حين يحكمك شخص يكرهك لعرقك وجنسك، ويكون هذا الشخص متعجرفا متكبرا غشوما ظالما لا يرى شيئا سوى جنسه وعرقه، فمن المؤكد أنك ستعاني تحت حكم هذا الشخص صنوف الظلم والبطش، وستعاني الأمَرّين بسببه، وستعيش حيرة تمتد طويلا تسأل نفسك سؤالا طويلا: لماذا يكرهني؟ لماذا يظلمني؟ لماذا يحتقرني؟ لماذا يسرق ثروات بلادي؟ لماذا يبطش بي؟ لماذا يقتلني؟ لماذا لا يدعني وشأني؟ لماذا ولماذا.
يتكرر هذا السؤال في ذهني كلما قرأت تاريخ الحكم التركي العثماني للبلاد العربية، وأشعر أن السؤال نفسه يدور في خلد من كتب عن هذا الحكم الظالم. في كتابه "غبار المدن بؤس التاريخ" يقول أدونيس: "بدءا من الخلافة العثمانية وحتى اليوم مات أسلاف لنا جميعا، غصبا عنهم مجندين مقيدين، في حروب ليست حروبهم، دفاعا عن قضايا ليست قضاياهم.. وليس سفر برلك نموذجها الوحيد"، فهو يربط هذا العذاب الطويل بالحكم التركي العثماني، ضاربا مثلا بموضوعنا اليوم "سفر برلك" كأنموذج من نماذج العذاب.
الجرائم التي ارتكبها بعض الحكام الأتراك في حق الشعوب العربية وغيرهم كثيرة، وسيقتصر حديثنا على جريمة سفر برلك. وسفر برلك كلمتان تركيتان معناهما اللغوي النفير العام، إلا أن الأقرب واقعا أن يكون معناهما هو التهجير الجماعي أو العمل سخرة دون مقابل، وهذا ما جعل الكثيرين يظنون أن هذا معناهما اللغوي فعلا. لقد دخلت لفظة سفر برلك إلى العربية كمصطلح يدل على الرعب والتعاسة، وليس عند العرب فقط بل حتى الأكراد وغيرهم، وهذا ما وضحه الدكتور كمال مظهر أحمد في كتابه "كردستان في سنوات الحرب العالمية الأولى" إذ يقول: "حتى إن كلمة سفر برلك التي تعني في اللغة التركية النفير العام دخلت اللغة الكردية منذ تلك الأيام وغدت مصطلحا يستخدم حتى اليوم للدلالة على الحظ السيئ والسفر المشؤوم الذي لا رجعة منه".
مرت بعض المناطق العربية بسنوات مريرة جراء سفر برلك الحكم التركي، وسنوضح بعض ما حدث لبعض هذه المناطق، والموضوع أكبر وأوسع بكثير مما سنعرضه.
المدينة المنورة
كان وقع سماع سفر برلك على أهل المدينة المنورة صاعقا مدويا، وما كتبه ويرويه أهل المدينة حتى يومنا هذا عن حادثة سفر برلك وما صاحبها يدل على جريمة بشعة نكراء ارتكبها الأتراك بحق المدينة المنورة وأهلها، المدينة التي لعن رسول الله ـــ صلى الله عليه وسلم ـــ من أحدث فيها حدثا، وتوعد بعقاب إلهي من أخاف أهلها أو أراد المدينة بسوء.
