الامبريالية الامريكية وخطر ارهاب سلاحها النووي اليوم على العالم

احمد

عضو
إنضم
30 يناير 2014
المشاركات
1,430
التفاعل
2,193 2 0
الدولة
Egypt


ألامبريالية الأمريكية
و
خطر إرهاب سلاحها النووي اليوم على العالم

" إن نزع السلاح هو مَثل أعلى للاشتراكية ، ففي المجتمع الاشتراكي لن تكون ثمة حروب وسيتحقق بالتالي نزع السلاح "
لينين
أولاًــ المذهب الحربي الامريكي ـ أدلة على الارهاب والعدوان .

أن العقيدة العسكرية لأي دولة تتحدد بالدرجة الأولى بطبيعة النظام السياسي والآقتصادي ـ الاجتماعي والأيديولوجي الحاكم، أي هناك علاقة وثيقة بين العقيدة العسكرية وطبيعة النظام القائم ولا يمكن الفصل بينهما, كما تعكس العقيدة العسكرية الموقف المبدئي والرسمي للدولة من مسألة الحرب والسلم .
يقوم المذهب الحربي للأمبريالية الأمريكية على أساس "مبدأ" الهيمنة والتوسع والعدوان من أجل قيادة العالم وبهذا الخصوص أكد الرئيس الأمريكي السابق ترومان في رسالتة الى الكونغرس الأمريكي علم 1945 إن ((النصر الذي أحرزناه قد وضع الشعب الأمريكي ، أمام ضرورة دائمة وملحة وهي : ضرورة قيادة العالم )). إن جميع الرؤساء الأمريكان إبتداء من ترومان ولغاية اليوم قد تبنوا فكرة تخالف المنطق والشرعية ألا وهي : " يجب على أمريكا أن تقود العالم " ؟!.
حددت أمريكا موقفها من الاتحاد السوفييتي والذي صادق علية الرئيس ترومان في أيلول عام 1946 بوصفه وثيقة رسمية رئيسية (( يجب على الولايات المتحدة الأمريكية أن تكون مستعدة لشن حرب ذرية وجرثومية ضد الاتحاد السوفييتي ….إن الحرب ضده ستكون" كلية " اي أرهب بكثير من أية حرب سابقة ، ولهذا يجب على الدوام إبتكار أنواع الاسلحة الهجومية والدفاعية سواءاً بسواء )).
في آب( أغسطس ) 1948 صادق مجلس الامن الوطني في الولايات المتحدة الأمريكية على التوجية رقم 20/1 ((أهداف الولايات المتحدة الامريكية حيال روسيا )): تخفيف بأس ونفوذ موسكوحتى الحدود التي لن تمثل فيها فيما بعد خطراً على السلام والعلاقات الدولية ، وتغيير نظرية وممارسة العلاقات الدولية التي تتمسك بها الحكومة المتسلمة زمام الحكم في روسيا تغييراً جذرياً )) ثم جاء في التوجية " المقصود قبل كل شيء ، أن يكون الاتحاد السوفييتي ضعيفاً من الناحية السياسية والعسكرية والنفسية بالمقارنة مع القوى الخارجيةالمتواجدة خارج حدود رقابتة ".
في سنة 1945 ، خطط البنتاغون قصف 20 مدينة سوفييتية بالقنابل الذرية ،وكان من المقرر في سنة 1948 قصف 70 مدينة سوفييتية بـ 200 قنبلة ذرية حسب خطة " تشاريوتر " ، وفي سنة 1949 قصف 100 مدينة بـ 300 قنبلة ذرية حسب "خطة درويشوت " ، وفي سنة 1950 ، قصف 120 مدينة سوفييتية بـ 320 قنبلة ذرية حسب " خطة ترويان".
وجاء في التوجيه الرئاسي رقم 59 لعام 1980 والذي أصبح معروفاً في العالم أجمع ، إذ صيغ فيه هدف الولايات المتحدة الأمريكية بمزيد من الصراحة " أن نقضي على الاشتراكية كنظام إجتماعي ـ سياسي ، أن تكون البادئة في إستعمال السلاح النووي ، أن تبلغ التفوق على الاتحاد السوفييتي في الحرب النووية وتنهيها بشروط مفيدة لها ". وهذه ليست نصوص مكتوبة ، بل تدعمها أعمال ملموسة ، كما أن هناك أكثر من 12000 شحنة قتالية على الوسائل النووية الستراتيجية مصٌوبة الى الاتحاد السوفييتي ، فمنذ أن أخذت الولايات المتحدة الامريكية تتسلح بالسلاح النووي ، لم تنكر يوماً عزمها على أن تكون البادئة في إستعماله .والتعويل على الضربة النووية الاولى تخلل جميع المذاهب الحربية الامريكية التي ظهرت بعد الحرب"العالمية الثانية ومنها مبدأ" الانتقام المكثف " و "الفعل المرن" و"الترهيب الواقعي " و "مذهب الكونية الجديدة "والذي ينص على مجموعة من التدابير السياسية والاقتصادية والايديولوجية والعسكرية لأجل "دحر الشيوعية" وعلى إستعمال القوى
المسلحة بنحو سافر ضد البلدان التي تستشف بها أمريكا خطراً على" مصالحها ذات الاهمية الحيوية" .
أنشأت أمريكا نظاماُ عالمياُ للإدارة يشمل زهاء 130 هيئة حكومية وعسكرية عليا بما فيها : جهاز الرئيس بوصفه القائد العام الاعلى ، مجلس الامن القومي ، لجنة رؤساء هيئات الاركان ، القيادة الجوية الستراتيجية ، هيئات إدارة القيادات المتحدة في القطاعات الستراتيجية ( أوربا ، المحيط الاطلسي ،المحيط الهادئ ،أمريكا الوسطى والجنوبية ، )، القيادة المركزية المتحدة ، القيادة الفضائية المتحدة ، قيادات القوات البرية ، والقوات الجوية الحربية والقوات البحرية الحربية،وكالة المخابرات المركزية وغيرها. كذلك يشمل النظام العديد من المراكز القيادية الأساسية والاجتماعية المحمية من التأثير الذري ، ومراكزقيادية متحركة جوية وأرضية وكذلك منظومات اساسية وإحتياطية للآدارة والمواصلات تؤمن نشاطها ، وفي جميع المراكز القيادية أقيمت مناوبة دائمة من 24 ساعة في اليوم ، وفي النظام العالمي لأدارة القوات المسلحة الامريكية ، تستخدم على نطاق واسع منظومات مؤتمتة للادارة والمواصلات .
ثانياً ــ أمريكا والارهاب النووي ضد الشعوب .
نقدم بعض الاساليب والبراهين الملموسة والمستندة على أساس وثائق رسمية للادارةالامريكية وتصريحات كبار المسؤولين في أمريكا ... إن ذلك يعكس الجوهر المتغطرس والعدواني للنظام الامبريالي الأمريكي ضد الاتحاد السوفييتي وضد الشعوب المسالمه ، وتعكس هذه الادلة والبراهين الاستعدادات العسكرية لأمريكا لشن هجوم نووي على الاتحاد السوفيتي منذ عام 1945
ولغاية عام 1991 ، ولايزال هذا النهج المتوحش مستمراً لغاية اليوم .
اعلنت الادارة الامريكية منذ عهد ترومان ...ريغان ...بوش الأب ...وبوش الإبن ، الحملة الارهابية على الاتحاد السوفييتي وغيره من البلدان الاخرى وعلى الشعوب الرافضة لنهجهم المتطرف ، بدليل إن أول خطة لهجوم الولايات المتحدة على الاتحاد السوفييتي مع إستخدام أسلحة الابادة الجماعية قد أعدت بعد شهرين فقط من إنتهاء الحرب العالمية الثانية ، ومع ذلك يدعٌون إنهم ديمقراطيون !!
إن هدف أمريكا من هذا النهج اللاديمقراطي هو خلق تفوق عسكري قائم على القدرة النووية لتوجيه ضربة نووية ضد الاتحاد السوفييتي وتقويض النظام الاشتراكي العالمي مع إستخدام أسلحة الابادة الجماعية ، إلا أن هذا النهج اللاشرعي قد فشل في تحقيق هدفه اللامشروع خلال الفترة 1945-1991 ، بسبب إمتلاك الاتحاد السوفييتي للسلاح النووي والذري .... وبهذا تم خلق توازن عسكري نسبي بين موسكو وواشنطن وبين المعسكر الاشتراكي والمعسكر الرأسمالي ، وبسبب قوة النظام الاشتراكي السياسية والاقتصادية والعسكرية وخلال أكثر من نصف قرن عاشت شعوب العالم بما فيها شعوب الغرب الامبريالي وشعوب البلدان النامية بأمان وإستقرار نسبي وتم كبح ولجم الغطرسة الامريكية ومنع تدخلها وتطاولها على الشعوب والانظمة الوطنية والتقدمية في العالم .
عام 1945--- صيغت في التوجيهين رقم 329 و 329/1 اللذين أقرهما الرئيس ترومان في تشرين الثاني( نوفمبر ) خطة للعدوان على الاتحاد السوفييتي تنص على قصف 20 مدينة بالقنابل الذرية .
عام 1946 – شكلت قيادة جوية استراتيجية مهمتها تحطيم الاتحاد السوفييتي " بضربة نووية واحدة "للمراكز الصناعية الكبرى . وقرر الهجوم على الاتحاد السوفييتي حسب خطة "بيتشر " في الفترة بين صيف 1946 وصيف عام 1947 .
عام 1947--- وضعت خطة "برويلر " التي تقوم على إستخدام الاسلحة النووية " أبكر فترة ممكنة "بعد بدء العمليات العسكرية وذلك لقصف 24 مدينة سوفييتية بالقنابل .
عام 1948--- بناء على توجيه مجلس الامن القومي رقم 30 ، منح رئيس الولايات المتحدة حق إتخاذ قرار إلاستخدام "الفوري والفعّال " للاسلحة النووية من دون موافقة الكونغرس . وكانت خطة " فروليك" [والتي إطلق عليها فيما بعد إسم " غرينبر "] تفترض هجوماً مفاجئاً على الاتحاد السوفييتي بإستخدام الاسلحة النووية بعد إسبوعين من بدأ العمليات العسكرية .ونصت خطة" فليتود " [ألتي أطلق عليها فيما بعد أسم "هافمون "] على تدمير 70 مدينة سوفييتية بواسطة 130 قنبلة ذرية .
