بسم الله الرحمن الرحيم
أصدر مركز الاستخبارات الوطني للطيران والفضاء الأميركي مؤخراً تقريره الجديد عن "تهديدات الصواريخ الباليستية والجوالة"، وهو التقرير رقم (20) ضمن سلسلة منشورات "وكالة استخبارات الدفاع ومركز المخابرات الصاروخي والفضائي الأميركية".
التقرير يصدر تقريباً كل سنتين إلى ثلاث سنوات، وكان آخر تقرير صدر في عام 2014 وسبق قمنا بترجمته وإضافته بالمنتدى وتجدونه هــــنــــــا.
والتقرير الجديد يتضمن معلومات عن التقنيات الحديثة في الصواريخ الباليستية والجوالة وأهمها ما يتعلق بالمركبات العائدة (RV) و (MIRV) و (MaRV)، ومركبات الإنزلاق الفرطية الصوت الفائقة السرعة Hypersonic Glide Vehicles والتي تعرف بمركبات (HGV)، ومركبات (HV).
اللافت للنظر أن في التقرير الجديد لهذا العام (2017) ادخلوا مصطلح جديد لنطاقات أو مديات الصواريخ الباليستية وهو "الصواريخ الباليستية ذات المدى القريب" Close-Range Ballistic Missiles أو صاروخ باليستي قريب المدى (CRBM). وتم اعتماد هذا المصطلح الجديد للصواريخ الباليستية التي مداها أقل من 300 كلم.
وقد قمت بالتواصل مع أحد الخبراء العسكريين الأميركيين عبر حسابه على تويتر وأبديت له ملاحظتي عن المصطلح الجديد الذي ورد في تقرير "وكالة استخبارات الدفاع ومركز المخابرات الصاروخية والفضائية الأميركية" وأكد لي بأن ملاحظتي صحيحة وأن المصطلح جديد تم اعتماده مؤخراً. وبحثت في المواقع العسكرية العربية ولم أجد أي ذكر لهذا المصطلح الجديد. وبذلك يكون منتدانا أول موقع عسكري عربي يدرج هذا المصطلح الجديد ضمن محتواه.
تمنياتي لكم بقراة ممتعة ومفيدة ومناقشة مُثرية وغنية.
التقرير الجديد (2017) تهديدات الصواريخ الباليستية والجوالة
ترجمة: عبير البحرين
أعد هذا التقرير: مركز الاستخبارات الوطني للطيران و الفضاء الأميركي
بمساهمات بارزة من:
وكالة استخبارات الدفاع ومركز المخابرات الصاروخية والفضائية الأميركية
و
مكتب الاستخبارات البحرية الأميركية
النتائج الرئيسية
تعد أنظمة الصواريخ الباليستية والقذائف الصاروخية الجوالة أسلحة جاذبة للعديد من الدول، وترى الكثير من الدول هذه الصواريخ بأنها أسلحة غير مكلفة فضلاً عن كونها أحد رموز القوة الوطنية. وتمثل هذه الأسلحة تهديداً في الحروب غير النظامية ضد القوات الأميركية. إن الكثير من الصواريخ الباليستية والجوالة تكون مزودة بأسلحة الدمار الشامل. غير أن أنواعاً عديدة من الصواريخ الباليستية والفذائف الصاروخية الجوالة قد حققت تحسناً كبيراً في الدقة التي تسمح لاستخدامها بفعالية مع الرؤوس الحربية التقليدية. هذه الأسلحة دقيقة للغاية يمكن استخدامها في (A2/AD)، "منع الولوج" (A2 - Anti-Access) / "المنطقة المحرّمة" (AD - Area Denial)، أثناء عمليات أو تدخّل القوات في أي مسرح أو بقعة نزاع. ويشير المصطلح A2/AD إلى القدرات المصممة لردع أو مواجهة قوات الخصم من الانتشار إلى أو العمل ضمن مساحة محددة، والمصطلح من ضمن "استراتيجية الولوج العملياتي" المصممة للحد من حرية عمل القوات المعادية وتحرّكها باستخدام الأسلحة المختلفة في منطقة العمليات العسكرية نفسها، أو القريبة منها.
ولعدة سنوات قامت كوريا الشمالية بتطوير الصاروخ المحمول المتنقل على الطرق هواسونغ-13 (Hwasong-13) الباليستي العابر للقارات (ICBM)، وفي أكتوبر 2015 كشفت النقاب عن صاروخ باليستي جديد عابر للقارات ومتنقل على الطرق هواسونغ-14 (Hwasong-14). وبعد أن طورت تايبو دونج -2 (TD-2) والذي أطلق قمراً صناعياً لأول مرة في ديسمبر 2012، قامت في فبراير 2016 باطلاق قمراً صناعياً ثانياً في المدار. وبدأت في ابريل 2016 اجراء اختبار طيران للصاروخ البالستي وسيط المدى (IRBM) من طراز هواسونغ - 10 (مسودان) مع عدة مرات من الفشل. وتجري أيضاً تطوير على عدة صواريخ جديدة تعمل بالوقود الصلب، بما في ذلك صاروخ باليستي قصير المدى (SRBM)، وصاروخ باليستي يطلق من الغواصة (SLBM)، وصاروخ باليستي متوسط المدى (MRBM). وفي ابريل 2017، بدأت كوريا الشمالية أيضاً اختبار اطلاق صاروخ باليستي وسيط المدى (IRBM) جديد من طراز هواسونغ -12 (Hwasong-12) يعمل بالوقود السائل.