في كتابه "ذكريات العهود الثلاثة" يتحدث المؤرخ والأديب محمد حسين زيدان (1325- 1412هـ)، وهو من أهل المدينة المنورة، ومعاصر لجريمة الترحيل الجماعي لأهل المدينة الذي قام به القائد التركي فخري باشا، يتحدث زيدان عن الترحيل فيقول: "واشتدت عزمة فخري باشا على ترحيل أهل المدينة دون أن يعلن ذلك، وإنما هو الإمساك بصورة عمياء وبعسف ما بعده من عسف، رحلوا امرأة وبنتيها، وتركوا الرجل في المدينة يهرب إلى ينبع، لم يسألوا كيف تعيش الأم وبنتاها في الشام، ومن يتولى رعايتهم، ماتت الأم وضاعت بنت ورجعت بنت إلى المدينة، بنت وحدها". ثم يتحدث زيدان عن الجوع الذي أصاب أهل المدينة رغم أن المستودعات مليئة بالتمر والعيش، ويقصد أن الأتراك حرموا أهل المدينة من تمرهم وعيشهم واستولوا عليه، ويسترسل في حديثه ليصف كيف هجم أحد الذين يعملون لمصلحة الأتراك على بيتهم ودخله قسرا كي يأخذ كل ما فيه من عيش وتمر، ويبدو أن هذا ما كان يفعله الأتراك ببيوت أهل المدينة. ويذكر زيدان شيئا مما فعله فخري باشا وجمال باشا الشهير بلقب السفاح، ويصف فخري باشا بأنه أكثر كرها للعرب من جمال باشا، أو على حد قوله "أشد ضيقا بكل عربي داخل المدينة من جمال باشا كما هو في الشام، لأن جمال باشا قد علق المشانق وفتح السجون للعرب".
تحدث أدباء وشعراء ومؤرخون مدنيون معاصرون لحادثة سفر برلك مثل الأديب الشهير ضياء عزيز (1332- 1417هـ) الذي هَجَّره هو وعائلته فخري باشا من المدينة، تحدث في كتابه "حياتي مع الجوع والحب والحرب" عن هذه المأساة كشاهد عيان على البؤس والمعاناة التي عاناها أهل المدينة النبوية بسبب الحكم التركي. ويروي مأساة المدينة المنورة من أهلها المعاصرين للتهجير الجماعي المؤرخ أمين مدني، وفي الجزء الخامس من كتاب "طيبة وذكريات الأحبة" يروي المؤلف أحمد أمين صالح مرشد في فصل مطول جريمة ترحيل أهل المدينة وسفر برلك. روايات عديدة لا تحصى عن نهب خيرات المدينة المنورة وأرزاق أهلها، وتجويعهم وظلمهم قبل ترحيلهم ونفيهم. لقد بلغت المجاعة بأهل المدينة وما جاورها أن أكل بعضهم القطط، بل كان سعر القطة غاليا، رغم أن المستودعات مليئة بالخيرات، ولكنها خاصة بالجيش التركي، ولا يسمح لأهل المدينة أن يذوقوا منها تمرة واحدة أو حبة قمح. وللدكتور سعيد بن وليد طولة كتاب صدر عام 1437هـ/ 2016 عن نادي المدينة المنورة الأدبي بالتعاون مع دار جودي للنشر والإعلان تحت عنوان "سفر برلك وجلاء أهل المدينة المنورة إبان الحرب العالمية الأولى 1334- 1337هـ"، يحكي في هذا الكتاب مأساة تهجير الأتراك العثمانيين وقائدهم فخري باشا لأهل المدينة المنورة وترحيلهم من بلادهم قسرا، وهي مأساة كبيرة مر بها أهل