ارشيف القبس الكويتية
إعداد: ياسر بهيج ومحمد حامد
ملخص اليوم الثاني عشر من حادث اختطاف «الجابرية»:
التوقيت: السبت 16 أبريل 1988
المكان: مطار هواري بومدين - الجزائر
عدد الرهائن المفرج عنهم: صفر
مجموع المفرج عنهم: 71
مجموع القتلى: 2
* أجرى أمير البلاد اتصالاً مع الرئيس الجزائري، فيما أكد سمو ولي العهد ضرورة الحيلولة دون مغادرة الطائرة الكويتية أرض الجزائر، واتخاذ كل الإجراءات اللازمة للحفاظ على أرواح الأبرياء والمحتجزين، مشيرً إلى أن الكويت تعتبرهم أبناء للجزائر وضيوفًا عليها .
* مجلس الوزراء يؤكد من جديد رفض الكويت مجددًا للابتزاز ، والجزائر تسعى لكسب الوقت في المفاوضات مع الخاطفين .
* الخاطفون طالبوا بتزويد الطائرة بالوقود للانطلاق بها خارج الجزائر، وهددوا بقتل جميع الركاب، ونسف الطائرة إذا لم تلب مطالبهم .
* ظهر ثلاثة خاطفين أمام ثلاثة صحافيين في مؤتمر صحافي عقدوه داخل الطائرة قرب الباب، وقال بيان تلاه أحدهم : «نريد وقودًا للتوجه إلى بلد آخر» .
* كان الخاطفون قد أفرجوا عن 71 رهينة، منذ أن أجبروا قائد الطائرة على الهبوط في مطار مشهد .
1988/4/16 (اليوم الثاني العاشر)
في 16 أبريل 1988 اليوم الثاني عشر من عملية الاختطاف، عقد الخاطفون مؤتمرًا صحافيًّا داخل الطائرة، دعوا إليه ثلاثة صحافيين من ممثلي الصحف وكالات الأنباء العالمية، هددوا فيه مجددًا بقتل جميع الرهائن على متن الطائرة، ونسفها، إذا لم تلبَّ مطالبهم بالإفراج عن السجناء الــ17 في الكويت، وطالبوا بتزويد الطائرة بالوقود لمغادرة الجزائر، التي استجابت لهذا المطلب، ليفاجأ الجميع بأن الخاطفين ينوون مغادرة الأراضى الجزائرية لوجهة أخرى، وعلى الفور، ناشدت الكويت السلطات الجزائرية منع الطائرة من الإقلاع، حتى يتم التوصل لحل نهائي .
وسريعًا ماأجرى أمير البلاد الشيخ جابر الأحمد اتصالًا هاتفيًّا بالرئيس الجزائري الشاذلي بن جديد، لبحث الجهود الجزائرية للإفراج عن الرهائن، وتابع مجلس الوزراء تطورات عملية الاختطاف، في حين أكدت الجزائر أنها مصممة على مواصلة المفاوضات لإنهاء مأساة «الجابرية» التي دخلت يومها الثاني عشر، نافية أن تكون قد مارست أي نوع من الضغوط على الوفد الكويتي الموجود لديها .
وعلى الصعيد الشعبي، تجمعت أعداد كبيرة من المواطنين في حسينية بوعليان بمنطقة الدعية، لقراءة الفاتحة والعزاء على روحي شهيدي الطائرة عبدالله الخالدي ، وخالد بندر، وألقوا كلمات تأبين أدانوا فيها هذه الجريمة التي لا يمت مرتكبوها إلى الإنسانية والإسلام بصلة، مؤكدين تأييدهم للحكومة في موقفها الصلب في عدم الرضوخ للابتزاز.
الخاطفون هددوا بمجزرة خارج الجزائر
هدد الخاطفون مجدداً بقتل جميع الرهائن على متنها إذا لم تلبَّ مطالبهم بالإفراج عن السجناء الــ17 في الكويت لكنهم طالبوا بتزويد الطائرة بالوقود لمغادرة الجزائر.
