المفكر الإسلامي سيد قطب

الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.
(توبة المفكر سيد قطب رحمه الله)
موقع إسلام ويب


في قرية صغير في صعيد مصر ولد سيد قطب رحمه الله، ونشأ في أسرة متدينة متوسطة الثراء، وقد حرص والداه على تحفيظه القرآن الكريم في صغره، فما أتمّ العاشرة إلا وقد حفظه كاملاً ..

ولما بلغ التاسعة عشرة عاش فترة من الضياع، وصفها بنفسه بأنه كانت (فترة إلحاد) حيث قال: (ظللت ملحداً أحد عشر عاماً حتى عثرت على الطريق إلى الله، وعرفت طمأنينة الإيمان.

وفي سنة 1948م غادر سيد القاهرة متوجهاً إلى أمريكا في بعثة لوزارة المعارف آنذاك، فكانت تلك الرحلة هي بداية الطريق الجديد الذي هداه الله إليه، ووفقه لسلوكه والسير فيه.

كان سفره على ظهر باخرة عبرت به البحر المتوسط والمحيط الأطلسي... وهناك على ظهر الباخرة، جرت له عدة حوادث أثرت في حياته فيما بعد، وحددت له طريقه، ولذلك ما إن غادر الباخرة في الميناء الأمريكي الذي وصل إليه، وما إن وطئت قدماه أرض أمريكا حتى كان قد عرف طريقه، وحدد رسالته، ورسم معالم حياته في الدنيا الجديدة.

والآن… لنترك الحديث لسيد ليخبرنا عما حدث له على ظهر السفينة يقول:

(منذ حوالي خمسة عشر عاماً… كنا ستة نفر من المنتسبين إلى الإسلام، على ظهر سفينة مصرية تمخر بنا عباب المحيط الأطلسي إلى نيويورك، من بين عشرين ومائة راكب وراكبة ليس فيهم مسلم.

وخطر لنا أن نقيم صلاة الجمعة في المحيط على ظهر السفينة!

والله يعلم أنه لم يكن بنا أن نقيم الصلاة ذاتها أكثر مما كان بنا حماسة دينية إزاء مبشر كان يزاول عمله على ظهر السفينة، وحاول أن يزاول تبشيره معنا!

وقد يسر لنا قائد السفينة -وكان إنجليزياً- أن نقيم صلاتنا، وسمح لبحارة السفينة وطهاتها وخدمها -وكلهم نوبيون مسلمون- أن يصلي منهم معنا من لا يكون في (الخدمة) وقت الصلاة.

وقد فرحوا بهذا فرحاً شديداً إذ كانت هذه هي المرة الأولى التي تقام فيها صلاة الجمعة على ظهر السفينة.

وقمت بخطبة الجمعة، وإمامة الصلاة، والركاب الأجانب معظمهم متحلقون، يرقبون صلاتنا!

وبعد الصلاة جاءنا كثيرون منهم يهنئوننا على نجاح (القداس)!! فقد كان هذا أقصى ما يفهمونه من صلاتنا.

ولكن سيدة من هذا الحشد -عرفنا فيما بعد أنها يوغسلافية مسيحية ([1]) هاربة من جحيم (تيتو) وشيوعيته- كانت شديدة التأثر والانفعال، تفيض عيناها بالدمع، ولا تتمالك مشاعرها… جاءت تشد على أيدينا بحرارة وتقول -في إنجليزية ضعيفة- إنها لا تملك نفسها من التأثر العميق بصلاتنا هذه، وما فيها من خشوع، ونظام وروح… الخ ([2])

وبعد ذلك كله… وفي ظلال هذه الحالة الإيمانية، راح سيد يخاطب نفسه قائلا:

(أأذهب إلى أمريكا وأسير فيها سير المبتعثين العاديين، الذين يكتفون بالأكل والنوم، أم لابدّ من التميز بسمات معينة؟!

وهل غير الإسلام والتمسك بآدابه، والالتزام بمناهجه في الحياة وسط المعمعان المترف المزوّد بكل وسائل الشهوة واللذة الحرام؟...)

قال: ورأيت أن أكون الرجل الثاني، (المسلم الملتزم)، وأراد الله أن يمتحنني هل أنا صادق فيما اتجهت إليه أم هو مجرد خاطرة؟!

وكان ابتلاء الله لي بعد دقائق من اختياري طريق الإسلام، إذ ما إن دخلتُ غرفتي حتى كان الباب يقرع… وفتحتُ… فإذا أنا بفتاة هيفاء جميلة، فارعة الطول، شبه عارية، يبدو من مفاتن جسمها كل ما يغري… وبدأتني بالإنجليزية قائلة: هل يسمح لي سيدي بأن أكون ضيفة عنده هذه الليلة؟

فاعتذرتُ بأن الغرفة معدة لسرير واحد، وكذا السرير لشخص واحد… فقالت: وكثيراً ما يتسع السرير الواحد لاثنين!!

