اعتقد طريق الإجابة عن كيف نحمي "هؤلاء" -وخليك فاكر هؤلاء دي علشان حنحتاجها بعدين- يمر من طريق كيف وصلنا لهذه الحالة المفزعة.
خلينا نتفق ان السياسة تفرغ من معناها إذا دارت في إطار طائفي، لذلك مشكلة لبنان بدأت من يوم ما بشارة الخوري حط يده في يد رياض الصلح وأقروا الميثاق الوطني اللبناني علي أساس المحاصصة الطائفية: استطيع ان افهم وجاهة اتفاق الطائف كضرورة مرحلية لوقف نار الحرب الأهلية يتبعها إجراءات سياسية وتشريعية لبناء وطن عصري يقوم على قيم المواطنة، لكن الخطأ كان في اعتمادها وتقديمها كخارطة طريق للبنان في المستقبل، هذا لان ممارسة السياسة في إطار طائفي تجعل خدمة الوطن والمواطنين مؤثر ثانوي في سير العملية السياسية، لأن طول ما العنصر الطائفي موجود سيظل يطغى علي ما عداه وسيظل الناخب السني يفضل الشيطان السني علي الملاك الشيعي، الناخب الدرزي يفضل الفاشل الدرزي علي العبقري الماروني وهكذا.
الدرس من تجربة لبنان ليس فقط نبذ الطائفية بل ضرورة الحرص علي قيم المواطنة، وان الدول لا تُبني علي الأمر الواقع ولكن علي المستقبل المأمول، والدساتير من المفترض ان لا تعبر عن توازن القوي ولا حتي عن وضع الشعب كما هو، انما توضع لبناء الحاضر لا لإقراره..لان شرعنة المحاصصة الطائفية ترتب عليها ان الوضع السياسي اصبح شديد الهشاشة، ذلك لان المعادلة التي تم التوصل إليها كانت عبارة عن انعكاس لقوة كل طائفة لحظة عقد الإتفاق، وبالتالي كلما تغيرت خريطة القوى الطائفية -وده حتمي مع مرور الوقت تستطيع آن تراه الان مع اتساع نفوذ حزب الله - أصبحت الطائفة التي إزدادت قوة غير راضية عن مكتسباتها وتحارب من أجل تغييرها لأن الصراع السياسي اصبح صراع صفري ومن اجل ان يكسب فيه طرف مساحة ما لازم تخسر بقية الأطراف، فتحولت الحياة السياسية في لبنان إلي طوائف كل همها تقوية نفسها وأبناءها والإستقواء بالخارج بدلا من أحزاب تتنافس علي مصلحة المواطن ولا حتي صراع شعبوي يخوضه الحزب من أجل "إقناع" أكبر عدد من المواطنين بايديولوجيته.
لو متفقين على هذا الطرح، ومعنيين فعلًا بسلامة لبنان حتماً سنعيد النظر في كلمة "هؤلاء" لنخرجها من حيزها السني لتشمل كل لبنان. هنا أعتقد ان لا حل من خارج لبنان إلا بتفاهم سعودي ايراني..حل لا أحبذه لكن ربما نصل اليه كمنتج ثانوي حال حدوث مفاوضات سعودية ايرانية مباشرة على ملفات أكبر.
طبعا لا أحتاج ان ادلل على خطورة وحتمية فشل تسليح جبهة سنية في لبنان، لان التجربة أثبتت صحة المعادلة: سلاح+لأند كروز= ولاية داعشية
وطبعا لا يخفى على احد ان سبي فاتنات جبل لبنان وحده قادر ان يجلب لنا جيش من "الجهاديين" اوله في إربد وآخرة في بوركينا فاسو