المدينة المنورة وأصبحت رواية هذه الفاجعة جزءا من ثقافتهم، ويوردون في مجالسهم تفاصيل طويلة لهذه الكارثة مما سمعوه من آبائهم وأجدادهم. ويقول الدكتور طولة واصفا حجم المأساة: "التحولات التي صاحبت هذه الحادثة جعلتنا نعدها أعظم المآسي التي مرت بها المدينة المنورة في القرون المتأخرة، واعتبرها بعض العلماء علامة من علامات آخر الزمان، وإشارة نبوية أخبر بها النبي ـــ صلى الله عليه وسلم ـــ في الأحاديث الشريفة". أما ناشر الكتاب فيقول: "لم تكن حادثة سفر برلك منعطفا سياسيا فحسب، بل كانت مأساة نُقشت في أذهان المدنيين وطبعت في نفوسهم، حتى صارت حديث المجالس بينهم، وجعلوها عنصرا أساسيا تعزى إليه الأسباب، وحدثا يؤرخون به أحوالهم، ومأساة يرويها الرجال والنساء في قصة سينمائية عجيبة، يزيدون أحيانا كثيرة وينقصون، ليحكوا لأولادهم قصص الثكالى واليتامى والأُسَر التي تبددت بالرحيل والجوع والوباء والموت. وتعد هذه الحادثة أيضا نقطة تحول مهمة في تاريخ الحجاز عموما والمدينة المنورة خصوصا، ومع أهمية هذه الحادثة على الصعيد التاريخي إلا أنها افتقرت إلى الكتابات والتآليف التي تستحقها، ولعل ذلك يعود إلى قلة ما كتب من جهة، وإلى كثرة الروايات الشفهية المتضاربة. ويعتبر هذا الكتاب مدخلا تاريخيا لدراسة هذه الحادثة، يمهد الطريق للباحثين والمهتمين في تغطية آثارها وتداعياتها الاجتماعية والفكرية على المدنية المنورة، والحجاز بشكل عام".
فلسطين
يذكر الكاتب زهير عبدالمجيد الفاهوم في كتابه "فلسطين ضحية وجلادون" شيئا من الجرائم التركية العثمانية بحق فلسطين والشعب الفلسطيني، ويعقد فصلا بعنوان سفر برلك، ويذكر أن معنى الكلمتين التركيتين هو النفير العام، ثم يورد طرفا من المآسي التي عاناها الفلسطينيون وغيرهم بسبب القوات التركية التي تأخذ أرزاق وطعام الفلسطينيين غصبا عنهم فيقول: "ولا شك أن أخطر ما واجه سكان المنطقة من ويلات كان الواجب المفروض عليهم بإعالة القوات التركية المرابطة في المنطقة في الوقت الذي كانوا هم في أمس الحاجة إلى من يعيلهم ويكفيهم قوت يومهم. وزاد الوضع ترديا أن تلك القوات كانت هزيلة التموين ضئيلة الإمداد خاصة المواد الغذائية، وقد زاد من انهيار الأوضاع أن تلك القوات كانت تفتقر إلى الانضباط والطاعة. وكانت باكورة المصائب تعيين أحمد جمال باشا قائدا عسكريا وحاكما عاما للمنطقة بعد أن منحته الحكومة سلطات غير محدودة، فقام بإعلان الأحكام العرفية العسكرية والعمل بموجة أنظمة طوارئ". ويروي هارون هاشم رشيد في كتابه "إبحار بلا شطآن" كيف أجبرت السلطات العثمانية والده وعائلتهم وغيرهم من الفلسطينيين على مغادرة مدينة غزة أثناء السفر برلك.