واضطررت أمام وقاحتها ومحاولتها الدخول عنوة لأن أدفع الباب في وجهها لتصبح خارج الغرفة، وسمعت ارتطامها بالأرض الخشبية في الممر، فقد كانت مخمورة… فقلت: الحمد لله… هذا أول ابتلاء… وشعرتُ باعتزاز ونشوة، إذ انتصرت على نفسي… وبدأت تسير في الطريق الذي رسمته لها ([3])…

ولقد واجه سيد رحمه الله ابتلاءات كثيرة بعد ذلك ولكنه تغلّب عليها وانتصر على نفسه الأمارة بالسوء!

ولما وصل إلى أمريكا، يحدثنا عما رأى فيقول: ولقد كنت -في أثناء وجودي في الولايات المتحدة الأمريكية- أرى رأي العين مصداق قول الله تعالى: (فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتةً فإذا هم مُبلسون). (سورة الأنعام الآية 44).

فإن المشهد الذي ترسمه الآية مشهد تدفق كل شيء من الخيرات والأرزاق بلا حساب، لا يكاد يتمثل في الأرض كلها كما يتمثل هناك!

وكنت أرى غرور القوم بهذا الرخاء الذي هم فيه… وشعورهم بأنه وَقف على الرجل الأبيض… وطريقة تعاملهم مع الملونين في عجرفة مرذولة، وفي وحشية كذلك بشعة… وفي صلف على أهل الأرض كلهم، كنتُ أرى هذا كله فأذكر هذه الآية… وأتوقع سنة الله… وأكاد أرى خطواتها وهي تدبّ إلى الغافلين ([4]).

وبعد سنتين قضاهما سيد في أمريكا، عاد رحمه الله إلى مصر… ولكنه عاد رجلاً آخر… رجلاً مؤمناً ملتزماً صاحب رسالة ودعوة وغاية.

رحم الله سيداً وأسكنه فسيح جناته وعفا عنا وعنه.

من كتاب " العائدون إلى الله مجموعة من قصص التائبين " لمحمد بن عبد العزيز المسند
 
مشهد من مسلسل الجماعة ٢

ممواجهة عبد الناصر لقطب بعد الانضمام للجماعة

 
كتاب معالم في الطريق

لمؤلفه سيد قطب ومن أشهرها وأكثرها جدلاً، تتركز فيه أفكاره الأساسية في التغيير الذي ينشده وإن كان أصله مأخوذاً من كتابه في ظلال القرآن في طبعته الثانية، وفي أجزائه الأخيرة من طبعته الأولى. كان الكتاب قد طبع منه عدد محدود في طبعته الأولى التي نشرتها "مكتبة وهبة"، ولكن بعد أن حكم بإعدام سيد قطب أصبح الكتاب يطبع في العالم كله بالآلاف.



التحميل من هنا
 
مقتطفات من كتاب معالم في الطريق.

أن قيادة الرجل الغربي للبشرية قد أوشكت على الزوال .. لا لأن الحضارة الغربية قد أفلست ماديًا أو ضعفت من ناحية القوة الاقتصادية والعسكرية .. ولكن لأن النظام الغربي قد انتهى دوره لأنه لم يعد يملك رصيداً من " القيم " يسمح له بالقيادة. لابد من قيادة تملك إبقاء وتنمية الحضارة المادية التي وصلت إليها البشرية ، عن طريق العبقرية الأوروبية في الإبداع المادي ، وتزود البشرية بقيم جديدة جدَّة كاملة - بالقياس إلى ما عرفته البشرية – وبمنهج أصيل وإيجابي وواقعي في الوقت ذاته. والإسلام - وحده - هو الذي يملك تلك القيم وهذا المنهج.

جيل قرآني فريد

وضع سيد قطب في هذا الكتاب المعالم اللازمة لاستعادة الحاكمية ويركز سيد قطب بشكل عام على مفهوم الحاكمية لله في جميع كتاباته. يبدأ الكتاب بموضع جيل قراني فريد وهو جيل الصحابة ويتساءل سيد قطب فيه عن عدم تكرار هذا الجيل ويبين فيه فهم الصحابة للقران الكريم بنقطتين: أن الصحابة أخذوا القرآن كنبع وحيد دون دخول أي معتقدات تعطل صفاء هذا النبع ويضع مثالاً عليه انزعاج الرسول عندما رأى عمر بن الخطاب يقرأ صحيفة من التوراة. يرى سيد قطب أن الصحابة تعاملوا مع القرآن بإعتباره تكاليف وأوامر مباشرة من الله يجب تنفيذها بسرعة، ويضرب مثالاً عليها قول بن مسعود:

«
كنا لا نتجاوز العشر من الآيات حتى نحفظها ونعمل بها.»


