تاريخ الجزائر

نمط الرقابة(مفعل): سوف تخضع اي مشاركات جديدة للموافقة اليدوية من قبل طاقم الإدارة
حسين ميزومورتو يقذف القنصل الفرنسي 1688

يقول صالح عباد و ابن رقية التلمساني ان الداي ميزومورتو في 1684 لم يرد الصلح مع الفرنسيس منذ البداية و كان يميل إلى مواصلة الحرب الا انه لاقى معارضة من الأوجاق ، لم يدم السلم ، فقد نشبت الحرب مرة ثانية في 1688

إستولى رياس البحر في مارس 1687 على سفينة كانت قرب ساحل مدينة الجزائر بعدما تحققوا بأنها كانت موجهة للتجسس على الأسطول الجزائري و قد كانت هذه السفينة تعمل في خدمة البندقية غير أنها تحمل جواز سفر فرنسي، أُرسلت رسالة بها ختم الباشا ميزمورتو و الداي ابراهيم خوجة إلى وزير البحرية الفرنسية :

« وصل ، تحت علم فرنسا ، سفينة (تجارية) من المشرق ، تم شراؤها في البندقية و تجهيزها في مالطا ، مع 32 من أفراد الطاقم، لقد علمنا منذ أكثر من شهرين أنها ستأتي للجوسسة ، لمراقبة طلعاتنا و التأكد من أننا سنرسل سفننًا لخدمة السلطان ، وكل هذا بأمر من البندقية، من أجل إبقاء أسطولهم على إستعداد بالممر و بالتالي مفاجأة سفننا ... أنت تعرف جيدًا الطريقة التي يجب أن يعاقب بها هؤلاء الأشخاص ومع ذلك ، أطلقنا سراحهم و سمحنا لهم بالقيام بأعمالهم وتركنا للقبطان حرية بيع بضاعته ، بقصد فحص الأمر بشكل أكثر شمولاً ... لم يسمع أحد عن وجود مثل هكذا سفينة في فرنسا من قبل ... أنت تدرك جيدًا أن هذا يتعارض بشكل مباشر مع اتفاقنا مع الإمبراطور »

ارسل قائد القوات البحریة الفرنسـیة هو الآخر رسـالة إلى الـدیوان یخبـرهم فیهـا عـن اسـتیلائه علـى سـفینة جزائریة تحمل جـوازات قدیمـة محاولا اسـتغلال ذلك الوضـع لتنفیذ مطالبـه ، جاء في رسالتـه :

« أُرسل هذه السفينة إلى الجزائر لإعلام حضرتكم بأنني أوقفت إحدى سفنكم لأن جواز سفرها كان قديمًا جدًا. أود أن أشتكي كذلك من أنني وجدت في السفينة المذكورة عددًا كبيرًا من الفرنسيين الذين تم نقلهم كركاب على متن سفن هولندية ، والذين ، على الرغم من أن المعاهدة تظمن لهم حريتهم إلا انهم و مع ذلك كانوا يعتبرون عبيدًا مع المزيد من القسوة عكس الإنجليز الذين أخذوا في نفس المناسبة و لم يتم تقييدهم بالسلاسل مثلهم »

رد عليـه الحاج میـزومورتـو :
« لـیس بعمـل كبیـر أن یتـم الاسـتیـلاء في زمـن السـلم علـى ســفینة تابعــة لدولــة كـدولتنا و إحتجاز سفنية لن يؤدي إلى تسول الدولة و هــذا العمـل فبـالرغم مــن ذلـك لا یلیـق بسـیادتكم لأنـه جدیر باللص لقد كنتم تلقبونـنا باللـصوص و لكـن الآن - الحمد لله - قد انتقلت هذه الصفة منا إليكم و افعلـوا إذن كل ما بـدا لكم و تجنبوا فقط ما ســوف تندمـون علیه فیـما بـعـد »

علِم ميـزومورتو أن بعض من قناصلة الدول التي كانـت في فترة سلم مع الجـزائـر ( من بينها فرنسا ) يقومـون بتزوير جـوازات سفر لصالح سفـن الـدول التي كانت في حرب مع الجزائر حتى تستفيد من مـرور آمن في البحر.

