رغم الخسائر الاقتصادية التي سببها الحوثيون لمصر وقناة السويس بعملياتهم العسكرية جنوبي البحر الأحمر، رفضت القاهرة المشاركة في تحالف دولي لضربهم في الوقت الذي تعاني فيه من أزمة اقتصادية طاحنة.. فما الأسباب؟
ألقت الحرب في غزة بظلالها على مصر في الوقت الذي يشهد فيه البلد المحوري وضعا اقتصادياً صعباً للغاية لأسباب أبرزها نقص العملات الصعبة والتضخم المتسارع والتراجع في قيمة الجنيه المصري. ويصاحب ذلك موجة غلاء لم تحدث منذ عقود، ما يثير مخاوف من انفجار الأوضاع.
ومنذ اندلاع الحرب في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، ظهرت مصر كأحد اللاعبين الرئيسيين، حيث لعبت القاهرة دور الوسيط في اتفاقيات تبادل الأسرى والرهائن بين إسرائيل وحماس.
خسائر وازمات تزداد حدة
لكن من ناحية أخرى، تسببت ضربات الحوثيين المستمرة للسفن التي تقول الجماعة إنها كانت في طريقها إلى إسرائيل أو تتبع الولايات المتحدة وبريطانيا في تراجع عدد الناقلات البحرية المارة عبر قناة السويس، ليتراجع معها دخل القناة، أحد أعمدة الاقتصاد المصري.
وبحسب تقارير اقتصادية نشرتها رويترز واسوشيتدبرس فإن 55 سفينة غيرت مسارها بعيداً عن قناة السويس في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي فقط وسط توقعات بارتفاع الرقم، فيما أكدت إدارة قناة السويس أنها تراقب عن كثب تداعيات التوترات الحالية في جنوب البحر الأحمر.
يقول الدكتور أحمد ذكر الله الخبير الاقتصادي المصري من إسطنبول إن المعارك الدائرة جنوبي البحر الأحمر تهدد مصدرا أساسيا من مصادر الدخل بالعملات الصعبة في مصر، "ويزيد من حدة هذه المشكلة ما تمر به البلاد من أزمات داخلية منذ ما يقارب عامين، ما يجعلها غير قادرة على إيجاد موارد بهذه العملات لسداد أقساط وفوائد القروض التي توسعت مصر في اقتراضها منذ عام 2016 وحتى الآن. كما يجعلها غير قادرة على الوفاء باحتياجاتها الداخلية، أيضا نتيجة العجز في الميزان التجاري"، بحسب ما قال خلال اتصال هاتفي مع DW عربية.
لماذا ترفض مصر التورط في ضرب الحوثيين؟ – DW – 2024/1/26
رغم الخسائر الاقتصادية التي سببها الحوثيون لمصر وقناة السويس بعملياتهم العسكرية جنوبي البحر الأحمر، رفضت القاهرة المشاركة في تحالف دولي لضربهم في الوقت الذي تعاني فيه من أزمة اقتصادية طاحنة.. فما الأسباب؟
www.dw.com