الذخائر الذكية اثناء الحرب العالمية الثانية.

موضوع رائع كعادة الكاتب !!!! في الحقيقة إستاذي فكرة السلاح الجوي الذي يمكن التحكم به عن بعد وتوجيهه نحو الهدف بعد أطلاقه، تعود إلى زمن بعيد في التاريخ العسكري. فقد أجرت وزارة الدفاع الأمريكية خلال الحرب العالمية الأولى تجارب على قنبلة موقوتة طائرة، تدعى "الحشرة" The Bug لكنها لم تستعمل ميدانياً قط، وحذر نقاد هذا السلاح الجديد من أن أجهزة التوجيه والتحكم به كانت غير جديرة بالثقة. وفي عام 1923 كررت التجربة على طائرة بحرية بدائية موجهة عن بعد أطلق عليها Wild Goose، إلا أن نظام التوجيه في هذه الطائرة لم يكن أفضل من سابقه.

في الواقع، فكرة الأسلحة الموجهة لم تتحقق بوجهها المقبول إلا خلال الحرب العالمية الثانية، عندما استخدمت البحرية الألمانية في شهر مارس من العام 1943 الطوربيد الموجه صوتياً acoustic-homing torpedo الذي أطلق عليه G7e/T4 Falke. أستخدم هذا السلاح أولاً على الغواصات البحرية U-boats وكان له دور في إغراق عدة سفن تجارية لقوات التحالف.

بعدها بشهرين اختبر الأمريكان طوربيد صوتي مشابه في عمله للطوربيد الألماني، أطلق عليه Mark-24. هذا السلاح كان معداً للإطلاق من طائرة الدورية البحرية PBY-5، وبالفعل في استخدامه الأول استطاع إغراق الغواصة الألمانية U-640. ومع العام 1945 استطاع هذا السلاح إغراق عدد 37 غواصة ألمانية ويابانية والإضرار بعدد 18 أخرى.

في شهر سبتمبر من العام 1943 وبعد أربعة أشهر من تدمير الغواصة U-640، هاجمت 15 قاذفة قنابل ألمانية من طراز Dornier-217 الأسطول الإيطالي بقنابل إنزلاقية موجهة راديوياً radio-guided، أطلق عليها Fritz X، واستطاع هذا السلاح الذي كان يزن 1540 كلغم، إغراق السفينة الحربية الإيطالية Roma. ويذكر التاريخ كيف قامت طائرتي Dornier-217 بإطلاق قنبلتين من هذا النوع بتاريخ 9 سبتمبر من العام 1943 على السفينة الإيطالية في موقع عند جبل طارق، ومن ثم إغراقها على الفور.
 
عودة
أعلى