حوارات أكبر بكثير من عقل المبدع ???
#المفتاح_25_
يافع : أليس هناك ورقة هامش عن فترة قرع الطبول يا جدي كما قال ...؟
الجد : ألن ترتاح قليلا ؟
يافع : قد تتعجب ان قلت لك أني معها مرتاح جدا ...
الجد : هادئة في أولها كانت نسبيا ...
يافع : انتهت اذن ؟
الجد : لا ... لم ولن تهدأ ... المنظومة ليومنا هذا تقارع ... بقايا خبيث المزارع ...
لا أجد كيف اصور لك ذلك الحين لتبصر الوقائع ...
افتح الدرج ذاك ! ... وهات الكتيب الأسود ! ...
يافع : "يتمتم" لن تنتهي مكتبتك ... أعلم !! ...
هاهو يا جدي ... هل أفتح وأقرأ ...
الجد : هاتها ... انا من سيقرأ ... !
"يقرأ الجد"
الرقم الوحيد يتحدث :
عند منتصف الليل تقريباً أجريتُ المكالمة الهاتفية الأولى ... اتصلتُ برقم بلا تعيين ... ردّ عليّ صوتٌ رجولي ... :
ــ ألو ... من يتكلم ؟
ــ اهرب ! لقد اكتُشف كل شيء !
ــ ماذا ؟ كيف ؟
ــ لقد ضعنا ... كل شيء صار معروفاً ...
ــ ولكن ... من الذي يتكلم ؟
ــ أنت تعرف أنني لا أستطيع ذكر أي شيء ... فالخطوط مراقبة ...
ــ ما الذي جرى ؟ من الذي ارتكب الخطأ ؟ قيل نحن لا نسقط !!!
ــ إنه هو ...
ــ من هو ؟
ــ ومن سيكون ... الأكثر أهمية طبعا ...
يُسمع صوت تذمر ...
قطعتُ المكالمة ...
أجريتُ اتصالاً آخر بلا تعيين ... ردّ عليَّ صوت نسائي ...:
ــ ألو
ــ كل شيء قد اكتُشف
ــ ماذا ... ! من المتكلم ؟
ــ أتصلتُ بكِ بطلب منه ... اهربي !!
ــ ولكن ... من الذي كشف الأمر ؟
ــ الآخر ... لقد ذهب للتو إلى هناك ...
نقلت إليّ سماعة الهاتف ضجة إزاحة قطع أثاث وتصادمها ... وفازات كريستال تسقط أرضاً ...
يافع "يقاطع" : قديمة هذه يا جدي ... سيهرب كل مسؤول و ... " الجد يقاطع" : دعني اكمل يا ولد !!
أغلقتُ الهاتف ...
ثم أعدتُ إدارة قرص أرقام الهاتف بلا تعيين ... وقبل أن أتمكن من الكلام في هذه المرة ... صدني صوتٌ أنثوي :
السيد الوزير غير موجود !
اعثري عليه ... الأمر مستعجل ... قولي له إن كل شيء قد اكتُشف ...
ماذا ؟ من أنت ؟
وقبل أن أُغلق ... جاءتني فكرة عبقرية :
قولي له أن يخبر الآخرين ...
بينما أنا أُضع السماعة ... سمعتُ الوزير يصرخ بها ... : لكن الأمر كان متقناً !! كيف حدث ذلك ؟! قطعتُ الاتصال ...
عدت إلى إدارة قرص أرقام الهاتف ... :
اهرب ... ! لقد كشفونا !
صوت مَنْ أجابني أبدى ثقة مزعومة :
وماذا يهمني أنا من ذلك كله ... الجميع هنا يعرفون أننا جميعنا نسرق بكل وقاحة ونقدم إلى الجمهور فواتير مكالمات هاتفية لم يجرِها أحد ... ونحن نضحك لأن البلاد بأسرها تعرف البلاد بأسرها على حقيقتها ... ها... ها ...!
قبل أن يواصل ... أفحمته :
ــ أجل ... ولكنه يعرف أنك لا تترك له حصته كاملة مما يُسرق ...
من السماعة ... سمعتُ صفيراً طويلاً أشبه بإفراغ عجلة سيارة من الهواء ... ثم سمعتُ صوتاً متباكياً يسألني :
ــ من قال هذا ؟
ــ اتصل به واسأله !
أغلقت الهاتف ...
يقول الرقم الوحيد مواصلا :
لاحظت منذ تلك اللحظة أن الخطوط كلها مشغولة ... كانت ترددات الروابط تتيح لي سماع أصوات مرتعدة تعلق حول صفقات مكتشفة ... وحسابات مصرفية وتذاكر سفر إلى الخارج ... أجريتُ مكالمة أخرى ... وفي نهايتها سمعت صوت إطلاق رصاصة وسقوط جسد على الأرض ...
أغلقت الهاتف ... كي أُسهل الأمر على أول من سيكتشف الجثة ويتمكن من الاتصال لنقل الخبر إلى شركائه الآخرين ... أجريت عشرات الاتصالات مرات ومرات ... وكانت المكالمة الأخيرة هي أكثرها دراماتيكية :
ــ اهرب ! فقد كشفونا .
ــ لقد أخبروني بذلك ... وماذا يمكنني أن أفعل ؟
ــ أسرع بدل أن تواصل الكلام في الهاتف مثل بعض أولائك ...
أغلقتُ الهاتف ... أردت الاتصال من جديد ولكن الجهاز بدا الرنين ...
رفعتُ السماعة وسمعت صوت صديق يتكلم بنبرة يائسة لينبهني ... :
ــ أسرع بالهرب ! لقد اكتُشف كل شيء !
ــ اعرف ذلك "أجبته" ولكنه لم يستطع سماعي ... ضجيج محركات مدوية كان يملأ الشوارع الواسعة المؤدية إلى الموانئ و المطارااات ...
حشود مجنونة تتنازع بالشّدّ والضرب بالحقائب لحجز الأمكنة في الطائرات ... سياسيون ورجال أعمال وصناعيون ومدراء يحاولون التحليق بطائراتهم الخاصة وسط تجاذب عمال وموظفين ونشطاء يتوسلون إليهم الوفاء بالتزاماتهم الرفاقية ...
يُقَابلون بالصّد فيقومون بإجراء اتصالات هاتفية جنونية من الهواتف العامة ... تزيد من الموجات البشرية العارمة التي لا سبيل إلى كبحها والتي تركض باتجاه الحدود والسواحل ...
تحت صرخة : لقد اكتُشف كل شيء !... فليجُ كل من يستطيع النجاة ! ...
أما أنا الرقم الوحيد ... الذي كنت قد خططتُ للتوصل إلى إيجاد أول بلد بلا حُكّام ... صرت الآن على وشك البقاء في أول بلد في العالم بلا سكان ...
الجد : أقرأتها سابقا هكذا ؟
يافع : الهدوء سببه القبض على الأمور فعلا و باحكاااام !!!
الجد : تقريبا ... الكل متورط ... باب التوبة من امامك ... وملفك في درجك خلفك ... يقول : نعاود الحساب أو تفتح فمك وتتحرك ؟
يافع : الزم مكانك اذن وانتظر دورك ... سنرى ما نفعل في أمرك ...
تقريبا ... فهمت .
#قوة_المنظومة_اليوم ...
#واااقع