كتبت رسالة السلطان الحفصي أبو يحيى زكرياء الأول، من مدينة طرابلس، إلى ملك أراغون James II ، جاءت في الوقت الذي كان يهاجم فيه أهل مدينة سبتة بالمغرب بسفنهم، مراسي وسفن تونس وأسرهم عدد من النصارى ببلاد إفريقية.
وقتها لم يكن ليستطيع سلطان تونس، إرسال سفيره إلى سلطان المغرب مباشرة، كون السلطان أبي حمو موسى ملك تلمسان، كان يهجم على بلاد إفريقية، في محاولة من بني عبد الواد الاستيلاء على ثغورها والتوسع على حساب الحفصيين.
فاضطر السلطان الحفصي لإرسال سفيره مباشرة لملك أراغون بالأندلس لإيصال رسالته لسلطان المغرب ليطلب فيها أهل سبتة بالمغرب التوقف عن مهاجمة بلاده بسفنهم عن طريق البحر.
صورة الرسالة الأصلية، مأخودة من الأرشيف الإسباني لمملكة أراغون، ونصها الكامل أسفل الصورة.
"بسم الله الرحمن الرحيم
صلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً.
الحمد لله والشكر لله.
من عبد الله زكريا أمير المؤمنين أيده الله بنصره وأمره بمعونته، إلى السلطان الحسيب الكبير الشهير الرفيع الأثير الخطير بَاقَمُو ملك أرغون وبلنسية وميورقة ومرسية وقمط برجلونة وقبطان جنرال عن الكنائس وعن الباب ابن السلطان الحسيب الكبير الشهير الرفيع الأثير الخطير بطْرُو وملك أرغون وبلنسية وميورقة وقمط برجلونة وفق الله قصره.
أما بعد فكتابنا هذا إليكم من منزلنا المبارك بطرابلس يمنه الله ونعم الله سبحانه قبلتا مستمرة والآوهُ بدوام الشكر ثابتة مستقرة، والحمد لله حمد يوذن بالمزيد ويشعر بالجديد من نعمه، فالجديد وإلى هذا أرشدكم الله فإنه وصل إلينا القسيس الحسيب الكبير الثقة الأمين بيرُو دِ مُنْمُلُن، فتحدثنا معه فيما بيننا وبينكم من الود الصميم والاعتقاد الخالص السليم، وشافهناه بما يلقيه إليكم في ذلك، فالذي يلقيه لكم نحن أمرناه بإلقائه وهو يبلغه لكم على أكمل أنحائه، لعلمنا بصدقه وأمانته وحسن أدائه ولما نتحققه من انقطاعه إليكم.
وإلى الأخ الأعز علينا السلطان الحسيب الكبير الشهير الرفيع الأثير الخطير فدْريك ملك صقلية أسعده الله تعالى، وقد أكدنا عليه في أن يبالغ فيما يلقيه لكم من تقرير المحبة والصدقاة على نحو ما كان بين أسلافنا وأسلافكم، وعلى ما يكون بين عقبنا وعقبكم إن شاء الله تعالى.
وبعثنا معه كُتباً لـملك المغرب أعزه الله تعالى، في شأن ما لحقنا من أذية أهل سبتة بوصول قطعهم إلى جهتنا، وإفسادهم لمراسينا وأخذهم أجفان النصارى الذين هم منا وإلينا، فإن ما صالحناه من النصارى حُكْمه حُكْمنا، وصون دمه وماله واجب علينا كما نصون دماءنا وأموالنا.
و ملك المغرب أعزه الله عند وصل كتابنا إليه يقطع عنا هو الضرر بأن يأمر أهل سبتة أن لا يقربوا بلادنا ولا يصلوا إلى جهتنا بوجه من الوجوه، فإن احتاج للقسيس الحسيب الكبير بيرُو دِ مُنْمُلُن إلى التدبير معكم في وصول الكتاب المذكور إليه، فأعينوه على ذلك، والله يعين الجميع على ما يصلح الأحوال، وهو سبحانه ولي التوفيق.
كتب في التاسع لشهر محرم عام ستة عشر وسبعمائة، وهو الموافق لليوم الثالث من أبريل."