عام 1949--- عيٌنت خطة " درويشوت" موعد الهجوم على الاتحاد السوفييتي بإستخدام 300 قنبلة ذرية في 1 كانون الثاني( يناير ) عام 1957 . وأقرت خطة " تروجين " ألتي نصت على قصف أكبر مدن الاتحاد السوفييتي بواسطة 155 وحدة من الاسلحة الذرية ، وخطة " أوفتيكل " التي نصت على توجيه الضربات الذرية الى مدن سوفييتية بواسطة 200 قنبلة ذرية مع إبادة 30 مليون إنسان .
عام 1951 --- أقرت اللجنة الموحدة لرؤساء أركان الولايات المتحدة "خطة طارئة" تقوم بموجبها القاذفات الستراتيجية بتوجية ضربة الى منطقة واقعة بين مدينتي موسكو و غوركي بواسطة 20 قنبلة ذرية ، والى لينينغراد بواسطة 12قنبلة ، والى المشاريع الصناعية في منطقة الفولغا وحوض الدون بواسطة 52 قنبلة ، والى القفقاس بواسطة 15 قنبلة والى فلاديفوستوك وأوركوتسك بواسطة 15 قنبلة .
عام 1952 --- تم تفجير جهاز نووي حراري ، وهو النموذج الاول للاسلحة النووية من الجيل الثاني . لقد نوى الرئيس ترومان ، اللجوء الى الاسلحة النووية في خلال الحرب الكورية وكان ينطلق من إمكان تدمير موسكو ولينينغراد وبكين وشنغهاي ، وكذلك المدن السوفييتية والصينية الكبرى الأخرى .
عام 1953 --- أقر الرئيس إيزنهاور فكرة الهجوم النووي بلا مبرر على الاتحاد السوفييتي في" أنسب لحظة للولايات المتحدة" . وقد ضعت قاذفات ستراتيجية عابرة القارات وصواريخ متوسطة المدى .
عام 1954--- بناء على المفهوم السياسي الخارجي حول " القضاء على الاشتراكية " أعدت مجموعة التخطيط المستقبلي لللجنة الموحدة لرؤساء الاركان تقريراً ينص على " الحث المتعمد " للحرب ضد الاتحاد السوفييتي في " المستقبل القريب" وقد صادق الرئيس لهذه الحالة على توجيه" ضربة وقائية " الى الاتحاد السوفييتي .
عام 1955 --- أصدرت اللجنة الموحدة لرؤساء الاركان أمراً بالاستعداد " لإلحاق ضرر بليغ " بنصف المؤسسات على الأقل في المراكز الصناعية للاتحاد السوفييتي . إن وثيقة البنتاغون " مجموعة تقييم أنظمة الاسلحة " التقرير رقم 12 قد عللت "أفضلية " توجيه ضربة أولى الى الاتحاد السوفييتي مهمتها التدمير الفوري لكل أهدافه العسكرية الهامة . ووضعت هيئات المخابرات قائمة تتضمن 5000- 6000 هدف في الاتحاد السوفييتي يخضع للتدمير في غضون ساعتين بعد بدء العمليات العسكرية ، ووضع أول صاروخ بالستيكي عابر للقارات .
عام 1956 --- جرى إعداد برامج الصواريخ البالستيكية العابرة للقارات "أطلس" و" تيتان "و " مينيتمين "والصواريخ الباليستيكية للغواصات "يولاريس " التي تطلق من موقع تحت الماء والصواريخ الباليستيكية متوسطة المدى "جوبيتر" و
" نور" .
عام 1957--- شرعت القيادة السياسية والعسكرية العليا في إعداد برنامج عسكرة الفضاء ، بما في ذلك صنع أقمار التجسس الإصطناعية ووسائل الانذار المبكر بهجوم جوي او صاروخي على الاتحاد السوفييتي . ووضعت خطط لنشر قاذفات في أوربا لإ ستخدامها لـ "أغراض نووية تكتيكية " وطرح مفهوم الحرب النووية المحدودة التي تبقى بموجبها أراضي الولايات المتحدة بمنآى عن الضربة الجوابية .
عام 1959--- بإيعاز من الرئيس صاغت اللجنة الفرعية للامن القومي مفهوم " الجمع الأمثل " للضربات النووية الموجّهه الى الاتحاد السوفييتي والبلدان الاشتراكية الاخرى . وأعدت "قائمة شاملة للاهداف العسكرية "وإفتراض إستخدام 1850 قاذفة ستراتيجية ومتوسطة قادرة على إيصال أكثر من 4700 قنبلة نووية في الغارة الواحدة وكذلك مئات المقاتلات المزودة بذخائر نووية ومرابطة قرب حدود الاتحاد السوفييتي في المطارات وحاملات الطائرات .
عام 1960 --- شُكلت هيئة أركان موحدة لتخطيط الأهداف الستراتيجية ووضعت" خطة شاملة وسريعة موحدة للهجوم النووي " تنص على توجيه الضربات بأكملها وإلى كل الاهداف عقب بدأ الاعمال العسكرية ضد الاتحاد السوفييتي . وقد طالت قائمة الأهداف كثيراً وصارت تضم اهدافاً في أراضي الاتحاد السوفييتي والبلدان الاشتراكية الأخرى . وفي ذلك الوقت كانت الترسانة النووية الامريكية قد إزدادت من 1000 رأس حربي عام 1955 الى 18000 ألفاً . ودخل صاروخ "بولاريس "مجال التسلح.
عام 1961 ---شرعت إدارة كندي في إعادة بناء نوعية لعناصر القدرة النووية الحرارية وخطط إستخدامها ، وأقرت اللجنة الموحّدة لرؤساء الاركان " الخطة السريعة الموحّدة الشاملة للهجوم النووي " الثانية التي تنص على خمسة أشكال لتوجيه الضربات الى البلدان الاشتراكية ، بحيث تكون أهدافها :القوات الستراتيجية السوفييتية ، مجمعات الدفاع الجوي للأهداف العسكرية ، وقوات المهمات العامة ، الدفاع الجوي للمدن الكبرى ، نظام قيادة وتوجيه القوات المسلحة ، المراكز السكنية والصناعية الكبرى .
عام 1962 --- أََُدخلت " الخطة السريعة الشاملة الموحّدة للهجوم النووي "الثانية في كومبيوترات القوات المسلحة . وعرض وزير الدفاع على الرئيس خطة تطوير " الضربة الماحقة الأولى " ضد الاتحاد السوفييتي . وتقوم الكومبيوترات بوضع" النموذج الأمثل " لتوجيه ضربة نووية " وقائية " الى الاتحاد السوفييتي .
عام 1963--- صاغ البنتاغون مفهوماً إستراتيجياً جديداًحول " الخسارة المحدودة "وبناءعليه ينبغي للضربة النووية الاولى الموّجهه الى الاتحاد السوفييتي أن تخفض كثيراً من خسائر الولايات المتحدة في حالة توجيه ضربة جوابية.
عام1964 ---بدئ بنشر الصواريخ الستراتيجية ذات الرؤوس المتجزئة في قواعد على الأرض .
عام 1965---إتخذ قراربتزويد الصواريخ الباليستيكية للغوٌاصات " بوسيدون س ــ 3" بأجزاء رؤوس مع 10ــ 14 من رؤوس "مارك ــ 3 "الحربية ذات التسديد الفردي .
عام 1966 --- بتوجيه من " راتوكوربوريشن " والمراكز العلمية لصناعة الطيران الفضائي ومعهد ماساتوسيتس التكنولوجي التي درست بتكليف من البنتاغون أشكال ستراتيجية الضربة ألأولى ، قرر تزويد الجيل الجديد من الصواريخ الباليستيكية العابرة للقارات برؤوس حربية متجزئة ذات تسديد فردي .
عام 1967--- أُعدت الخطتان السريعتان الشاملتان الموّحدتان للهجوم النووي " الثالثة والرابعة ، وبناءعليهما خصص لتوجيه الضربة الى الاتحاد السوفييتي 400شحنة نووية مهمتها إبادة 25 % من السكان وتدمير 70% من الصناعة . وقد وسّعت قائمة الأهداف في الاتحاد السوفييتي الى10000 ، وذلك نتيجة لزيادة عدد تلك الأهداف مثل أجهزة إطلاق الصواريخ الباليستيكية العابرة للقارات وقواعد الغواصات ونقاط قيادة الوسائل النووية المتوسطة المدى .
عام 1968--- أُ جريّت التجارب الأوّلى على صواريخ " مينيتمين ـــ3 " ذات الرؤوس الحربية المتجزئة ، وجرى بناء
ساحات للمجمعات والعناصر الحربية لنظام الدفاع المضاد للصواريخ "سينتينيل" المخصص للحماية من الضربات الصاروخية المنفردة ، وأقرت خطط صنع الصاروخ الستراتيجي للغواصات "ترايدنت " .
عام 1969--- بدئ بإعداد سلاح جديد للضربة النووية الأولى وهو صاروخ باليستيكي متوسط المدى يتمتع بدقة متناهية في إصابة الهدف " بيرشنغ ــ2" .
عام 1970---وضعت في حالة تأهب للقتال المجموعة الأولى من 10 صواريخ " مينيتمين ـ 3" الباليستيكية العابرة للقارات المزودة برؤوس حربية متجزئة ذات تسديد فردي .
عام 1971ــ إتخذ قرارحول إعادة تزويد الصواريخ على نحو جماعي برؤوس حربية متجزئة ذات تسديد فردي. ووسعت قائمة الأهداف في البلدان الاشتراكية الى 16000. وقرر تغطية الأهداف الهامة بضربات مكثفة مرات عديدة .
عام 1975 --- أُقرت الخطة الشاملة الموحّدة للهجوم النووي" الخامسة التي تنص على أربعة أشكال من الضربات " الكبيرة" للصناعة ، و "المنتقاة" للاهداف العسكرية و " المحددة " لبعض المشاريع و "الآقليمية" ووسعت قائمة الأهداف الى 25000.
عام 1976--- أدخلت " الخطة السريعة الشاملة الموحّدة للهجوم النووي " الخامسة في كومبيوترات القوات المسلحة .
واقترحت لجنة شكلها الرئيس فورد دراسة " المواقف الجديدة " من خطط توجية ضربة نووية أولى الى الاتحاد السوفييتي ، وبدأ لهذا الغرض إعداد صاروخ " أم أكس " ذي المراحل الثلاث بوزن 80-90 طناً عند الإطلاق وحتى 40 طناً عند الانتهاء والقادر على تدمير مخابئ الصواريخ الباليستيكية العابرة للقارات .