لبنان
وحظيت لبنان بنصيب وافر من بؤس الحكم التركي آنذاك، ولعل كثيرا منا يتذكر فيلم سفر برلك، الذي أنتج في لبنان وصدر عام 1967، وهو من إخراج هنري بركات وكتابة الأخوان رحباني وبطولة النجمة والمطربة الشهيرة فيروز، والفنان إحسان صادق، ويحكي هذا الفيلم مأساة الشعب اللبناني مع الحكم التركي، ويروي الفيلم أن الأتراك يأخذون اللبنانيين بالقوة والإكراه للقتال والعمل سخرة عندهم، دون مقابل، ومن رفض منهم فيعاقب بسفر برلك، وهي النفي والطرد من لبنان. والفيلم يحكي قصصا حقيقية ومعروفة عند اللبنانيين وعند كثير من العرب الذين عانوا من ظلم وبطش بعض قادة وولاة الأتراك العثمانيين. يقول إميل شاهين في كتابه "التكوين التاريخي لنظام لبنان السياسي الطائفي" حول ذلك: "مع نشوب الحرب العالمية الأولى تابع المناضلون نضالهم ضد الطغيان العثماني خصوصا ضد فرض السلطات التركية نظام التجنيد الإجباري سفر برلك". ويقول فيصل القنطار في كتابه "عودة مهاجر": "نال لبنان برمته نصيبا عظيما من أهوال هذه الحرب وويلاتها، حيث فقد كثيرا من شبابه الذين جندتهم السلطنة العثمانية عنوة فيما كان يسمى سفر برلك، وعاش الناس خلال تلك الفترة حياة الفقر والجوع والتشرد". وفي كتابه "لبنان من دويلات فينيقيا إلى فيدرالية الطوائف" يقول الدكتور فهد حجازي عن الحكم التركي العثماني إن العرب لا يذكرون منه إلا السفر برلك، والجزية، وأسماء السفاحين مثل جمال باشا السفاح.
سورية
أما سورية فلا تقل معاناة أهلها مع الحكم التركي وجمال السفاح عن بقية إخوانها العرب، وتمتلأ المؤلفات والروايات والمسرحيات السورية بقصص كثيرة عن جرائم الحكم السابق، من سفر برلك، وسخرة، ونهب للخيرات، وظلم، وبطش، وغيره.
العراق
لم تسلم العراق من سفر برلك، فعانى العراقيون كإخوانهم العرب من سفر برلك التركي، يقول الشاعر العراقي الدكتور محمد مردان في قصيدة حرة له:
ولدي علي
عندما يتردد اسمك اللذيذ في مسامعي
أتذكر جدي الذي
ذهب إلى سفر برلك
ولم يعد
تضطرب البراكين في أعماقي
عندها أنظر إلى صورة أبي
وأجهش بالبكاء.
ويتحدث الأديب العراقي الشهير عبود الشالجي (1326- 1416هـ) في كتابه "الكنايات العامية البغدادية" فيقول: "سفر برلك كناية بغدادية عن أيام الضيم والهلاك، والكلمة تركية، سفر برلك، أي النفير العام، ويريد البغداديون بهذه الكناية النفير العام الذي أعلنته الحكومة العثمانية في الحرب العالمية الأولى، إذ حشد العثمانيون الآلاف من الجنود العراقيين، وهم من خيرة شباب العراق، وسيروهم إلى جبهة القفقاس، حيث هلكوا جوعا وبردا، ولم يعد منهم سوى نفر يعدون على الأصابع"، ثم يشير أن سفر برلك جعلت في كل بيت عراقي مناحاة وحزنا.
الحوادث السابقة من نماذج لا تكاد تعد أو تحصى من معاناة العرب كل العرب من ويلات الحكم التركي العثماني عبر السنين. لم يكن الأمر وليد ظروف سياسية معينة، أو خاصا بفترة زمنية محددة، بل كان نمط حكم يغلب على سلاطين وقادة العثمانيين الأتراك، فمنذ وطئت قدما السلطان التركي العثماني سليمان خان الأول أرض مصر أواخر عام 922هـ والعذاب رفيقه، كان فيه وفي جيشه تعطش شديد للدماء، فأخذوا قتلا وسفكا بالمصريين بسبب ودون سبب، وقتلوا من العوام والفتيان من لا ذنب لهم، قتلوهم