للامانة منقول:
الموضوع هو ترجمة شخصية
سأضع رابطا بنهاية التقرير لمن يريد الاطلاع عليه باللغة الأصلية.
التقرير الأصلي هو لتوم كوبر، كاتب أمريكي متخصص في الحروب العربية الاسرائيلية و الطيران العسكري
الجزء الأول
في ساعة متأخرة من صباح يوم 1 اكتوبر 1985، اقتربت تشكيلة من 10 مقاتلات اف 15 تتبع سلاح الجو الاسرائيلي من الشواطئ التونسية على المتوسط على علو 40 ألف قدم.
في مقدمة التشكيلة حلقت ستة مقاتلات اف 15 بي و اف 15 دي من السرب 106 الصهيوني المسمى برأس الحربة (spearhead)
اف15 دي صهيونية
اف 15 بي
حملت كل واحدة من المقاتلات قنبلة GBU-15 الموجهة أمريكية الصنع، و البودات اللازمة لتوجيه أسلحة مماثلة و أربعة صواريخ AIM-7 سبارو (اسرائيلية الصنع)
GBU-15
AIM-7 Sparrow
في المؤخرة حلقت مقاتلتان اف 15 سي من السرب 133 Twin tail مسلحة بصواريخ السبارو و كذلك الAIM-9 سايدوندر اضافة الى 6 قنابل mk82 لكل مقاتلة.
AIM-9 Sidewinder
MK82 bomb
بعد دخول المجال الجوي التونسي بوقت قصير انقسم التشكيل الى وحدتين من اربع مقاتلات تفصل بينهما 4 دقائق.
اثنان من المقاتلات العشرة الأصلية واجهتا مشاكل فنية (على مستوى الافيونكس) أجبرتهما على الغاء المهمة و العودة.
بقية الطاقم قام باعادة توزيع الأهداف التي كانت مخصصة لهما على البقية.
أول ثلاث مقاتلات قامت برمي قنابل الGBU-15 من على بعد حوالي 15 ميلا من الهدف (24 كم تقريبا)، ثم بدأت بقية التشكيلة الهجوم بمقاتلتين أخريين قامتا بالقاء نفس النوع من القنابل.
قامت مقاتلتان اف 15 سي بعد ذلك باستكمال الهجوم فألقت الاولى قنابل الMK82 في الغارة الاولى في حين حلقت الثانية بشكل دائري ثم هاجمت الهدف مجددا من زاوية اخرى بسبب تصاعد الدخان الذي بدأ يحجب الرؤية
الغارة تمت بمساعدة معلومات استخبارية من ضابط استخبارات البحرية الأمريكية جوناثان بولارد، الذي اعتقله الFBI بعد ذلك بشهر واحد في نوفمبر 1985 بتهمة التجسس لصالح اسرائيل.
حكم عليه بعد ذلك بالسجن المؤبد.
العملية تمت تسميتها بالساق الخشبية و استهدفت مقرات منظمة التحرير الفلسطينية في مدينة حمام الشط بضواحي تونس التي تبعد حوالي 1280 ميلا (2060 كم تقريبا) عن قاعدة تل نوف الجوية الاسرائيلية من أين انطلقت المقاتلات.
اختلفت المصادر في تحديد عدد الضحايا ففي حين زعم الاسرائيليون أنهم قتلوا حوالي 75 شخصا منهم 60 على الأقل من منظمة التحرير أشارت مصادر اخرى الى وقوع 56 قتيلا فلسطينيا و 215 تونسيا و جرح أكثر من 100.
أما المصادر الرسمية التونسية فقد كانت حصيلتها النهائية مقتل 47 شخصا و جرح 65.
صورة للغارة من مقاتلة اسرائيلية.
الغارة أغضبت التونسيين بشكل غير مسبوق خاصة و انهم كانوا مقتنعين بأن المقاتلات المعادية لا بد و أنها أقلعت من حاملة أمريكية، قرروا اثر ذلك التوجه للسوفييت لشراء دفاعات جوية.
وفقا لشهادة ضابط متقاعد من سلاح الجو التونسي، وقت الهجوم لم يكن بحوزة الجيش سوى رادار واحد، و كان يومها خارج الخدمة، ثم أضاف الضابط، "قررت القيادة التونسية التوجه للسوفييت لشراء دفاعات جوية، و أرسلنا وفدا عسكريا للجزائر لدراسة معداتهم، الجزائريون عرضوا علينا نصب عدد من صواريخ SA-3 خاصتهم على أراضينا كحل مؤقت، و لكن لما أبلغ الجانب الجزائري التونسيين بقدرات المنظومة و حدودها قررنا العدول عن الفكرة."
الصواريخ التي عرضها الجزائريون (سام 3)
وفقا لنفس المصدر، ثلاثة سنوات فقط بعد حادثة حمام الشط
سيحاول الاسرائيليون اعادة الكرة مجددا.