1977--- صدر أمر بصنع رؤوس حربية نووية جديدة نوعياُ لتدمير المواقع السوفييتية المحمية الى أقصى حد وذلك لتجريد الاتحاد السوفييتي من إمكان توجية ضربات جوابية . وأدرجت أهداف جديدة في عداد هذه المواقع في البلدان الاشتراكية في اوربا واسيا .
1978--- جرى تحديث " الخطة الشاملة الموحدة للهجوم النووي "الخامسة وإزداد عدد الاهداف حتى بلغ 40000 في الاتحاد السوفييتي والبلدان الاخرى الاعضاء في معاهدة وارشو ، وفي فيتنام وكوبا واراضي حلفاء الاتحاد السوفييتي والبلدان المحايدة والتي لم تحدد أسماؤها.
1979 --- نظر البنتاغون في سيناريو الهجوم على الاتحاد السوفييتي الذي ينص على توجيه الضربة النووية الاولى الى كل مجموعة الاهداف . وإتخذ مجلس حلف شمال الاطلسي تحت ضغط واشنطن قراراً موجها نحو الاخلال بالتوازن العسكري الستراتيجي في اوربا حول نشر الوسائل النووية الامريكية للضربة الاولى صواريخ " بيرشنغ—2 " والصواريخ المجنحة في المانيا الغربية وإيطاليا وبريطانيا وبلجيكا وهولندا .
عام 1980 --- وقع الرئيس كارتر التوجيه رقم 59 ألذي يحدد إتجاه الاستعدادات العسكرية ، وقد صيغ فية مفهوم البدء بإستخدام الاسلحة النووية وإنهاء الحرب النووية ــفي مختلف أشكالها ــبشروط مؤاتية للولايات المتحدة .
1981--- إن إدارة ريغان بتطويرها مضمون التوجية رقم 59 كانت تعوّل على الحرب النووية " الطويلة" .
وكانت " الخطة السريعة الشاملة الموحّدة للهجوم النووي " المجددة مرةً أُخرى تنص الى جانب الضربة الشاملة " على الحرب النووية " المحددة" بمثابة معركة في أراضي بعيدة عن القارة الامريكية الشمالية . (في أُوربا ، مثلاً ) مهمتها تجنيب الولايات المتحدة الضربة الإنتقامية . وينبغي بناء على" التصعيد الإفقي " خوض العمليات العسكرية في " أنسب " المناطق بالنسبة لواشنطن ( في كوبا ، فيتنام ... ) . وزيدت بشدة مخصصات القوات الستراتيجية مع العلم إنه جرى التركيز على عناصرها الجوية والبحرية . وأقرت خطط صنع وتطوير الصواريخ الباليستسكسة للغواصات " ترايدنت –2" الصواريخ المجنحة البعيدة المدى والقاذفات الستراتيجية " ب—1ب" و "ا . ت . ب" ( ستيلت ) وقرر الشروع في عام 1985 بنشر 40 صاروخ " ام أكس " وبدأ بالانتاج الكامل للجيل الثالث من الاسلحة النووية ، أي الأسلحة النيوترونية .
1982 --- وضعت على أساس توجيه مجلس الأمن القومي رقم 13 خطة "إحراز النصر في الحرب النووية المحدودة والطويلة " وبناء على توجيه الرئيس الامريكي " حول السياسة الوطنية في الفضاء " : يخضع كل النشاط في الفضاء القريب من الارض في السنوات العشر المقبلة للأهداف العسكرية العدوانية .
1983--- بدأ نشر صواريخ " بيرشنغ -2 " والصواريخ المجنحة في المانيا الاتحادية وإيطاليا وبريطانيا . وتوجيه الرئيس رقم 85 حول إنشاء نظام " الدفاع الفضائي " مخصص عملياً لحماية الولايات المتحدة من العقاب بسبب هجومها النووي ، ووضعت خطة للإنقضاض على سيبيريا من قواعد في الاسكا واليابان وكوريا الجنوبية والفلبين مع إستخدام الأسلحة النووية .
1984--- استمر نشر الصواريخ الأمريكية في أوربا الغربية . وتطويراً لتوجيه الرئيس رقم 85 يُقر التوجيه رقم 119
برنامج الأعمال لإعتراض الصواريخ البالستيكية العابرة للقارات . وتنص وثيقة البنتاغون " توجيهات في ميدان الدفاع للأعوام 1984 ــ 1988 والتي تصوغ إستراتيجية " المجابهه المباشرة" بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي على إحراز النصر في الحرب النووية عن طريق تدمير " بنية السلطة العسكرية ـ السياسية في الاتحاد السوفييتي والقوات النووية والعادية" وكذلك
" فروع الصناعة التي تحدد القدرة العسكرية " . ووزع البنتاغون على الصناعة الطلبيات العشر الأولى للعمل على وضع الأسلحة الفضائية ـ وتدرج اليابان في تنفيذ البرامج الضخمة الهادفة الى عسكرة الفضاء . وأجريت تجارب على الأسلحة الأمريكية المضادة للأقمار الأصطناعية .
عام 1991 --- إستخدمت إمريكا وحلفاؤها في حربهم غير العادلة ضد الشعب العراقي أسلحة محرمة دولياً ومنها القنابل العنقودية وسلاح اليورانيوم المنضّب وغيرها من الأسلحة المحضورة دولياُ وكان الهدف الرئيسي من إستخدام هذه الأسلحة الحديثة هي معرفة مدى فاعليتها ونجاحها وتأثيرها ، أي إن الشعب العراقي أصبح "حقل تجارب " للسلاح الأمريكي ، ومنذ عام 1991 ولغاية اليوم يواجه الشعب العراقي الارهاب العسكري والاقتصادي من أجل ترويضه وقبوله بالامر الواقع مع ان الشعوب لا تروّض والنصر حليفها ، ومع ذلك فهم يدّعون إنهم دعاة حقوق الأنسان ...؟!.
عام 1999 --- إستخدمت قٌوات حلف الناتو بقيادة الإمبريالية الأمريكية في هجومها الغادر وغير العادل ضد الشعب اليوغسلافي أسلحة محرمة دولياً ومنها سلاح اليورانيوم المنضّب وغيرها من الأسلحة المحرمة ، ومنذ عام 1999 ولغاية اليوم يواجه الشعب اليوغسلافي الإرهاب العسكري من قبل قوات الناتو بزعامة امريكا ، ومع ذلك يدّعون إنهم ديمقراطيون ؟!.
عام 2003 --- حذرت الادارة الامريكية مايسمى بدول" محور الشر" ومنها الصين ، وروسيا ، والهند ، وكوريا الشمالية وإيران ... من إمكانية إستخدام السلاح النووي وتوجيه ضربة نووية موجهه ومحدودة على هذه الدول؟!.
في تموز عام 2005 --- ذكر مجلس العلاقات الاسلامية الامريكية (كير ) إنه يعمل مع قادة مسلمي ولاية كولورادو الأمريكية لترتيب لقاء يجمعهم مع عضو الكونغرس الأمريكي النائب الجمهوري توماس تانكريدو ، ممثل الدائرة السادسة عن ولاية كولورادو بمجلس النوّاب الأمريكي لبحث التعليقات التي أدلى بها وأقترح فيها تدميرمكة نوويا [ التلفزيون الروسي ، 22/7/2005 ، جريدة قاسيون ، العدد 252، 21/7/ 2005 ]. إنه تصريح خطير وغير مسؤول يعكس الحقد الدفين على الإسلام والمسلمين .
في تموز عام 2005 --- حمّل مايريس قائد القوات العسكرية الأمريكية كلا من الصين وروسيامسؤلية العمل على إخماد الديمقراطية في جمهوريات آسيا الوسطى ، وتسعى هاتان الدولتان لإثارة شعوب هذه الجمهوريات ضد أمريكا [ علماً إن كلا من روسيا والصين ... طالبت أمريكا بأن تسحب قواعدها العسكرية من جمهوريات آسيا الوسطى ، فأجاب وزير البنتاغون ، إن سحب القوات العسكرية الأمريكية الآن مبكر لأن الأوضاع " غير مستقرة " !! في أفغانستان وجمهوريات آسيا الوسطى ؟! ] ، وبنفس الوقت حذر القائد العسكري للقوات الأمريكية قي أوربا من إمكانية توجية ضربة عسكرية الى بكين ، وطلب من بكين أن تحل خلافاتها مع تايوان بالطرق السلمية وقبل موعد بدء الألعاب الأولمبية في عام 2008 والعمل على إشاعة الديمقراطية في الصين ، ورد الجنرال الصيني جو جانشو في مؤتمر صحفي محذراً أمريكا وقال : إذا أقدمت أمريكا على توجيه ضربة صاروخية على أراضي جمهورية الصين الشعبية سواء بضرب السلاح الجوي الصيني أم بضرب البوارج العسكرية الصينية ، فان رد الصين هو القيام بتوجيه ضربة بالصواريخ النووية الى أراضي أمريكا . [المصدر : جريدة روسيا السوفييتية 19/7/2005 باللغة الروسية ].
وإنتقد الرئيس الأمريكي السابق كارتر الولايات المتحدة واصفاً إياها" بالمذ نب الرئيسي "ً في هذا التآكل لمعاهدة منع إنتشار الاسلحة النووية . " ويشير روبرت مكنمارا وزير الدفاع في إدارة الرئيس الراحل كندي والذي حضر مؤتمر هافانا عام 2002 الى أن العالم على شفير كارثة نووية . ويرى مكنمارا إن السياسة النووية التي تتبعها الولايات المتحدة الأمريكية حالياً غير أخلاقية وغير قانونية وغير ضرورية من الناحية العسكرية وخطيرة على نحو مريع وتشكل مخاطر غير مقبولة على الدول الأخرى وعلى الولايات المتحدة ذاتها" .
ويقول بيتر بيرجن الخبير الأمريكي في الأرهاب " إن الرئيس بوش على حق في قولة إن العراق جبهه رئيسية في الحرب على الإرهاب ، ولكنها جبهه أنشأناها نحن " ؟!.
ويشير نعوم تشومسكي " ليس بمقدور المرء أن يتكهن بمدى قرب موعد وقوع ضربة نووية ولكن حدوث الضربة محتمل لكل شخص عاقل يفكر برباطة جأش . وتشير التوقعات الى إحتمال تعرض الولايات المتحدة لضربة كهذه بسبب دور واشنطن في تسريع السباق نحو الدمار ببسطها هيمنتها العسكرية الفريدة تأريخياً..."؟!
مقارنة بين أمريكا والاتحاد السوفييتي حول عدد الصواريخ النووية *



