زيارة الرئيس السوداني لروسيا

11201725201339382.jpg

بوتين التقى بالبشير وتباحث معه إقامة قاعدة عسكرية لروسيا على البحر الأحمر- تاس
كشف الرئيس السوداني عمر البشير، أنه ناقش مع نظيره الروسي، فلاديمير بوتين ووزير دفاعه سيرغي شويغو، إقامة قاعدة عسكرية على البحر الأحمر.

وقال البشير إنه طلب من بوتين تزويد بلاده بأسلحة دفاعية روسية.

ونقلت الوكالة أن البشير، قال ردا على سؤال حول ما إذا كان ناقش مسألة إقامة القاعدة العسكرية على البحر الأحمر: "نعم، ناقشت ذلك مع الرئيس الروسي أولا، ثم مع وزير الدفاع"، متابعا أن هذا ليس اتفاقية، بل "تفاهم الآن إن شاء الله".

وقال: "نريد تطوير التعاون العسكري من ملحقية إلى مستشارية، ولدينا برنامج إعادة تحديث القوات المسلحة بالكامل لأننا خرجنا من مشاكل وحروب كثيرة جدا، فالقوات المسلحة بحاجة لترتيب وتحديث جديد، وكل معداتنا روسية، فبالتالي نحن بحاجة إلى مستشارين في هذا المجال".

وأضاف البشير: "البحر الأحمر ممر هام جدا، وحيوي جدا، وبالنسبة لنا هو مدخل إلى السودان، وثغرة للسودان، أي تهديد أمني على سواحلنا، هو حقيقة يشكل خطورة على البلد، فنحن بحاجة إلى حماية قوية كي لا يخنقونا، فيجب أن نعمل أي شيء من أجل ذلك".


 
ناس بتعرف تستفيد من الصفقات صح
ايه يعنى لما ابيع حتة ارض لروسيا مقابل
انهم يسلحونى بافضل السلاح
موضوع ممتاز :)
 
في سوريا فقط

اشكرك علي الاضافة

قاعدة حميميم الجوية بالاضافة الي قاعدة طرطوس البحرية من ابرز نقاط التموضع الروسي في الشرق الاوسط ومنطقة شرق المتوسط ربما القاعدة المزمع حصول الروس عليها ستكون نقطة تموضع هامة وللمرة الأولي للروس علي البحر الاحمر منذ انتهاء الحقبة السوفيتية

22222222222222222.JPG
 
حنا ناقصين

مابقى الا البحر الاحمر والي نبيه بحيره عربية

بهذه اخطيتم يا اهلنا بالسودان

قاعدة عسكرية اجنبية قبالة مكة ماحدثت بالتاريخ كله

ولا يوجد فائدة منها الا انها شوكة بخاصرة السعودية ومصر وانها تواجد اجنبي ببحيره عربية
 
حنا ناقصين

مابقى الا البحر الاحمر والي نبيه بحيره عربية

بهذه اخطيتم يا اهلنا بالسودان

قاعدة عسكرية اجنبية قبالة مكة ماحدثت بالتاريخ كله

ولا يوجد فائدة منها الا انها شوكة بخاصرة السعودية ومصر وانها تواجد اجنبي ببحيره عربية
بالعكس ! شوكه ليه ؟ علاقتنا بالروس جيده وتعاونا معهم بسوق النفط كبير ومهم للطرفين !
اعتقد الضغط كله على امريكا !!! وجود الروس هو منافسه للأمريكان ..ومكاسبنا منها سياسيه وعسكريه لو تم استغلالها ..مع اني مااعول كثير على الروس ..بالنهايه هذي روسيا مو الاتحاد السوفيتي
 


عرض الامريكان من قبل على السودان ان يقيموا قاعدة فى السودان لتهديد مصر
ولكن حنكة القادة و قتها و قوة عبد الناصر منعوا الامر
الحمد لله .تحركنا فى حلايب فى الوقت المناسب
 