لجزء الثاني
بنهاية المطاف فورة غضب التونسيين انتهت قبل أن يحصلوا على أي صواريخ من موسكو، و لكن بالرغم من كل شيئ عندما قررت منظمة التحرير الفلسطينية عقد مؤتمرها القادم في نوفمبر 1988 اختارت العاصمة الجزائرية بدلا عن تونس.
في البداية أرادت المنظمة أن تجتمع في بغداد، وفقا لنفس المصدر، "الحرب مع ايران كانت قد انتهت و العاصمة العراقية كانت تعتبر آمنة بشكل كافي، و لكن الفلسطينيين تلقوا تحذيرا أن اسرائيل ستهاجمهم بغض النظر عن موقع الاجتماع و بالتالي وقع الاختيار على الجزائر التي اعتبرت أكثر أمانا"
الجزائريون بالمقابل فعلوا كل ما بوسعهم لحماية المؤتمر الذي اقيم في نزل Club des Pins حوالي 12 ميلا غرب العاصمة على شاطئ المتوسط.
الجميع كان متيقنا مائة بالمئة أن الطيران الاسرائيلي سيهاجم المكان، و بالتالي نشر الجزائريون احدى بطاريات السام 6 خاصتهم في مكان قريب
سام6
و فرضوا منطقة حضر طيران ضمن دائرة قطرها 20 كم فوق النزل كما حلقت مقاتلات ميج 25 جزائرية بسرعة عالية و على ارتفاعات شاهقة رفقة مقاتلات ميج 21 على علو متوسط في دوريات جوية قتالية كلما كان هناك اجتماع فلسطيني في المكان.
تم وضع المقاتلات الاعتراضية في القواعد الجوية القريبة كذلك في حالة تأهب دائم
ميج 25 جزائرية
ميج 21
"و كما هو متوقع"، يضيف الضابط التونسي، " يوم العاشر من نوفمبر 1988 رصدت رادارات التحذير المبكر الجزائرية تشكيلة مريبة تقترب بسرعة من الناحية الشرقية"
الرادار الجزائري التقط اشارة عدد من المقاتلات التي تحلق على ارتفاع متوسط على مسافة بعيدة شرقا و فورا التحق زوج من مقاتلات الميج 25 و 23 بأربع مقاتلات اخرى تقوم بمهام دورية فوق النزل الذي يحتضن الاجتماع
ميج 23
الجزائريون لم يتوجهوا مباشرة للقيام بالاعتراض، المقاتلات الاسرائيلية كانت ما تزال بعيدة جدا و لكنهم أعطوا الأوامر لمقاتلاتهم لتقوم بالتسلق و تتخذ وضعيات القتال في مواجهة الطائرات القادمة.
من الناحية الثانية رصد التونسيون النشاط الجوي الجزائري أولا ما أثار شكوكهم، انتقلت حالة التأهب الى سلاح الجو التونسي الذي رصدت رادارته بعد ذلك بقليل تشكيلة مكونة من سربين من المقاتلات تحلق في منطقة لا يوجد بها أي نشاط عسكري أو مدني معلن أو متوقع.
بدأ التوتر في سماء المنطقة و في قاعات العمليات يتصاعد و خلال دقائق انطلقت المزيد من الرادارات و أنظمة التعقب التونسية و الجزائرية في العمل و تعقب الأهداف المفترضة.
وفقا للمصدر، بنهاية المطاف حالة التأهب العالية للدفاع الجوي الجزائري كان له تأثير.
"هو مجرد احتمال" يقول محدثنا " و لكن أعتقد أنهم رصدوا بدورهم النشاط الكهرومغناطيسي العالي من الجانبين التونسي و الجزائري، غيروا مسارهم بالنهاية شرقا، لم يكونوا خائفين منا و لا من الجزائريين، و لكن لتعتبر الغارة ناجحة أرادوا ضرب منظمة التحرير و الخروج دون خسارة في صفوفهم، عندما تعذر ذلك ألغوا العملية"
وفقا لهذا المصدر و مصادر أخرى التشكيلتان التي تم التقاطهما لم يتم التأكد من هويتهما قط.
السبب الرئيسي في اعتبارها تشكيلة اسرائيلية هو اقترابها من المجال الجوي التونسي و الجزائري من الشرق على علو 40 ألف قدم و بسرعة عالية نسبيا.
المقاتلات المشتبهة غيرت مسارها و غادرت المنطقة قبل أن يتمكن أي من التونسيين أو الجزائريين من التعرف عليها بدقة.
انتهى.
لمن يرغب بقراءة التقرير باللغة الأصلية أو مراجعته
In 1988, Algeria and Tunisia Were Terrified of Israeli Air Raids
Both countries scrambled to defend PLO meetings
موقع
war is boring
الموضوع هو ترجمة شخصية
سأضع رابطا بنهاية التقرير لمن يريد الاطلاع عليه باللغة الأصلية.