* المصدر الجريدة المستقلة 16/6/2005 باللغة الروسية .

يتضح من الجدول ، ان الامبريالية الأمريكية كانت البادئة في صنع الصواريخ النووية وامتلاكها ترسانة تفوق ما إمتلكة الاتحاد السوفييتي خلال أكثر من 20 عاماً ، كما إن الجدول لايحمل الدقة والمصداقية الموضوعية وخاصة لعام 1981 ، حيث أعلنت موسكو وبشكل رسمي ومن خلال المباحثات الرسمية في عصر " البريسترويكا" السيئة الصيت وجود ما بين 27ــ 30 ألف صاروخ نووي ، وفي مجال إمتلاك السلاح النووي كان يوجد تكافؤ نسبي بين البلدين ، فعلى سبيل المثال في عام 1986 كان في حوزة أمريكا 672 من الصواريخ الباليستيكية وزهاء 7000 من الشحنات النووية ، في حين كان لدى الاتحاد السوفييتي 922 من الصواريخ الباليستيكية وزهاء 3000 من الشحنات النووية .
يطرح السؤال المشروع التالي : لماذا لم تنفذ أية من هذه الخطط للعدوان النووي على الاتحاد السوفييتي وحلفاءه؟
نعتقد ، إن الإجابة الموضوعية على هذا السؤال المشروع تكمن في الآتي :ـ إمتلك الاتحاد السوفييتي السلاح الذري والنووي ...، و ظهر حلف وارشو كقوة عسكرية رادعة ، و المعسكر الاشتراكي كقوة سياسية وإقتصادية وعسكرية ، وفي آخر الستينات وبداية السبعينات من القرن الماضي ظهر التوازن النسبي في ميزان القوى العسكرية على الصعيد الدولي والاقليمي بين الاتحاد السوفييتي وأمريكا وبهذا الخصوص أشار ماكنمارا وزير الدفاع الامريكي الى أن " الاتحاد السوفييتي أصبح يملك القدرة على تدمير الولايات المتحدة بفاعلية" واعترف الرئيس نيكسون بأنه إنقضت تلك الأزمة حينما كان التفوّق الستراتيجي للولايات المتحدة يضمن الأمن لها.
وكما يؤكد بوومن، مدير المعهد الامريكي لبحث قضايا الفضاء الكوني والامن " لقد تعبنا من المساواة . إن الاسلوب الوحيد الذي نستطيع ان نستعيد به زمام الضغط السياسي يتلخص في إكتساب التفوق العسكري المطلق من جديد " وكما قال وزير الدفاع الامريكي واينبرغر " إذا إستطعنا أن نحصل على نظام يكون فعالاً ويجعل أسلحة الاتحاد السوفييتي غير فعّالة ، فإننا سنعود أنذاك الى الوضع الذي كنا فيه عندما كنا البلد الوحيد الذي يملك السلاح النووي ".
وبهذا يمكن القول " ان الولايات المتحدة الأمريكية تحتل المركز الأول بين جميع دول العالم في مجالات الميزانية العسكرية والتكنولوجيا العسكرية وعدد القوات العسكرية التي تمتلكها في العالم وعدد القوات الأجنبية التي يجري تدريبها بواسطة الولايات المتحدة وقيمة المساعدات التي تقدمها الى الدول الأجنبية ، وضخامة إسطولها البحري وعدد الطائرات الحربية ومفاعلاتها النووية والقنابل الذرية التي تملكها ". [ المصدر : مجلة إستراتيجيا ، العدد 75 ، السنة 1988 ، صفحة 11] .
كما أن امريكا تملك 1600 قاعدة عسكرية في العالم منها 373 قاعدة عسكرية كبيرة، وهناك تقدير آخر يؤكد وجود 2500 قاعدة عسكرية امريكية في مختلف دول العالم ، وهذه القواعد العسكرية تشكل خطراً على أمن وسيادة هذه الدول وبنفس الوقت تشكل إرهاباً عسكرياً سواء بشكل مباشر أو غير مباشر على هذه الدول .