إقتحم ميـزمـورتــو القنصلية الفرنسية و أعتقل القنصل أندري بيول و 372 فرنسي، قيدهم بالسلاسل و أرسلهم للعمل في المحاجـر ، بيعت 11 سفينة فرنسية كانت في الميناء مع حمولتهـا و أرسل طواقمـها للعمل في المحاجر

بعد عودته من فرنسا بيومين ،كتب دينيس دوسو حاكم حصن القالـة (bastion de france) ثـلاث رسائل إلى الـداي و الباشا و الديـوان ، في محاولــة منه للضغـط عليهـم من أجل اطلاق سـراح القنصل ، يحـذرهم فيها من مغبة ما قد يحدث للقنصل الفرنسي و ينصحهم الى الإستماع لصوت المنطق ، رد عليه حكـام الجزائـر في رسالة واحدة :
« نحـن ، باشـا ، داي و ديـوان ، لقد تلقينا رسائلك الوقحة نود حقًا أن نعرف من أتت لتحرر بنفسك كي تعطينا النصائح ... من غير المناسب لك أن تتدخل في إعطائنا نصائح مفيدة كما تقول .. يجب ألا يكون لديك أي آراء أخرى غير تجارتك ولا تجعل نفسك رجل دولة
. .. نريد أن نحذرك بشكل من أنه حتى عندما نأتي لإنهاء العمل مع الإمبراطور ، سيدك ، فلن تُكلف أبدًا بأي شيء يخص المفاوضات ، ولا حتى أنه يمكنك وضع قدمك في الارض ،يكفي أننا نعرفك نحن و الباشا منذ زمن طويل كرجل أكثر ملاءمة لخلط الأمور من إصلاحها لذا ركز فقط على عملك ، واترك أمور الدولة جانبًا ، وإلا فقد تندم على ذلك »

أبحر الماريشال ديستري من فرنسا بصدد قصف الجزائر كانت الجزائر في ذلك الوقت في حرب مع اسبانيا حيث ضرب عليها الداي حصارا يوم 22 جانفي 1688 و دام 5 أشهر تقريبا ، شارك في هذا الحصار العلج جوزيف بيتس الذي نقل لـنا الحـادثــة:

« لقد كنت في الجيش الذي كان موجها لحصار وهران و كان الداي موجودا مع حولي 3000 أو 4000 جندي إضافة إلى قوة كبيرة من المدافع والقنابل لقد فرضنا حصارا عليها لمدة شهور ، إلا أن كل ما فعلناه لم يكن مجديا لان الأتراك في الجزائر لم تكن لهم الخبرة في استعمال القنابل و بينما الإسبان في الجهة الأخرى في موقف دفاعي ، وصلنا خبر أن الأسطول الفرنسي يقترب من الجزائر لقصفها ، وعلى الفور أمرنا الداي بوقف الحصار وضرورة العودة إلى الجزائر »

ظهر الماريشال ديستري أمام المدينة يوم 26 جوان 1688 مع 15 سفينة و 16 قادسًا و 10 قـوارب و أبلغ الباشا أنه سيتم تنفيذ الأعمـال الانتقاميـة ضد المـديـنة إذا تكررت فظائع قذف الفرنسيين في الحرب السابقة

" إذا تكررت نفس الأعمال الوحشية خلال هذه الحرب و إذا تمت ممارسة ما تم ممارسته من قبل ضد رعايا الإمبراطور فإنا سنستخدم نفس الشيء مع الرعايا الجزائريين "

رد الحاج حسين « سيكون قنصلكم الضحية الأولى» كتب ميزومورتو رده في نفس الورقة التي أرسلها المرشال ديستري و لمح في رده أنه بقذفه للقنصل فقد قذف ملك فرنسا.

