الحجم المطلوب للقوة المهاجمة attacking force يعتمد على نوعية الاستخبارات، درجة المفاجأة، وحدود القوة النارية التي يستطيع المهاجم تأمينها مقارنة بمستوى التحضيرات التي أعدها المدافعين defender's ضمن تراكيب المدينة. حدود مقاومة المدافعين تعتمد على وضعهم في المدينة من ناحية الانفصال أو الاندماج و الإندماجأمع مع السكان المحليين، مقدار الدعم الخارجي الذي يحصلون عليه، مخزونهم الشخصي من الغذاء والسلاح والذخيرة. في الحقيقة، المدافعين في المدن لديهم ثلاث خيارات تكتيكية: الدفاع في العمق defense in depth، دفاع القطاع الرئيس key-sector defense، والدفاع النقال أو المتحرك mobile defense. الدفاع في العمق يقترح مجموعة من التحضيرات للدفاع الداخلي والخارجي. دفاع القطاع الرئيس يعني بتأمين الحماية للمناطق الحيوية، وعلى الأخص تلك التي تطل على الطرق والممرات الرئيسة للمدينة. الدفاع النقال أو المتحرك هو أحد خيارات المدافعين ويستند في مفهومه على انجاز الهجمات المضادة counterattacks تجاه القوات المهاجمة ومواقع تمركزها.
نيران الأسلحة المباشرة المضادة للدروع المحمولة من قبل المشاة حيوية وضرورية جداً في جميع مراحل القتال في البيئة الحضرية وهذا يتضمن أيضاً الأنظمة الثقيلة الموجهة منها. الأسلحة الخفيفة المضادة للدبابات light-antitankweapons تستخدم أوليا لدعم عملية الاستيلاء ومسك موطئ القدم. استخدامها الرئيس الآخر يتركز على مشاغلة ومحاربة عربات العدو المدرعة ضمن حدود المنطقة (يجب ملاحظة أن بعض الأسلحة المضادة للدبابات تحتاج عند الإطلاق لفضاء كافي لاستيعاب العصف الخلفي back-blasts). هذا النوع من الأسلحة ليس فعالاً بما فيه الكفاية كقذائف الدبابات لتحييد الأهداف المعادية المستترة خلف جدران خرسانية. هم يستطيعون تحييد الهدف فقط إذا كان هذا الهدف يقف مباشرة خلف نقطة التسديد المحددة.
مدينة كاركيف Kharkiv تحت القصف المدفعي الروسي الشديد !!
في الحروب الحديثة، خطة الدعم الناري fire support لمعارك البيئة الحضرية قد تتطلب قصف مدفعي وجوي شامل يسبق الهجوم الأرضي وتقدم القوات الصديقة. تقمع هذه النار المساندة نيران المدافعين وتحدد حركتهم وتحطم مواقعهم المحتملة. على أية حال، استعمال النيران غير المباشرة في البيئة الحضرية ينتج عنه الكثير من الأنقاض والحطام rubble، الذي يمكن أن يستعمل عملياً كغطاء لتخفي المدافعين من جهة، ومن جهة أخرى هو قد يقيد حركة القوات المهاجمة ويمنعها من التقدم بحرية.
لذلك السبب، التمهيد بنيران المدفعية artillery preparation يجب أن يكون قصيراً ومركزاً في آن واحد، ويجب أن يكون متبوعاً مباشرة بهجوم القوات الصديقة من أجل استثمار حالة الارتباك لدى المدافعين. وبينما تكون قوات العدو مقموعة ومكبوتة بالنيران المساندة، تنتقل وحدات المناورة maneuver units قرب خط التنسيق النهائي. القوات المهاجمة ستشتبك مع الهدف في النهاية، ونيران المدفعية سوف ترفع وتنقل لموضع آخر لإعاقة انسحاب قوات العدو أو منعه من تعزيز مواقعه الدفاعية من جديد.