ثالثا ًـــ لماذا العودة الى عسكرة الفضاء من جديد ؟!
بعد " الانتصار " الذي حققتة الإمبريالية الأمريكية وحلفاؤها خلال فترة مايسمى بالبريسترويكا مشروع الحكومة العالمية ، وبسبب الخيانة العظمى لغورباتشوف وفريقه تم تقويض دولتهم العظمى وبعد ذلك إعتقدت القيادة الأمريكية إنهم حققوا "الإنتصار " النهائي على النظام الإشتراكي وهذا " الانتصار" سيسهل عليهم بناء مايسمى بالنظام العالمي الجديد وبهذا الخصوص أشار برجينسكي الى أن " النظام العالمي الجديد تحت زعامة أمريكا أسس بالضد من روسيا وعلى حساب روسيا ولتحطيم روسيا " [ جريدة باتريوت ، رقم 28 ، تموز، السنة 2005 باللغة الروسية] .
زاد الاعتقاد أكثر لدى الادارة الامريكية المتعطشة للاستحواذ على ثروات الشعوب وسفك دماء هذه الشعوب بأنهم حققوا " إنتصاراً " آخر ألا وهو إسقاط الأنظمة " الحليفة" والمعادية لها من خلال إتباع اسلوب التدخل العسكري المباشر لتحقيق أهدافهم السياسية والاقتصادية والعسكرية وما حدث في يوغسلافيا وأفغانستان والعراق إلا دليل ملموس على النهج المتوحش لأمريكا وحلفائها ويعكس هذا الاسلوب قمة الإرهاب العسكري وخرق للشرعية الدولية .
كما خططت الإدارة الأمريكية" رائدة الديمقراطية " ولا تزال تخطط للتدخل المباشر في الشؤون الداخلية للدول المستقلة " الحليفة " والرافضة لنهجها وبإسلوب " ديمقراطي" من خلال " تصدير الديمقراطية " عبر مايسمى ب "ثورة الألوان" ويتم تحقيق ذلك من خلال التدخل المباشر لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية والمنظمات" غير الحكومية " في أمريكا ومنها على سبيل المثال "فوند سوروس " و "فوند مساندة الديمقراطية" وغيرها من المنظمات وما حدث في جورجيا وأوكراينا ولبنان إلا دليل ملموس على هذا النهج اللاديمقراطي ولا تزال الادارة الامريكية تسعى الى إسقاط بقية دول الرابطة المستقلة [ جمهوريات الإتحاد السوفييتي ] بدون إستثناء على غرار ما حدث في جورجيا وأوكراينا ؟!.
كما تسعى الإمبريالية الأمريكية عبر مشروعها" الديمقراطي " في منطقة الشرق الأوسط الى" دمقرطة " البلدان العربية " الحليفة" والرافضة لنهجها وإقامة ما يسمى بمشروع الشرق الأوسط الكبير بهدف ضمان مصالحها الاقتصادية والعسكرية ... وكذلك ضمان أمن الكيان الإسرائيلي ، وما حدث للعراق ولبنان مع إختلاف إسلوب التحقيق إلا البداية الحقيقية لهذا المشروع اللامشروع واللاشرعي .

تعتقد الادارة الأمريكية وخاصة الجناح اليميني المتطرف والقابع على المجمع الصناعي ـ الحربي وشركات النفط الأمريكية ، إن تحقيق" أحلامهم" يمكن أن يتم تنفيذها اليوم تحت غطاء مايسمى بمكافحة الإرهاب الدولي وحقوق الإنسان وإقامة المجتمع الديمقراطي ...، وإن تحقيق هذة" الأحلام" اللامشروعة لايمكن إلا من خلال تحقيق التفوّق العسكري على الصعيد العالمي وإرهاب جميع الشعوب والدول بالقوة العسكرية الهمجية . فعلى سبيل المثال بلغ حجم الإنفاق العسكري العالمي لعام 2004 ترليون و 400 مليار دولار وكانت حصة الأسد من هذا الإنفاق الخيالي يعود لأمريكا ، ويزيد هذا الإنفاق بنسبة 5% عن حجم الإنفاق العسكري لعام 2003 ، كما وصلت التخصيصات العسكرية للبنتاغون لعام 2005 الى 455 مليار دولار [ جريدة البرافدا 1 ـ 4/7/2005 باللغة الروسية ] .
قدم بوش الإبن وثيقةالى الكونغرس ألأمريكي حول "إستراتيجية الأمن القومي ألأمريكي " وتمت المصادقة عليها ، ويكمن جوهر هذه الوثيقة في إعطاء "الحق"لأمريكا بأن تقود العالم ، وبإستخدام القوة العسكرية ضد أي دولة من دول العالم [ "حليفة " كانت أم معادية لها ] قبل وقوع " الخطر " على أمريكا من هذه الدولة أو تلك ، إي يعكس هذا " الحق " اللامشروع " مبدأ " الهجوم خيرمن الدفاع ؟! وكما يعتبر بوش الأبن وفريقة إن القرن الــ ـ 21 ـ هو القرن الأمريكي ؟!.

ترليون دولار كلفة مشروع " حرب النجوم " ـ 2 "؟!
بمناسبة الذكرى الـ 60 للانتصار على الفاشية أعلن بوش الأبن برنامجه الجديد " حرب النجوم ـ 2 " أي العمل على تصعيد سباق التسلح على الصعيد العالمي ، وإرجاع العالم الى فترة حكم ريغان أو أكثر منها ، وبهذه المناسبة يقول الجنرال الأمريكي ل . لوردا أمام الكونغرس الأمريكي " يجب علينا أن نحقق السيطرة الكاملة على الفضاء وهذا يشكل إسلوباً هاماً لخوض الحرب " يتذكر الجميع ماذا فعلت " رائدة الديمقراطية " ضد اليابان عشية إنتهاء الحرب العالمية الثانية وضد كوريا الشمالية وفيتنام ويوغسلافيا والعراق ...؟!.
تفيد المعلومات انه خلال الفترة من عام 1983 وحتى عام 2000 بلغ حجم الإنفاق العسكري الأمريكي على التسلح في الفضاء 92 مليار دولار وتخطط أمريكا خلال السنوات القادمة (2005 ـ 2010) انفاق 58 مليار دولار ، وبهذا الخصوص يشير الجنرال ل .لورا " من أجل سباق التسلح في الفضاء يجب أن لا يكون لنا خصم ومنافس ويجب علينا أن لا نرى هذا الخصم أو المنافس لا اليوم ولا غداً ، ولكن لا يستبعد ظهور منافس لنا في المستقبل " نعتقد المقصود بذلك جمهورية الصين بالدرجة الأولى ؟! ومع ذلك يدّعون إنهم ديمقراطيون ؟!!
إن الهدف الرئيسي للبرنامج الأمريكي " أتش.أي.أي.بي.آر " هو إنتاج سلاح جديد وخطير ، وإن برنامج "أتش.أي.بي" يتضمن صناعة الطائرة الحربية من نوع " أكس 43 " التي تستطيع ان تحمل أكثرمن 5 أطنان من القنابل والصواريخ الموجهه وأن تسقطها على أي بقعة من بقاع العالم ، وهذا البرنامج سوف يتم تنفيذه خلال العشرين سنة القادمة ، وتملك هذه الصواريخ سرعة 10000 كم / ساعة ولها قوة إنفجارية كما لدى القنابل والصواريخ النووية ، ومع ذلك يدّعون التمسك بحقوق الإنسان؟! .
تفيد التقديرات الأولية إلى أن كلفة مشروع " حرب النجوم ـ 2 " تتراوح ما بين 220 مليار الى ترليون دولار . يُطرح السؤال ألآتي : من يقف اليوم ضد هذا المشروع الخطير ؟! ، روسيا بنظامها السياسي القائم اليوم ووضعها الاقتصادي شبه المنهار ووضعها العسكري التعبان جداً غير مؤهلة طبعا للوقوف ضد هذا المشروع ، يمكن الوقوف ضد هذا المشروع الخطير وخلق تكافؤ عسكري في الفضاء في حالة التعاون والتنسيق العسكري بين روسيا والصين ، ولكن ...؟!
كان الرادع الوحيد ضد الغطرسة الأمريكية سواء في الأرض ، أو في البحر أو في الفضاء هو الإتحاد السوفييتي ، اذ إمتلك كافة إنواع أسلحة الردع الكاملة وخلق التكافؤ والتوازن العسكري مع الإمبريالية الأمريكية . تملك روسيا اليوم سلاحاً هاماً ألا وهو صواريخ من نوع " ساتانا أس .أس ــ 18 " ، وإن أمريكا اليوم لاتملك سلاحاً مضاداً لهذا السلاح الروسي ، ويمكن لروسيا أن تحدّث وتطوّر هذا النوع من السلاح وتصبح مالكة لقوة رادعة وحاسمه ، وليس غريباً أن تسعى أمريكا وتمارس كامل ضغوطها المختلفة من أجل تدمير الصواريخ الروسية ساتانا ، كما تسعى أمريكا اليوم لفرض رقابتها الكاملة على السلاح النووي الروسي وتحت مبررات عديدة ، وشُكلت لجنة بموافقة بوش الإبن وبوتين تبدا عقد إجتماعها الاول في الأول من تموز من هذا العام ، وفي حالة نجاح عمل هذه اللجنة ، تفقد روسيا أمنها العسكري بالكامل ؟!.
ويمكن القول لمن يتم تخصيص هذا المبلغ الفلكي بترليون دولار لمشروع " حرب النجوم ــ 2" هل " النضال " و "القضاء " على أُسامة بن لادن والزرقاوي وتنظيم القاعدة ؟ أم ضد بعض الدول التي كانت بالامس القريب العدو رقم واحد واليوم أصبحت الحليف " رقم واحد ؟!.

رابعاً ـــ الإرهاب وليد المجتمع الطبقي
أ ــ مخاطر عسكرة الإقتصاد والمجتمع .


