مع التطور العلمي وسهولة البحث في الجينات، تأتى اكتشافات حقبة تسعينات القرن العشرين، عام 1996 يصدر العالم الاثري الأمريكي فرانك يوركو Frank J. Yurco دراسة بعنوان An Egyptological Review يشير الى ان جينات المصريين اليوم هي 90 % على الأقل من جينات الشعب المصري في زمن الحضارة المصرية القديمة والمقصود منذ 10 آلاف ق.م الى نهاية الاسرة الثلاثين وان كافة حملات الغزو العسكري في المرحلة ما بين سقوط الدولة المصرية عقب سقوط الاسرة الثلاثين وحتى اليوم لم تشكل اى نسبة تذكر في جينات المصريين.
ثم اتى عام 1999 ليحسم الجدل نهائيا ً في هذا الملف عبر ﺧﻼﺻﺔ ﺑﺤﻮﺙ ﺍﻟﻌﺎﻟِﻤﺔ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ "ﻣﺎﺭﺟﺮﻳﺖ ﻛﺎﻧﺪﻝ" ﺑﻌﻨﻮﺍﻥ: "ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﺍﻟﻐﺎﻟﺒﺔ ﻟﺠﻴﻨﺎﺕ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﻴﻦ"، ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺍﺳﺘﻤﺮّﺕ ﺧﻤﺲ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻣﻦ 1994 ﺣﺘﻰ 1999، ﻭﻓﻴﻬﺎ ﺗﻘﻮﻝ: "ﺃﺛﺒﺘﺖ ﺩﺭﺍﺳﺎﺗﻲ ﻋﺪﻡ ﻧﻘﺎﺀ ﺍﻟﻌﻨﺼﺮ ﺍﻷﻟﻤﺎﻧﻲ (ﺍﻟﺠﻨﺲ ﺍﻵﺭﻱ)، ﻛﻤﺎ ﺃﻛﺪﺕ ﺍﺳﺘﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﺘﻄﺎﺑﻖ ﺍﻟﺠﻴﻨﻲ ﻟﻠﻴﻬﻮﺩ، ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺃﻛﻦ ﺃﺗﻮﻗّﻌﻬﺎ ﺃﺑﺪﺍً.. ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻄﺎﺑﻖ ﺍﻟﺠﻴﻨﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺰﻳﺪ ﻧﺴﺒﺘﻪ ﻋﻠﻰ 97% ﻣﻦ ﻋﻴﻨﺎﺕ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﻴﻦ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺧﺬﺗﻬﺎ ﻣﻦ ﺟﻤﻴﻊ ﺃﻧﺤﺎﺀ ﻣﺼﺮ.. ﻗُﺮﺍﻫﺎ، ﻣﺪﻧﻬﺎ، ﻋﻴﺎﺩﺍﺕ ﺃﻃﺒﺎﺋﻬﺎ.. ﺗﻤﺎﺛﻠﺖ ﺟﺪﺍﺋﻞ ﺍﻟﺠﻴﻨﻮﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻴﻨﺎﺕ ﻭﺷﺮﺍﺋﺢ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻭﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﻴﻦ ﺑﺸﻜﻞ ﺃﺭﻯ ﺃﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﺤﺪﺙ ﻓﻲ ﺃﻱ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﺖ ﺃﻳﺪﻳﻨﺎ ﺍﻵﻥ ".
العالم حسم الجدل منذ عشرات السنين سواء بالادلة الاثرية التقليدية او البحث الجيني بينما لا يزال بعض المسلمين في مصر يرددون ان المسيحيين هم احفاد الغزوات الأوروبية وبالامثل فان بعض المسيحيين يرددون أن المسلمين هم احفاد الغزوات العربية والإسلامية، بينما كتب التاريخ تنقل لنا ان كافة مستعمري مصر عاشوا في مستعمرات منفصلة دون ادني اختلاط حقيقي يذكر، وكافة الاساطير المتعلقة بهذا الملف ليس لها تواجد في الكتب الحقيقية التاريخية وان كان لها تواجد مكثف في الكتب المشبوهة التي يعشق انصاف القراء وانصاف المثقفين قراءتها واحيائها كلما اندثرت.
على سبيل المثال يدمن البعض ترديد معلومة ان اهل المنصورة وبعض مدن الدلتا أصحاب ملامح أوروبية، شقر وبيض وأصحاب عيون ملونة، بالقول ان هذا نتاج الحملات الصليبية ثم الفرنسية بينما يعرف عن هذه المناطق منذ عصور ما قبل الميلاد ان سكانها بهذه الملامح، في الحقيقة ان لدينا وهم كبير اسمه الشكل المميز للمصريين او الشكل المميز لأصحاب العرق او الجينات الواحدة وقد عرف الشعب المصري منذ فجر تاريخه تنوع في الملامح والوان البشرة والاعين والشعر، ويمكن الذهاب الى قسم المومياوات في المتحف المصري بميدان التحرير لرؤية جثمان الملك رمسيس الثاني ذو الشعر الأشقر والملامح المخضبة.
هكذا وعكس ما يردده عشاق اسلمة وتعريب وتغريب الشعب والحضارة المصرية، فأن الحقيقة ان الشعب المصري اليوم هو بالفعل الحفيد الطبيعي والجيني للشعب المصري المؤسس للحضارات القديمة في مصر والعالم، نحن بالفعل احفاد هؤلاء الحكام العظماء والمهندسين والعلماء والأطباء الذين اسسوا اكبر واهم حضارة في التاريخ الإنساني برمت