تعرضت سوريا مؤخرا الى عدة هجمات بصواريخ جوالة اسرائلية وامريكية وفرنسية انجليزية الصنع اخرها كان صباح يوم السبت 14/4/2018 بعد مناوشات بين امريكا وروسيا على تويتر حيث اكد الروس على انهم سيسقطون اي صواريخ تتجه الى سوريا وضرب اي مصدر نيران يصيب القوات الروسية هناك و بالمقابل تحدى الرئيس الامريكي بارسال صواريخ ذكية وسريعه الى سوريا لا تستطيع روسيا او سوريا صدها .... على ما يبدو وظهر مؤخرا ان الصواريخ الامريكية الذكية لم تكن شبحية كفاية لتتفادى رادارات الانذار المبكر الروسية الجوية والبحرية والبرية و خسرت نسبيا المواجهه لمصلحة الدفاعات الروسية الصنع حيث تم اسقاط ما نسبته ٧٠٪ من هذه الصواريخ الذكية وسابقا تم اسقاط 5 من مجموع 8 صواريخ اسرائيلية مع اسقاط ف16 اسرائيلية .
النجاح الروسي في تحييده يمكن تلخيصه كالاتي :
اولا قدرة الكشف المبكر للصواريخ مع انه من المفروض انها صواريخ شبحية تطير على ارتفاع منخفض وهي مخصصة كقدرة First Strike وهنا فقدت الميزة الحقيقية حيث انها لم تعد قادرة على التخفي سواء بالتضاريس او بخفض البصمة الردارية وهذه نقطة تحسب لمصلحة الرادارات الروسية التي من الواضح انها قدمت دعم كبير لمنصات الصواريخ السورية حيث ان روسيا قدمت عدد الصواريخ وجنسية المقاتلات والسفن التي قامت بالهجوم ومن النتيجة واضح انهم استطاعوا تتبع الصواريخ بدقة كبيرة حيث ان اعتراض الصواريخ الجوالة حتى لو كانت عملية معلنة مسبقا يجب ان تكون الدفاعات الجوية قادرة على كشف الصاروخ وتتبعه وثم الاشتباك معه . Detect Track , Engage
ثانيا النجاح الثاني يتلخص في القدرة النارية للانظمة الروسية الدفاعية حيث استطاعت منظومات دفاعية كان يعيب على الروس انهم لا يستثمرون اموال كثيرة في تصاميمهم استطاعت هذه الانظمة الرخيصة نوعا ما والتي يمكن تحريكها واستبدالها بسرعة من التصدي لهجوم من منصات وصواريخ صناعة غربية كلفت ارقام خيالية في تصنيعها ولم تسمح لها بتحقيق نجاح حقيقي .
ثالثا : المدى الطويل للانظمة الروسية حيث يمكن اعتبار ان عدم قدرة الغرب على ادخال قاذفاتهم ومقاتلاتهم الى الاجواء السورية مزودة بقنابل الموجهه بدقة مثل اليزر والجي بي اس والحرارة وصواريخ هارم بانه نجاح لهذه الانظمة بقدرتها على ابعاد هذه المنصات وعدم السماح لها بالاقتراب وهنا تم تعقيد الامر حيث ان نشر منظومات س-400 و س-300 برية وبحرية جعل منصات الاطلاق تطلق الصواريخ من مديات بعيدة من 350 كم الى 1000 كم اي اعطاء وقت من 15 دقيقة الى اكثر من 60 دقيقة للانظمة الدفاعية للتجهز والاهم هنا عدم السماح للمنصات الكبيرة مثل البي-52 ومنصات التشويش من التدخل لان هذا كان سيصعب المهمة على انظة الكشف مما بالتاكيد ساعد الاواكس وانظمة الكشف الروسية بالعمل بحرية اكبر لارشاد منصات السام السورية .
اعتراض الصواريخ الجوالة يتم عن طريق طبقات دفاع جوي متداخلة ومن انظمة هجومية لضرب المنصات التي تحمله وتدمير مقرات هذه المنصات سواء برية او بحرية او جوية لكن روسيا لم تمتلك خيار لهذه الطبقة الهجومية حيث انها لم تكن مستهدفة ...
الطبقة الثانية بالانظمة الدفاعية طويلة المدى مثل المقاتلات نوع مج-31 و وس-30-27 وصواريخ س-300/400
الطبقة الثالثة المتوسطة عن طريق منظومات بوك وسام-6
الطبقة الرابعة عن طريق البانتسير والتور-م
لكن لتكون هذه الطبقات فعالة بشكل حقيقي يجب ان تكون مدعومة بمنصات اواكس جوية ورادارات انذار مبكر بحيث تقوم الاواكس بارشاد المنصات على الصواريخ المطلقة بشكل دقيق وسريع .
الاستنتاج المهم هنا اولا :
ان انظمة الدفاع الجوي ليست فقط منصات اطلاق بل الاهم هو منصات الكشف والارشاد وخاصة الاواكس في مواجهة الجوالات وثانيا :مستوى التدريب لا يقل اهمية عن مستوى المعدة
ثالثا : عندما تمتلك مسطحات مائية فيجب عليك ان تحصل على طائرات دورية بحرية وانظمة مضادة للغواصات وغواصات والا ستخسر بسهولة
رابعا :الانظمة القديمة يمكن تطويرها وتحويلها الى انظمة اقوى
روسيا لم تستخدم اي من قدراتها الحقيقية سوى انظمة كشف جوي وربما منصات او خبرات متوفرة للسوريين لكن لم تستخدم اي قدرات هجومية او دفاعية مخصصة للجيش الروسي ومع هذا لم يؤدي الكروز الغربي اداء مثير وهذا تكرر للمرة الثانية بعد مطار الشعيرات وهو امر لا يبدو انه صدفة .....بالتاكيد التوماهوك يبقى سلاح هجومي مخصص للضربة الاولى وبشكل متواصل ولا يمكن التقليل من شانه لكن على ما يبدو انه بدا يشيخ مع ظهور انظمة دفاع جوي قوية مثل البانتسير والس-400 والتور-م وربما سيحل مكانه نوع اخر اسرع واذكى وعلى الدول التي تمتلكه ولا تملك قدرات اختراق للعدو التفكير اكثر بحل اخر .
https://arabdefencenews.blogspot.com/2018/04/blog-post_15.html
التعديل الأخير: