و هل كنت ترضى أنت أن تكون بجوارك حكومة إخوانية تحلم بالخلافة لازم تترحمو على الجيش الجزائري لولاه لا كانت شمال إفريقيا يحكمها أبو بكر البغدادي
الحسن الثاني نصح الجيش الجزائري آنذاك بالسماح لجبهة الإنقاذ بالحكم وإشراكها في السلطة
وهي النصيحة التي عمل بها ابنه محمد السادس
لو سمحتم لجبهة الإنقاذ بالمشاركة في السلطة لاصطدموا بالواقع ولعرفوا أن الحكم صعب والتحديات كبيرة
ولفهم الشعب أن أصحاب الشعارات وحسني النية ومطلقي اللحية ليسوا دائما الأصلح، فالمهم هي الكفاءة
هذا ما اكتشفه جل المغاربة مع تجربة العدالة والتنمية
لكن النظام الحاكم في بلدك فضل قتل الأبرياء، وإدخال البلاد في حرب أهلية قتل فيها ربع مليون جزائري، على مشاركة جبهة الإنقاذ في السلطة
نظام الحكم الذي لا يتمتع بالمرونة سينكسر
وجود الجزائر الآن مهدد بسبب صلابة وعدم مرونة فكر النظام العسكري الحاكم، ونتمنى ألا تكتشفوا هذا الأمر متأخرين فمهما كان لا نريد تطاحن فرنسا وروسيا وتركيا على حدودنا
كان من السهل على النظام ضبط الشارع مع توفر الموارد المالية اللازمة
أما الآن فالجزائر تضربها الأزمة تلو الأزمة، والأمور تزداد سوءا، لن ينقذ الجزائر إلا المرونة السياسية مع المعارضين من شعبها بإدماجهم في الحكم
تعرف جيدا أن المغرب مر من أزمات اجتماعية واقتصادية خطيرة
في الثمانينيات فرض عليه البنك الدولي التقويم الهيكلي ليحصل على القروض لدفع الرواتب
رغالبا تعرف ماذا يعني التقويم الهيكلي الذي يفرضه البنك الدولي ! هو التقشف باختصار وقلة دوران المال في السوق وتضرر القدرة الشرائية
لماذا صمد النظام والدولة في المغرب ؟ ببساطة لأنه نظام مرن استوعب معارضيه سواء كانوا من اليسار أو الإسلاميين.
وأنهي كلامي بالرد على الفقرة الأخيرة من كلامك بالقول أنه لولا الجيش الجزائري لسقطت شمال افريقيا
عزيزي المغرب وصلت إلى حدوده إمبراطورية من حجم العثمانية وعجزت عن احتلاله وتحالفت عليه دول الممانعة والاشتراكية في الصحراء ولم يزحزحوه. نحن دولة أمة هذا سر الصلابة التي تميز الدولة أمام التحديات الخارجية.