهم (غالبا من بين المفقودين المختطفين)، وبشكل خاص تنظيم مجازر المساجين في سجني سركاجي والبرواقية. وإنه بفضل هذه الوحدة قد تغير مجرى الصراع. واستطاعت آلة الرعب مسلحة بـ “عقيدة الإستئصال” أن تطغى على كل الدعوات السائدة في الساحة الجزائرية بإدخال “تكتيك” (أسلوب عمل جديد)، وهو أسلوب المزايدة في استخدام العنف منذ بداية 1994، ولم ينتج عنه سوى الموت. ومارست هذه الوحدة أسلوب الخديعة، وتمثلت إحدى خدعها في اختراق الجماعة الإسلامية المسلحة “الجيا” في منطقة عين الدفلى والمدية، ثم إذكاء الحرب بين الجماعات المسلحة والقضاء على القيادة السرية للجبهة الإسلامية للإنقاذ باغتيال محمد السعيد وعبد الرزاق رجام عام 1995.