من الواضح أن البعض لا يدرك الفرق بين المعتقدات الدينية وبين العلم والتاريخ.
جميع ما ذكر وشمل كل من (الفراعنة - خروج اليهود من مصر - موسى - مصراييم - سام وحام - يوسف - وغيرها) هي قصص دينية لا علاقة لها بالتاريخ، يمكنكم جميعا النقاش فيها دون حرج في القسم الإسلامي من المنتدى.
لكن ليس القسم التاريخي.
توضيح لكثير من اللبس المستمر...
مصر القديمة دولة بدأت الكتابة منذ عصر ما قبل الاسرات 3200 قبل الحقبة العامة وسطرت تاريخها واحداثها حتى اليوم بعد أكثر من 5000 عام.
في العصر المتأخر من الدولة المصرية القديمة تم احتلال مصر في وقت ما من الاشوريين والكوشيين وتحولت مصر لاقاليم بعد أن كانت موحدة.
في العام 656 BCE في عهد الأسرة 26 المصرية المعروفة بلقب الملك بسماتيك بداية من بسماتيك الأول الذي قام بتحرير مصر من الكوريين والاشوريين ووحد مصر مرة أخرى.
أعاد بسماتيك والأسرة 26 إحياء القومية المصرية وأعاد احياء ذاكرة المصريين للدولة القديمة والمتوسطة والحديثة وحضارتها وإنجازاتها لتشجيعهم على إعادة بناء الدولة المصرية. (الفرق بين بسماتيك الأول والدولة القديمة كالفرق بينه وبيننا حاليا 2500 عام تقريبا)
في تلك الأثناء في القرن السابع قبل الحقبة العامة قد بدأت قبيلة كنعانية أو مجاورة لها في التشكل بين عمالقة الحضارات القديمة وكانوا على احتكاك بمصر وعلى مسمع من محاولات بسماتيك احياء التراث المصري القديم .
وتأثرا بشكل أساسي بالحضارة البابلية والاشورية والمصرية تم نسخ القصص القديمة وإخراجها بنسخة جديدة بأبطال جدد من تلك القبيلة، وتم نسخ التاريخ القديم لقبائل المنطقة ومنها الكنعانيين في احتكاكهم بمصر وخروجهم منها كجزء من الهسكوس المطرودين على يد الملك المصري (احمس Ah Moses) قبلها بألف عام لقصة جديدة تماما تخص تلك القبيلة فقط وتفاصيل جديدة تماما لم تحدث على الإطلاق.
كيف يجمع المؤرخون والاثريون على أن تلك الأحداث مختلقة؟
لأن تفاصيل الخروج والأماكن المذكورة في التوراة تم التنقيب عنها وبحثت بدقة لسنوااات وثبت انها لم توجد في وقت ادعاء الخروج بل تحديدا في العصر المتأخر في القرن السابع BCE.
تخيل أن تكتب أن الإسكندر المقدوني سافر إلى نيويورك ثم مر على واشنطن قبل أن يشاهد فيلما في هوليوود، هذا هو قصة الخروج اليهودية من مصر بالإضافة لتفاصيل أخرى أيضا.
من الشخصيات التي اعيد أحياءها في عهد الأسرة 26 في القرن السابع أيضا هي شخصية عظيمة جدا وهو امحتب مستشار الملك زوسر في الأسرة الثالثة من الدولة القديمة (2700 BCE تقريبا) ورئيس كهنة الإله رع وهو مهندس اول هرم ضخم في التاريخ (معروف باسم هرم زوسر) وقام بتنظيم الحبوب والزراعة عندما لم يفيض النيل ل 7 سنوات، وله مؤلفات طبية وجراحية ويعتقد أن أشهر بردية جراحية مكتوبة بالهيراطيقية في الدولة الوسطى منسوخة من نسخة أقدم بالهيلوغرفية تخص امحتب (ادوين سميث).
قامت تلك القبيلة باختطاف تاريخ تلك الشخصية العظيمة وتحويلها لشخصية باسم جديد ليصبح امحتب هو يوسف وما فعله امحتب سجل انه من فعل يوسف. وهذا ما ينفيه قطعا العلماء والمؤرخون والاثريون.
وكثير من القصص الاشورية والبابلية تم تحويرها وتحويلها لمنتج جديد بأبطال جدد مثلما فعلوا مع المصريين تماما.