ناس بتعرف تستفيد من الصفقات صح
ايه يعنى لما ابيع حتة ارض لروسيا مقابل
انهم يسلحونى بافضل السلاح
موضوع ممتاز :)

لكنه ليس امر محمود علي المدي الطويل ففيه انتقاص من السيادة وايضا وجود قاعدة قبالة بلاد الحجاز التي فيها مقدساتنا كمسلين امر مريب
 
بالعكس ! شوكه ليه ؟ علاقتنا بالروس جيده وتعاونا معهم بسوق النفط كبير ومهم للطرفين !
اعتقد الضغط كله على امريكا !!! وجود الروس هو منافسه للأمريكان ..ومكاسبنا منها سياسيه وعسكريه لو تم استغلالها ..مع اني مااعول كثير على الروس ..بالنهايه هذي روسيا مو الاتحاد السوفيتي
لاتضمن احد

امس قطر سمن على عسل وفجاءه عدو

دول متبدله ومتغيره

تخلي قاعدة بحرية روسية على حدك وتكسر نقطة افضليتك باغلاق المضيق وتكون خطر دائم ومهدد لك

لو الروس مو علاقة جيده لو حلف قوي لاتخليهم على حدك بكره يحدث بينك وبينهم خلاف وقد يتطور الموقف وتصير قاعدتهم شوكه بحلقك

على السودان التراجع عن هذا الامر الخطير جدا جدا جدا
 
لكنه ليس امر محمود علي المدي الطويل ففيه انتقاص من السيادة وايضا وجود قاعدة قبالة بلاد الحجاز التي فيها مقدساتنا كمسلين امر مريب


جدا خطير وجود الروس القياصره الي قسسينهم يباركون مقاتلاتهم قبالة سواحل مكة مصيبة

لانعلم حال الدنيا


قد تنقلب الامور غدا وقد تكون قاعدة متقدمة للاحتلال والانزال في سواحل مكة
 
جدا خطير وجود الروس القياصره الي قسسينهم يباركون مقاتلاتهم قبالة سواحل مكة مصيبة

لانعلم حال الدنيا


قد تنقلب الامور غدا وقد تكون قاعدة متقدمة للاحتلال والانزال في سواحل مكة

اللهم سلم بلاد الحرمين وبلاد المسلمين
 
لاتضمن احد

امس قطر سمن على عسل وفجاءه عدو

دول متبدله ومتغيره

تخلي قاعدة بحرية روسية على حدك وتكسر نقطة افضليتك باغلاق المضيق وتكون خطر دائم ومهدد لك

لو الروس مو علاقة جيده لو حلف قوي لاتخليهم على حدك بكره يحدث بينك وبينهم خلاف وقد يتطور الموقف وتصير قاعدتهم شوكه بحلقك

على السودان التراجع عن هذا الامر الخطير جدا جدا جدا
البحر الاحمر تمشي خلاله 10% من تجارة العالم ! لو تفكر تغلق المضيق كلن تسابق على ضربك ! هذا ممر دولي !!
والقاعده بتكون رمزيه ..دلالتها السياسيه اكبر من تأثيرها على الارض !
وصدقني اي نزاع مع الروس أخر همي بتكون القاعده ! والي بيجي منها !! تقدر ترسلك الي تبي من ديرتها مايحتاج ! ولا سلاح الغواصات !!
كله بسط يد سياسي فقط انا هنا ! والروس الان مو الروس بالثمانينات وقبل ! يبون تواجد رمزي فقط ! والسودان مستفيد ! ليه لا؟ نعرف فيه قواعد كثيره بالخليج ! ماني فاهم خطرها حقيقه
اشوفها مجال لنا للكسب من تصارعهم على إرضاء وكسب حلفاء !
 
جدا خطير وجود الروس القياصره الي قسسينهم يباركون مقاتلاتهم قبالة سواحل مكة مصيبة

لانعلم حال الدنيا


قد تنقلب الامور غدا وقد تكون قاعدة متقدمة للاحتلال والانزال في سواحل مكة


في سورية ايضا قام القساوسة بالتصريح انها حرب مقدسة لهم وادخلوا الدين في الاطماع السياسية والاستعمارية واخشي ما اخشاه الا يتكرر هذا النموذج مرات ومرات بعدما تمكن الروس وسمحو لبشارهم بالبقاء والافلات بجرائمه واستعادة البلاد بقوة السلاح ونيران الروس
 







عبد الباري عطوان


عندما يُعلن الرئيس السوداني عمر البشير من موسكو، وبَعد لقائِه نَظيره الرّوسي فلاديمير بوتين مُعارضته لأيِّ مُواجهةٍ عَسكريّةٍ أو سياسيّةٍ بين العَرب وإيران، وأن ما تُعانيه المِنطقة من أزماتٍ سَببه التدخّلات الأمريكيّة الأوروبيّة التي ساهمت في تقسيم السودان، فإنّ هذا يَعني حَركة تَصحيح لانقلابِه الثاني الذي فاجأ الكَثيرين عندما زَجّ بالسودان في حرب اليمن، وانحاز إلى المُعسكر الأمريكي ومُخطّطاته في تَقسيم المِنطقة، وأعاد البِلاد إلى مَوقِعها الحَقيقي في وَسط مِحور المُقاومة مُجدّدًا.
الرئيس البشير عاشَ في متاهةِ التّيه لبِضعة سنوات، واعتقد مُخطِئًا أن الولايات المتحدة وحُلفاءها العَرب يَملكون التّرياق الشّافي لكُل مَشاكل السودان وأزماتِه، فبَالغ في التودّد والانحياز إلى هذا المُعسكر، حتى أنّه أوحى لمبارك الفاضل، أحد أبرز وزراء حُكومته، إلى التغنّي بالتّطبيع مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، وسَردْ فوائِد إقامة العلاقات التجاريّة والسياسيّة مَعها، في مَوقفٍ شَكّل صدمةً للغالبيّة العُظمى من الشّعب السوداني قبل أشقائه العَرب.
مَواقف الرئيس البشير، زعيم جبهة “الإنقاذ” السودانيّة، جاءت بمَثابةِ “عَجلةِ إنقاذٍ” له ومُحاولةَ التفافٍ سَريعةٍ من قِبَله على مَرحلةٍ كانت نشاز في تاريخه، وتاريخ الشّعب السوداني صاحب “اللاءات الثّلاث”، الذي يُعتبر واحدًا من أكثر الشّعوب العربيّة والإسلاميّة انتصارًا لقضايا الحَق والعَدل، خاصّةً في فِلسطين المُحتلّة.
***
أن تتزامن تصريحات الرئيس البشير هذهِ المُعادية للحَرب مع إيران، وتَشخيص مآسي الأمّةِ العربيّة وأزماتها بِرَبْطِها بالتدخّلات الأمريكيّة، مع تصريحاتٍ أكثرَ قوّةً وتَحدّيًا أدلى بها الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي، وَصفَ فيها السيد علي خامنئي، المُرشد الأعلى، بأنّه “هتلر” جديد يُريد تدمير المِنطقة، هذا التّزامن في رأينا لم يأتِ من قَبيل الصّدفة، ولا هو زَلّة لسان، ولا نُبالغ إذا قُلنا أن الرئيس البشير كان يَرُدُّ مُتعمّدًا على حَليفه السعودي، ويُعلن الطّلاق البائن مع حُكومَتِه وتَحالِفها “العَربي” وحُروبه في اليمن من موسكو.
نُقطةٌ أُخرى على درجةٍ كبيرةٍ من الأهميّةِ لا نَستطيع تَجاهلها، وتتلخّص في العبارةِ التي قالها الرئيس البشير، دون أيِّ لَبسٍ أو غمُوض، “أنه لا سلام في سورية دون بقاء الرئيس بشار الأسد في الحُكم”، فالرئيس البشير يَتربّع على قِمّة حُكومة استمرّت شَرعيّتها واستمرارها من انتماء الحِزب السوداني الحاكم إلى حركة “الإخوان المسلمين”، وهي الحَركة التي لعبت دورًا كبيرًا في إشعالِ فَتيلِ الحَرب العَسكريّة في سورية، وجَعلت هدف إسقاط النظام السوري على قِمّة أولويّاتها السياسيّة والعَسكريّة والأيديولوجيّة.
إنّها عمليّة مُراجعة أيديولوجيّة سودانيّة “إخوانيّة” تَعكس حالةً من “الصحّة” تُعيد تَصحيح سياسة استمرّت سَبع سنوات هي عُمر الأزمة السوريّة، ولا نَستبعد أن تكون مُقدّمة، أو جُزء من عمليّةِ تصحيحٍ شاملةٍ في “الحَركة الأم”، انطلقت من اسطنبول على أيدي الرئيس رجب طيب أردوغان، عَرّاب “الإسلام السياسي” في صُورَته الإخوانيّة الحَديثة، وبَدأت أصداؤها تَنعكس في تَغيّراتٍ مُتسارعةٍ في حزب النّهضة التونسي، وحَركة الإصلاح اليمنيّة، و”حماس″ الفِلسطينيّة.
الرئيس أردوغان فاجأ الكثيرين عندما صَرّح للصّحافيين الذين كانوا على مَتْنِ طائِرته في طريق عَودَته إلى أنقرة، في خِتام قِمّة سوتشي الاستراتيجيّة الثلاثيّة التي جَمعته مع نَظيريه الروسي والإيراني، وأكّد أنّه لا يُعارض فَتح حِوارٍ مع الحُكومة السوريّة في دِمشق، ولَعلّ هذهِ الرّسالة الواضحة في مُفرداتها وتَوقيتها، وَصلت إلى الرئيس البشير، مِثلما وَصلت إلى الكثيرين في صُفوف التيّار الإخواني، وتُعطي إشارةً بحَتميّة التغيير والانتقال إلى مَرحلةٍ جديدةٍ عُنوانها تَوجيه مُؤشّر البوصلة إلى موسكو، وإلى الزّعامة العالميّة الجديدة للرئيس بوتين بضَرورة التصدّي لهذا المَشروع وحُلفائه بأنّه “فَرْضْ عَين” وليس مُجرّد شِعاراتٍ جَوفاء.