ينتقل سيد قطب بعد ذلك إلى طبيعة المنهج القرآني يرى قطب أن المنهج القرآني كان يعالج القضية الأولى والقضية الكبرى والقضية الأساسية في هذا الدين الجديد .. قضية العقيدة .. ممثلة في قاعدتها الرئيسية .. الألوهية والعبودية وما بينهما من علاقة. لقـد كان هذا القرآن المكي يفسر للإنسان سر وجوده ووجود هذا الكون من حوله .. كان يقول له : من هو ؟ ومن أين جاء ؟ ولماذا جاء ؟ وإلى أين يذهب في نهاية المطاف ؟ لقد شاءت حكمة الله أن تكون قضية العقيدة هي القضية التي تتصدى لها الدعوة منذ اليوم الأول للرسالة وأن يبدأ رسول الله أولى خطواته في الدعوة بدعوة الناس أن يشهدوا: أن لا اله إلا الله وأن يمضي في دعوته يعرف الناس بربهم الحق ويُعَبِّدَهم له دون سواه.

ولم تكن هذه - في ظاهر الأمر وفي نظرة العقل البشري المحجوب - هي أيسر السبل إلى قلوب العرب فلقد كانوا يعرفون من لغتهم معنى " إله " ومعنى : " لا إله إلا الله ". كانوا يعرفون أن الألوهية تعني الحاكمية العليا وكانوا يعرفون أن توحيد الألوهية وإفراد الله بها ، معناه نزع السلطان الذي يزاوله الكهان ومشيخة القبائل والأمراء والحكام، وردّه كله إلى الله .. السلطان على الضمائر والسلطان على الشعائر والسلطان على واقعيات الحياة والسلطان في المال والسلطان في القضاء والسلطان في الأرواح والأبدان.

كانوا يعلمون أن " لا إله إلا الله " ثورة على السلطان الأرضي الذي يغتصب أولى خصائص الألوهية، وثورة على الأوضاع التي تقوم على قاعدة من هذا الاغتصاب، وخروج على السلطات التي تحكم بشريعة من عندها لم يأذن بها الله .. ولم يكن يغيب عن العرب - وهم يعرفون لغتهم جيداً ويعرفون المدلول الحقيقي لدعوة - " لا اله إلا الله " - ماذا تعني هذه الدعوة بالنسبة لأوضاعهم ورياساتهم وسلطانهم ومن ثم استقبلوا هذه الدعوة - أو هذه الثورة - ذلك الاستقبال العنيف وحاربوها هذه الحرب التي يعرفها الخاص والعام .. فلم كانت هذه نقطة البدء في هذه الدعوة ؟ ولم اقتضت حكمة الله أن تبدأ بكل هذا العناء ؟



الفصل الثالث هو نَشأَة المُجتَمع المُسْلِم وَخَصَائِصُه يرى سيد قطب أن المجتمع الإسلامي كان مجتمعاً مبنياً على رابطة العقيدة. أناس من فرس وعرب وروم وعرقيات مختلفة وحدتها العقيدة الإسلامية وذابت فيها كل الفروق والاختلافات وكان الناس فيها سواسية كأسنان المشط.



.
 
كتاب في ظلال القرآن


هو كتاب من كتب تفسير القرآن ألفه سيد قطب إبراهيم حسين الشاذلي المعروف بسيد قطب (9 أكتوبر 1906م - 29 أغسطس 1966م) وقسمه إلى ثلاثين جزءا حسب تقسيم أجزاء القرآن وبنفس الترتيب. وطبع عدة مرات في مجلدات. يصنف كتاب التفسير "في ظلال القرآن" ضمن التفاسير بالمأثور، ولقد جمع بين الجانب التحليلي والبلاغي والأدبي الاجتماعي، ويصنف كذلك من بين التفاسير الموضوعية، حيث يهتم بالوحدة الموضوعية للسورة. "وذلك بالكلام عن السورة ككل، من ناحية أغراضها العامة والخاصة، مع ربط موضوعاتها، بعضها ببعض، حتى تبدو السورة، وهي في منتهى التناسق والإحكام، وكأنها عقد من لؤلؤ منظوم في غاية الإبداع" . ويعد سيد قطب من أبرز من اهتم بهذه الناحية، بصورة لم يسبق إليها، ولم يقاربه فيها أحد إلى الآن.


التحميل من هنا

 
ترجم كتاب التفسير "في ظلال القرآن" إلى عدة لغات: فظهرت ترجمة للكتاب باللغة الإنجليزية، والفرنسية، والألمانية، والأردية، والتركية، واللغة الإندونيسية، والفارسية، والبنغالية. فتمّت ترجمة المجلدات الأولى إلى الفارسية بواسطة المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران آية الله السيد علي الخامنئي.
 
وإليك الحياة في ظلال القرآن كما عاشها سيد قطب ويقدم بها في ظلال القرآن، نجتزء منها هذا المقطع:

الحياة في ظلال القرآن نعمة. نعمة لا يعرفها إلا من ذاقها. نعمة ترفع العمر وتباركه وتزكيه. والحمد لله.. لقد منَّ علي بالحياة في ظلال القرآن فترة من الزمان، ذقت فيها من نعمته ما لم أذق قط في حياتي. ذقت فيها هذه النعمة التي ترفع العمر وتباركه وتزكيه.