المهمة الرئيسة والأكثر صعوبة بالنسبة للمدفعية، هو الاضطلاع بدور مؤثر وحاسم ضد الدفاعات المعادية المضادة للدبابات وتوفير الدعم الناري الفعال. ففي البيئات المفتوحة يمكن للمدفعية أن توجه نيرانها ضد الخطوط الأمامية للدفاع، بحيث تدمر الأسلحة المضادة للدروع المكشوفة أو المتخندقة، أما في البيئة الحضرية والممدنة urbanizedterrain فإن معظم الأسلحة المضادة للدروع تكون مخفية بشكل جيد تحت الأرض، أو في المباني والإنشاءات الهيكلية المنتشرة في المدينة، ولهذا يصعب تعيين الأهداف، فمعظم الأهداف تمت تغطيتها وحجبها من قبل العدو، كما أن الممرات وطرق الحركة تم إخفاؤها بعناية.
فمراقبي العدو متمركزين ومتحصنين فوق قمة الأسقف وأسطح المباني المنتشرة، وقد تستخدم قواته مجاري الصرف الصحي أو الأنفاق والممرات الأرضية للتنقل بين مواضعها، لذلك الأهداف يجب أن تخطط وتوجه نحو الدروب الرئيسة، عند تقاطعات الطرق وباتجاه تحصينات العدو المعروفة أو المحتملة. في هذه الظروف يبرز دور وأهمية المراقبين الأماميين forward observer للاستطلاع وتحري مواضع الكمائن المحتملة. كما ينبغي تحديد واختيار نمط النيران المناسب لكل مهمة، سواء المباشرة منها direct fire، أو غير المباشرة indirect fire، وكذلك اختيار الذخيرة الملائمة لمواجهة هذا التحدي.
أسلحة الهجوم السقفي مثل الأمريكي Javelin والسويدي NLAW أثبتت قدرة كبيرة على تدمير الدبابات الروسية المجهزة بدروع تفاعلية !!! ويلاحظ هنا تأثير الضربة من قمة البرج حيث تسبب ثقب الدروع في حدوث إنفجار كبير لمخزون الذخيرة رافقه طيران البرج من مكانه !!!!! فقط للتوضيح، نمط الإنقضاض القوسي للصاروخ Javelin يختلف نهائيا عن نط الهجوم القوسي للسلاح NLAW والإختلاف يشمل الرؤوس الحربية المستخدمة !!!
مقارنة بعربات القتال المدرعة وقدراتها القتالية، فإن الخصائص المميزة لدبابات المعركة الرئيسة مثل النيران المباشرة القوية direct fire، القدرة على المناورة maneuverability، تأثير الصدمة shock effect، تتيح لها فرص تقرب أكثر من مواقع العدو لسحقها وتدميرها. إن سرعة تقدم الدبابات في العمليات الحضرية مرتبطة كثيرا ومتلازمة مع سرعة تقدم المشاة المرافقين لها، حيث يتيح العمل سوياً القدرة على تدمير أو إزاحة قوات العدو من مواضعها الدفاعية الحصينة. أفراد المشاة يتولون عادة عملية الحركة والتقدم خلال المناطق الحضرية، والدبابات تتبعهم وتوفر لهم مراقبة قريبة close overwatch.
وفي حال اكتشاف المشاة لموقع معادي أو هم صادفوا مقاومة، ترد الدبابات فوراً بنيران الإسناد لتثبيت العدو في مكانه أو قمعه واخماده وبالتالي السماح للمشاة بتطوير الموقف. بعد وقت كافي من تطوير الموقف وإجراء استطلاع قصير المدى short-range reconnaissance، يعمل المشاة على توجيه الدبابات لتتحرك وتتقدم للأمام، كما يتم تعيين أهداف محددة للدبابات لمشاغلتها. عمل المشاة يتضمن في أحد نواحيه مرافقة الدبابات أثناء تقدمها للأمام ووصولاً إلى المواضع التي توفر غطاء أفضل covered location حيث يمكن تسديد النيران المباشرة. قائد الدبابة يجب أن يتوقف في موقع آمن نسبياً ويخرج رأسه من كوته السقفية ليستطلع المشهد أمامه ويحدد الأهداف ذات الأولوية التي سيوجه إليها نيران سلاحه الرئيس.