بعد تركيزها على الجزائر، توجهت إيطاليا، من خلال شركة “ليوناردو” العملاقة في الصناعات الجوية والدفاعية، بأنظارها نحو تونس، في خطوة تعكس اتجاهاً واضحاً نحو تعزيز حضورها الاستراتيجي في شمال إفريقيا.
في 31 يوليو 2025، زارت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني تونس في زيارة رسمية التقت خلالها الرئيس قيس سعيّد، حيث تصدرت ملفات الهجرة والاقتصاد والدفاع جدول الأعمال. ورافقت ميلوني في الزيارة وفود تمثل شركة “ليوناردو”، التي أبدت اهتماماً متزايداً بالقوات المسلحة التونسية، ولا سيما في ما يتعلق بطائرات التدريب المتقدم والمروحيات الخفيفة متعددة المهام.
رغم التوجه التونسي المتنامي نحو تحديث قدراته العسكرية، فإن التعاون مع الصناعات الجوية الإيطالية لا يزال محدوداً نسبياً. فالجيش والبحرية في تونس لا يمتلكان أي طائرات مأهولة، ويعتمد نشاطهما الجوي على عدد محدود من الطائرات المسيّرة. أما الطائرات والمروحيات المأهولة، فتندرج كلها تحت إمرة سلاح الجو التونسي TAF
وبحسب معلومات خاصة، فإن “ليوناردو” تتابع باهتمام خطط تونس المستقبلية لإحلال بعض الطائرات القديمة، وهو ما قد يفتح الباب أمام عقود محتملة في مجال الطيران العسكري. حالياً، تُعد طائرات التدريب الأولي من طراز SIAI-Marchetti SF-260، وعددها نحو 15 طائرة، المثال الوحيد على الطائرات الإيطالية الصنع في الخدمة لدى تونس، إلا أن هذه الطائرات ليست ضمن أولويات الشركة الإيطالية.
الاهتمام الحقيقي يتركز على أسطول طائرات Aero L-59T Super Albatros، حيث لا تزال تسع منها في الخدمة من أصل 12 طائرة تم تسليمها بين عامي 1995 و1996. وتسعى “ليوناردو” إلى إقناع الجانب التونسي باستبدالها بطائراتها الحديثة من طراز M-346 Master، التي تُعد من أبرز طائرات التدريب المتقدم عالمياً، مع إمكانية تحويلها إلى مقاتلات خفيفة، مما يجعلها مرشحة أيضاً لخلافة مقاتلات F-5E/F Tiger II الأميركية التي ما زالت تونس تستخدمها في مهام الدفاع الجوي.
من جهة أخرى، تُولي “ليوناردو” اهتماماً خاصاً بملف تحديث أسطول المروحيات الخفيفة، حيث لا تزال مروحيات Alouette II وAlouette III الفرنسية الصنع في الخدمة لدى تونس رغم تقادمها. ويُتوقع، في حال اتخاذ قرار بإخراجها من الخدمة، أن يُفتح سوق يتراوح بين 12 و15 مروحية جديدة بمحرك توربيني واحد، ما يشكّل فرصة تجارية مغرية للشركات المصنعة. وفي هذا المجال، تطرح “ليوناردو” نموذجين أساسيين: AW.109P Power / AW.109T Trekker وAW.119 Koala، والأخير يحظى بإقبال متزايد من قبل الجيوش حول العالم.
أما توقيت تحرّك “ليوناردو” في عزّ العطلة الصيفية، فيرتبط على الأرجح بتقاطع عاملين. أولهما اللقاء رفيع المستوى بين ميلوني وسعيّد الذي أتاح للشركة الإيطالية مساحة أوسع للمناورة. وثانيهما إعلان تونس، خلال معرض باريس الجوي في يونيو الماضي، عن شراء 12 مروحية Bell 412EPX، لتحل محل مروحيات Bell UH-1H Iroquois القديمة، وهو ما اعتبره بعض المحللين مؤشراً على عودة تونس إلى سوق التسلح بعد سنوات من التراجع.