ما المشكلة إذا؟
بانتهاء تلك الحضارات والتوقف عن استعمال لغاتها القديمة تسيدت الروايات المختلقة واصبح لها صدى أكبر من التاريخ الأصلي والقصة الأصلية وابطالها الأصليين.
مع العصر الحديث والاهتمام بالحضارات القديمة وفك شفرات لغاتها، بدأت الحقيقة في الظهور وثبت كذب وخرافة القصص المشوهة المختلقة
ومع الاهتمام بالآثار والتنقيب ثبت وتأكد ذلك مرة أخرى.
لم يعد أحد من العلماء والمؤرخين العلميين يعتقد أن تلك القصص التي تم نسجها وتحويرها بهذا الشكل الفاضح حقيقة على الإطلاق.
حاول المتدينون اليهود والمسيحيون كثيرا البحث عن دليل تاريخي أو أثري واحد، خاصة في إسرائيل، وكلما بحثوا أكثر ثبتت الحقيقة اكثر، أن تلك القصص ما هي إلا قصص مؤلفة ومدلسة لتاريخ الحضارات القديمة.
لم تسرق تلك القبيلة أرض الآخرين فقط بل سرقت تاريخهم وثقافتهم وزورته ونسبته لنفسها.
لعل من أبرز الأمثلة على تلك المحاولات القديمة هي أول محاولة وقحة في التاريخ لدمج القصص المدلسة مع التاريخ الأصلي المنسوخ منه وهو ما فعله المؤرخ المشهور يوسيفوس الذي عاش في القرن الأول من الحقبة العامة (80 CE).
يوسيفوس اليهودي الذي كتب قصته بنفسه موضحا أنه كان واصيا على مدينة في أرض كنعان عندما جاء الرومان وبدأوا بقصف الحصون فهرب يوسيفوس وبعض رجاله لنقطة محصنة وتركوا الناس تقتل ثم أمر من معه بالانتحار ولم يتبقى سواه وشخص آخر فسلم نفسه للرومان ولم ينتحر.
ثم استخدمه الرومان في السيطرة على القدس لمعرفته بحصونها فدخل الرومان المدينه وهدموا وسرقوا كل شيئ.
جاء يوسيفوس بعدها وأقام في روما وكتب مؤلفات مشهوره لليوم عن التاريخ اليهودي مستخدما كتبا أشهرها قال انه كتاب مانيتون المصري الذي كتبه في العصر البطلمي 350 BCE تقريبا عن تاريخ ملوك مصر القديمة.
فقام بمزج الأحداث القديمة مع القصص المدلسة..
ليخرج بابرز أفكاره التي ينشرها الأعضاء في المنتدى إلى اليوم
أن اليهود جاءوا مع الهكسوس وان رمسيس الثاني هو (فرعون) الخروج وان إبراهيم هو من علم المصريين العلوم وان يوسف هو امحتب وأنقذ المصريين من المجاعة.
فقام ابيون العالم المؤرخ من مصر من الإسكندرية حينها بالرد على يوسوس في كتاب كامل موضحا أن كل ما قال خاطئ ومثبتا أن تلك القصص مدلسة وان اليهود ليس شعب قديم. فرد عليه يوسيفوس مزيدا من البجاحة والتدليس.
تم فقد جميع أعمال ابيون بينما لم يتبقى سوى أعمال يوسيفوس ورده على ابيون لأن يوسيفوس كان خادم روما الوفي فتم حفظ أعماله.
جميع ما ذكرت هو بأدلة تاريخية واثرية يجمع عليها مؤرخون حتى من إسرائيل نفسها وليس مبني على قصص من القرن الأول على يد يوسيفوس أو أشخاص ينقلون تلك القصص ويسميهم العرب مؤرخين.
لم أجد أبلغ من أن أضع لمزيد من القراءة الا أبحاث ودراسات (إسرائيلية) .
(اعرف من مشاركاتك مدى أخلاقك وان محاولاتك للفهم والاطلاع لا أكثر فأتمنى أن تقرأ ما كتبت وتتأكد منه بنفسك. @ابن جلا )
اتمنى من الأعضاء (خاصة المصريين) أن يتوقفوا قليلا عن الحديث الدارج غير العلمي والتاريخي عن مصر القديمة. وكفى مساهمة في تدمير التاريخ المصري.
دمتم بخير.