إن أهم مايتميز به النظام الرأسمالي وخاصةً في مرحلته الإمبريالية هو عسكرة الإقتصاد ونمو النفقات الحربيه ، أي إشاعة الإرهاب العسكري على الصعيد العالمي من أجل تحقيق أهداف سياسيه وإقتصاديه وعسكرية على الصعيد العالمي .
إن النظام الإمبريالي العالمي بزعامة أمريكا هو المسؤول عن نشوب الحربين العالميتين ، وكذلك تتحمل الإمبريالية الأمريكية المسؤولية الاُولى في إشعال ما يسمى بالحرب الباردة ، وهذه الحروب غير العادلة شكلت نهجاً ثابتاً لهذا النظام ، وتم تكريس سياسة العنف والإرهاب العسكري على الصعيد العالمي ، التي كانت قائمة َ على خرافة كاذبة وهي " خطر الشيوعية " ، ففي الفترة من عام 1948 حتى عام 1970 ـ على سبيل المثال ـ قامت الإمبريالية الأمريكية مرة كل 18 شهراً بالمتوسط بأرهاب عسكري مباشر ضد الشعوب وتحت الشعار المذكور أعلاه ، أما اليوم فيتم تدخلها العسكري المباشر ولكن تحت إكذوبة وحجة جديدة إبتدعها الإعلام البرجوازي الغربي ألا وهي " مكافحة الإرهاب الدولي "؟! إلا إن الجوهر الحقيقي لهذا النهج اللامشروع ، هو القضاء على الأنظمة الوطنية والتقدمية والإشتراكية ،المناهظة لنهج إمريكا المتوحش ، ولن يستثني من ذلك "حلفاء " و"أصدقاء " أمريكا؟!. فعملية الإحتواء وإسقاط الأنظمة كان ولا يزال يحمل طابعاً أيديولوجياً واقتصاديا ـ سياسياً لهذا النهج اللاديمقراطي .
إن الارهاب العسكري صفة ملازمة للنظام الرأسمالي ، وهو يعكس قمة الصراع بين الدول الإمبريالية من أجل إعادة إقتسام العالم وقمع الحركة الوطنية والثورية في العالم وبهذا الخصوص يقول لينين (( إن النزعة العسكرية المعاصرة هي نتاج الرأسمالية وهي بشكلها ــ " تجل حيوي " للرأسمالية كقوة حربية تستخدمها الدول الرأسمالية في حروبها الخارجية ً وكسلاح بيد الطبقات الحاكمة من أجل قمع حركات البروليتاريا )).
إن أسباب النزعة والإرهاب العسكري تكمن في جوهر النظام الإمبريالي العالمي وسيطرة الإحتكارات الإمبريالية على ثروات الشعوب، وتتمثل هذه النزعة في عسكرة الإقتصاد ، وسباق التسلح وتسليط الإرهاب بكل أشكاله على الشعوب الرافضة لنهج الإمبريالية الأمريكية وحلفائها . فقد أشار لينين الى أن الإمبريالية (( تتميز بسبب خصائصها الإقتصادية الأساسية بالحد الأدنى من حب السلام ، وحب الحرية ، وبالحد الأقصى والأعم في إستخدام الإرهاب العسكري والإقتصادي من أجل قمع النضال السياسي والإقتصادي للجماهير الكادحة والمضطهدة .
وكما تشير الوثائق الرسمية (( وحسب معطيات الأمانة العامة لهيئة الأُمم المتحدة يبلغ المخزون من الأسلحة النووية حالياً [المقصود حتى أواسط الثمانينات من القرن الماضي ] مايعادل مليوناً وثلثمائة ألف قنبلة من طراز تلك التي قضت على هيروشيما . أما الأسلحة النووية التكتيكية الموجودة في القارة الأُوربية ، فتزيد عشرات المرات على القوة التدميرية للأسلحة التي أستخدمت خلال السنوات الست للحرب العالمية الثانية ،وبالحساب الى المتفجرات التقليدية ، تبلغ حصة كل شخص في المعمورة الآن 15 طناً من الشحنات المميتة ))؟!.
شكل الإنفاق العسكري الأمريكي خلال الفترة 1861 ــ 1865 واحدا بالمئة من الدخل القومي ، كما بلغ الإنفاق العسكري بالمتوسط خلال الفترة 1922 ــ 1937 مليار دولار ، وفي عام 1949 بلغ 13,5 مليار دولار ، وفي العام 1968 زاد الإنفاق العسكري الى 146,2 مليار دولار ، وفي عام 1980 بلغ 400 مليار دولار ، وفي عام 2005 زاد الى 466 مليار دولار . وكما تؤكد المصادر الرسمية ، أنفقت أمريكا على ماكنتها الحربية خلال الفترة 1982 ــ 1986 مبلغاً فلكياً وهو 1,5 ترليون دولار ، وخلال الفترة 1985 ــ 1989 بلغ إنفاقها العسكري 2 ترليون دولار ، وهذا المبلغ يوازي تقريباُ ما أنفقته وزارة الدفاع الأمريكية خلال 35 سنة بعد الحرب العالمية الثانية .
إن من أهم مخاطر عسكرة الاقتصاد والمجتمع ، كونها تساعد على إضعاف كبير لإعادة الإنتاج الموسّع ويتم إستهلاك جزء كبير من الدخل القومي لغير الإنتاج المادي ، وكما لا يساهم المنتوج العسكري في التعويض عن عناصر الإنتاج حتى بالشكل النقدي ، كما يؤدي الى إنخفاض معدلات النمو الإقتصادي ، وبالتالي يؤثر ذلك في تدهور الدخل الحقيقي للشغيلة ، وزيادة البطالة المزمنة ، من جراء إنخفاض الإنتاج المادي المدني .
ومن المخاطر الاُخرى التي يفرزها الإنفاق العسكري ، زيادة العجوزات المالية وخاصةً في الميزانية الحكومية وزيادة المديونية ، ويرافق ذلك زيادة الضرائب مما يؤثر سلبياً في المستوى المعاشي للغالبية العظمى من المواطنين وخاصة أصحاب الدخول المحدودة ، وإن عسكرة الإقتصاد تؤدي الى عسكرة المجتمع وخلق التربة الملائمة والمغذية لظهور
ونمو الحركات اليمينية المتطرفة وإنتعاش الإتجاه الفاشي والإرهابي في المجتمع ، وبسبب هذا النهج الخطير تضطر الحكومة في الغالب الى الإقدام على إصدار الأوراق النقدية بشكل مفرط ، مما يؤدي الى إنخفاض قيمتها وظهور التضخم النقدي ، وبالنتيجة تدهور الدخل الحقيقي للغالبية العظمى من السكان.
ب ــ بعض نتائج عسكرة الإقتصاد الرأسمالي على المجتمع الأمريكي ــ نموذجاً !!

إن أهم ما يتميز به النظام الرأسمالي وخاصةً في مرحلة الإمبريالية هو العدوان والحروب غير العادلة وإرهاب الشعوب والأنظمة من أجل تصريف أزمته الخانقه في الميدان السياسي والاقتصادي ــ الاجتماعي والعسكري ، وان الارهاب بكل اشكاله وليد لتناقضات المجتمع الطبقي وخاصةً في المجتمع الرأسمالي ، وبسبب عدوانية هذا النظام ، لم تعرف الكرة الارضية خلال 2340 إسبوعاً للفترة الممتدة بين عام 1945 حتى عام 1990 كحد أقصى ، سوى ثلاثة أسابيع من دون حرب ؟! وبهذا الخصوص أكد لينين ان (( الإمبريالية هي صراع ضار بين الدول الكبرى على تقاسم العالم وإعادة تقاسمه وهي تؤدي حتماً الى المزيد من العسكرة في كل البلدان ...)) . كما يشير سوباكين الى إن (( الفاشية أقبح تجسيد للإمبريالية بنزوعها الى الرجعية المتطرفة في السياسة الداخلية والى العدوان والحروب في السياسة الدولية )) .
وليس من باب الصدفة ان تحدث خلال القرن العشرين حربان عالميتان و " الحرب الباردة " ناهيك عن الحروب الإقليمية ومنها على سبيل المثال الحرب الكورية (1950 ــ 1953 ) والحرب الفيتنامية (1957 ــ 1975 ) والحروب العربية العادلة مع الكيان الإسرائيلي في أعوام 1948 ، 1967 ، 1973 ، 1983 ، وحرب الخليج الأولى (1980 ــ 1988 ) ، وحرب الخليج الثانية (1990 ــ 1991 ) و " حرب التحرير" عام 2003 والتي لاتزال مستمرة لغاية اليوم ، وغيرها من الحروب الإقليمية في آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية .
يعلن بوش الأب إنه " لم يكن ضد حرب الخليج الأولى ، ولكن بنفس الوقت قدم مساعدة للرئيس العراقي المال والسلاح ... لأن هذه الحرب كانت تخدم مصالح أمريكا في نضالها ضد نظام الخميني ، وكما قال إن صدام حسين قائد تقدمي ..."[ جريدة روسيا السوفييتية 12/7/2005 باللغة الروسية ] .
وأقدمت القوات الإنجلو ــ أمريكية بالتدخل العسكري المباشر على الإطاحة بحكم نظام صدام حسين في أبريل عام 2003 وأودع هو وفريقه في السجن ، واليوم تتهم واشنطن ولندن ... صدام حسين بالدكتاتورية الوثيق الصلة مع القاعدة ... وهذه المواقف المتناقضة لايحكمها أي قانون وهي تعكس عبقرية بوش وإدارته ، فأمريكا ليس لها " حليف" أو صديق " لديها مصالح فقط ، فهي تضحي بـ "حلفائها" و " أصدقائها " عندما ينتهي دورهم ، والأمثلة على ذلك كثيرة فأين الشاه والسادات وموبوتو ...؟!.
إن المجتمع الأمريكي مليء بالتناقضات الإجتماعية والإقتصادية وبهذا الخصوص يشير غارودي الى إن (( نقطة الضعف الكبرى في هذه الإمبراطورية إنها بدون روح اي بدون مشروع جماعي يتعلق بمستقبل الإنسان ... إن الولايات المتحدة دخلت مرحلة الإنهيار من تأريخها ، أعني مرحلة تفكك داخلي ... حيث يوجد 33 مليوناً [ واقع الحال يوجد أكثر من 50 مليون شخص ] يعيشون تحت خط الفقر ، تفكك المجتمع بسبب التمييز العرقي الطويل الأمد خاصة نحو السود ... والتحلل الإجتماعي بسبب المخدرات والفساد وطفيلية المضاربات " وإن الأمريكيين " يتطلعون فوق كل الإعتبارات للوحدة فيما بينهم فالسعي لإيجاد عدو خارجي إنما ينبعث من غريزة عميقة لدى المجتمع الأمريكي تحقق له التلاحم المنشود " . وفي عام 1840 وصف توكفيل الشعب الأمريكي في كتابه " الديمقراطية في أمريكا " الى إنة عبارة عن شعب تجميع مغامرين ومضاربين "))!!.
ويشير جيل ديلافون الى أن ((كون الاسلحة النارية في الولايات المتحدة سهلة المنال وهذا ما يكشف أمراض المجتمع الراهن ... إستمرار العنصرية والتباينات الإجتماعية ... تفجّر الخلية الأُسرية ، وإفلاس النظام التربوي وإستشراء المخدرات وعدم فاعلية النظام القضائي وسيادة قانون الدولار ... ففي مدة 19 شهراً سقط من الأمريكيين بالاسلحة النارية بقدر ما سقط منهم في حرب فيتنام على مدى 9 سنوات ... ومن بين عدد الوفيات البالغ 38317 سببتها الأسلحة النارية في عام 1991 هناك 18526 حالة انتحار ، 17746 حالة قتل ، 1441 حوادث المتفرقة ، و 604 حالات لاسباب مجهولة ...وإن عدد السكان في أمريكا البالغ 250 مليوناً يزيد 4,5 مرة على عدد سكان فرنسا ، ففي عام 1992 ، حصل في الدول الأُوربية الست 1342 حالة قتل مقابل 22540 في الولايات المتحدة ... وقد تكون المقارنة أكثر دلالة مع بلدان أخرى ففي عام 1990 ، بلغ عدد حالات القتل المرتكبة في الولايات المتحدة بأسلحة اليد وحدها 10506 حالة بينما بلغ في بريطانيا 22 حالة ، وفي السويد 13 ، وفي أستراليا 10 ، وفي كندا 68 ، وفي اليابان 97 حالة ... واللجوء الى الاسلحة النارية في إزدياد مُطّرد فقداستخدمت الأسلحة بنسبة 68 % في عمليات القتل في عام 1992 ، مقابل 61% في عام 1988 )).
وكما يؤكد ديلافون تواجه أمريكا منذعام 1998 وباء حقيقياً من عنف المراهقين وبنفس الوقت يؤكد جيس جاكسون (( لايمكن ان تتحول المدارس الافرو ــ أمريكية الى مراكز لبيع المخدرات وحملة السلاح والقتلة )) . ان الاسرة في بلد تربي فية كل أم من ثلاثة أمهات ولدها وحدها ،هي مؤسسة في طريق الانهيار ... فالعصابات تفتك بأمريكا وبضراوة السرطان فالعصابتان بلودس وكريبس اللتان أنشئتا منذ 20 سنة في كاليفورنيا لهما اليوم وكلاء في 32 ولاية وفي 113 مدينة ، ففي عام 1985 كان يوجد في قطاع لوس أنجلس وحدة 400 عصابة تضم 4500 عضواً ، وأصبح العدد في عام 1995 (800) عصابة تضم 90000 عضواً . فكم أصبح عددها اليوم ؟ ، وان نسبة 20 ــ 25% من الصبية الذين يطلقون النار يكونون تحت تأثير المخدرات ، ففي نيويورك 40% من الجرائم تقع تحت تأثير المخدرات ... هذا ما أشار الية جيل ديلافون !! .
و يلاحظ ان الاسلحة غزت منذ عدة سنوات آخر معقل من معاقل الطفولة في أمريكا ، ففي كل يوم يندس في محفظات الكتب 270,000 مسدس ، وفي الصفوف العليا هناك بين كل خمسة تلاميذ تلميذ يحمل سلاحاً : أو سكينا ... ووفق التقديرات المختلفة يصاب بالرصاص سنوياً في أمريكا حوالي 20,000 شخص ، وفي آخر تقديرعن النفقات الناجمة عن الاسلحة النارية في ميادين الصحة والقضاء والتأمين ... تبين أن الكلفة الإجمالية السنوية تصل الى 135 مليار دولار ، ويوجد في أمريكا مابين 210 ــ 250 مليوناً من الاسلحة النارية منها 67 مليوناً من المسدسات وهو أعلى رقم على الصعيد العالمي .
ديمقراطية مدججة بالسلاح !!