وقال الخاطفون - في مؤتمر صحافي دعوا إليه ثلاثة صحافيين في «الطائرة» - إن جميع الحلول التي اقترحت سيبحثونها مع الجزائريين وإنهم يريدون حلاً شاملاً.
وتابع الصحافيون الثلاثة - أمام مئات المراسلين بعد ذلك - إنهم شاهدوا خاطفاً يمسك برشاش ويجلس داخل الطائرة قرب الباب.
وأضافوا أن الخاطف الذي تحدث إليهم ومن المفترض أنه زعيم المجموعة تكلم أثناء المؤتمر الصحافي الذي استغرق عشرين دقيقة (بين الساعة 2.30 والساعة 2.50) بتوقيت الكويت.
الجزائر: مصممون على متابعة المفاوضات.. ولا نمارس أي ضغط على الكويت
فيما أكدت الجزائر من جهتها أنها مصممة على مواصلة المفاوضات لإنهاء مأساة «الجابرية» التي دخلت يومها الثاني عشر أمس، نافية أن تكون قد مارست أي نوع من الضغوط على الوفد الكويتي المتواجد هناك لمتابعة الجهود الرامية لحل محنة الطائرة.
الأمير اتصل بــ«بن جديد».. والكويت أكدت رفضها الابتزاز
وفي الكويت، أجرى أمير البلاد الشيخ جابر الأحمد اتصالاً هاتفياً مساء أمس مع الرئيس الجزائري الشاذلي بن جديد، في حين تابع مجلس الوزراء تطورات اختطاف «الجابرية»، واستعرض الجهود الجزائرية للإفراج عن الرهائن.
وقال وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء راشد الراشد - عقب جلسة الحكومة التي ترأسها أمس ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الشيخ سعد العبدالله - إن المجلس تابع ردود فعل الشعب الكويتي إزاء الحادث المأساوي ورفضها للابتزاز والإرهاب، كما عبَّر المجلس عن شكره لجهود المنظمة والجزائر. والمواقف الطيبة للشعب اللبناني.
وعلى الصعيد العالمي، «الأسوشيتدبرس» قالت إن نايف حواتمة الذي كان في قاعة التشريفات في مطار هواري بومدين أمس دعا إلى وضع نهاية سريعة للمأساة حتى تركز وسائل الإعلام أنظارها على ما يجري في الأراضي العربية المحتلة.
«نيويورك تايمز»: أحد الخاطفين مطلوب في الولايات المتحدة
في نيويورك قالت صحيفة «نيويورك تايمز» أمس إن أحد خاطفي الطائرة الكويتية في الجزائر يُعتقَد أنه لبناني مطلوب في الولايات المتحدة في ما يتعلق بخطف طائرة ركاب أميركية عام 1985 قتل فيه فرد بالبحرية الأميركية.
وقالت إن مسؤولين بالحكومة الأميركية يعتقدون أن المشتبه فيه الذي قيل إن اسمه حسن عزالدين بين أربعة رجال اتهموا في الولايات المتحدة عام 1985 بالقرصنة الجوية وبالقتل وخطف الطائرة التابعة لشركة الخطوط الجوية العالمية.
ونقلت عن المسؤولين قولهم إن عزالدين على صلة مباشرة بقتل فرد البحرية الأميركي.
وقد اتهم قرار الاتهام عزالدين ومحمد علي حمادي الذي يحاكم حالياً في ألمانيا الغربية لدوره في عملية الخطف عام 1985 بالاستيلاء على الطائرة ومهاجمة ركاب وقتل فرد البحرية الأميركي.
ونقلت الصحيفة عن المسؤولين الأميركيين قولهم إنهم أبلغوا الجزائر أن عزالدين يعتقد أنه على متن الطائرة الكويتية وأنهم يريدون محاكمته.
