كانت أخبار وفرة الذهب بما كان يسمى السودان الغربي تثير لعاب سلاطين مراكش وتلهب أطماعهم، فجهزوا لها حملات النهب التي بدأت منذ 1581م في عهد السلطان الذهبي (لُقِّب هكذا لشغفه بالذهب) بالإستطلاعات ثم أرسل حملة عسكرية سنة 1589م كانت لغتها الإسبانية لأن معظم جندها كان من المسيحيين. إنتهت تلك الحملات بزوال دولة السونغاي المسلمة وحضارة غاو وتمبوكتو بعد أن أقدم القائد الإسباني المدعو "ابن زرقون" على قطع رؤوس العلماء والسادة بأمر من سلطان مراكش، واغتُصبت النساء، وقُتلت الأعيان
ونسوق شهادة من مؤرخ المخزن نفسه أحمد بن خالد الناصري في كتابع الاستقصا إذ يقول :
"وَلما كَانَ آخر النَّهَار هبت ريح النَّصْر وَانْهَزَمَ السودَان فَوَلوا الأدبار وَحقّ عَلَيْهِم الْبَوَار وحكمت فِي رقابهم سيوف جؤذر وجنده حَتَّى كَانَ السودَان ينادون نَحن مُسلمُونَ نَحن إخْوَانكُمْ فِي الدّين وَالسُّيُوف عاملة فيهم وجند جؤذر يقتلُون ويسلبون فِي كل وَجه
مشاهدة المرفق 708693
والغريب في وقتنا الحالي ان بعض اتباع المخزن العلوي اعداء تاريخ الجزائر المجيد يقدسون ملوك الدولة السعدية الذين يزعمون انهم من الاشراف العلويين بينما يمارسون ارذل الخبائث و لا علاقة لهم بالشرف و اتباع العلويين اليوم يدعون احقيتهم في امتلاك منطقة توات و الجنوب الغربي من صحراء الجزائر و حجتهم في ذلك انها منطقة كانت محتلة من قبل السعديين في القرن 16م بالنسبة لاصحاب هذا المنطق العياشي الاعوج ففرنسا ايضا لها الحق مستقبلا للعودة وامتلاك اراضي الجزائر تونس و المغرب لانها سبق واحتلت هذه الاراضي وفرضت بالقوة على سكانها التبعية و الانجليز من حقهم العودة لاحتلال مصر و الشرق الاوسط لانهم احتلوها من قبل وحسب هذا المنطق العياشي فالمسلمين خاصة أهل المغرب الإسلامي الكبير لهم الحق في احتلال وامتلاك دولة اسبانيا و البرتغال لان في القرن 7 ميلادي احتل اسلافهم بلاد الاندلس عزيزي القارئ اليس هذا هو ما يسمى النفايات الفكرية او باختصار العقل العياشي المخزني
وكما سبق الاشارة اليه فان الغزوات المغربية السعدية على مناطق شمال غرب الجزائر او منطقة الجنوب الغربي الجزائري لم تكن سوى غزوات اجرامية تميزت بالنهب و القتل و السبي لسكان المنطقة وبزوال السعديين رجعت تلك الاراضي الى مملكة الجزائر او كما تسمى ايضا ايالة الجزائر
للتذكير منطقة توات في الجنوب الغربي من صحراء الجزائر لم تكن ابدا تابعة لسلاطين العلويين او السعديين الذين غزو تلك المناطق و ابادوا اهلها وعندما حدثت تلك الغزوات المخزنية كان اهل توات يستنجدون دائما بحكام الجزائر العثمانيين و لما دخلت فرنسا بجيوشها الى تلك الصحاري اضطر سكانها الى عقد هدنة و تبعية للاحتلال الفرنسي و لم يقم المخزن العلوي باي محاولة لتحرير تلك المناطق او المطالبة بها الى غاية استقلال الجزائر.
في كتاب المؤرخ الفرنسي اليزي روكلي
يذكر لنا ان سكان توات قرروا بعد دخول الجيش الفرنسي الى المنطقة اعلان استسلامهم و دفع الضرائب الى فرنسا مثل ما كانوا يدفعونها الى داي الجزائر انتهى كلام المؤرخ
يبين هذا النص ان قبل دخول فرنسا كان اهل التوات تابعين لداي الجزائر وليس للمخزن العلوي
انظر صورة مقتبسة من الكتاب الصفحة 849
مشاهدة المرفق 708694