لمزيد من القراءة
للمزيد والمزيد
جميع ما ذكر وشمل كل من (الفراعنة - خروج اليهود من مصر - موسى - مصراييم - سام وحام - يوسف - وغيرها) هي قصص دينية لا علاقة لها بالتاريخ، يمكنكم جميعا النقاش فيها دون حرج في القسم الإسلامي من المنتدى.
لكن ليس القسم التاريخي.
توضيح لكثير من اللبس المستمر...
مصر القديمة دولة بدأت الكتابة منذ عصر ما قبل الاسرات 3200 قبل الحقبة العامة وسطرت تاريخها واحداثها حتى اليوم بعد أكثر من 5000 عام.
في العصر المتأخر من الدولة المصرية القديمة تم احتلال مصر في وقت ما من الاشوريين والكوشيين وتحولت مصر لاقاليم بعد أن كانت موحدة.
في العام 656 BCE في عهد الأسرة 26 المصرية المعروفة بلقب الملك بسماتيك بداية من بسماتيك الأول الذي قام بتحرير مصر من الكوريين والاشوريين ووحد مصر مرة أخرى.
أعاد بسماتيك والأسرة 26 إحياء القومية المصرية وأعاد احياء ذاكرة المصريين للدولة القديمة والمتوسطة والحديثة وحضارتها وإنجازاتها لتشجيعهم على إعادة بناء الدولة المصرية. (الفرق بين بسماتيك الأول والدولة القديمة كالفرق بينه وبيننا حاليا 2500 عام تقريبا)
في تلك الأثناء في القرن السابع قبل الحقبة العامة قد بدأت قبيلة كنعانية أو مجاورة لها في التشكل بين عمالقة الحضارات القديمة وكانوا على احتكاك بمصر وعلى مسمع من محاولات بسماتيك احياء التراث المصري القديم .
وتأثرا بشكل أساسي بالحضارة البابلية والاشورية والمصرية تم نسخ القصص القديمة وإخراجها بنسخة جديدة بأبطال جدد من تلك القبيلة، وتم نسخ التاريخ القديم لقبائل المنطقة ومنها الكنعانيين في احتكاكهم بمصر وخروجهم منها كجزء من الهسكوس المطرودين على يد الملك المصري (احمس Ah Moses) قبلها بألف عام لقصة جديدة تماما تخص تلك القبيلة فقط وتفاصيل جديدة تماما لم تحدث على الإطلاق.
كيف يجمع المؤرخون والاثريون على أن تلك الأحداث مختلقة؟
لأن تفاصيل الخروج والأماكن المذكورة في التوراة تم التنقيب عنها وبحثت بدقة لسنوااات وثبت انها لم توجد في وقت ادعاء الخروج بل تحديدا في العصر المتأخر في القرن السابع BCE.
تخيل أن تكتب أن الإسكندر المقدوني سافر إلى نيويورك ثم مر على واشنطن قبل أن يشاهد فيلما في هوليوود، هذا هو قصة الخروج اليهودية من مصر بالإضافة لتفاصيل أخرى أيضا.
من الشخصيات التي اعيد أحياءها في عهد الأسرة 26 في القرن السابع أيضا هي شخصية عظيمة جدا وهو امحتب مستشار الملك زوسر في الأسرة الثالثة من الدولة القديمة (2700 BCE تقريبا) ورئيس كهنة الإله رع وهو مهندس اول هرم ضخم في التاريخ (معروف باسم هرم زوسر) وقام بتنظيم الحبوب والزراعة عندما لم يفيض النيل ل 7 سنوات، وله مؤلفات طبية وجراحية ويعتقد أن أشهر بردية جراحية مكتوبة بالهيراطيقية في الدولة الوسطى منسوخة من نسخة أقدم بالهيلوغرفية تخص امحتب (ادوين سميث).
قامت تلك القبيلة باختطاف تاريخ تلك الشخصية العظيمة وتحويلها لشخصية باسم جديد ليصبح امحتب هو يوسف وما فعله امحتب سجل انه من فعل يوسف. وهذا ما ينفيه قطعا العلماء والمؤرخون والاثريون.
وكثير من القصص الاشورية والبابلية تم تحويرها وتحويلها لمنتج جديد بأبطال جدد مثلما فعلوا مع المصريين تماما.