الخاطفون هددوا بنسف الطائرة
عقدوا مؤتمرًا صحافيًّا في «الجابرية» سمحوا فيه بسؤال واحد فقط
هدد خاطفو الطائرة الكويتية الجاثمة في مطار هواري بومدين في العاصمة الجزائرية مجدداً أمس بنسف «الجابرية» إذا لم تلب مطالبهم بالإفراج عن السجناء الــ17 في الكويت في حين تواصلت المفاوضات الرامية لوضع حد للمأساة التي استغرقت 12 يوماً.
وأبلغ أحد الخاطفين في مؤتمر صحافي عقده في الطائرة بحضور ثلاثة صحافيين بنسف الطائرة إذا لم يتم الإفراج عن السجناء في الكويت.
واستمر المؤتمر لمدة 20 دقيقة.. ولم يسمح فيه للصحافيين إلا بسؤال واحد هو فيما إذا كانوا - أي القراصنة - يريدون تزويد الطائرة بالوقود لمغادرة الجزائر، فأجاب الخاطف بأنه ليس الآن، وإنما بعد التوصل إلى اتفاق.. في الوقت المناسب.
والصحافيون الذين سمح لهم بالصعود إلى أعلى سلم الطائرة لحضور المؤتمر هم: ماري فرانس أوزاندا من وكالة فرانس برس وسيد علي بن حشيش من وكالة الأنباء الجزائرية وصحافي أميركي من «نيويورك تايمز» ولم يسمح للصحافيين الثلاثة بحمل بطاقات هوية وأجهزة تسجيل أو حمل كاميرات للتصوير.
زعيم جبهة تحرير فلسطين نايف حواتمة يطالب بحل سريع
«الأسوشيتدبرس» قالت إن زعيم الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين نايف حواتمة الذي كان في قاعة التشريفات في مطار هواري بومدين دعا في حديث مع الصحافيين إلى ضرورة انتهاء اختطاف الطائرة لأنها جذبت أنظار كل وسائل الإعلام.
وأضاف أن التوصل إلى حل لإنهاء المحنة ضروري جداً لكي تتفرغ وسائل الإعلام لوجهتها الصحيحة وهي التركيز على ما يجري في الأراضي العربية المحتلة.
ولم يعطَ حواتمة تفاصيل عن وجوده في المطار أو حول ما إذا كان يشارك في المفاوضات التي تسعى لإنهاء محنة الطائرة.
وكان الخاطفون قد طالبوا بعقد مؤتمر صحافي يحضره صحافي جزائري واحد وصحافيان أجنبيان.. في حين تواصلت المفاوضات بينهم والمسؤولين الجزائريين.
وقال الخاطفون في رسالة باللاسلكي وباللغة الإنكليزية وجهها أحدهم في تمام الساعة 2.30 بتوقيت الكويت (11.30 بتوقيت غرينتش) نريد عقد مؤتمر صحافي في غضون ساعة واحدة.
ولم يذكر القراصنة السبب في الدعوة للمؤتمر الصحافي.
قرعة بين الصحافيين
إذاعة الجزائر قالت إنه جرى اختيار صحافي من مؤسسة الإذاعة والتلفزيون الجزائري في حين أجريت قرعة بين الصحافيين الأجانب أسفرت عن اختيار صحافي من هيئة الإذاعة البريطانية «بي. بي. سي» وآخر من صحيفة «نيويورك تايمز».. غير أن صحافيين يتكلمون اللغة الفرنسية احتجوا على القرعة وطالبوا باختيار صحافي يتكلم «الفرنسية».
وبعقد المؤتمر سيكون هذا أول اتصال مباشر للخاطفين بالصحافة منذ استيلائهم على الطائرة الكويتية وهي في رحلة من بانكوك إلى الكويت قبل 12 يوماً.
وقد استؤنفت المفاوضات صباح أمس مع الخاطفين وفق السيناريو نفسه الذي اتبع يوم الجمعة حيث أجريت جولتا مفاوضات، وأفادت الأنباء أن الجولة الأولى استغرقت 30 دقيقة.