***
المِحور الأمريكي الإسرائيلي في المِنطقة العربيّة يَتضعضَع، وبدأت حِجارتُه تَنهار الواحدة تِلو الأُخرى، في السودان ولبنان والعراق وسورية واليمن، ونَحمد الله أن شهر عَسَلِه لم يَطُل، وإن كانت خَسائِره كبيرة لا يُمكن إنكارها، ولكن من يَضحكْ أخيرًا يَضحكْ كثيرًا.
أهلاً بالرئيس البشير عائدًا إلى خَندقه الطّبيعي، الأكثر وطنيّةً وشَرفًا وكرامةً، ونأمل أن تكون تَوبته هذهِ نَصوح تَغسل أدران “مُغامرته” التي نَقلته إلى خَندقٍ آخر لا يَليق به وبالسّودان وشَعبه، ونأمل أن تتوازى مع ثورةٍ إصلاحيّةٍ جديدةٍ في الدّاخل السوداني، تَقضي على الفساد، وتُطلق الحُريّات، وتُعيد الوِحدة الوطنيّة السودانيّة إلى ذروةِ تَماسُكِها.
كَلِمَةُ الفَصل في رأينا سَتكون مَوقف السودان في حرب اليمن، والبقاء في التّحالف العَربي الذي ضَلّ الطّريق إليه من عَدَمِه، ولكنّنا نُؤمن بأنّ المُقدّمات الصحيحة تُؤدّي إلى النّتائج الأصح، وهذا يَنطبق في رأينا على تَصريحاته في موسكو.
انسحاب القوّات السودانيّة من حَرب اليمن باتَ وَشيكًا، إن لم يَكُن قد بَدأ فِعلاً.. والأيّام بَيننا.