فهل تسعى “ليوناردو” إلى اقتناص الفرصة قبل أن تتحرك منافستها “إيرباص”؟ كل السيناريوهات واردة.
مصدر
في 31 يوليو 2025، زارت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني تونس في زيارة رسمية التقت خلالها الرئيس قيس سعيّد، حيث تصدرت ملفات الهجرة والاقتصاد والدفاع جدول الأعمال. ورافقت ميلوني في الزيارة وفود تمثل شركة “ليوناردو”، التي أبدت اهتماماً متزايداً بالقوات المسلحة التونسية، ولا سيما في ما يتعلق بطائرات التدريب المتقدم والمروحيات الخفيفة متعددة المهام.
رغم التوجه التونسي المتنامي نحو تحديث قدراته العسكرية، فإن التعاون مع الصناعات الجوية الإيطالية لا يزال محدوداً نسبياً. فالجيش والبحرية في تونس لا يمتلكان أي طائرات مأهولة، ويعتمد نشاطهما الجوي على عدد محدود من الطائرات المسيّرة. أما الطائرات والمروحيات المأهولة، فتندرج كلها تحت إمرة سلاح الجو التونسي TAF
وبحسب معلومات خاصة، فإن “ليوناردو” تتابع باهتمام خطط تونس المستقبلية لإحلال بعض الطائرات القديمة، وهو ما قد يفتح الباب أمام عقود محتملة في مجال الطيران العسكري. حالياً، تُعد طائرات التدريب الأولي من طراز SIAI-Marchetti SF-260، وعددها نحو 15 طائرة، المثال الوحيد على الطائرات الإيطالية الصنع في الخدمة لدى تونس، إلا أن هذه الطائرات ليست ضمن أولويات الشركة الإيطالية.
الاهتمام الحقيقي يتركز على أسطول طائرات Aero L-59T Super Albatros، حيث لا تزال تسع منها في الخدمة من أصل 12 طائرة تم تسليمها بين عامي 1995 و1996. وتسعى “ليوناردو” إلى إقناع الجانب التونسي باستبدالها بطائراتها الحديثة من طراز M-346 Master، التي تُعد من أبرز طائرات التدريب المتقدم عالمياً، مع إمكانية تحويلها إلى مقاتلات خفيفة، مما يجعلها مرشحة أيضاً لخلافة مقاتلات F-5E/F Tiger II الأميركية التي ما زالت تونس تستخدمها في مهام الدفاع الجوي.
من جهة أخرى، تُولي “ليوناردو” اهتماماً خاصاً بملف تحديث أسطول المروحيات الخفيفة، حيث لا تزال مروحيات Alouette II وAlouette III الفرنسية الصنع في الخدمة لدى تونس رغم تقادمها. ويُتوقع، في حال اتخاذ قرار بإخراجها من الخدمة، أن يُفتح سوق يتراوح بين 12 و15 مروحية جديدة بمحرك توربيني واحد، ما يشكّل فرصة تجارية مغرية للشركات المصنعة. وفي هذا المجال، تطرح “ليوناردو” نموذجين أساسيين: AW.109P Power / AW.109T Trekker وAW.119 Koala، والأخير يحظى بإقبال متزايد من قبل الجيوش حول العالم.
أما توقيت تحرّك “ليوناردو” في عزّ العطلة الصيفية، فيرتبط على الأرجح بتقاطع عاملين. أولهما اللقاء رفيع المستوى بين ميلوني وسعيّد الذي أتاح للشركة الإيطالية مساحة أوسع للمناورة. وثانيهما إعلان تونس، خلال معرض باريس الجوي في يونيو الماضي، عن شراء 12 مروحية Bell 412EPX، لتحل محل مروحيات Bell UH-1H Iroquois القديمة، وهو ما اعتبره بعض المحللين مؤشراً على عودة تونس إلى سوق التسلح بعد سنوات من التراجع.
فهل تسعى “ليوناردو” إلى اقتناص الفرصة قبل أن تتحرك منافستها “إيرباص”؟ كل السيناريوهات واردة.
مصدر