وأضاف الدكتور نادر نور الدين، لـ"اليوم السابع"، أن حجم الأمطار التى تسقط على مصر سنويًا تقدر بنحو 51 مليار متر مكعب مياه سنويًا، طبقًا لتقديرات منظمة الفاو، ولكن لا يتم الاستفادة سوى من 1.3 مليار فقط، والتى تسقط على مناطق الدلتا، أما المناطق الصحراوية فلا توجد بها مخرات السيول وهو ما يؤدى إلى عدم الاستفادة من هذه المياه.
وأوضح خبير المياه، أن السيول فى المحافظات الصحراوية أضرارها أكثر من منافعها نتيجة لعدم وجود مخرات للسيول، أما بالنسبة لمناطق الدلتا فيتم تحويل هذه المياه لنهر النيل، وهو ما يؤدى لظهور نسبة العكارة فى نهر النيل نتيجة لاصطحاب هذه المياه للرمال والأتربة والطمى.
وأشار إلى ضرورة أن تقوم الدولة بعمل مخرات للسيول، وخاصة فى المناطق الصحراوية، تمر أسفل الطرق الرئيسية وتصب فى خزانات يتم إنشائها خصيصًا، كما تفعل دول الخليلج، لافتًا إلى أن دول الخليح يقومون بتحويل مياه السيول والأمطار لمياه شرب بعد تحويلها للخزانات المخصصة لذلك.
وأوضح أنه فى بعض الدول يوجد على أسطح المنازل ماسورة تتمثل مهمتها فى شفط مياه الأمطار التى تسقط على المنزل وتقوم بإنزالها للمجرى المخصص لها حتى تصل للخزان، ثم يتم إنشاء محطات تنقية على هذه الخزانات لتحويل هذه المياه لمياه شرب مرة أخرى.
وقال الدكتور نادر نور الدين، أن وزارة الرى اهتمت بمحافظة الإسكندرية ومحافظات وجه بحرى وتجاهلت الصعيد، رغم أن هيئة الأرصاد حذرت من وجود سيول وأمطار فى شهر أكتوبر.
ومن جانبه، أكد الدكتور محمد نصر الدين علام وزير الرى الأسبق، أن المياه التى تسقط على المناطق الصحرايو من الصعب الاستفادة منها لعدة أسباب فى مدقمتها عدم وجود مخرات للسيول فى هذه المناطق، بالإضافة لأن هذه المياه غير منتظمة لأنها تسقط فى مواعيد مختلفة.
وشدد الدكتور محمد نصر علام، على ضرورة التوسع فى إنشاء مخرات للسيول فى هذه المناطق من أجل الاستفادة من هذه المياه حتى ولو كانت كميات محدودة، مع وضع تشريعات سريعة تجرم البناء فى أماكن مخرات السيول، وخاصة أن هناك الكثير من المواطنين يلجأ للزراعة فى هذه الأمكان نظرًا لأنها منخفضة وبها مياه جوفية كثيرة.
وشدد أيضًا على ضرورة تجريم التعديات أو البناء على مخرات السيول، حتى لا يكون هناك مانع من وصول هذه المياه لنهر النيل مرة أخرى عبر هذه المخرات.
وبالنسبة للمناطق الصحراوية، أشار إلى ضرورة إنشاء سدود تغذية لحجز مياه السيول والأمطار حتى تتسرب مرة أخرى لباطن الأرض وتتحول لأبار جوفية، وخاصة فى مناطق سيناء.
وكان العميد محى الصيرفى، المتحدث باسم الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحى، قد كشف أن حجم المياه التى جابت شوارع محافظات قنا والغردقة وأسيوط وسوهاج نتيجة للسيول تخطت الـ8 مليون متر مكعب مياه.
وأضاف العميد محى الصيرفى، لـ"اليوم السابع" أن تدافع المياه بدرجة كبيرة تسببت فى إزاحة نحو 4 كيلو متر مواسير مياه من الخط الرئيسى قنا سفاجا من الكيلو 88 للكيلو 92 ، لافتا إلى أن الشركة القابضة لجأت لتأجير سيارات مياه من الأهالى والشركات الخاصة نظرًا لأن عدد السيارات الموجودة بمحطات المياه فى هذه المحافظات لم تكفى.
وأشار المتحدث باسم الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحى، إلى أن السيول تسببت فى كسر بعض الطرق وفى مقدمتها طريق الزعفرانة الغردقة ، وطريق القصير.
وأشار العميد محى الصيرفى، أن السيول تسببت فى إيقاف العديد من محطات المياه والصرف، فى مقدمتها محطة الكريمات التى تغذى مدينة الغردقة بالكامل وذلك بعد وصول العكارة لنهر النيل الناتجة عن السيول.
وأكد أنه تم إيقاف عدد كبير من محطات المياه والصرف بالمحافظات الأربعة نتيجة لانقطاع الكهرباء بعد تدافع مياه السيول بمختلف الشوارع، لافتًا إلى أنه تم الدفع بـ42 سيارة لشفط المياه من أنفاق محافظة أسيوط بعد غرق الأنفاق بالكامل.
فيما كشفت مصادر أن وزارة الإسكان تسعى حاليًا بالتعاون مع هيئة الارصاد الجوية لإنشاء مخرات جديدة للسيول للاستفادة من مياه الأمطار والسيول، وخاصة فى المناطق الصحراوية
كشف الدكتور نادر نور الدين خبير المياه، أن كمية المياه التى سقطت على محافظات أسيوط وسوهاج وقنا والغردقة، تكفى لرى نحو 1500 فدان بنظارم الغمر، ولكن لم يتم الاستفادة منها.
m.youm7.com