 







عبد الباري عطوان


عندما يُعلن الرئيس السوداني عمر البشير من موسكو، وبَعد لقائِه نَظيره الرّوسي فلاديمير بوتين مُعارضته لأيِّ مُواجهةٍ عَسكريّةٍ أو سياسيّةٍ بين العَرب وإيران، وأن ما تُعانيه المِنطقة من أزماتٍ سَببه التدخّلات الأمريكيّة الأوروبيّة التي ساهمت في تقسيم السودان، فإنّ هذا يَعني حَركة تَصحيح لانقلابِه الثاني الذي فاجأ الكَثيرين عندما زَجّ بالسودان في حرب اليمن، وانحاز إلى المُعسكر الأمريكي ومُخطّطاته في تَقسيم المِنطقة، وأعاد البِلاد إلى مَوقِعها الحَقيقي في وَسط مِحور المُقاومة مُجدّدًا.
الرئيس البشير عاشَ في متاهةِ التّيه لبِضعة سنوات، واعتقد مُخطِئًا أن الولايات المتحدة وحُلفاءها العَرب يَملكون التّرياق الشّافي لكُل مَشاكل السودان وأزماتِه، فبَالغ في التودّد والانحياز إلى هذا المُعسكر، حتى أنّه أوحى لمبارك الفاضل، أحد أبرز وزراء حُكومته، إلى التغنّي بالتّطبيع مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، وسَردْ فوائِد إقامة العلاقات التجاريّة والسياسيّة مَعها، في مَوقفٍ شَكّل صدمةً للغالبيّة العُظمى من الشّعب السوداني قبل أشقائه العَرب.
مَواقف الرئيس البشير، زعيم جبهة “الإنقاذ” السودانيّة، جاءت بمَثابةِ “عَجلةِ إنقاذٍ” له ومُحاولةَ التفافٍ سَريعةٍ من قِبَله على مَرحلةٍ كانت نشاز في تاريخه، وتاريخ الشّعب السوداني صاحب “اللاءات الثّلاث”، الذي يُعتبر واحدًا من أكثر الشّعوب العربيّة والإسلاميّة انتصارًا لقضايا الحَق والعَدل، خاصّةً في فِلسطين المُحتلّة.
***
أن تتزامن تصريحات الرئيس البشير هذهِ المُعادية للحَرب مع إيران، وتَشخيص مآسي الأمّةِ العربيّة وأزماتها بِرَبْطِها بالتدخّلات الأمريكيّة، مع تصريحاتٍ أكثرَ قوّةً وتَحدّيًا أدلى بها الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي، وَصفَ فيها السيد علي خامنئي، المُرشد الأعلى، بأنّه “هتلر” جديد يُريد تدمير المِنطقة، هذا التّزامن في رأينا لم يأتِ من قَبيل الصّدفة، ولا هو زَلّة لسان، ولا نُبالغ إذا قُلنا أن الرئيس البشير كان يَرُدُّ مُتعمّدًا على حَليفه السعودي، ويُعلن الطّلاق البائن مع حُكومَتِه وتَحالِفها “العَربي” وحُروبه في اليمن من موسكو.
نُقطةٌ أُخرى على درجةٍ كبيرةٍ من الأهميّةِ لا نَستطيع تَجاهلها، وتتلخّص في العبارةِ التي قالها الرئيس البشير، دون أيِّ لَبسٍ أو غمُوض، “أنه لا سلام في سورية دون بقاء الرئيس بشار الأسد في الحُكم”، فالرئيس البشير يَتربّع على قِمّة حُكومة استمرّت شَرعيّتها واستمرارها من انتماء الحِزب السوداني الحاكم إلى حركة “الإخوان المسلمين”، وهي الحَركة التي لعبت دورًا كبيرًا في إشعالِ فَتيلِ الحَرب العَسكريّة في سورية، وجَعلت هدف إسقاط النظام السوري على قِمّة أولويّاتها السياسيّة والعَسكريّة والأيديولوجيّة.
إنّها عمليّة مُراجعة أيديولوجيّة سودانيّة “إخوانيّة” تَعكس حالةً من “الصحّة” تُعيد تَصحيح سياسة استمرّت سَبع سنوات هي عُمر الأزمة السوريّة، ولا نَستبعد أن تكون مُقدّمة، أو جُزء من عمليّةِ تصحيحٍ شاملةٍ في “الحَركة الأم”، انطلقت من اسطنبول على أيدي الرئيس رجب طيب أردوغان، عَرّاب “الإسلام السياسي” في صُورَته الإخوانيّة الحَديثة، وبَدأت أصداؤها تَنعكس في تَغيّراتٍ مُتسارعةٍ في حزب النّهضة التونسي، وحَركة الإصلاح اليمنيّة، و”حماس″ الفِلسطينيّة.
الرئيس أردوغان فاجأ الكثيرين عندما صَرّح للصّحافيين الذين كانوا على مَتْنِ طائِرته في طريق عَودَته إلى أنقرة، في خِتام قِمّة سوتشي الاستراتيجيّة الثلاثيّة التي جَمعته مع نَظيريه الروسي والإيراني، وأكّد أنّه لا يُعارض فَتح حِوارٍ مع الحُكومة السوريّة في دِمشق، ولَعلّ هذهِ الرّسالة الواضحة في مُفرداتها وتَوقيتها، وَصلت إلى الرئيس البشير، مِثلما وَصلت إلى الكثيرين في صُفوف التيّار الإخواني، وتُعطي إشارةً بحَتميّة التغيير والانتقال إلى مَرحلةٍ جديدةٍ عُنوانها تَوجيه مُؤشّر البوصلة إلى موسكو، وإلى الزّعامة العالميّة الجديدة للرئيس بوتين بضَرورة التصدّي لهذا المَشروع وحُلفائه بأنّه “فَرْضْ عَين” وليس مُجرّد شِعاراتٍ جَوفاء.

