سأكون معك صريحة أخي الكريم،
شخصياً لم أكن أنوي المشاركة في هذا الموضوع، لكنني رديت لأن الأستاذ نمر منشني وسألني عن رأي حول "تصريح بن علوي"، ولذلك علقت احتراماً للأستاذ نمر الذي له معزة خاصة عندي،
لربما أخي الكريم وجدت تعليقي "يلامس القشور" كما تفضلت بالقول،
لكن الحقيقة أنا لستُ مجبرة أن أدخل في تفاصيل ما كان يسمى بـ "ثورات الربيع العربي"، ولستُ مجبرة أن أشرح مفهوم الديمقراطية وتاريخ الديمقراطية في دول العالم كما ذهب إليه البعض من الأخوة المتداخلين بالموضوع،
أنا فقط ملزمة بالرد حول "تصريح بن علوي" من منظوري، ولذلك رديت على قد السؤال الذي طرحه الأستاذ نمر،
بالنسبة لما تفضلت به أخي الكريم، فهو من منظورك وهو سرد خاص ببلادك وما مرت بها خلال ما كان يسمى بثورات الربيع العربي، وهذا السرد قد لا ينطبق على بلادي البحرين،
ما حدث في مصر وتونس وليبيا وسوريا واليمن وأي دولة أخرى خلال ثورات الربيع العربي مختلف تماماً عن ما حدث في بلادي البحرين،
مثال بسيط، في البحرين لم يكن لدينا فقر وبطالة بالمفهوم وبالشكل الذي كان موجود في دول عربية أخرى مرت بها ثورات الربيع العربي، بالطبع ليس هناك دولة يوتوبيا ولكن الوضع في البحرين خلال ثورات الربيع العربي لم يكن أيضاً بذلك السوء الذي كان عليه في دول عربية أخرى،
الغالبية العظمى ممن كانوا يقودون تلك الثوارة في البحرين كانوا ميسورين الحال لأبعد الحدود، كانوا موظفين إما في القطاع الحكومي أو القطاع الخاص والكثيرين منهم كانت درجاتهم الوظيفية عالية، وعدد كبير منهم كانوا أطباء يعملون في مستشفيات حكومية ورواتبهم كانت مرتفعة فكما هو معروف أن رواتب الأطباء خاضعة تحت بند "التخصصية" ورواتب التخصصية مرتفعة، وبالاضافة إلى أنهم كانوا أطباء في مستشفيات حكومية فإن عدد كبير منهم كانوا يملكون عيادات خاصة،
كما أن عدد من الثوار كانوا رجال أعمال، وغالبية الثوار كانوا يملكون سيارات فارهة مثل لكزيس ورانج روفر وغيرها من أحدث موديلات السيارات في عام 2010م، كانوا يركنون سياراتهم الفارهة بجوار "الدوار" ويرفعون شعارات ثورية كاذبة،
ولذلك، ما حدث في البحرين لم يكن الهدف "عيش حرية عدالة إجتماعية" كما كان في مصر أو تونس أو أي بلد آخر، ما حدث في البحرين كانت محاولة لاختطاف البحرين عبر ركوب موجة ثورات الربيع العربي.