كاوست تساهم في تسريع قطاع السيارات الكهربائية في المملكة العربية السعودية
تمتلك جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (كاوست) مواهب متميزة تجعلها قوة دافعة وراء تطوير قطاع السيارات الكهربائية المتنامي في المملكة العربية السعودية. وبالنسبة لشركة تصنيع السيارات لوسيد موتورز، التي افتتحت مؤخرًا مصنعًا متطورًا لها في مدينة الملك عبد الله الاقتصادية القريبة من الجامعة، فإن خريجي كاوست ذوي المهارات العالية سيساعدون على تسريع طموحات المملكة نحو مستقبل مستدام ومبتكر في مجال تصنيع السيارات الكهربائية.
وقال حمد الموسى، رئيس الموارد البشرية في شركة لوسيد في مدينة الملك عبد الله الاقتصادية "تستخدم صناعة السيارات الكهربائية الكثير من تقنيات الطاقة النظيفة المتقدمة التي تتطلب المزيد من الأبحاث والتطوير. وبفضل مختبراتها المتقدمة وأبحاثها المؤثرة وبرامجها الفريدة لتنمية المواهب، تستطيع كاوست إضافة قيمة كبيرة إلى هذا القطاع بأكمله".
خلال سلسلة المسرعات المهنية التي أقيمت في ٥ ديسمبر من العام الفائت، والتي كانت جزءاً من فعاليات برنامج التوظيف داخل المملكة (IKCLP) التابع لكاوست، سلط مسؤولو شركة لوسيد الضوء على فرص العمل للطلبة وباحثي ما بعد الدكتوراه وعلماء الأبحاث. على سبيل المثال، حدد الموسى الآفاق المهنية لخريجي كاوست المتخصصين في الهندسة الكهربائية، وهندسة السيارات، وتقنية البطاريات، والطاقة المتجددة، خاصة بعد أن تنشئ الشركة مركزًا للبحث والتطوير في الرياض.
وفي هذا السياق، تؤكد الدكتورة نجاح عشري، نائب رئيس كاوست للتقدم الوطني الاستراتيجي، إن برامج كاوست بارعة في ربط مواهب الجامعة بمتطلبات سوق العمل الديناميكي، ومواءمة ذلك مع الاحتياجات المتطورة لشركات السيارات الكهربائية مثل لوسيد، وقالت " شركة لوسيد موتورز هي شريك استراتيجي لكاوست. ويجمعنا معهم الكثير من الفرص لاستكشاف المستقبل فيما يتعلق بكيفية الاستفادة من مواردنا".
مواهب كاوست في لوسيد
يرى عبد الشهيد القنبر، مهندس تعليم الآلة في شركة لوسيد، وأحد خريجي برنامج جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية للطلبة الموهوبين (KGSP)، والحاصل على درجة الماجستير في علوم الحاسب الآلي من كاوست، يرى أن الكوادر الوطنية المتخصصة في مجالات التقنية العميقة تساهم في الريادة العالمية للمملكة في مجال التقنية. وتحدث خلال الحدث الافتراضي لبرنامج التوظيف داخل المملكة التابع لكاوست عن تدريبه الداخلي في الولايات المتحدة في شركة لوسيد، وقال "نما اهتمامي بمجال تعليم الآلة في أثناء دراستي في جامعة بوسطن وفي كاوست، وكنت على يقين من قدرة هذا المجال على إحداث تحول كبير في مجال الصناعة. وقد قادني هذا الاهتمام إلى دوري الحالي في شركة لوسيد موتورز. كانت فرصة المشاركة في تأسيس مصنع لوسيد في المملكة العربية السعودية فرصة كبيرة لي ليس فقط لأكون في طليعة تخصص تقني مثير، ولكن أيضًا للمساهمة في حقبة مهمة من الابتكار داخل الوطن".
وأضاف " يؤكد هذا الاستثمار الضخم في قطاع التقنية وإنشاء أول مصنع لسيارات لوسيد في مدينة الملك عبد الله الاقتصادية، على التزام المملكة العربية السعودية الراسخ بأن تصبح مركزًا واعدًا للابتكار يوفر فرصًا مشرقة للمستقبل".
فرص لا تحصى في لوسيد
في ظل توقع وصل الاستثمارات الإجمالية لقطاع السيارات الكهربائية قيمة خمسين مليار دولار على مدى العقد المقبل، وتوقع تحول حوالي ٣٠ في المائة من السيارات على طرق الرياض إلى سيارات كهربائية بحلول عام ٢٠٣٠، تتماشى لوسيد موتورز مع شركات أخرى مثل الشركة الوطنية لصناعة السيارات الكهربائية "سير" للاستفادة من هذا القطاع العالمي المزدهر. وتتوقع شركة جولدمان ساكس أن تشكل السيارات الكهربائية حوالي نصف مبيعات السيارات الجديدة عالميًا بحلول عام ٢٠٣٥. وبسبب هذه الإمكانات الهائلة، تقوم لوسيد موتورز بتوظيف نشط للمواهب المتميزة والعاملين المهرة.
وأفاد الموسى أنه في المستقبل المنظور، ستتطلب منشأة لوسيد في مدينة الملك عبد الله الاقتصادية وجود مهندسين يعملون في الموقع بشكل وثيق مع المنظومة بأكملها - وهي فرصة أخرى مواتية لمواهب كاوست. وتقوم شركة لوسيد بالفعل بالاستفادة من القوى العاملة السعودية هناك، وتوفر لهم التدريب اللازم وبرامج تنمية المهارات. ومن خلال اتفاقية صندوق تنمية الموارد البشرية، تعتزم شركة السيارات الكهربائية توظيف مئات الكوادر الوطنية على المدى القريب، مما يؤدي إلى توسيع القوى العاملة السعودية إلى الآلاف.
وأشارت رنا المويس، مديرة استقطاب المواهب في لوسيد، إلى أنه يمكن لخريجي كاوست السعوديين الوصول إلى برنامج التطوير الوظيفي من لوسيد، والذي يوفر تدريبًا منظمًا وخبرة مباشرة في سوق السيارات الكهربائية، وقالت "يجمع البرنامج التدريب العملي في الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية. وبمجرد الانتهاء من هذا البرنامج التدريبي، سوف تحصل على وظيفتك".
وأضافت المويس، أن الوظائف بدوام كامل في المملكة تنتظر المرشحين الدوليين ذوي المهارات العالية والشغف الكبير، قالت "نبحث في لوسيد عن مفكرين ومبتكرين، وأشخاص يفضلون العمل الجماعي، وتولي المسؤولية، ولديهم شغف للتميز، ويمتلكون سرعة البديهة في طرح الحلول"