ليس غريباً ان يعرف القارئ ، أن سلاحاً نارياً جديدا يخرج كل 10 ثوان من مجموعة المصانع الأمريكية ، ويدخل الى أمريكا كل 11 ثانية سلاح آخر عن طريق الاستيراد فصناعة السلاح تتصرف بـ 25 مليار دولار وبلغت قيمة مبيعات الاسلحة والذخائر 9 مليارات من الدولارات ، وفي عام 1980 تم استيراد 750,000 قطعة سلاح ناري ، وفي عام 1993 وصل العدد الى مايزيد على ثلاثة ملايين من بينها استيراد مليون واحد من الصين .
كتب مارك تواين في عام 1872 ، انة ينبغي عليك ، كي تكون شخصاً شريفاً في نيفادا في حقبة الحدود أن تقتل إنساناً ؟!
ويشير جيل ديلافون الى أن " المراهقين لايبتدعون العنف ، بل يتعلمونه ... خلال السنوات الـ 30 الأخيرة ، طوّرنا ثقافة العنف التي تفوق في تأثيرها كل ما خبرناه حتى اليوم " ، وتوضح الدكتورة ديبوراة برثرـ ستيت الى أن" في بلدنا جرائم عنيفة أكثر من أي أمة أخرى ، وثقافتنا الشعبية أكثر عنفاً من ثقافة البلدان الأخرى وأفلامنا ولغتنا في الاذاعة ومسرحياتنا ونشراتنا المبثوثة للشبيبة و العابنا ،ورياضاتنا وأخبارنا المرئية ، تسبح كلها في محيط من الكلمات والصور العنيفة "!!.
ويؤكد جيل أن " هذا العنف أيضاً موجود حتى في ألعاب التسلية ( الفيديو ) حتى اضطر مجلس الشيوخ الأمريكي الى إدانة بعض هذه الألعاب التي كانت تحتوي على كمية غير معقولة من الجنس والعنف والسادية ... ومع ذلك يمضي الأولاد أمام التلفاز وقتاً في المتوسط أكثر مما يمضون في المدرسة ، ففي نهاية المرحلة الإبتدائية يكون التلميذ قد أمضى أمام الشاشة الصغيرة حوالي 5000 ساعة ، وفي نهاية المرحلة الثانوية حوالي 19000 ساعة ، لكن في سن الثامنة عشر يكون الأمريكي في المتوسط قد شاهد 200,000 عمل عنف من بينها 40,000 عملية قتل "؟!.
وفي عام 1995 ، إتهم بوب دول المرشح للإنتخابات الرئاسية لعام 1996 هوليوود بتمجيد العنف والجنس في السينما وقال ((من المناسب وضع حد لهذه الإنحرافات من أجل مصلحة إطفالنا )) . ويؤكد جيل ، إن المسوؤلين الأمريكيين يعرفون إن أمريكا مصابة بالعنف ، كما يؤكد المؤلف ريتشارد سلونكين (( نحن على عتبة تأريخ ثقافي ، نحن بصدد التخلي عن آيديولوجية قائمة على إسطورة لاتسمح لنا ان نخط طريقنا في العالم الحديث )) وكما يقول الرئيس السابق للمحكمة العليا وارن بارجر (( في الواقع نحن شعب بدائي لايملك سوى مئتي سنة من الإدارة وثلاث مئة سنة من التأريخ ))؟! .
إن من أهم النتائج الخطرة لعسكرة الإقتصاد الرأسمالي هي ان أمريكا تحتل المرتبة الأولى في العالم في المديونية ، اذ وصلت مديونيتها عام 1970 الى 310 مليار دولار ، وزادت الى743 مليار دولار في العام 1980 ، ثم الى 3 ترليون دولار في عام 1990 والى 35 ترليون عام 2004 ،[ جريدة الغد ، رقم 27 ، تموز ، السنة 2005 ، باللغة الروسية ] . كما تحتل أمريكا المرتبة الأولى في العالم في إستهلاك المخدرات ، وعدد السجناء وعدد الجرائم وفي الإنفاق العسكري وفي عدد المليارديرية ، كما يرافق ذلك تزايد العجوزات المالية في الميزانية الحكومية والميزان التجاري وميزان المدفوعات ، كما يلاحظ أيضاًخلال الـ 60 سنة الماضية تقلص دور ومكانة أمريكا في الإقتصاد الدولي من 50% الى 20%.و
كما تنفق " رائدة الديمقراطية" سنوياً 30 ملياراً على التجسس على الصعيدين الداخلي والخارجي وتقوم بذلك وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ووكالة الأمن القومي ، ومكتب الإستطلاع الوطني وغيره من الوكالات الأخرى.
إن هذه الظواهر الإقتصادية والإجتماعية تشكل أمراضاً خطيرة وخبيثة في المجتمع الرأسمالي الأمريكي ، وفشل النظام الرأسمالي في معالجة هذه الأمراض ،التي ستشكل العامل الرئيسي في إنهياره وتفككه .
إن أمريكا لا تملك سنداً إجتماعيا داخليا قويا ومتينا ، كما لا يمكن لأمريكا أن تشن حربها العدوانية على كل الدول والشعوب الرافضة لنهجها ونظامها بقوتها العسكرية ، وهي لا تمتلك الإمكانيات من حيث عدد القوات العسكرية و لا من حيث القوة الاقتصادية ، فشواهد التأريخ القريب حية في قلوب وعقول المواطنين ، فهي هزمت في حربها غير العادلة في كوريا الشمالية وفيتنام والصومال ... وفشل مشروعها في العراق وأفغانستان ... فالشعوب لايمكن ترويضها بقوة السلاح والتجويع وتصدير الديمقراطية " ، ونجاح ثورة الألوان " كما لايمكن أن يستمر وينجح هذا النهج اللاديمقراطي من خلال ضخ الدولار " لحلفائها " و " أصدقائها " في مختلف أنحاء العالم .
خامســــــــــــــــــا ًـــ بعض الإستنتاجـــــــــــــــــــات
أولاً ـــ كانت أمريكا صاحبة المبادرة ولا تزال في تصعيد سباق التسلح على الصعيد العالمي ، ففي عام 1945 إمتلكت السلاح النووي ، وفي أواسط الخمسينات إمتلكت قاذفات القنابل الستراتيجية العابرة للقارات والغواصات الذرية ، وفي أوائل الستينانات إمتلكت حاملات الطائرات الذرية ، وفي أواخر الستينات إمتلكت الرؤوس المنقسمة ذات التوجيه الفردي ، وفي أواسط السبعينات إمتلكت الصواريخ المجنحة ذات المدى البعيد ، وفي أواخر السبعينات ـ أوائل الثمانينات إمتلكت الذخائر النترونية ، وفي أواخر السبعينات إمتلكت الأسلحة الكيمياوية البينارية ، وفي أوائل الثمانينات إمتلكت الأسلحة الفضائية الضاربة .
ثانياً ــ خلال الفترة من العام 1946 وحتى عام 1991 ، فشلت الإمبريالية الأمريكية وحلفاؤها في تحقيق التفوق العسكري بكل أصنافة على الإتحاد السوفييتي وحلفائه .
ثالثا ًـــ إستطاع الإتحاد السوفييتي وحلفاؤه بناء قوة عسكرية وإقتصادية خلال فترة قصيرة من أجل ضمان الردع الحاسم ضد أعدائه الخارجيين ، وبسبب وجود الاتحاد السوفييتي وحلفائه إستطاع المجتمع الدولي وشعوب العالم أن تنعم بالاستقرار السياسي والاقتصادي ـ الاجتماعي النسبي المضمون والموجه وكان الاتحاد السوفييتي قد شكل السند والخيار الأمين لشعوب البلدان النامية من أجل تحقيق أمنها وإستقرارها وتطورها .
رابعاً ــ إن وحدة المجتمع الأمريكي كانت ولا تزال قائمة على خلق العدو الخارجي الذي " يهدد" الكيان السياسي والإقتصادي ـ الإجتماعي للمجتمع ألأمريكي وخير دليل على ذلك إبتداع سيناريو وجود خطر الشيوعية " و " التفوق العسكري السوفييتي " و " خطر موسكو " وغيرها من الخرافات الأخرى وتم تخويف وتهديد الشعب الامريكي وشعوب اوربا وبعض شعوب البلدان النامية ،من خلال الماكنة الإعلامية الغربية خلال الفترة من عام 1946 حتى عام 2000، ومنذ عام 2001 ولغاية اليوم تم إبتداع سيناريو آخر الا وهو خطر "الإرهاب الدولي " إلا إن هذه الخدعة قد إنكشفت بسرعة لدى الغالبية العظمى من شعوب ودول العالم ، بغياب العدو الخارجي يصبح تفكك وإنهيار المجتمع الأمريكي داخلياً من الامور الحتمية .
خامساً ــ منذ عام 2001 ولغاية اليوم إبتدعت أمريكا نهجاً خطيراً وهو مايسمى بالإرهاب الكبير أو مكافحة " الإرهاب الدولي " . إن الهدف الرئيسي من هذا النهج اللاديمقراطي هو تحقيق مصالحها السياسية والإقتصادية والعسكرية وكذلك تصفية حساباتها السياسية مع خصومها وحتى مع " حلفائها " كما تسعى الامبريالية الامريكية الى " تقويض " خصومها" و " حلفائها " تحت مبررات تفتعلها فمثلاً من وجهة نظر الإدارة الأمريكية ، كانت يوغسلافيا تشكل نظاماً دكتاتورياً في أوربا ؟! والعراق كان يملك اسلحة الدمار الشامل وتم تقويض البلدين خلافاً للشرعية الدولية وأودع رؤساء هذين البلدين في السجن ؟! ، أما كوريا الشمالية وإيران فهما يحاولان صنع القنبلة الذرية ؟ فلا بد من تقويض هذين البلدين كما حدث لغيرهما أما الكيان الإسرائيلي الذي يملك كل أنواع الاسلحة الذرية والنووية والكيمياوية ... فلم يتم الحديث عنه ؟!. وأما سوريا فهي تساند الإرهابيين " لا بد من إسقاط النظام الحاكم أو الاستسلام الكامل أمام أمريكا والكيان الإسرائيلي ، أما روسيا فتملك السلاح النووي وهو معرّض " للخطر" من قبل الإرهابيين ، ولكن جوهر ألإدعّاء هو أن أمريكا تريد فرض رقابتها المباشرة على السلاح النووي الروسي . إن هذه المبررات لا تستند الى أٌسس موضوعية سليمة ، وهذا النهج الخطير يقوم على أساس مبدأ الكيل بمكيالين " وهذا النهج اللاشرعي واللاديمقراطي يعكس جوهر النظام العالمي الجديد " ؟! .
سادساً ــ منذ نشوء أمريكا ولغاية اليوم فهي مستمرة في نهجها العدواني ضد شعوب العالم، وهي دولة بعيدة كل البعد عن المسار الديمقراطي الحقيقي ، وإن جوهر ديمقراطيتها وحقوق الإنسان ــ موجهه لصالح الأقلية أي لصالح النخبة الحاكمة في أمريكا وليس لفقراء الشعب الأمريكي ، وإن أمريكا كانت ولا تزال في نهجها تقوم على " مبدأ " القوة العسكرية والتدخل المباشر أو غير المباشر في الشؤون الداخلية للدول المستقلة وإن شعاراتها حول حقوق الإنسان والديمقراطية ..." هي شعارات تحمل طابعاً سياسياً وايدولوجياً وهي تعكس مصالح الطغمة العسكرية الحاكمة في أمريكا والأوليغارشية الطفيلية في البلدان التي تطبق نهج أمريكا . إن هذا النهج العدواني وفي حالة إستمراره يمكن أن تكون له نتائج كارثية ليس فقط على المجتمع الأمريكي ، بل وعلى شعوب العالم أجمع .
سابعاً ــ إن النظام السياسي والاقتصادي ــ الاجتماعي الامريكي لا يمكن أن يشكل حلماً توّاقاً ومنشوداً للشعوب ، انه أسوء نظام وخيار عرفة المجتمع البشري ، وهو حلم لا مستقبل له وسيكون مصيره التفكك والإنهيار الحتمي .