تنظيف نوافذ الطائرة
وكالة الأنباء الكويتية «كونا» قالت إن الخاطفين طلبوا صباح أمس الصحف اليومية باتصال مع برج المراقبة ولأول مرة طالبوا بتنظيف النوافذ من الخارج ربما بسبب الرطوبة كما طالبوا بتنظيف الطائرة من الداخل ونقل بعض الأغذية إلى الرهائن.
واستمرت المفاوضات الرامية لإنهاء المحنة والعاصمة الجزائرية تعيش أنباء المأساة الثانية باغتيال الزعيم الفلسطيني خليل الوزير «أبو جهاد» على أيدي المخابرات الإسرائيلية والمتواطئين معها، ويخشى المراقبون في الجزائر أن تؤدي انعكاسات الحدث الجديد إلى التأثير في قضية الطائرة الآن والمفاوضات الجارية لأن التفاعلات السياسية للأحداث في المنطقة العربية تتشابك دائماً.
ومازال الموقف في المفاوضات يراوح مكانه حيث يتشدد الخاطفون ساعة بعد ساعة إثر الانقسامات التي دبت بينهم في الوقت الذي نفت فيه مصادر الوفد الكويتي المتواجد في الجزائر بأكثر من مرة أي ضغوط جزائرية أو غير جزائرية للتأثير في الكويت وموقفها الثابت والحازم والمعروف في هذه المسألة.
مفاوضات مستمرة بلا نتيجة
وتدور في الجزائر توقعات عدة عن الحل المحتمل لمأساة الطائرة، أهمها: إمكان نجاح المفاوضين الجزائريين بتحرير عدد من الرهائن كمقدمة لحل هذه القضية، وكان المفاوضون الجزائريون قد تعاقبوا على دخول الطائرة أول من أمس ست مرات متتالية طوال النهار وحتى الليل من دون أن يتمكنوا من الوصول إلى نتيجة على الصعيد العملي.
ويبدأ اليوم الثاني عشر لاختطاف الطائرة والركاب مازالوا مقيدين ومعزولين ويعيشون ظروفاً لا إنسانية تحت تهديد السلاح في الوقت الذي يحاول به المفاوضون الجزائريون تقريب وجهات النظر بين الخاطفين وأصحاب القرار هنا في مصير الطائرة.
الجزائر مصممة على إنهاء المحنة.. وتنفي الضغط على الوفد الكويتي
ونفى مصدر جزائري مسؤول أن تكون بلاده قد مارست أي نوع من الضغوط على الوفد الكويتي الموجود حالياً في الجزائر لقبول شروط مختطفي الطائرة.
وأكد راديو الجزائر أن المفاوضين الجزائريين مصممون على مواصفة جهودهم الإنسانية لإنهاء حادث اختطاف الطائرة.
وعاشت الجزائر أمس يوماً حاراً شديداً منذ ساعات الصباح الأولى، وأثناء بث هذه الرسالة التقطنا اتصالاً بين برج المراقبة والخاطفين في الطائرة الذين طالبوا لأكثر من مرة بإيصال صهاريج للوقود لشحن المحرك الرابع داخل الطائرة الذي يفيد في تشغيل مكيفات الهواء، وهذه المشكلة تعيشها الطائرة الكويتية منذ وصولها إلى الجزائر.
توقعات جزائرية بأن يلين حلول رمضان موقف الخاطفين
ويعتقد في الجزائر أن حلول شهر رمضان الكريم ربما يؤثر في تليين موقف الخاطفين الذين يدعون الإسلام، وذلك لإتاحة الفرصة لإطلاق سراح الرهائن وتمكينهم من أداء هذه الفريضة المقدسة فريضة الصوم بين أهاليهم في الكويت.
وكان مفاوضون جزائريون قد عقدوا أول من أمس سلسلة اجتمعات مع الخاطفين الذين يطالبون بالإفراج عن 17 سجيناً في الكويت.