التقرير الأصلي هو لتوم كوبر، كاتب أمريكي متخصص في الحروب العربية الاسرائيلية و الطيران العسكري
الجزء الأول
في ساعة متأخرة من صباح يوم 1 اكتوبر 1985، اقتربت تشكيلة من 10 مقاتلات اف 15 تتبع سلاح الجو الاسرائيلي من الشواطئ التونسية على المتوسط على علو 40 ألف قدم.
في مقدمة التشكيلة حلقت ستة مقاتلات اف 15 بي و اف 15 دي من السرب 106 الصهيوني المسمى برأس الحربة (spearhead)
اف15 دي صهيونية
اف 15 بي
حملت كل واحدة من المقاتلات قنبلة GBU-15 الموجهة أمريكية الصنع، و البودات اللازمة لتوجيه أسلحة مماثلة و أربعة صواريخ AIM-7 سبارو (اسرائيلية الصنع)
GBU-15
AIM-7 Sparrow
في المؤخرة حلقت مقاتلتان اف 15 سي من السرب 133 Twin tail مسلحة بصواريخ السبارو و كذلك الAIM-9 سايدوندر اضافة الى 6 قنابل mk82 لكل مقاتلة.
AIM-9 Sidewinder
MK82 bomb
بعد دخول المجال الجوي التونسي بوقت قصير انقسم التشكيل الى وحدتين من اربع مقاتلات تفصل بينهما 4 دقائق.
اثنان من المقاتلات العشرة الأصلية واجهتا مشاكل فنية (على مستوى الافيونكس) أجبرتهما على الغاء المهمة و العودة.
بقية الطاقم قام باعادة توزيع الأهداف التي كانت مخصصة لهما على البقية.
أول ثلاث مقاتلات قامت برمي قنابل الGBU-15 من على بعد حوالي 15 ميلا من الهدف (24 كم تقريبا)، ثم بدأت بقية التشكيلة الهجوم بمقاتلتين أخريين قامتا بالقاء نفس النوع من القنابل.
قامت مقاتلتان اف 15 سي بعد ذلك باستكمال الهجوم فألقت الاولى قنابل الMK82 في الغارة الاولى في حين حلقت الثانية بشكل دائري ثم هاجمت الهدف مجددا من زاوية اخرى بسبب تصاعد الدخان الذي بدأ يحجب الرؤية
الغارة تمت بمساعدة معلومات استخبارية من ضابط استخبارات البحرية الأمريكية جوناثان بولارد، الذي اعتقله الFBI بعد ذلك بشهر واحد في نوفمبر 1985 بتهمة التجسس لصالح اسرائيل.
حكم عليه بعد ذلك بالسجن المؤبد.
العملية تمت تسميتها بالساق الخشبية و استهدفت مقرات منظمة التحرير الفلسطينية في مدينة حمام الشط بضواحي تونس التي تبعد حوالي 1280 ميلا (2060 كم تقريبا) عن قاعدة تل نوف الجوية الاسرائيلية من أين انطلقت المقاتلات.
اختلفت المصادر في تحديد عدد الضحايا ففي حين زعم الاسرائيليون أنهم قتلوا حوالي 75 شخصا منهم 60 على الأقل من منظمة التحرير أشارت مصادر اخرى الى وقوع 56 قتيلا فلسطينيا و 215 تونسيا و جرح أكثر من 100.
أما المصادر الرسمية التونسية فقد كانت حصيلتها النهائية مقتل 47 شخصا و جرح 65.
صورة للغارة من مقاتلة اسرائيلية.
الغارة أغضبت التونسيين بشكل غير مسبوق خاصة و انهم كانوا مقتنعين بأن المقاتلات المعادية لا بد و أنها أقلعت من حاملة أمريكية، قرروا اثر ذلك التوجه للسوفييت لشراء دفاعات جوية.
وفقا لشهادة ضابط متقاعد من سلاح الجو التونسي، وقت الهجوم لم يكن بحوزة الجيش سوى رادار واحد، و كان يومها خارج الخدمة، ثم أضاف الضابط، "قررت القيادة التونسية التوجه للسوفييت لشراء دفاعات جوية، و أرسلنا وفدا عسكريا للجزائر لدراسة معداتهم، الجزائريون عرضوا علينا نصب عدد من صواريخ SA-3 خاصتهم على أراضينا كحل مؤقت، و لكن لما أبلغ الجانب الجزائري التونسيين بقدرات المنظومة و حدودها قررنا العدول عن الفكرة."
الصواريخ التي عرضها الجزائريون (سام 3)
وفقا لنفس المصدر، ثلاثة سنوات فقط بعد حادثة حمام الشط
سيحاول الاسرائيليون اعادة الكرة مجددا.