« تقول إننا إذا وضعنا المسيحيين في فوهة المدفع ستضع أسرانا عندكم في قاذفات القنابل ؛ طيب ! إذا أطلقت قنابل ، فسنقذف ملكك. وإن قلت لي : من هو الملك؟ إنه القنصل. ليس لأننا أردنا حرب ، بل لأنك تطلق قنابل .. إذا كنت قويًا بما يكفي ، تعال إلى اليابسة أو أطلق من مدافع سفنك »

1 جويلية، سقطت القنابل الأولى على المدينة ، أصابت أحدى الكور المدينة ثم سقطت على رأس الداي حيث أصيب في جانبه الأيسر.

2 جويلية ، ارسل ميزومورتو رسالة إلى سفن الغاليوت ( قاذفات القنابل ) مع احد العبيد الفرنسيين ، قال له :

« لقد عُرضت للتو أمام الباشا، لقد أخبرني أنه إذا قام الماريشال بإطلاق قنبلة أخرى، فيمكنه التاكد أن القنصل قد مات ثم بعدها نحن جميعنا ، وبعد ذلك سيموت عبيد الدول الأجنبية مثلنا و بهذا سنتذكر اسم ميزومورتو »

لم يأبه ديستري بتهديدات الداي و واصل القصف.

تم إقتياد القنصل بيول ، العراب مونتماسون ، راهب ، الأخ فرانسيلون ، 3 قباطنة بحريين ، 5 رجال أعمال ، 6 كتاب ، 25 بحارًا إلى المدفع حيث تم تقسيمهم إلى عدة فرق متجهة في مسيرة واحدة.

3 جويلية ، نُقل القنصل بيول إلى المدفع ، وتعرض للضرب المبرح في الطريق حتى أنه انتهى و أغمي عليه قبل أن يصل إلى فوهة المدفع.

5 جويلية، أعدم الاب مونتماسون و راهب و4 فرنسيين آخرين ، الراهب تعرض لتعذيب هو الآخر قبل وصوله.

لقي بقية السجناء في الأيام التالية نفس المصير.

في 16 جويلية توقف القصف و عاد ديستري الى بلاده بعد أن قذف 10420 قذيفة. أصابت الداي نفسه مرتين أصيب قصر الجنينة , بعض سجون العبيد و الثكنات و المساجد ، كما حطمت الكثير من المنازل.

في هذه الفترة نشبت حرب بين فرنسا و بريطانيا فقرر الفرنسيون إرسال وفد للتفاوض ، رفض الداي إستقبالهم

أخذت الحرب أبعادا أخرى عندما اتفق السلطان العثماني سليمان الثاني مع ملك فرنسا على معاهدة تجارية بينهما ، إشترطت فيها فرنسا أن توافق الجزائر على المعاهدة ، رفض مـيزومـورتـو مرة أخـرى ، فأرسل السلطان فرمان إقالته و تعييـن الباشا السابـق إسماعيل باشا في منصبه مرة أخرى، كان الفرنسيون يعولون على وساطة اسماعيل لابراهم معاهدة سلام.

وصل اسماعيل مع فرمان تعيينه الى الميناء ، اخبره ميزمورتو أنه اذا وطأت قدمه ارض الميناء فسيكون دمه مباحا و قال له بالحرف الواحد :
« لسنا في حاجة إلى باشا ولا نريده أبدا، عد من حيث اتيت وإلا رأيت ما سيحل به، كل أمير هو سيد على بلاده، ويبقى كذلك بفضل سيفه وقوته »

هذا ما قاله ميزمورتو لاسماعيل حسب رسالة ارسلها اسماعيل نفسه إلى الملك لويس في 1689 بعد أن هرب إلى المغرب و بقي في مدينة تطوان و من هناك كتب رسالته هذه و بقي هناك إلى أن مات.