ويحتجز الخاطفون ما يقدرب نحو 31 رهينة على متن الطائرة «الجابرية».
ولم تسفر الاجتماعات التي عقدت أول من أمس مع الخاطفين والتي تراوحت مددها بين دقيقتين و50 دقيقة عن أي انفراج في الأزمة التي أصبحت واحدة من أطول حوادث اختطاف الطائرات.
الكويت كررت مراراً بأنها لن تذعن للخاطفين
وكانت الكويت قد تعهدت مراراً بعدم الإذعان لمطالب الخاطفين الذين جعلوا اثنين من الرهائن يوجهون نداءات عبر لاسلكي الطائرة يوم الجمعة الماضي.
وقال دبلوماسيون غربيون في الجزائر إن الخاطفين يرفضون التوصل إلى حل وسط في المفاوضات مع الوسطاء الجزائريين الذين يرأسهم وزير الداخلية الجزائري الهادي خضيري.
وقالت الوكالة الجزائرية للأنباء: إن مسؤولين كويتيين في مطار هواري بو مدين لمتابعة تطورات الأزمة أشادوا بالأسلوب الذي يتبعه الجزائريون في التفاوض مع الخاطفين.
وقد ضمَّن الجزائريون وفد الوساطة خبراء ذوي تجارب سابقة في التفاوض في مثل هذه الحوادث للتباحث مع الخاطفين الذين يعتقد أن عددهم ثمانية أشخاص والذين برهنوا على أنهم مساومون هادئو الأعصاب لا يعرفون الملل.
وكان الخاطفون قد قتلوا رهينتين كويتيين في توقف سابق للطائرة في مطار لارنكا في قبرص لدعم مطالبهم بإعادة تزويد الطائرة بالوقود.
وقال دبلوماسيون غربيون وعرب إن من بين الوسطاء الجزائريين ضابط أمن رفيع هو محمد طاهر الذي يشار إليه باسم «الحاج» في الإشارات اللاسلكية المتبادلة بين برج المراقبة وما يطلق عليها الخاطفون «طائرة الشهداء العظام».
وقال الدبلوماسيون إن طاهر يلعب على ما يبدو دوراً بارزاً في المفاوضات وقد قام بزيارتين على الأقل من الزيارات الست إلى الطائرة يوم الجمعة. ولم تذكر أي تفاصيل عن المفاوضات.
وكان الخاطفون قد أفرجوا عن 71 رهينة منذ أن أجبروا قائد الطائرة على الهبوط في مطار مشهد في شمال شرقي إيران في الخامس من نيسان أبريل الحالي. وكان أحدث رهينة أفرج الخاطفون عنه هو كويتي عمره 70 عاماً وأخلي سبيله ليل الخميس الماضي.
وفي العاصمة الجزائرية بدا أن الرهائن يقدم لهم أساساً الكيك والمشروبات الخفيفة. وطلب أحد الخاطفين في اتصال لاسلكي ليلة الجمعة الماضية التقطه الصحافيون ارسال 50 قطعة كيك إلى الطائرة وقال إن الركاب نائمون.
ولا يزال الأمن قليلاً حول الطائرة الكويتية المختطفة.
ويوم أمس هو اليوم الرابع لوصول «الجابرية» إلى مطار الجزائر بعد أن أمضت خمسة أيام في مطار لارنكا القبرصي حيث جاءت إليه من مطار مشهد الذي جثمت فيه قرابة ثلاثة أيام حين حولها الخاطفون إلى هناك.
(الجزائر – الوكالات)
السيارة الصفراء المعبر الرئيسي للطائرة
منذ أن حطت طائرة الجمبو الكويتية في مطار الجزائر يوم الأربعاء الماضي لازمتها سيارة صفراء تحمل المفاوضين الذين يجرون بانتظام اتصالات مع قراصنة الجو.
- من طائرة الشهداء إلى السيارة الصفراء.
