قبل أربعين سنة قدم السنوار إلى الشيخ أحمد ياسين من خانيونس إلى غزة متحمساً يقنعه أن أوان الانتقال من العمل الدعوي إلى الجهادي قد حان، وبحكمته المعهودة أراد الشيخ أن يختبر مقالته، فقال له: بِمَ ستقاتلهم يا يحيى؟! فقال له: بالذّرّ (الغُبَار)!
فلما رأى مضاء عزيمته وصدق مقالته طلب منه على الفور أن يؤسس لهذا المسار، وهو ما كان.وبعد أربعين سنة تتأكد تلك الإرادة من جديد في صورة عصا من خشب ترفعها ذراع مصابة أختها مبتورة، ويحملهما جسد أنهكته الجراح، وتفرقت فيه الشطايا، لتواجه أرفع الأدوات القتالية لهذه الدولة التي تضاعفت قوتها أضعافا مضاعفة.
لا يمكن إحسان قراءة الخاتمة الشريفة التي وهبت للقائد يحيى دون فحص امتداها الزماني، ولذا قالوا إن حُسن النهايات مَرَدُّه إلى حسن البدايات، وإن تلك العصا فيما نحسب امتداد ذلك الذرّ، كلاهما دليل على توهج تلك الإرادة واشتعال ذلك الإصرار أربعين سنة دون خبو أو انطفاء.إن هذه الصورة شاهد على عميق الإيمان، وعظيم الاستعداد، وأمام جلالها تتهدم إرادة الأعداء، وتسقط دعاية المنافقين، ويتكشف زيف القيادة، ويستبين اختلال البوصلة.
وأمام جمالها ينفضح القلم المكسور، والتجديد البارد، والتدين المغشوش، والعمامة المستأجرة، والفكرة المهزومة.إن في هذا المشهد بيانا وافيا لطبيعة المعركة، وتلخيصا لتاريخ نزال طويل، وتكثيفا لمعان فلسفية عميقة، وتجسيدا للرجاء والحلم الفلسطيني، وتجديدا للذات الحضارية العربية والإسلامية بوصفها أمة الشهادة والشهداء.ولذا ستنبت هذه الصورة المتسللة من التاريخ المجيد للامة ألوفا من الصور مثلها، يتسدد فيها المثال والنموذج، والمسار والطريق، والقبلة والبوصلة، وتحمل معها العزة والكرامة ثم البقاء والخلود.وأدعو من خلال هذه النافذة منتجي الفكر وصناع الجيل إلى توظيف هذه الصورة في بناء ثقافة حية ناهضة، وجيل عزيز مقاوم.اللهم اخلفنا في فقد هذا القائد الاستثنائي، وعوضنا عن هذا السيف من سيوفك، والحمد لله على كل حال، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
فلما رأى مضاء عزيمته وصدق مقالته طلب منه على الفور أن يؤسس لهذا المسار، وهو ما كان.وبعد أربعين سنة تتأكد تلك الإرادة من جديد في صورة عصا من خشب ترفعها ذراع مصابة أختها مبتورة، ويحملهما جسد أنهكته الجراح، وتفرقت فيه الشطايا، لتواجه أرفع الأدوات القتالية لهذه الدولة التي تضاعفت قوتها أضعافا مضاعفة.
لا يمكن إحسان قراءة الخاتمة الشريفة التي وهبت للقائد يحيى دون فحص امتداها الزماني، ولذا قالوا إن حُسن النهايات مَرَدُّه إلى حسن البدايات، وإن تلك العصا فيما نحسب امتداد ذلك الذرّ، كلاهما دليل على توهج تلك الإرادة واشتعال ذلك الإصرار أربعين سنة دون خبو أو انطفاء.إن هذه الصورة شاهد على عميق الإيمان، وعظيم الاستعداد، وأمام جلالها تتهدم إرادة الأعداء، وتسقط دعاية المنافقين، ويتكشف زيف القيادة، ويستبين اختلال البوصلة.
وأمام جمالها ينفضح القلم المكسور، والتجديد البارد، والتدين المغشوش، والعمامة المستأجرة، والفكرة المهزومة.إن في هذا المشهد بيانا وافيا لطبيعة المعركة، وتلخيصا لتاريخ نزال طويل، وتكثيفا لمعان فلسفية عميقة، وتجسيدا للرجاء والحلم الفلسطيني، وتجديدا للذات الحضارية العربية والإسلامية بوصفها أمة الشهادة والشهداء.ولذا ستنبت هذه الصورة المتسللة من التاريخ المجيد للامة ألوفا من الصور مثلها، يتسدد فيها المثال والنموذج، والمسار والطريق، والقبلة والبوصلة، وتحمل معها العزة والكرامة ثم البقاء والخلود.وأدعو من خلال هذه النافذة منتجي الفكر وصناع الجيل إلى توظيف هذه الصورة في بناء ثقافة حية ناهضة، وجيل عزيز مقاوم.اللهم اخلفنا في فقد هذا القائد الاستثنائي، وعوضنا عن هذا السيف من سيوفك، والحمد لله على كل حال، وإنا لله وإنا إليه راجعون.