لقد عشت أسمع الله - الله - يتحدث إلي بهذا القرآن.. أنا العبد القليل الصغير.. أي تكريم للإنسان هذا التكريم العلوي الجليل ؟ أي رفعة للعمر يرفعها هذا التنزيل ؟ أي مقام كريم يتفضل به على الإنسان خالقه الكريم ؟

وعشت - في ظلال القرآن - أنظر من علو إلى الجاهلية التي تموج في الأرض، وإلى اهتمامات أهلها الصغيرة الهزيلة.. أنظر إلى تعاجب أهل هذه الجاهلية بما لديهم من معرفة الأطفال، وتصورات الأطفال، واهتمامات الأطفال.. كما ينظر الكبير إلى عبث الأطفال، ومحاولات الأطفال. ولثغة الأطفال.. وأعجب.. ما بال هذا الناس ؟! ما بالهم يرتكسون في الحمأة الوبيئة، ولا يسمعون النداء العلوي الجليل. النداء الذي يرفع العمر ويباركه ويزكيه ؟

عشت أتملى - في ظلال القرآن - ذلك التصور الكامل الشامل الرفيع النظيف للوجود.. لغاية الوجود كله، وغاية الوجود الإنساني.. وأقيس إليه تصورات الجاهلية التي تعيش فيها البشرية، في شرق وغرب، وفي شمال وجنوب.. وأسأل.. كيف تعيش البشرية في المستنقع الآسن، وفي الدرك الهابط، وفي الظلام البهيم وعندها ذلك المرتع الزكي، وذلك المرتقى العالي، وذلك النور الوضيء ؟

وعشت - في ظلال القرآن - أحس التناسق الجميل بين حركة الإنسان كما يريدها الله، وحركة هذا الكون الذي أبدعه الله.. ثم أنظر.. فأرى التخبط الذي تعانيه البشرية في انحرافها عن السنن الكونية، والتصادم بين التعاليم الفاسدة الشريرة التي تملى عليها وبين فطرتها التي فطرها الله عليها. وأقول في نفسي:أي شيطان لئيم هذا الذي يقود خطاها إلى هذا الجحيم ؟ يا حسرة على العباد !!!


وعشت - في ظلال القرآن - أرى الوجود أكبر بكثير من ظاهره المشهود.. أكبر في حقيقته، وأكبر في تعدد جوانبه.. إنه عالم الغيب والشهادة لا عالم الشهادة وحده. وإنه الدنيا والآخرة، لا هذه الدنيا وحدها.. والنشأة الإنسانية ممتدة في شعاب هذا المدى المتطاول كله إنما هو قسط من ذلك النصيب. وما يفوته هنا من الجزاء لا يفوته هناك. فلا ظلم ولا بخس ولا ضياع. على أن المرحلة التي يقطعها على ظهر هذا الكوكب إنما هي رحلة في كون حي مأنوس، وعالم صديق ودود. كون ذي روح تتلقى وتستجيب، وتتجه إلى الخالق الواحد الذي تتجه إليه روح المؤمن في خشوع: ولله يسجد من في السماوات والأرض طوعا وكرها وظلالهم بالغدو والآصال .. تسبح له السماوات السبع والأرض ومن فيهن، وإن من شيء إلا يسبح بحمده .. أي راحة، وأي سعة وأي أنس، وأي ثقة يفيضها على القلب هذا التصور الشامل الكامل الفسيح الصحيح ؟
 
وعشت - في ظلال القرآن - أرى الإنسان أكرم بكثير من كل تقدير عرفته البشرية من قبل للإنسان ومن بعد.. إنه إنسان بنفخة من روح الله: فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين .. وهو بهذه النفخة مستخلف في الأرض: وإذ قال ربك للملائكة:إني جاعل في الأرض خليفة.. وسخر له كل ما في الأرض: وسخر لكم ما في الأرض جميعا.. ولأن الإنسان بهذا القدر من الكرامة والسمو جعل الله الآصرة التي يتجمع عليها البشر هي الآصرة المستمدة من النفخة الإلهية الكريمة. جعلها آصرة العقيدة في الله.. فعقيدة المؤمن هي وطنه، وهي قومه، وهي أهله.. ومن ثم يتجمع البشر عليها وحدها، لا على أمثال ما تتجمع عليه البهائم من كلأ ومرعى وقطيع وسياج !..


والمؤمن ذو نسب عريق، ضارب في شعاب الزمان. إنه واحد من ذلك الموكب الكريم، الذي يقود خطاه ذلك الرهط الكريم:نوح وإبراهيم وإسماعيل وإسحاق، ويعقوب ويوسف، وموسى وعيسى، ومحمد.. عليهم الصلاة والسلام.. وإن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون.. هذا الموكب الكريم، الممتد في شعاب الزمان من قديم، يواجه - كما يتجلى في ظلال القرآن

- مواقف متشابهة، وأزمات متشابهة، وتجارب متشابهة على تطاول العصور وكر الدهور، وتغير المكان، وتعدد الأقوام. يواجه الضلال والعمى والطغيان والهوى، والاضطهاد والبغي، والتهديد والتشريد. ولكنه يمضي في طريقه ثابت الخطو، مطمئن الضمير، واثقا من نصر الله، متعلقا بالرجاء فيه، متوقعا في كل لحظة وعد الله الصادق الأكيد: وقال الذين كفروا لرسلهم لنخرجنكم من أرضنا أو لتعودن في ملتنا. فأوحى إليهم ربهم لنهلكن الظالمين، ولنسكننكم الأرض من بعدهم. ذلك لمن خاف مقامي وخاف وعيد.. موقف واحد وتجربة واحدة. وتهديد واحد. ويقين واحد. ووعد واحد للموكب الكريم..

