خلال المعارك الضارية في العاصمة الشيشانية غروزني، فضل المقاتلون الشيشان إعداد الكمائن المنظمة لضرب نقاط الضعف في القوات المهاجمة، وعملوا على مهاجمة القوافل الروسية غير المدافع عنها بشكل كافي، ولجأوا لما يسمى بتكتيك "الرمية الواحدة"single-round tactic. فبعد إطلاق رشقة من النيران المضادة للدروع، المقاتلون كانوا يختفون فوراً وسط الركام أو المباني المنتشرة في المحيط، بحيث كان يصعب تحديد مواضعهم واستهدافهم.
لقد استخدموا حيلة جيدة وعملية لتدمير الدروع الروسية وهزيمتها بأدوات التفجير المتحكم بها عن بعد remote-controlled explosive، وقاموا بزرع قذائف المدفعية شديدة الانفجار من عيار 152 ملم على جوانب الطرق، وتفجيرها من بعيد عن طريق السلك أو الإشارات اللاسلكية الخاصة بأجهزة البيجر pager، ليتبعوا هذه العملية بنيران الأسلحة الآلية وقذائف RPG التي أطلقت من مدى قريب جداً، سمح للشيشانيين بإنجاز الضرر الأقصى في أهدافهم الروسية المدرعة.
دبابة T-72B روسية فقدت إحدى عجلات الطريق بعد أو وطأت لغم أرضي مضاد للدروع !!!
الأرقام المستقاة من صراعات دولية عدة أشارت إلى معدلات خسائر أعلى بسبب الألغام المضادة للدبابات. فقد بلغت خسائر قوات الأمم المتحدة بالدبابات في الحرب الكورية 60%، في حين أن 70% من خسائر الدروع الأمريكية في حرب فيتنام كانت نتيجة الألغام المضادة للدبابات، علماً أن هذه الأرقام المروعة نجمت عن استخدام ألغام الجيل الأول المجهزة بصواعق الضغط pressure fuse. وبانتشار النزاعات المحدودة منذ السبعينات، اللغم الأرضي كما هو الحال مع البندقية الآلية، أصبح السلاح المفضل للعديد من المنظمات والميليشيات المسلحة حول العالم. هم ليسوا أطول عمراً وأكثر فاعلية فقط durable/effective، لكنهم أيضاً متوفرين بسهولة من قبل الحكومات بالإضافة إلى الشبكة العالمية الواسعة لمجهزي الأسلحة الخاصة. وإذا ما أمعنا النظر في ما تحقق من تطور في ألغام الجيل الثاني، المجهزة بشحنات متطورة وصواعق الكترونية، تتضح لنا جسامة التهديد الذي تمثله الألغام في أي صراع محتمل في المستقبل.