***
المِحور الأمريكي الإسرائيلي في المِنطقة العربيّة يَتضعضَع، وبدأت حِجارتُه تَنهار الواحدة تِلو الأُخرى، في السودان ولبنان والعراق وسورية واليمن، ونَحمد الله أن شهر عَسَلِه لم يَطُل، وإن كانت خَسائِره كبيرة لا يُمكن إنكارها، ولكن من يَضحكْ أخيرًا يَضحكْ كثيرًا.
أهلاً بالرئيس البشير عائدًا إلى خَندقه الطّبيعي، الأكثر وطنيّةً وشَرفًا وكرامةً، ونأمل أن تكون تَوبته هذهِ نَصوح تَغسل أدران “مُغامرته” التي نَقلته إلى خَندقٍ آخر لا يَليق به وبالسّودان وشَعبه، ونأمل أن تتوازى مع ثورةٍ إصلاحيّةٍ جديدةٍ في الدّاخل السوداني، تَقضي على الفساد، وتُطلق الحُريّات، وتُعيد الوِحدة الوطنيّة السودانيّة إلى ذروةِ تَماسُكِها.
كَلِمَةُ الفَصل في رأينا سَتكون مَوقف السودان في حرب اليمن، والبقاء في التّحالف العَربي الذي ضَلّ الطّريق إليه من عَدَمِه، ولكنّنا نُؤمن بأنّ المُقدّمات الصحيحة تُؤدّي إلى النّتائج الأصح، وهذا يَنطبق في رأينا على تَصريحاته في موسكو.
انسحاب القوّات السودانيّة من حَرب اليمن باتَ وَشيكًا، إن لم يَكُن قد بَدأ فِعلاً.. والأيّام بَيننا.


عبدالدولار كاتب المقال

هو اخر شخص قد انظر الى ما يكتب

لانه معوروف التوجه ولا يمكن ان يكون ذو مصداقية فيما يقول
فهو يوجه كلامه بحسب من يدفع اكثر
 
عودة
أعلى