وعاقبة واحدة ينتظرها المؤمنون في نهاية المطاف. وهم يتلقون الاضطهاد والتهديد والوعيد..
 
لقد عاش سيد قطب "في ظلال القرآن"، لمدة 25 سنة كما ذكر ذلك هو نفسه في تفسيره... بعد استكمال حفظ كتاب الله واستظهاره، ودراسة عشرات التفاسير التي يحيل عليها أحياناً وينتقدها تارة أخرى.

والدارس لتفسير "في ظلال القرآن" يقف ولا شك على ما يمتاز به هذا التفسير عن سواه. فهو ينفرد بمزايا خاصة كثيرة يطول استعراضها بالبيان في هذا السياق، نذكر منها : مقدمات السور وتلخيص موضوعاتها ومضمون كل منها تحليلا، مع إبراز طابع كل سورة وشخصيتها وظلها الخاص بها، وحكمة ترتيب آياتها ومقاطعها، والإيقاع الموسيقي لتلك المقاطع وتغيير القافية بحسب السياق ودوره في التبشير أو النذير والوعد أو الوعيد، الخ... والوقوف على المكي منها المصطبغ بالتركيز على عقيدة التوحيد الصحيحة، ثم المدني منها المبين لأحكام الشريعة بعد قيام دولة الإسلام على يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة المنورة، وإلى غير ذلك من الأمور ومظاهر التصوير الفني في القرآن، والبلاغة والإعجاز، مع توظيف أسباب النزول، والناسخ والمنسوخ، والمتشابه والمحكم وشتى علوم القرآن، والحقائق العلمية الحديثة والتاريخية التي تواكب النص القرآني بدون تعارض.

وأسرار القرآن وعجائبه لا يمكن إحصاؤها واحتواؤها، فينفد البحر تلو البحر حِبراً يُكتب ولن تنفد كلمات الله عبر العصور والأمصار. هذا من حيث الشكل،

أما من حيث المضمون : فمنهج سيد قطب صارم، بالتقيد في التفسير بالمأثور والرجوع إلى السنة والنصوص الثابتة رواية، والمرفوعة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. فيشعر القارئ بمدى الاحتراز والحذر الذي يبديه مثلا من الإسرائيليات، التي يأسف لتسربها لكتب التفسير قديمها وحديثها على جلال قدرها. فيعرض عن الروايات التي "يشم" منها أساطير التوراة المحرفة،

ولا يجاري باقي المفسرين بإقحامها في تفسيره الذي أراده الله أن يكون خالصاً للناهلين، خالصاً مخلصاً من تلك الإسرائيليات التي تسربت لجل كتب التفسير، بأسلوب ممتع سلسٍ، ويُخرج لنا من بطون المجلدات الست من تفسيره رحيقاً مختوماً وشراباً سائغاً للشاربين. وما هو إلا فتح من الله عليه وعلى من استفاد من تفسيره للذكر الحكيم.

وقد كان يمر بالآية ويقول بكل تواضع أنه استعصى عليه فهمها، فيفتح عليه بفهم من العلم اللدني، فيتداركها بالشرح في الطبعة اللاحقة من تفسيره... وهذا إن هو إلا غيض من فيض فقط
 
تأثر الشيخ عبد العزيز بن باز بوفاة سيد قطب

لما أعدم جمال عبد الناصر سيد قطب منظّر الإخوان المسلمين في مصر، وذلك يوم 29 أغسطس 1966، وجه ابن باز رسالة إلى عبد الناصر قال فيها

بسم الله الرحمن الرحيم. من عبد العزيز بن عبد الله بن باز إلى الرئيس جمال عبد الناصر، السلام على من اتبع الهدى.


يقول الله عز وجل (ومن يقتل مؤمنًا متعمدًا، فجزاؤه جهنم خالدًا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابًا عظيمًا). والسلام. عبد العزيز بن باز


.........................

عبد العزيز بن عبد الله بن باز (12 ذو الحجة 1330 هـ - 22 نوفمبر 1910 / 27 محرم 1420 هـ - 13 مايو 1999)، قاض وفقيه سعودي، ولد في الرياض لأسرة علم، وتلقى علومه من مشايخ وعلماء بلدته، شغل منصب مفتي عام المملكة العربية السعودية منذ عام 1413 هـ الموافق 1992 حتى وفاته، بالإضافة لرئاسة هيئة كبار العلماء السعودية، ورئاسة إدارة البحوث العلمية والإفتاء، ورأس المجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي، ورئاسة المجمع الفقهي الإسلامي، وشغل مدير الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة لخمس سنوات، حصل ابن باز على جائزة الملك فيصل لخدمة الإسلام سنة 1402 هـ الموافق 1982.
 