لجزء الثاني
بنهاية المطاف فورة غضب التونسيين انتهت قبل أن يحصلوا على أي صواريخ من موسكو، و لكن بالرغم من كل شيئ عندما قررت منظمة التحرير الفلسطينية عقد مؤتمرها القادم في نوفمبر 1988 اختارت العاصمة الجزائرية بدلا عن تونس.
في البداية أرادت المنظمة أن تجتمع في بغداد، وفقا لنفس المصدر، "الحرب مع ايران كانت قد انتهت و العاصمة العراقية كانت تعتبر آمنة بشكل كافي، و لكن الفلسطينيين تلقوا تحذيرا أن اسرائيل ستهاجمهم بغض النظر عن موقع الاجتماع و بالتالي وقع الاختيار على الجزائر التي اعتبرت أكثر أمانا"
الجزائريون بالمقابل فعلوا كل ما بوسعهم لحماية المؤتمر الذي اقيم في نزل Club des Pins حوالي 12 ميلا غرب العاصمة على شاطئ المتوسط.
الجميع كان متيقنا مائة بالمئة أن الطيران الاسرائيلي سيهاجم المكان، و بالتالي نشر الجزائريون احدى بطاريات السام 6 خاصتهم في مكان قريب
سام6
و فرضوا منطقة حضر طيران ضمن دائرة قطرها 20 كم فوق النزل كما حلقت مقاتلات ميج 25 جزائرية بسرعة عالية و على ارتفاعات شاهقة رفقة مقاتلات ميج 21 على علو متوسط في دوريات جوية قتالية كلما كان هناك اجتماع فلسطيني في المكان.
تم وضع المقاتلات الاعتراضية في القواعد الجوية القريبة كذلك في حالة تأهب دائم
ميج 25 جزائرية
ميج 21
"و كما هو متوقع"، يضيف الضابط التونسي، " يوم العاشر من نوفمبر 1988 رصدت رادارات التحذير المبكر الجزائرية تشكيلة مريبة تقترب بسرعة من الناحية الشرقية"
الرادار الجزائري التقط اشارة عدد من المقاتلات التي تحلق على ارتفاع متوسط على مسافة بعيدة شرقا و فورا التحق زوج من مقاتلات الميج 25 و 23 بأربع مقاتلات اخرى تقوم بمهام دورية فوق النزل الذي يحتضن الاجتماع
ميج 23
الجزائريون لم يتوجهوا مباشرة للقيام بالاعتراض، المقاتلات الاسرائيلية كانت ما تزال بعيدة جدا و لكنهم أعطوا الأوامر لمقاتلاتهم لتقوم بالتسلق و تتخذ وضعيات القتال في مواجهة الطائرات القادمة.
من الناحية الثانية رصد التونسيون النشاط الجوي الجزائري أولا ما أثار شكوكهم، انتقلت حالة التأهب الى سلاح الجو التونسي الذي رصدت رادارته بعد ذلك بقليل تشكيلة مكونة من سربين من المقاتلات تحلق في منطقة لا يوجد بها أي نشاط عسكري أو مدني معلن أو متوقع.
بدأ التوتر في سماء المنطقة و في قاعات العمليات يتصاعد و خلال دقائق انطلقت المزيد من الرادارات و أنظمة التعقب التونسية و الجزائرية في العمل و تعقب الأهداف المفترضة.
وفقا للمصدر، بنهاية المطاف حالة التأهب العالية للدفاع الجوي الجزائري كان له تأثير.
"هو مجرد احتمال" يقول محدثنا " و لكن أعتقد أنهم رصدوا بدورهم النشاط الكهرومغناطيسي العالي من الجانبين التونسي و الجزائري، غيروا مسارهم بالنهاية شرقا، لم يكونوا خائفين منا و لا من الجزائريين، و لكن لتعتبر الغارة ناجحة أرادوا ضرب منظمة التحرير و الخروج دون خسارة في صفوفهم، عندما تعذر ذلك ألغوا العملية"
وفقا لهذا المصدر و مصادر أخرى التشكيلتان التي تم التقاطهما لم يتم التأكد من هويتهما قط.
السبب الرئيسي في اعتبارها تشكيلة اسرائيلية هو اقترابها من المجال الجوي التونسي و الجزائري من الشرق على علو 40 ألف قدم و بسرعة عالية نسبيا.
المقاتلات المشتبهة غيرت مسارها و غادرت المنطقة قبل أن يتمكن أي من التونسيين أو الجزائريين من التعرف عليها بدقة.
انتهى.
لمن يرغب بقراءة التقرير باللغة الأصلية أو مراجعته
In 1988, Algeria and Tunisia Were Terrified of Israeli Air Raids
Both countries scrambled to defend PLO meetings
موقع
war is boring