إستغل ميزومـورتـو وضع فرنسا المنهار إقتصاديا و عسكريا و إنشغالها بالحرب مع بريطانيا فقرر تكثيف العمليات الجهادية ضد السفن الفرنسية.
أمر بمهاجمة الساحل الفرنسي ، ركز هجومه على مدينة مرسيليا ، فكان كل مرة يباغت المدينة بمدافع سفنه حتى أنه ذات مرة انعقد المجلس الملكي الفرنسي و قالوا « إذا لم يحتلنا الجزائريون من الجنوب سيحتلنا الإنجليز من الشمال »

في 1689 أرسلت فرنسا إلى الجزائر مبعوث المجلس الملكي مارسيل من أجل النظر في اتفاقية سلام و تحسين العلاقات و إرجاعها لسابق عهدها ، تم الإتفاق على تجديد العمل بالإتفاقية السابقة مع إدخال بعض التعديلات على بنودها و ذلك شهر سبتمبر عام 1689م.

المصدر :
- صالح عباد ، الجزائر خلال الحكم التركي
- مراسلات دايات الجزائر مع ملوك فرنسا.
- مذكرات العلج جوزيف بيتيس

FB_IMG_1752179857342.jpg
 
منمنمة للفنان العثماني "نقاش عثمان" عن جيش إيالة الجزائر في طريقه إلى تونس عام 1569م، مع 5000 إنكشاري و 6000 فارس محلّي، تحت قيادة البيلرباي قلج علي باشا الفرطاس.

بعد حصار طويل، تلقت الحامية الإسبانية تعزيزات مستمرة من إسبانيا، لذلك أرسل السلطان سليم الثاني من اسطنبول جيشًا قوامه 22000 رجل تحت قيادة خوجة سنان باشا، و تم طرد الأسبان من تونس.

هذه المعركة كانت رداً على هزيمة معركة ليبانت ضد العصبة الكاثوليكية المقدسة و أكدت على قوة العثمانيين في المتوسط و لكن هذه القوة تزعمتها الإيالات المغاربية التي صارت تتصرف بحرية أكبر في عملياتها ضد السفن الأوروبية سواء كانت في حالة سلم او حرب مع الباب العالي.

FB_IMG_1752180316596.jpg
 
هل كانت إيالة الجزاير ….جزائرية ؟ المؤرخ أبو القاسم سعد الله يجيب…

«يجب توضيح معنى «الجزائرية». خلال الفترة من 1516 إلى 1830 ظهرت الى الوجود دولة جزائرية تقوم على الوحدة الجغرافية والسياسية والاقتصادية للبلاد ، بالاضافة الى الوحدة الفكرية والروحية التي قامت منذ الفتح الاسلامي . كما كانت هذه الدولة مؤيدة من طرف أغلب سكان الجزائر ومعززة بجيش بري وأسطول بحري وذات علم وبرلمان ونقد وعاصمة . وفى نفس الوقت كان للدولة الجزائرية تقاليدها العرفية والديبلوماسية حسب القانون الدولي المعمول به آنذاك

ولم تكن هذه الدولة تعمل أو تمثل مصلحة «دولة أجنبية» كما يزعم أصحاب النظرية الاستعمارية ، وعلى فرض انها كانت على علاقة مع الخلافة فان هذه العلاقة لم تكن سياسية أو قومية ولكنها كانت روحية فقط. و مع ذلك ، فهل كان يجوز في عقل مسلم في ذلك الحين أن يعتبر الخلافة الاسلامية «دولة أجنبية بالمعنى الذي يطلقه عليها (المؤرخ الفرنسي شارل اندريه جوليان) في القرن العشرين ؟

من الواضح ان هذه الدولة كانت تعمل لمصلحة الجزائريين ، فقد أخذت على عاتقها الدفاع عن ترابهم الوطني ومعتقداتهم ونظمهم السياسية. وكانت ، الى جانب ذلك ، تعقد الصفقات والمعاهدات الدولية باسمهم وتسن القوانين والتشريعات بارادتهم . ذلك أن هذه الدولة كانت في الحقيقة موجودة باسمهم . واذن فقد كانت «جزائرية» بكل معنى لهذه الكلمة ، على الأقل في لغة العصر الذي كانت فيه . والمؤرخ المنصف يجب أن يعترف بأن هذه الدولة لم تخل من الفساد و التعفن . ولكن متى كان التعفن والفساد منصورين على النظام «الأجنبي » وحده ؟ ان العالم يشهد اليوم حكومات تزعم أنها «قومية» ، ومع ذلك فهي على غاية من التعفن والفساد والاستبداد والرجعية….