ما المشكلة إذا؟
بانتهاء تلك الحضارات والتوقف عن استعمال لغاتها القديمة تسيدت الروايات المختلقة واصبح لها صدى أكبر من التاريخ الأصلي والقصة الأصلية وابطالها الأصليين.
مع العصر الحديث والاهتمام بالحضارات القديمة وفك شفرات لغاتها، بدأت الحقيقة في الظهور وثبت كذب وخرافة القصص المشوهة المختلقة
ومع الاهتمام بالآثار والتنقيب ثبت وتأكد ذلك مرة أخرى.
لم يعد أحد من العلماء والمؤرخين العلميين يعتقد أن تلك القصص التي تم نسجها وتحويرها بهذا الشكل الفاضح حقيقة على الإطلاق.
حاول المتدينون اليهود والمسيحيون كثيرا البحث عن دليل تاريخي أو أثري واحد، خاصة في إسرائيل، وكلما بحثوا أكثر ثبتت الحقيقة اكثر، أن تلك القصص ما هي إلا قصص مؤلفة ومدلسة لتاريخ الحضارات القديمة.
لم تسرق تلك القبيلة أرض الآخرين فقط بل سرقت تاريخهم وثقافتهم وزورته ونسبته لنفسها.
لعل من أبرز الأمثلة على تلك المحاولات القديمة هي أول محاولة وقحة في التاريخ لدمج القصص المدلسة مع التاريخ الأصلي المنسوخ منه وهو ما فعله المؤرخ المشهور يوسيفوس الذي عاش في القرن الأول من الحقبة العامة (80 CE).
يوسيفوس اليهودي الذي كتب قصته بنفسه موضحا أنه كان واصيا على مدينة في أرض كنعان عندما جاء الرومان وبدأوا بقصف الحصون فهرب يوسيفوس وبعض رجاله لنقطة محصنة وتركوا الناس تقتل ثم أمر من معه بالانتحار ولم يتبقى سواه وشخص آخر فسلم نفسه للرومان ولم ينتحر.
ثم استخدمه الرومان في السيطرة على القدس لمعرفته بحصونها فدخل الرومان المدينه وهدموا وسرقوا كل شيئ.
جاء يوسيفوس بعدها وأقام في روما وكتب مؤلفات مشهوره لليوم عن التاريخ اليهودي مستخدما كتبا أشهرها قال انه كتاب مانيتون المصري الذي كتبه في العصر البطلمي 350 BCE تقريبا عن تاريخ ملوك مصر القديمة.
فقام بمزج الأحداث القديمة مع القصص المدلسة..
ليخرج بابرز أفكاره التي ينشرها الأعضاء في المنتدى إلى اليوم
أن اليهود جاءوا مع الهكسوس وان رمسيس الثاني هو (فرعون) الخروج وان إبراهيم هو من علم المصريين العلوم وان يوسف هو امحتب وأنقذ المصريين من المجاعة.
فقام ابيون العالم المؤرخ من مصر من الإسكندرية حينها بالرد على يوسوس في كتاب كامل موضحا أن كل ما قال خاطئ ومثبتا أن تلك القصص مدلسة وان اليهود ليس شعب قديم. فرد عليه يوسيفوس مزيدا من البجاحة والتدليس.
تم فقد جميع أعمال ابيون بينما لم يتبقى سوى أعمال يوسيفوس ورده على ابيون لأن يوسيفوس كان خادم روما الوفي فتم حفظ أعماله.
جميع ما ذكرت هو بأدلة تاريخية واثرية يجمع عليها مؤرخون حتى من إسرائيل نفسها وليس مبني على قصص من القرن الأول على يد يوسيفوس أو أشخاص ينقلون تلك القصص ويسميهم العرب مؤرخين.
لم أجد أبلغ من أن أضع لمزيد من القراءة الا أبحاث ودراسات (إسرائيلية) .
(اعرف من مشاركاتك مدى أخلاقك وان محاولاتك للفهم والاطلاع لا أكثر فأتمنى أن تقرأ ما كتبت وتتأكد منه بنفسك. @ابن جلا )
اتمنى من الأعضاء (خاصة المصريين) أن يتوقفوا قليلا عن الحديث الدارج غير العلمي والتاريخي عن مصر القديمة. وكفى مساهمة في تدمير التاريخ المصري.
دمتم بخير.
لمزيد من القراءة
للمزيد والمزيد