هنا، نرى اسم "المغرب" و"ملك المغرب"، من طرف السلطان الحفصي ملك تونس وإفريقية، يصف فيها السلطان المريني والمملكة المغربية، منذ القرن 14، في 1316م.
وقتها لم يكن ليستطيع سلطان تونس، إرسال سفيره إلى سلطان المغرب مباشرة، كون السلطان أبي حمو موسى ملك تلمسان، كان يهجم على بلاد إفريقية، في محاولة من بني عبد الواد الاستيلاء على ثغورها والتوسع على حساب الحفصيين.
فاضطر السلطان الحفصي لإرسال سفيره مباشرة لملك أراغون بالأندلس لإيصال رسالته لسلطان المغرب ليطلب فيها أهل سبتة بالمغرب التوقف عن مهاجمة بلاده بسفنهم عن طريق البحر.
صورة الرسالة الأصلية، مأخودة من الأرشيف الإسباني لمملكة أراغون، ونصها الكامل أسفل الصورة.
"بسم الله الرحمن الرحيم
صلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً.
الحمد لله والشكر لله.
من عبد الله زكريا أمير المؤمنين أيده الله بنصره وأمره بمعونته، إلى السلطان الحسيب الكبير الشهير الرفيع الأثير الخطير بَاقَمُو ملك أرغون وبلنسية وميورقة ومرسية وقمط برجلونة وقبطان جنرال عن الكنائس وعن الباب ابن السلطان الحسيب الكبير الشهير الرفيع الأثير الخطير بطْرُو وملك أرغون وبلنسية وميورقة وقمط برجلونة وفق الله قصره.
أما بعد فكتابنا هذا إليكم من منزلنا المبارك بطرابلس يمنه الله ونعم الله سبحانه قبلتا مستمرة والآوهُ بدوام الشكر ثابتة مستقرة، والحمد لله حمد يوذن بالمزيد ويشعر بالجديد من نعمه، فالجديد وإلى هذا أرشدكم الله فإنه وصل إلينا القسيس الحسيب الكبير الثقة الأمين بيرُو دِ مُنْمُلُن، فتحدثنا معه فيما بيننا وبينكم من الود الصميم والاعتقاد الخالص السليم، وشافهناه بما يلقيه إليكم في ذلك، فالذي يلقيه لكم نحن أمرناه بإلقائه وهو يبلغه لكم على أكمل أنحائه، لعلمنا بصدقه وأمانته وحسن أدائه ولما نتحققه من انقطاعه إليكم.
وإلى الأخ الأعز علينا السلطان الحسيب الكبير الشهير الرفيع الأثير الخطير فدْريك ملك صقلية أسعده الله تعالى، وقد أكدنا عليه في أن يبالغ فيما يلقيه لكم من تقرير المحبة والصدقاة على نحو ما كان بين أسلافنا وأسلافكم، وعلى ما يكون بين عقبنا وعقبكم إن شاء الله تعالى.
وبعثنا معه كُتباً لـملك المغرب أعزه الله تعالى، في شأن ما لحقنا من أذية أهل سبتة بوصول قطعهم إلى جهتنا، وإفسادهم لمراسينا وأخذهم أجفان النصارى الذين هم منا وإلينا، فإن ما صالحناه من النصارى حُكْمه حُكْمنا، وصون دمه وماله واجب علينا كما نصون دماءنا وأموالنا.
و ملك المغرب أعزه الله عند وصل كتابنا إليه يقطع عنا هو الضرر بأن يأمر أهل سبتة أن لا يقربوا بلادنا ولا يصلوا إلى جهتنا بوجه من الوجوه، فإن احتاج للقسيس الحسيب الكبير بيرُو دِ مُنْمُلُن إلى التدبير معكم في وصول الكتاب المذكور إليه، فأعينوه على ذلك، والله يعين الجميع على ما يصلح الأحوال، وهو سبحانه ولي التوفيق.
كتب في التاسع لشهر محرم عام ستة عشر وسبعمائة، وهو الموافق لليوم الثالث من أبريل."
هنا، نرى اسم "المغرب" و"ملك المغرب"، من طرف السلطان الحفصي ملك تونس وإفريقية، يصف فيها السلطان المريني والمملكة المغربية، منذ القرن 14، في 1316م.