فبعض مناطق الخلافة قد خضعت حينئذ الى حكم محلي أو إقليمي يرتكز في معظم الاحيان في أسرة معينة ، رغم اعتراف هذه العائلات المالكة بالنفوذ الروحي للخلافة . وقد امتازت الجزائر بأنها لم تكن محكومة بأسرة معينة بل نظام برلماني كان يحتوي على بذور صالحة للديمقراطية . فالدايات في الجزائر كانوا يتولون الحكم بطريقة الانتخاب لا الوراثة ، على عكس مصر تحت أسرة محمد علي ، وتونس تحت الأسرة الحسينية ، وطرابلس ( ليبيا ) تحت أسرة الكرمنلي.

وحين يصر جوليان بأن « النظام الاستعماري » الذي طبقته الخلافة « لم يسمح للجزائر أن تتقدم نحو الوحدة » ، فان الباحث لا يملك الا أن يسأله ماذا يعني بهذه « الوحدة » الجزائرية . ان جوليان بلا شك يدرك أن الجزائر كانت قد توحدت فكريا وروحيا قبل أن تظهر فرنسا نفسها الى الوجود ، أي منذ القرن الثامن الميلادي . كما يدرك أيضا أن الجزائريين كانوا قد توحدوا سياسيا حين كان الفرنسيون ما يزالون يبحثون عن كيانهم بين الأمم ، أي منذ القرن السادس عشر الميلادي . غير انه من الواضح أن جوليان هنا يعني « الوحدة الانفصالية » أي فصل الجزائريين عن الحضارة العربية - الاسلامية . وهذه هي نفسها الفكرة التي طالما روجها المؤرخون الاستعماريون وحاولوا تدعيمها بشتى الوسائل من خلال توجيه طاقتنا الثورية ضد بعضنا ، أي نحن أصحاب الحضارة الواحدة . فلكي تكون الجزائر حقا متحدة ومستقلة ، في نظرهم ، كان عليها أن تعلن الانفصال ، باسم القومية الاقليمية ، عن الحضارة العربية الاسلامية.»

أبو القاسم سعد الله، أبحاث و آراء في تاريخ الجزائر. ص 61-64.

#صفحة_إيالة_الجزاير
Nour Brahmia
 
بسم الله على بركة الله

📌يقول الدكتور المؤرّخ ناصر الدّين سعيدوني في كتابه: ورقاتٌ جزائرية.. دراساتٌ وأبحاثٌ في تاريخ الجزائر في العهد العثماني، عن طبيعة الكتابات التاريخية حول تلك الفترة، وهو يتحدّث عن المؤرّخين الفرنسيين وبعض الكتّاب الجزائريين الذين تجاهلوا هذه الفترة: “وبذلك انتهى أغلبُهم إلى القول إنّ تكوين الأمّة الجزائرية يرتبط باندلاع المقاومات ضدّ الفرنسيين، متجاهلين عن قصدٍ أو غير قصدٍ فترة 300سنة ما قبل الاحتلال، التي عرَفت أثناءَها الجزائر مقوّمات الأمّة وكيان الدّولة”

📌يقول مولود قاسم نايت بلقاسم (1927م- 1992م) في كتابه: شخصية الجزائر الدولية وهيبتها العالمية قبل 1830م، عن هذه الفئة المستلَبَة فيقول: “ويركّزون خاصّة -بل وبصفةٍ أخصّ- على عهدٍ من أزْهر عهودنا وأمجد عصورنا ألا وهو العهد العثماني، الذي يشوّهونه ويصفونه بأنّه عهدُ سيطرةٍ تركية وحكمٍ أجنبي، جاؤوا هم متفضّلين علينا بتحريرنا منه، ووجدوا – مع الأسف اللاّذع الذي يجرح في الصّميم – في الجزائر مِن القوم التُّبّع مَن يثرثر بذلك ويخربشُه إلى اليوم”.