افضل ماقيل عن سيد قطب اختلف الناس فيه على طرفان ووسط

 
براءة الشهيد سيد قطب من الطعن في الصحابة

تعقيباً على «تغريدة» الشيخ مشاري العفاسي
وائل علي البتيري
غرّد الشيخ مشاري العفاسي على "تويتر" قائلاً: "اتهم الاخواني سيد قطب الصحابي الجليل عمرو بن العاص رضي الله عنه بالكذب والخبث والغش والخديعة والنفاق والرشوة وشراء الذمم! فكيف لا يتهموني!" اهـ.في تعقيبي على هذه "التغريدة"؛ سأنأى بقلمي عن "شخصنة" الأمور، والتغول في المقدمات التي دفعت الشيخ العفاسي إلى كتابة هذه الكلمات الخليّة من العدل الذي أمرنا الله تعالى أن نلزمه عند القول؛ لأن غايتي في التعقيب هو الدفاع عن الشهيد سيد قطب رحمه الله، الذي تعرض لظلم بعد استشهاده؛ ربما فاق ظلمَ الحكم عليه بالإعدام، ولا يهمّني إسقاط الطرف الآخر.. ويبدو أننا نعيش في زمن كثر فيه الذين يُسقطون أنفسهم بأنفسهم!
أما كلام سيد قطب المشار إليه؛ فهو الوارد في كتابه "كتب وشخصيات"، وهو كتاب قديم، طُبع لأول مرة في عام 1946م، وهي من السنوات الأولى التي شهدت بدايات التوجه "الإسلامي" لسيد قطب رحمه الله.
يقول الأستاذ سيد المولود في عام 1906، في كتابه "العدالة الاجتماعية" (ص203 - الطبعة المنقحة) متحدثاً عن نفسه:
"إن الذي يقول هذا الكلام إنسان عاش يقرأ أربعين سنة كاملة، كان عمله الأول فيها هو القراءة والاطلاع في معظم حقول المعرفة الإنسانية، ما هو من تخصصه، وما هو من هواياته الثقافية.. ثم عاد إلى مصادر عقيدته وتصوره، فإذا هو يجد كل ما قرأه ضئيلاً ضئيلاً إلى جانب ذلك الرصيد الضخم -وما كان يمكن أن يكون الأمر إلا كذلك-، وما هو بنادم على ما قضى فيه أربعين سنة من عمره، وإنما عرف الجاهلية على حقيقتها، وعلى انحرافها، وعلى ضآلتها، وعلى قزامتها، وعلى جعجعتها وانتفاشها، وعلى غرورها وادّعائها كذلك! وعلمَ علْمَ اليقين أنه لا يمكن أن يجمع المسلمُ بين هذين المصدرين في التلقي!".

إذن؛ هو يقرر أنه خلع ثوب "الجاهلية" الذي تدثره عشرات السنين، ليكتسي حُلة لا يمكن أن تلتقي على جسده مع ذلك الثوب القديم، لأنه عرفه على حقيقته، وأدرك بشاعته، وانشرح صدرُه بجمال حلته الجديدة، واطمأن فؤاده إلى ضرورة التزامها. ثم يأتي بعد ذلك من يُحاكمه -ظلماً وزوراً- على ارتدائه الثياب التي تخلى عنها من غير رجعة!!
وما علينا الآن إلا أن نثبت أن هذا الكلام "القاسي" الذي وصف به سيد رحمه الله، معاوية وعمراً رضي الله عنهما، هو جزءٌ من ذلك الثوب المخلوع..

لسيد قطب رحمه الله؛ طبعة منقحة لكتابه "العدالة الاجتماعية في الإسلام"؛ وكان قد قال في الطبعة الأولى من هذا الكتاب كلاماً شبيهاً بما نقله الشيخ العفاسي عنه من كتاب "كتب وشخصيات"، قال رحمه الله في "العدالة الاجتماعية -الطبعة القديمة- وهو أول كتاب ألّفه بعد الالتزام:
".. وجاء معاوية، تُعاونه العصبة التي على شاكلته، وعلى رأسها عمرو بن العاص، قومٌ تجمعهم المطامع والمآرب، وتدفعهم المطامح والرغائب، ولا يُمسكهم خلُقٌ ولا دينٌ ولا ضمير".
إننا إذا استعرضنا الطبعة التي نقحها سيد قطب من هذا الكتاب؛ فإننا لن نجد أثراً لهذا الكلام، وهذا أحد الأدلة الظاهرة على تراجعه، رحمه الله.

