مفهوم آية قرآنية عند عامة الناس خاطئ فأحذر ان تكون منهم

ابو مهند الزهراني

صقور الدفاع
إنضم
8 يونيو 2015
المشاركات
25,043
التفاعل
84,963 2,751 6
الدولة
Saudi Arabia
مفهوم آية قرآنية عند عامة الناس خاطئ فأحذر ان تكون منهم


1767178497914.png


هناك مفاهيم خاطئة شائعة لآيات قرآنية بين عامة الناس
اما بسبب اختلاف اللهجات او ان بعض الكلمات لها معانٍي لغوية دقيقة تختلف عن الاستخدام الدارج

امثلة على ذلك
مثل فهم يَشْرِي بمعنى يشتري
وهي في كتاب الله تعني يبيع

( وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ )


أومفهوم السلم بمعنى السلام
وهي تعني في كتاب الله الاستسلام

( فَإِنِ اعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ يُقَاتِلُوكُمْ وَأَلْقَوْا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ )

أو قائلون بمعنى "يقولون
وهي تعني في كتاب الله نائمون وقت الظهيرة

( وَكَم مِّن قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا فَجَاءَهَا بَأْسُنَا بَيَاتًا أَوْ هُمْ قَائِلُونَ )

أو حتى الأم في فأُمُّهُ هاوية
(وهي تعني في كتاب الله مأواه وليس والدته)

مما يتطلب تدبرًا وضوابط شرعية لفهم المعنى الصحيح

وهنا الآية ﴿ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ﴾
يعتقد اغلب العامة من الناس انها بمعنى يُحرِّشُ بينَ الناسِ ويعمل الفِتَنَ والمشاكل
وان زرع الفنتة والمحارشة بين الناس ذنبها اشد ممن يقتل الانفس او قتل نَفسًا

وهذَا غَلَطٌ ومخالِف لِنصوص القراءن الكريم
بل وفيه تكذيب لحديث رسولِ اللهِ ﷺ
حينَ سُئِلَ عَن أيِّ الذنوب أعظم
فقال:
الشرك بالله
قيل له ثم أيّ
قال:
قتل النفس التى حرم الله

فمن المقطوع به عند المسلمين
أن قتل النفس أكبرُ وأشد ذنب عند الله بعد الكفر بالله
وليس عَمَل المَشاكِل والفِتَنِ بِأَشَدَّ مِنهُ

فَاحذَر يا هداك الله أنْ تورد الآية في غير محلها
وأحذر حذرا شديدا من أن تعتقد هذا المعنى الخاطئ للآية.

﴿وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ﴾
تعني أن الشركَ بالله ودفع الناس عن دينهم (الفتنة عن الدين)
أشد من القتل
وليس الفتنة بين الناس والمشاكل
فالفتنة اي (الشرك) تخرج من الملة وتخلد صاحبها في النار

سببَ نزولِ الآيةِ
أنّ رسولَ اللهِ ﷺ أرسلَ بعض الصحابةِ إلى موضعٍ بين مكةَ والطائفِ، حتى يتحسسوا أخبارَ المشركين
ولم يأمرهم ﷺ بالقِتَالِ
فلما وصلوا إلى هذا المكانِ ونزلوا به مرّت بهم قافلةٌ وفيها عمرُو بنُ الحضرميِّ ومعه ثلاثةُ أشخاص
فقتلوا عمرَو بنَ الحضرميِّ وأسروا اثنينِ وفرَّ الثالثُ
فجاؤوا بالقافلةِ والأسيرينِ لرسولِ اللهِ ﷺ
فالنبي ﷺ أنكر عليهم ذلك لأنه لم يأمرهم بالقتالِ
ولأنه كان القتالُ في أحدِ الأشهرِ الحُرُمِ، وكان مُحرمًا القتالُ فيها قبلَ أن يُنسخَ الحكمُ

فالمشركونَ أنكروا قالوا هذا محمد يدعي الخير ثم يرفع السيف في مثل هذا الشهر
وعَابُوا على المسلمينَ بأنهم قاتَلُوا في الشّهر الحرامِ

فرَدَّ اللهُ علَيهِم وذَمَّهُم بأَنهم ارتَكبُوا رأسَ الذّنبِ وهوَ الشِّركُ
فكيفَ يَعِيبُونَ على المسلمِينَ على أنهم قاتلوا في الشهرِ الحرام
وما هُم علَيهِ أَشَدُّ مِن هذا لأنّ الشِّركَ هوَ أعظَمُ الظُّلم والفتنِ

فأنزل الله تعالى في تبكيتهم وزجرهم قوله:
﴿وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ﴾ أي كفركم بالله وعبادتكم للأصنام أشدُ من القتال في مثل هذا الشهر
وليس معنى الآية أن الفتن أشد ذنبا عند الله من القتل
وإن كان عمل الفتن بين الناس أمرٌ نَهَى عنهُ الشرعُ وحَذَّرَ منهُ وهُو طبعُ أهلِ الفسادِ والنفاقِ والرذائل.
 
عودة
أعلى