📌يقول مبارك بن محمد الميلي (1880م- 1945م) في كتابه: تاريخ الجزائر في القديم والحديث فيقول: “ذلك أنّ الأتراك لم يكونوا ليستقِرّوا بالجزائر لولا تأييد السّكان الجزائريين وترحيبهم بهم، مدفوعين إلى ذلك بدافع العامل الدّيني المشترك الذي كان حينذاك من القوّة بحيث غطّى مؤقّتًا على مساوئ الحكم التركي”.

📌يقول مولود قاسم نايت بلقاسم في كتابه السّابق: (على أنّ طابع الشّخصية الدولية الفذّة، والوجود الدولي البارز، والدور العالمي المشرق الواضح، وممارسة المسؤوليات الدولية بمعنى الكلمة، كلُّ ذلك كان للجزائر بلا منازع في العهد العثماني، المسمّى خطأً وخطأً كبيرًا: العهد التركي)، ويقول عن الإطار الذي نشأت فيه الدولة الجزائرية ودور العثمانيين فيه: (فكما ساهَم أولُ نوفمبر إلى حدٍّ بعيد -إلى أبعد ممّا نتصوّره- في تحرير بلدان المغرب العربي بل وإفريقيا كلّها، فإنّ دعوة الجزائر لبابا عروج وخير الدّين وبعثهما لما سمَّيَاه بدولة الجزائريين قد غيّر مجرَى التاريخ الإفريقي وغير الإفريقي فعلاً). ثم يتحدّث عن دعوة أهل بجاية والعاصمة لهؤلاء الإخوة العثمانيين لإنقاذهم من الاحتلال الإسباني المسيحي: “وتسامَع النّاسُ في بجاية بهؤلاء الإخوة الأربعة (وقد استقرُّوا في جرْبَة بتونس ومعهم ألفٌ من العثمانيين) فأرسل إليهم علماءُ وأعيانُ بجاية يستصرخونهم لإنقاذ الجزائر من البطش الصّليبي”، ويقول عن العاصمة: “ثم جاء الإخوة عروج وخير الدّين إلى العاصمة بطلبٍ من وفدٍ منها من الثعالبة الذين كانون يحكمونها برئاسة سليم التومي”، ثمّ يقول عنهم: “وقادَ الإخوةُ مقاومةَ سكان العاصمة للإسبان إلى أن أخرجوهم منها، وبعثوا ما سمّوه دولة الجزائريين سنة 1516م، وامتدت مقاومتهم للإسبان وللخونة السّائرين في ركابهم والمتعاونين معهم في عدّة جهاتٍ من البلاد، إلى أن استشهدوا ولم يبق إلاّ خير الدّين الذي وَطّد أركان الدولة الواحدة الموحّدة التي كان لها شأنٌ وأيُّ شأن..”.

📌يقول الدكتور أبو القاسم سعد الله (1930م- 2013م) في حوارٍ مع جريدة الحقائق الأسبوعية في مارس 2007م، و هو يجيب عن السؤال: هل تعتبرون الحكم العثماني في الجزائر استعمارًا؟ فقال: “العثمانيون مسلمون مثلهم مثل الجزائريين، كما ينتمون إلى الحضارة العربية الإسلامية الشرقية التي ينتمي إليها معظم المسلمين في زمانهم، وقد تصاهر الجزائريون مع العثمانيين واندمجت أسرٌ كثيرةٌ من الطرفين حتى كوّنت نسيجًا اجتماعيًّا واحدًا، وكان العثمانيون في المستوى الاجتماعي والاقتصادي والثقافي لا يكادون يختلفون عن الجزائريين، ومن ثمّة فإنّ العثمانيين لم يكونوا مستعمِرين كالفرنسيين.. نعم هناك بعض التصرّفات التي قد يتفق فيها العثمانيون مع الفرنسيين، ولكنّ العثمانيين لم ينتزعوا الأراضي من أصحابها ولم يقوموا بحركة توطينٍ على حساب أهل البلاد، ولم يفرضوا على السّكان مذهبًا ولا لغةً ولا ثقافةً معيّنة، ولعلّ أبرز ما تتجلّى فيه العلاقة بين الجزائريين والعثمانيين هو الاشتراك في الجهاد البرّي والبحري ضدّ الغارات الأوروبية المتكرّرة على السّواحل الجزائرية ومدنها”.