وإليك دليلاً آخر يخبرنا عنه أحد تلاميذ سيد قطب، وهو الأستاذ يوسف العظم رحمه الله، حيث قال في كتابه "رائد الفكر الإسلامي المعاصر الشهيد سيد قطب" (ص317) تحت عنوان "توهم البعض أن الشهيد قد تبرأ من جميع كتبه ما عدا (الظلال) و(المعالم)":
"توهمَ البعضُ أن الشهيد قد أعلن كتابةً وحديثاً فيما كان يتمّ بينه وبين أصدقائه وإخوانه من لقاءات؛ أنه يتبرأ من كل ما كتب من عطاء، وما قدم من كتب؛ باستثناء كتابيه (في ظلال القرآن) و(معالم في الطريق)...
وأحسب أن الوهم الذي أشرتُ إليه جاء من مصدرين:

الأول: من حديث الشهيد عن بعض كتبه السابقة، كقصة أشواق، وقصة المدينة المحسورة، ونقد مستقبل الثقافة في مصر، وكتب وشخصيات، وهي كتب المرحلة الزمنية الأدبية في حياة الشهيد، إذ بيّن أكثر من مرة لمن حوله من المتصلين به والمقربين إليه؛ أنها كتب مرحلة معيّنة أورد فيها الشهيد بعض الآراء والأفكار مما لم يعُدْ يؤمن به أو يراه، أو أن ما استقر عليه الشهيد من رأي وفكر قد تجاوزها وتخطاها إلى منطلق جديد، وطريق أكثر استقامة وأرحب ميداناً..".

إن حُسن الظن بالشهيد سيد رحمه الله؛ مع ما مضى؛ يكفي لرد الفرية التي تلقفها الشيخ العفاسي ونشرها على "تويتره"، لكن "هواة التجريح" يرفضون اللجوء إلى حسن الظن في هذه الحالات، إذ يحصرون ممارسة هذه العبادة بمن هم على شاكلتهم، فإليهم نسوق المزيد، لعل الله يهديهم..

بيّن سيد قطب رحمه الله في "الظلال" (4: 2192-2193) ما وصفه بالأثر القوي الذي تركه القرآن والسنة في نفس معاوية، وتقيّده بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال:
"ولقد ترك القرآن وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم في نفوس المسلمين أثراً قوياً، وطابعاً عاماً في هذه الناحية، ظل هو طابع التعامل الإسلامي الفردي والدولي المتميز.. رُوي أنه كان بين معاوية بن أبي سفيان وملك الروم أمد، فسار إليهم في آخر الأجل، حتى إذا انقضى وهو قريب من بلادهم؛ أغار عليهم وهم غازون لا يشعرون، فقال له عمرو بن عبسة: الله أكبر يا معاوية، وفاء لا غدر.. سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (من كان بينه وبين قوم أجل؛ فلا يحلنّ عقده حتى ينقضي أمدُها)، فرجع معاوية بالجيش".
وقال -رحمه الله- في "الظلال" (6: 3346) مقرراً أن معاوية التزم النظام العملي للمجتمع الإسلامي:
"وقال سفيان الثوري: عن راشد بن سعد، عن معاوية بن أبي سفيان قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (إنك إن اتبعت عورات الناس أفسدتهم أو كدت أن تفسدهم)، فقال أبو الدرداء رضي الله عنه كلمة سمعها معاوية رضي الله عنه من رسول الله صلى الله عليه وسلم نفعه الله تعالى بها..

فهكذا أخذ النص طريقه في النظام العملي للمجتمع الإسلامي، ولم يعد مجرد تهذيب للضمير وتنظيف للقلب، بل صار سياجاً حول حرمات الناس وحقوقهم وحرياتهم، فلا تمس من قريب أو بعيد، تحت أي ذريعة أو ستار".
أما عمرو بن العاص رضي الله عنه؛ فقد وصفه الشهيد سيد قطب بأنه عاش في إطار العقيدة، قال في "مقومات التصور الإسلامي" (ص368 - 369):

".. هنالك نجد أبا بكر وعمر، ونجد أبا ذر وعمرو بن العاص، ونجد خالد بن الوليد وجليبيب.. وكلّها وعشرات أمثالها من الطبائع والنماذج المتقابلة، عاشت في إطار هذه العقيدة، وفي إطار هذا المجتمع، متعاونةً ذلك التعاون الفريد المجيد".