- السيارة الصفراء تستمع.
هكذا تبدأ دوماً الاتصالات بين المفاوضين الجزائريين وخاطفي طائرة الجمبو، وهذه السيارة الصفراء الصغيرة من طراز «لادا نيفا» السوفيتية الصنع التي يملكها مطار الجزائر تستخدم كمحطة لاسلكي في المفاوضات، وتظل السيارة على مرأى من الخاطفين ويراقبها المصورون، على بعد مئة متر من الجناح الأيسر للطائرة.
وتشكل السيارة الصفراء المعبر الإلزامي لكل حوار لاسلكي بين برج المراقبة والطائرة مع أن حشداً من الصحافيين يلتقط البث بانتظام.
وما يمكن سماعه من هذه الحوارات يقتصر على الطلبات الروتينية مثل الوقود والمحرك والطعام والصحف وأيضاً التمهيد للاتصالات المباشرة.
أما الأمور المهمة فتجرى كلها داخل الطائرة في مأمن من الآذان الفضولية.
والحاج محمد طاهر الرجل البارز في هذه المفاوضات هو صاحب السيارة الصفراء وكلمته هي الأكثر نفاذاً في المطار على الأقل بالنسبة إلى الذين يتكلمون العربية.
وتنتقل أيضاً سيارات أخرى بين الطائرة وصالون الشرف حيث تجرى المحادثات الجزائرية ــ الكويتية ويتزاحم الصحافيون على المقاعد المريحة والخطوط الهاتفية النادرة. وأخيراً على مسافة 50 متراً من البوينغ يمكن رؤية بعض سيارات الإطفاء والشرطة والتلفزيون الجزائري يذرع راكبوها المدرج جيئة وذهاباً.
وعند قدوم الليل تضاء طائرة البوينغ الضخمة بكشافات موجهة باستمرار على قمرة القيادة في حين يسهر المصورون متيقظين ومجهزين بعدساتهم القوية في الطائرة العملاقة يستعد 31 رهينة لإمضاء يومهم الثاني عشر في هذا الأسر الشاق.
(الجزائر - أ.ف.ب)
مشكلة مياه.. وروائح كريهة
شغلت مشكلتا المياه والروائح الكريهة خاطفي طائرة الركاب الكويتية.
وبدأ يوم أمس بأن ألقى الخاطفون تحية الصباح على برج المراقبة عبر اللاسلكي باللغة العربية الساعة 9.15 بتوقيت الكويت من صباح أمس (الساعة 6.15 بتوقيت غرينتش).
وبعد اتمام هذا الاتصال طلب الخاطفون على الفور صحفاً وافطاراً لهم ولنحو 31 رهينة.
وتساءل برج المراقبة في إشارة لاسلكية التقطتها «رويترز» إن كان بوسعه ارسال شاحنة عليها فني صيانة للطائرة لفحص نظام المياه ولتنظيف الطائرة. ورد أحد الخاطفين بأدب قائلاً نعم يا سيدي متحدثا بالإنكليزية.
واشتكى أحد الخاطفين بعد ذلك بوقت قصير من أن العداد الذي يبين ضغط المياه في الطائرة لا يتحرك وإن الروائح الكريهة تنبعث من دورات المياه.
وأضاف قوله: «لقد عرفت من العداد هنا. أنه لا يتحرك، ينبغي أن يتحرك نحو الصفر ثم يرتفع ثانية».
وقال الخاطف في إشارة إلى فني المطار «ربما لا يكون مؤهلاً للقيام بذلك».
وقال برج المراقبة إنه سيعاد فحص نظام المياه ورد الخاطف بقوله ليكن يا سيدي».
ويدل ذلك على المعرفة التقنية التي أظهرها الخاطفون منذ اختطافهم الطائرة في الخامس من نيسان- أبريل الحالي خلال رحلتها من بانكوك إلى الكويت.
(الجزائر – رويترز)
https://alqabas.com/article/5743917 :إقرأ المزيد