📌يقول المستشار برئاسة الجمهورية المكلّف بالأرشيف الوطني والذاكرة الوطنية المؤرّخ عبد المجيد شيخي: “التواجد العثماني بالمغرب العربي وخاصة بالجزائر كان بإرادة الشّعب الجزائري الذي انضمّ بمحض إرادته إلى الدولة العثمانية، والوثائق التاريخية شاهدة على ذلك، كما مكّن التواجدُ العثماني بالجزائر من ميلاد دولة جزائرية بعناصرها الأساسية التي تسير عليها الدولُ حاليًّا..”.

📌يقول أحمد توفيق المدني (1899م- 1983م) في كتابه: هذه هي الجزائر، تحت عنوان: الجمهورية الجزائرية العثمانية، وهي التسمية التي ليست من مبالغاته، بل هي تسميةٌ “فولتير دي بارادي” أحد سفراء فرنسا في القرن 18، وقد ألّف كتابًا قيّمًا سمّاه: الجمهورية الجزائرية في القرن الثامن عشر، فيقول توفيق المدني وهو يتحدّث عن الهجمات الصّليبية للإسبان ضدّ المهجَّرين قسْرًا من الأندلس سنة 1492م إلى بلاد المغرب الإسلامي التي كادت أن تسقط: “.. لولا أن تدخّل القدَرُ وحدثت المعجزة، كانت المعجزة تدخّلُ بطليْن من أبطال الإسلام الخالدين: بابا عروج التركي وشقيقه خير الدّين في ميدان الكفاح الجزائري، وأخذت وُفود المسلمين الجزائريين تَتْرَى على الزّعيميْن البحرييْن طالبةً منهما النّجدة والإنقاذ والإعانة على طرد الإسبان عن السّواحل وعن البلاد”، ثم يقول: “الجمهورية الجزائرية التي تألّق نجمُها ساطعًا خلال ثلاثة قرون (وهي مدة الوجود العثماني) ولم يكن بها من الجند التركي إلاّ ثلاثةُ آلافٍ لا غير..”.

📌يقول المؤرّخ الشيخ عبد الرّحمان الجيلاني (1908م- 2010م)، وهو يتحدّث عن الحملات الصّليبية الإسبانية على الجزائر بعد سقوط الأندلس في كتابه (تاريخ الجزائر العامّ): “وقد مَنّ الله على أهل الجزائر وأوْلَاهُم بمَن يدافع عنهم ويردّ صوْلة هذه الاعتداءات الإفرنجية، وذلك بإلْهَامِهم إلى الالتجاء إلى الأمير البحري عروج وأخيه خير الدّين، وقد أظهرَا من البطولة الخارقة والغيرة الإسلامية على أهل الجزائر والأندلس ما يسجّله التاريخ بأفخر الذِّكر وجزيل الشّكر”

#صفحة_إيالة_الجزاير

كولوغلي محمد
 
تعتبر الدولة الزيرية (971م-1052) احد اعظم الدول التي قامت على ارض شمال افريقيا تاريخياً و تعد أول دولة وحدت بلاد المغرب الكبير،
دولة بنو زيري كما كان يسمى سكانها هي أول سلالة محلية إسلامية تحكم من الجزائر و لها عصبية "صنهاحية" و عاصمة جزائرية خالصة (مدينة آشير) قرب ولاية المدية
و يعد "بلكين بن زيري الصنهاجي" اعظم قادتها و واحد من اعظم القادة الذين مروا على المغرب الاوسط و شمال افريقيا و هو ايضا مؤسس جزائر بني مزغنة (الجزائر العاصمة حاليا)،

 
عودة
أعلى