ومع ما مضى؛ فليس من التجرد ودواعي البحث العلمي؛ أن نخفي أن الأوصاف التي وجهها سيد قطب سابقاً إلى معاوية وعمْرٍ رضي الله عنهما، واردة منجمةً في الروايات التاريخية عندنا معشر أهل السنة، وهي لا شك بحاجة إلى دراسة وتمحيص، ولو كان المقام يتسع لذكرها لأوردناها، إلا أن لذلك موضعاً آخر.. والله المستعان!
وكذلك؛ فإن كثيراً من العلماء
-المتقدمين والمتأخرين- يذمّون معاوية وعَمْراً رضي الله عنهما، وذلك لقتالهما علياً رضي الله عنه وغير ذلك من الأمور، فلماذا التركيز على سيد قطب رحمه الله، ولومه فيما تراجع عنه؟!
خلاصة موقف سيد من الصحابة
مر سيد قطب في موقفه من بعض الصحابة رضوان الله عليهم بثلاث مراحل:
الأولى: مرحلة ما قبل التوجه "الإسلامي"، حيث كان سيد قطب متأثراً بأفكار كل من طه حسين وعباس محمود العقاد، وكلاهما -خاصة طه حسين- كانت له مواقف سلبية تجاه الصحابة، وصلت حد السب والشتم والطعن، فوقع من سيد في هذه المرحلة كلمات قاسية في حق كل من معاوية وعمرو بن العاص رضي الله عنهما، وذلك في كتابه "كتب وشخصيات"، وهو عبارة عن مقالات أدبية نقدية، نشرها الشهيد في عدة مجلات ما بين عامي 1942 و1946م (انظر "سيد قطب من الميلاد إلى الاستشهاد" ص531 للدكتور صلاح الخالدي).
الثانية: مرحلة بداية توجهه "الإسلامي"، وفي هذه المرحلة ألّف أول كتاب له في الفكر الإسلامي، وهو "العدالة الاجتماعية في الإسلام"، وذلك في عام 1948م، وفي هذا الكتاب يظهر أن سيداً ما زال متأثراً -شيئاً ما- بأفكار طه حسين والعقاد، لذا فقد صدرت منه عبارات شديدة في حق عدد من الصحابة، منهم عثمان بن عفان رضي الله عنه، وتصدى للرد عليه الأستاذ محمود شاكر رحمه الله، وبيّن سيد قطب -عام 1952- في تعليقه على مقالة لشاكر؛
أنه لا يقصد الطعن في الصحابة رضوان الله عليهم، وإنما غايته الدفاع عن الإسلام مما نُسب إليه في كتب التاريخ والسير.

الثالثة: مرحلة استقلاله في دراسة التاريخ، وفي هذه المرحلة أصدر طبعة منقحة من كتاب "العدالة الاجتماعية" وهي الطبعة السادسة التي أصدرتها دار "إحياء الكتب العربية" عام 1964م، وحذف منها الشهيد ما انتقده عليه الأستاذ محمود شاكر، وعدّل كثيراً من العبارات، وأضاف أموراً أخرى، تبين استقرار موقفه من الصحابة على جادة العدل والإنصاف، وظهر ذلك جلياً في "الظلال" و"هذا الدين"، حيث أثنى ثناءً طيباً على عثمان ومعاوية وعمرو بن العاص رضي الله عنهم، وكذا كال المديح لأصحاب رسول الله في الجملة، وفعل ذلك في كتابه "معالم في الطريق"، حيث وصف الصحابة رضوان الله عليهم بأنهم "جيل قرآني فريد"، وقال تحت هذا العنوان (ص14):
"لقد خرّجت هذه الدعوة جيلاً من الناس - جيل الصحابة رضوان الله عليهم -، جيلاً مميزاً في تاريخ الإسلام كله، وفي تاريخ البشرية جميعه، ثم لم تعُد تخرج هذا الطراز مرةً أخرى".

مما سبق؛ نتيقن أن الذي خلص إليه الشهيد سيد قطب رحمه الله؛ هو الثناء على الصحابة رضي الله عنهم، وأن ما نسبه الشيخ العفاسي لسيد إنما هو كلام قديم تراجع عنه، وتبرأ منه، واستقر على خلافه، والله تعالى أعلم.
 
الشيخ محمد حسان يثني علي
سيد قطب


الشيخ الشعراوي يمدح سيد قطب ويثني عليه.


الشيخ الشعراوي يستشهد بمقولة سيد قطب ويترحم عليه

تأثر الشيخ عبد العزيز بن باز بوفاة سيد قطب

لما أعدم جمال عبد الناصر سيد قطب منظّر الإخوان المسلمين في مصر، وذلك يوم 29 أغسطس 1966، وجه ابن باز رسالة إلى عبد الناصر قال فيها

بسم الله الرحمن الرحيم. من عبد العزيز بن عبد الله بن باز إلى الرئيس جمال عبد الناصر، السلام على من اتبع الهدى.


يقول الله عز وجل (ومن يقتل مؤمنًا متعمدًا، فجزاؤه جهنم خالدًا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابًا عظيمًا). والسلام. عبد العزيز بن باز


.........................

عبد العزيز بن عبد الله بن باز (12 ذو الحجة 1330 هـ - 22 نوفمبر 1910 / 27 محرم 1420 هـ - 13 مايو 1999)، قاض وفقيه سعودي، ولد في الرياض لأسرة علم، وتلقى علومه من مشايخ وعلماء بلدته، شغل منصب مفتي عام المملكة العربية السعودية منذ عام 1413 هـ الموافق 1992 حتى وفاته، بالإضافة لرئاسة هيئة كبار العلماء السعودية، ورئاسة إدارة البحوث العلمية والإفتاء، ورأس المجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي، ورئاسة المجمع الفقهي الإسلامي، وشغل مدير الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة لخمس سنوات، حصل ابن باز على جائزة الملك فيصل لخدمة الإسلام سنة 1402 هـ الموافق 1982.
 
الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.
عودة
أعلى