سـادسـاً ــــ المخرج ــ التعايش السلمي ضرورة موضوعية

(( إن أكبر مظهر لتجلي الديمقراطية هو موقفها من المسألة الأساسية حول الحرب والسلام ))

لينـــين.

يواجه عالمنا المعاصر عدة مشاكل اقتصادية واجتماعية وامنية تحمل طابعا دوليا ولها مخاطر جدية على مستقبل المجتمع البشري بكامله وبغض النظر عن طبيعة النظام الحاكم . إن الغرب الإمبريالي بزعامة ألولايات المتحدة عانى ولا يزال يعاني وبشكل مستمرمن تفاقم أزماته السياسية والاقتصادية ـ الاجتماعية وبسبب ذلك تشتد نزعته العدوانية على بقية شعوب العالم من أجل الاستحواذ على ثرواتها الطبيعية ، فالغرب الامبريالي يستحوذ اليوم على 90% من الثروات الطبيعية في العالم ويتم استثمارها وإستغلالها لصالح ما يسمى بالمليار الذهبي الذي يشكل 10% من عدد سكان العالم في أحسن الاحوال ، في حين أن 5 مليارات نسمة يملكون 10% من الثروات الطبيعية وهم يشكلون 90% من عدد سكان العالم .
تستثمر البلدان الرأسمالية الصناعية المتطوّرة 80% من الطاقة العالمية وأكثر من 80% من منتجات الكاربويدرات و85% من منتجات الاخشاب ، و75% من الفولاذ وغير ذلك ، وبسبب غياب التكافؤ في العلاقات الاقتصادية الدولية بين الشمال الغني ( الغرب الإمبريالي ) والجنوب الفقير [ البلدان النامية ورابطة الدول المستقلة ودول أوربا الشرقية ] ، فيحصل الشمال الغني سنوياً على أرباح خيالية قدرت بترليون دولار [ المصدر : جريدة البرافدا 26ـ27 /7/ 2005 باللغة الروسية ، وجريدة الغد ، رقم 29/ تموز ، السنة 2005 باللغة الروسية ].
أن أهم المشاكل التي تواجه شعوب العالم هي الآتية :ـ
1ـ يواجة المجتمع البشري اليوم مشكلة تعمق الهوة الإقتصادية ـ الإجتماعية على الصعيد الدولي وعلى صعيد كل دولة بشكل مرعب ومخيف ، اذ يوجد في العالم اليوم 400 ملياردير يملكون دخلا نقديا أكثر مما يملكة 2 مليار و 350 مليون نسمة ، وهؤلاء الفقراء يشكلون 40% من عدد سكان العالم ، فعلى سبيل المثال تحتل أمريكا المرتبة الأولى في العالم في عدد المليارديرية ، وكما يوجد في أمريكا ما بين 7,5 ـ 8 مليون مليونير وبنفس الوقت يوجد أكثر من 40 مليون مواطن أمريكي يعانون الفقر وليس بمقدورهم تأمين الضمان الإجتماعي ـ الصحي !!
2 ــ يبلغ عدد العاطلين عن العمل أكثر من مليار شخص ، إضافةً الى إن شعوب العالم تواجه اليوم تفاقم مشكلة الفقر والمجاعة وخاصة في البلدان النامية ورابطة الدول المستقلة ...، إذ يوجد 400 مليون شخص يعانون الجوع الحقيقي لدرجة الموت ، وإن ثلث سكان العالم يعانون الجوع النسبي ، والثلث الآخر لا يحصلون على درجة كافية من السلع الغذائية ، و 2 مليار نسمة يتناولون الغذاء بأقل من متوسط الحاجة الضرورية ، كما فقد العالم خلال 14 سنة ( 1991ـ 2005 ) بسبب المجاعة ما بين 80ـ 100 مليون نسمة و يفقد العالم سنويأً 11 مليون طفل بسبب المجاعة ، كما يحدث في العالم 72 مليون جريمة منها مابين 12ـ14 مليون جريمة تحدث في المجتمع الأمريكي . [ المصدر الجريدة الإقتصادية ، رقم 28 تموز ، السنة 2005 باللغة الروسية ، وجريدة البرافدا 26ـ 27 /7/ 2005 باللغة الروسية ] .
3 ــ يعاني المجتمع البشري اليوم تفشي وتنامي معدلات الأمية وخاصةً وسط الشباب ،وعودة الأمية من جديد في العالم الحر وفي جمهوريات الاتحاد السوفييتي السابق ...، فيوجد في العالم اليوم أكثر من مليار مواطن أمي ، وتفشي المخدرات اذ تبلغ قيمة مبيعات المخدرات في السوق العالمية بترليون دولار ، وكذلك تفشي الدعارة وبيع الأطفال والنساء ويبلغ رأسمال هذا النشاط الإجرامي أكثر من 10 مليار دولار في السنة ، كما يواجه العالم اليوم ظاهرة تفشي الامراض وعودة قسماً منها من جديد وهذا ما يحدث في رابطة الدول المستقلة ... وان اخطر مايواجه المجتمع البشري هو انتشار مرض نقص المناعة ( الآيدز) ، حيث يوجد 40 مليون شخص يعانون هذا المرض الخطير وهذا ما هو معلن رسمياً ، إلا إن واقع الحال هو أكثر من ذلك بكثير ما بين 2ـ3 مرات ، وكما لايستبعد إنقراض سكان القارة الأفريقية ـ طبعاً ـ في حالة عدم إتخاذ إجراءات سريعة وفعالة لمعالجة هذا المرض الخبيث . كما تواجه غالبية شعوب العالم مشاكل عدة وفي مقدمتها مشكلة الطاقة والتصحر والمشكلة الغذائية ونقص المياه الصالحة للشرب ، ونعتقد ان منطقة الشرق الأوسط مشكلة حادة ألا وهي نقص المياه الصالحة للشرب ،كما لا يستبعد ظهور حروب اقليمية بسبب ذلك ويصبح الماء أغلى من النفط .
4 ــ ومن المخاطر الأخرى التي تواجه عالمنا اليوم خطر تقسيم العالم على أساس ديني وخطر تأجيج الصراعات بين
الحضارات المختلفة ، وبهذا الخصوص ينصح جارليس كرويتخامر، الرئيس الأمريكي بوش الإبن ، بعد غياب الاتحاد السوفييتي ان العدو رقم واحد للحضارة الغربية هو الإسلام ؟! وليس من باب الصدفة ان تشن قوى الثالوث العالمي حملة مسعورة على العالم الإسلامي ، وتحميله جريرة كل ما يحدث في العالم اليوم ، والحديث عن " الإرهاب الاسلامي " كما يرافق ذلك تصاعد وتيرة خطر العنف والارهاب على الصعيد الدولي ، وتفاقم حدة الصراع في منطقة الشرق الأوسط ، وفشل المشروع الأمريكي في العراق ووصوله الى طريق مسدود ، كما تسعى أمريكا بنهجها اللاشرعي اليوم الى " تصدير الديمقراطية " للخارج ، وتقديم كل الدعم والإسناد المادي وغير المادي " لحلفائها" و "أصدقائها " للقيام بما يسمى بثورة الألوان ، وبنفس الوقت يلاحظ تنامي وتزايد النشاط السياسي لما يسمى بالتنظيمات الاسلامية والتي هي من صنع وكالة المخابرات المركزية الأمريكية والمخابرات البريطانية ، وهذه التنظيمات ليس لها علاقة أصلاً بالاسلام
وكما هو معروف قامت المخابرات البريطانية في الثلاثينات من القرن الماضي بتأسيس حزب الاخوان المسلمين في سوريا ومصر وغيرهما من البلدان العربية ، وتم إستخدام هذه التنظيمات ضد خطر " الشيوعية" و " خطر الإتحاد السوفييتي " في منطقة الشرق الأوسط ، وإن واشنطن ولندن وبون وباريس ... هي التي إحتظنت ولا تزال تحتظن وتساند الحركات الاسلامية المتطرفة ، وليس من باب الصدفة ان يطرح رئيس حزب " الاخوان المسلمين " في لندن وبشكل علني ضرورة إسقاط نظام الحكم في سوريا والنضال ضد النظام الحاكم في مصر ... ؟! .
نعتقد ان ماحدث في أمريكا في عام 2001 و ماحدث ويحدث اليوم في لندن وإسبانيا وموسكو ، وفي مصر والعراق ولبنان وأفغانستان ... هي حلقة واحدة ومتصلة بعضها ببعض من حيث الشكل والمضمون ولها أهداف محددة وبعيدة المدى على الصعيد الدولي وبهذا الخصوص يؤكد غايدار جميل الخبير في الشوؤن الاسلامية في موسكو " ان وكالة المخابرات المركزية الأمريكية والموساد هما اللذان يقودان الحرب السرية العالمية وتحت غطاء مايسمى بمكافحة الإرهاب ألدولي ))! [المصدر جريدة الغد ، رقم 29 ، تموز /2005 باللغة الروسية ] ، وإن أمريكا وأسرائيل كانا وراء أحداث لندن في تموز عام 2005 [ نفس المصدر السابق ] . ان احداث ايلول عام 2002 هي البداية الأولى لتنفيذ مشروع مخطط قوى الثالوث العالمي من أجل النظام العالمي الجديد . أي هيمنة الحكومة العالمية على العالم وقيادتة !!.
هل من المعقول ان تقوم امريكا وحلفاؤها في الناتو بإسقاط نظام طالبان ــ نظام القرون الوسطى وصنيعة وكالة المخابرات المركزية الأمريكية وتنصيب حميد كرزاي رئيساً لأفغانستان، تحت مبرر " مكافحة الإرهاب الدولي " ؟! ، وبعدها تم إسقاط نظام صدام حسين ، وتنصيب حكومة موالية بالكامل لأمريكا وحلفائها ، حكومة فاقدة لإرادتها وإستقلالها السياسي والإقتصادي وحتى الأمني فهل كان هذا كلة من أجل" تحرير" الشعب الافغاني والعراقي من حكم القرون الوسطى والدكتاتورية ؟!
نعتقد ، ان الهدف الرئيسي لأمريكا وحلفائها في أفغانستان يرجع الى اسباب سياسية واقتصادية وعسكرية في آن واحد ، حيث تنتج أفغانستان 80% من انتاج المخدرات في العالم من نوع غاراينا وتحصل المافيا الدولية التي تمارس بزنس المخدرات على أرباح خيالية وهذه المافيا وثيقة الصلة بالطبقة الحاكمة في الغرب الإمبريالي .
ومن المعروف ان اقتصاد الريف البشتوني الأفغاني يعتمد بالدرجة الأولى على زراعة نبات الخشخاش الذي يثمر الافيون ، وان زراعة هكتار واحد من الخشخاش يعطي عائدا يساوي 12 ضعف عائد زراعة القمح ، ويوجد في أفغانستان حوالي 400 ألف هكتار مزروع خشخاشا ً ، إضافة الى إستخدام افغانستان كقاعدة عسكرية ضاغطة سياسيا واقتصاديا وعسكريا على الصين وروسيا وجمهوريات آسيا الوسطى ، وكذلك فرض السيطرة على منابع النفط في بحر قزوين ، أما فيما يخص الوضع في العراق فإن المسألة لا تحتاج الى تعليق ، اذ يحتل العراق المرتبة الثانية من الاحتياطي النفطي العالمي ، والنفط هو عصب حياة الاقتصاد الرأسمالي وخاصةً الاقتصاد الرأسمالي الأمريكي ، فالهيمنة على ثروات الشعب العراقي وخاصة النفط هو الهدف الرئيسي لأمريكا وليس " تحرير " الشعب العراقي ، كما تسعى امريكا اليوم لتنفيذ ما يسمى بمشروع الشرق الأوسط الكبير ، والهدف الرئيسي من هذا المشروع اللاشرعي هو الهيمنة الكاملة على منابع النفط في منطقة الشرق الأوسط وإعطاء دور قيادي للكيان الإسرائيلي لقيادة المنطقة سياسيا و اقتصاديا وعسكريا ، كما تسعى اميركا أيضا وتحت غطاء " دمقرطة " المجتمع العربي الى تغيير غالبية الانظمة العربية الحاكمة اليوم سواء كان هذا النظام " حليفا " او " صديقا " أو معاديا لأمريكا ومن هذه الأنظمة المرشحة اليوم ، سوريا ومصر ... وإيران ؟! .
فمن أعطى هذا" الحق " لأمريكا بتغيير هذا النظام او ذاك ؟!.
نعتقد ، ان المشاكل الاقتصادية والاجتماعية ... التي تحمل طابعاً عالميا لا يمكن معالجتها جذريا الا من خلال الأقرار بمبدأ التعايش السلمي بين الانظمة الاقتصاديةـ الاجتماعية المختلفة ، وجوهر هذا المبدأ يكمن في ميدان التعاون والتنسيق والعمل لمعالجة المشاكل التي تهم كل المجتمع البشري ومنها على سبيل المثال مشكلة البطالة والفقر والأمية والامراض والمشكلة الغذائية والمديونية الخارجية والطاقة وحماية البيئة من التلوث والموقف من سباق التسلح الجنوني وغيرها من المشاكل الأخرى
ان صنع الصواريخ العابرة للقارات وإمتلاك السلاح النووي والذري وعسكرة الفضاء ... تشكل كلها قوة عاجزة عن حسم ومعالجة القضايا والمشاكل الاقتصادية والاجتماعية وحتى العسكرية ، بل ان امتلاك هذه القوة العسكرية الرهيبة واللامعقولة يزيد من تفاقم حدة هذه المشاكل الاقتصادية والاجتماعية ، وان هذه القوة العسكرية المتطورة تضع شعوب العالم كلها امام مخاطر وكوارث جدية لن ينجو منها اي شعب من شعوب العالم لا الشعب الغني ولا الشعب الفقير .
ان من يدّعي الديمقراطية وحقوق الإنسان ، فعلاً لاقولاً عليه أولاً ان يتخلى عن تصعيد سباق التسلح والتخلي عن ممارسة الإرهاب السياسي والإقتصادي والعسكري ضد الأنظمة الرافضة لنهجه ، و المخرج الرئيسي من الأزمة العامة التي تواجه شعوب العالم اليوم هوضرورة الإلتزام بالتالي :ـ
أولاً ــ الإلتزام بمبدأ المساواة في السيادة ، وان حقوق وواجبات كل دولة متكافئة امام القانون الدولي .
ثانياً ــ الإلتزام بمبدأ عدم التدخل في الشوؤن الداخلية للدول سواء بشكل مباشر أو غير مباشر .
ثالثاً الإلتزام بمبدأ حق التكافؤ للشعوب في إختيار نظامها السياسي ولاقتصادي ـ الإجتماعي اللاحق وتقرير مصيرها بنفسها .
رابعاً ــ الإلتزام بمبدأ التسوية السلمية لكل النزاعات والخلافات التي قد تظهر بين الدول وضرورة حل ومعالجة هذة المشاكل وغيرها عبر هيئة الأمم المتحدة.
خامساًــ الإلتزام بمبدأ عدم إستخدام القوة العسكرية او التهديد بها ، بل ضرورة اللجوء الى إسلوب الحوار السياسي والمفاوضات السلمية لحل المشاكل .
سادساًــ الإلتزام بمبدأ حقوق الانسان وحرياته الأساسية وفق الدستور .
سابعاً ــ الإلتزام بمبدأ التعاون السياسي والاقتصادي والعسكري بين الدول على أساس التكافؤ والنفع المشترك في العلاقات السياسية والاقتصادية .
ثامناً ــ العمل على إلغاء كافة الديون الخارجية للبلدان النامية وإعتبارها ديونا معدومة ، وكما هو معروف فان الدول الرأسمالية ومؤسساتها المالية والاقتصادية الدولية قد حصلت من خلال استغلال ونهب ثروات البلدان النامية ، على أرباح خيالية تبلغ أضعاف ما قدمته من ديون و " مساعدات " مالية لهذه البلدان .
تاسعاً ــ من الضروري ان تسحب امريكا كافة قواعدها العسكرية المتواجدة خارج حدودها والبالغة أكثر من 1600 قاعدة عسكرية ، وان هذه القواعد تشكل اليوم تهديدا عسكريا وامنيا على البلدان المتواجدة فيها وغيرها من البلدان ، وعلى شعوب المنطقة واحزابها السياسية الوطنية التقدمية واليسارية وكذلك المنظمات الشبابية والطلابية والعمالية ... تناضل وتطالب برحيل هذه القواعد العسكرية العدوانية من اجل تحقيق الامن والاستقرار لشعوب العالم أجمع .
عاشراً ــ من الضروري ان تتم المطالبة الشعبية من جميع البلدان المناهظة للحرب والعدوان بضرورة حل حلف الناتو لأنه يشكل اداة قمع وارهاب عسكري دولي ، ولم يعد هناك ما يبرر بقاءه وخاصة بعد غياب حلف وارسو .
الحادي عشر ــ ضرورة النضال الجاد من قبل جميع الحكومات التوّاقة للتحرر والأمن والتقدم والاستقرار من اجل تصفية السلاح النووي والذري والكيمياوي الموجود لدى بعض الدول ، فعلى سبيل المثال يملك اليوم كل من روسيا 8232 رأس نووي ، وأمريكا 7068 ، والصين 402 ، وفرنسا 348 ، وبريطانيا 185 والكيان الإسرائيلي 200 رأس نووي وهذا ضعف ما يملكه كل من الهند وباكستان [ جريدة الغد ، رقم 30 ، تموز ، السنة 2005 باللغة الروسية ]. ان هذه الترسانة النووية تشكل خطراً وتهديداً جدياً على كافة شعوب العالم ومستقبلها . وهل هذه الترسانة الخطيرة هي من أجل " النضال " ضد اسامة بن لادن او الزرقاوي أو تنظيم القاعدة ؟! . ليكن القرن الـ 21 وما بعده من القرون اللاحقة قرونا خالية من كافة اسلحة الدمار الشامل وبكل أصنافها الفتاكة .
الثاني عشر ــ ضرورة النضال الجاد لوقف عملية التسلح الجنوني اليوم على الصعيد الدولي ، وان يتم ذلك تحت إشراف منظمة الأمم المتحدة وان يتم توجية حصة الاسد منها نحو معالجة المشاكل الاقتصادية والاجتماعية التي تواجة جميع الدول وخاصة بلدان آسيا وافريقيا وامريكيا اللاتينية .
الثالث عشر ــ من الضروري ان يتم العمل على تفعيل دور ومكانة الأمم المتحدة كمنظمة شرعية دولية ، وان تاخذ دورها الطليعي في معالجة المشاكل الاقتصادية والاجتماعية والعسكرية ، والتي تحمل طابعاً دوليا وأقليميا ، ولا يحق لأي دولة من الدول العالم مهما كان دورها ومكانتها الدولية ، ان تعمل على تحويل هذه المنظمة الشرعية الى مكتب تنفيذي لها من اجل تنفيذ مخططاتها اللاشرعية تحت غطاء الشرعية الدولية . ان الإلتزام بهذة المبادئ وغيرها سوف يعمل لتحقيق الأمن والإستقرار والسلام والرخاء لكافة شعوب العالم ، فلا عنف ولا إرهاب دولي ولا إنقلابات عسكرية يمكن ان تحدث بعد ذلك ، وليكن مبدأ التعايش السلمي بين الدول والانظمة المختلفة شكلاً للصراع السلمي ، والبقاء للنظام السياسي والاقتصادي ـ الاجتماعي الأفضل والاصلح ، وان الشعوب هي صاحبة الحق والقرار في إختيار نظامها السياسي اللاحق ، فالالتزام بذلك يعني تحقيق السلام وعكس ذلك يعني الحرب


 
عودة
أعلى