لأنهم رأوهم يمشون في الشوارع، في أربعة أيام قتلوا عشرة آلاف نسمة من أهل أحياء في مدينة واحدة، ويقدر أحد الباحثين عدد من قتلهم السلطان سليم وجيشه من المصريين بـ 200 ألف نسمة، بينهم نساء وأطفال، أما السلب والنهب فحدث ولا حرج، فقد كان الجيش العثماني التركي يدخل بيوت المصريين فيسرق كل ما فيها. هذه المأساة، هذا المشهد الدرامي الحزين يرويه المؤرخ الشهير ابن إياس الحنفي (852- 930هـ) في الجزء الخامس من تاريخه الموسوعي الضخم عن مصر "بدائع الزهور في وقائع الدهور"، وهو معاصر للحدث وشاهد عيان على تلك الأحداث. وينقل الباحث عبدالرحمن مقلد عن ابن إياس الحنفي نصوصا تدل على معاناة لا نظير لها عاناها أهل مصر بسبب السلطان التركي سليم خان، مثل قول ابن إياس: "لم يقاس أهل مصر شدة مثل هذه"، ووصل الأمر لوصفه أنه وقع فيها مثل ما وقع من جند هولاكو في بغداد، وفى موضع آخر يقول ابن إياس: "وقع في القاهرة المصيبة العظمى التي لم يسمع بمثلها فيما تقدم"، وقوله: "من حين فتح عمرو بن العاص مصر لم يقع لأهلها شدة أعظم من هذه الشدة قط". وقوله: "إن ابن عثمان انتهك حرمة مصر وما خرج منها حتى غنم أموالهم وقتل أبطالها ويتم أطفالها وأسر رجالها وبدد أحوالها"، ويذكر ابن إياس أن سليم خان كان رجلا سيئ الخلق سفاكا للدماء شديد الغضب. ونقل عن السلطان العثماني سليم خان الأول أنه قال "إذا دخلت مصر أحرق بيوتها قاطبة والعب في أهلها بالسيف".
الحرمان الشريفان والجامع الأزرق
كانت المدن التركية مليئة بالقصور الفارهة والمباني الجميلة، أما المدن العربية فلم تحظ بعشر معشار ما حظيت به مدن تركيا، بل إن بعضها أهملت إهمالا كاملا، مع أن المدن العربية والتركية كانت آنذاك خاضعة للحكم التركي العثماني. الصور القديمة والرسومات ومشاهدات الرحالة كلها موجودة شاهدة على ذلك. كل هذا قد نغض الطرف عنه ونتسامح رغم ما فيه من ظلم، ولكن أن يُهمل الحرمان الشريفان في مكة المكرمة والمدينة المنورة من قبل السلطان التركي العثماني الذي نصب نفسه سلطانا على المسلمين، ولقب نفسه بخادم الحرمين، فهذا ما لا يمكن التجاوز عنه أو التسامح، خاصة إذا علمنا أن هؤلاء السلاطين قد بنوا في المدن التركية أفخم المساجد على وجه الأرض. لو نظرنا إلى صورة الجامع الأزرق، جامع السلطان أحمد في إسطنبول، الذي بني قبل أربعة قرون، ثم نظرنا إلى صور الحرمين الشريفين أيام الحكم العثماني التركي لعرفنا تماما ما الذي يعني هؤلاء السلاطين، فمساجد وجوامع تركيا في غاية الروعة، أما الحرمان الشريفان فقد أهملوهما رغم مكانة الحرمين العظيمة في الإسلام وفي قلوب المسلمين. مفارقة غريبة، ولكن لماذا التعجب، فمن المعروف أن كل سلاطين العثمانيين الأتراك لم يحجوا بيت الله، بل بحثوا عن فتوى تبيح لهم إسقاط فريضة الحج عن أنفسهم، فلا عجب إن أهملوا الحرمين الشريفين. إن نظرة واحدة اليوم إلى الحرمين الشريفين تجعلنا نعلم علم اليقين من هو خادم الحرمين الشريفين فعلا.
ورحم الله الشاعر العربي القديم نصر بن سيار القائل:
ليسوا إلى عرب منا فنعرفهم
ولا صريح موالٍ إن هم نسبوا
من كان يسألني عن أصل دينهم
فإن دينهم أن تهلك العربُ
قومٌ يقولون قولا ما سمعت
عن النبي ولا جاءت به الكتبُ
منقول