إن رغبة طهران في أن يكون لها عداء استراتيجي مع الولايات المتحدة يمكن أن تدفعها إلى مجال الصاروخ الباليستي العابر للقارات (ICBM). والتقدم في برنامج الفضاء الإيراني يمكن أن يؤدي إلى اختصار المسار نحو الصاروخ الباليستي العابر للقارات لأن اطلاق المركبات الفضائية (SLV) تستخدم تقنيات أصيلة ومماثلة. وكانت إيران قد أطلقت بنجاح منذ عام 2008 المركبات الفضائية ذات المرحلتين (SLV) من طراز سفير (Safir)، كما كشفت النقاب عن المركبات الفضائية الأكبر حجماً ذات المرحلتين من طراز سيمرغ (Simorgh) والتي يمكن استخدامها لاختبار تكنولوجيا الصواريخ الباليستية العابرة للقارات (ICBM). وقد طورت إيران صاروخ باليستي قصير المدى (SRBM) من طراز قيام 1 (Qiam-1) وهو الجيل الرابع من الصاروخ الباليستي قصير المدى من طراز فاتح-110 (Fateh-110)، وتزعم أنها تقوم بإنتاج واسع النطاق للصواريخ البالستية المضادة للسفن. وقد عدلت إيران صاروخ شهاب 3 (Shahab 3) الباليستي متوسط المدى (MRBM) بهدف توسيع مداه وزيادة فعاليته، وتدعي أيضا أنها قامت بنشر صاروخ سجيل (Sejjil) وهو من الصواريخ البالستية متوسطة المدى، المزودة بمتفجرات مجسمة ذات مرحلتين. وفي عام 2015، أعلنت إيران عن إطلاقها صاروخ عماد1 (Emad-1)، ويدعي المسؤولون أنه أول صاروخ بعيد المدى في إيران يسترشد أثناء التحليق وقادر على ضرب أهدافه مع دقة عالية. كما أعلن المسؤولون الإيرانيون عن خطط لصاروخ عماد 2 (Emad-2) بدقة أكبر وكذلك صاروخ سيجيل (Sejjil) الجديد الذي يمكنه أيضاً أن يسترشد على طول المسار إلى الهدف.
ولا تزال الصين تمتلك أكثر برامج تطوير الصواريخ الباليستية نشاطاً وتنوعاً في العالم. فهي تقوم بتطوير واختبار الصواريخ الهجومية، وتشكيل وحدات صواريخ إضافية، ورفع الكفاءة النوعية لأنظمة الصواريخ، وتطوير أساليب لمواجهة الصواريخ البالستية الدفاعية. تجدر الإشارة إلى أن قوة الصواريخ الباليستية المنتشرة فى الصين التى تديرها جيش التحرير الشعبى الصينى (PLA)، والبحرية الصينية وقوة الوحدات الصاروخية بجيش التحرير الشعبى الصينى بعد اعادة تسميتها - من المدفعية الثانية فى اواخر العام الماضى كجزء من اعادة تنظيم جيش التحرير الشعبى الصينى - تتوسع في قوتها الصاروخية من حيث الحجم والنوع. وتواصل الصين في زرع الصواريخ البالستية المزودة بمتفجرات قصيرة المدى (SRBM) مثل صواريخ CSS-6 أو DF-15 وصواريخ CSS-7 أو DF-11 المزودة بأسلحة تقليدية قبالة تايوان، وتعمل على تطوير عدد من الصواريخ البالستية من نوع متوسط المدى (MRBM) وبعيد المدى (IRBM) المحمول والمزود بأسلحة تقليدية. ومن بين المكونات الرئيسية في البرنامج الصيني للتحديث العسكري صواريخ CSS-11 أو DF-16، وصواريخ CSS-5 Mod 4 أو DF-21C و Mod 5 أو DF-21D و DF-26 وهي صواريخ صممت خصيصاً للحيلولة دون وصول القوات العسكرية للعدو إلى الصراعات الإقليمية. الصواريخ CSS-5 Mod 5 وأنواع مختلفة من DF-26 لديهم مهمات مضادة للسفن.
كما تتوسع قوة الصواريخ النووية الصينية. وأضافت الصين صواريخ CSS-10 Mod 2 أو (DF-31A) و CSS-4 Mod 3 أو (DF-5B) إلى الصواريخ البالستية العابرة للقارات (ICBM)؛ وصاروخ DF-5B هو أول صاروخ صيني باليستي عابر للقارات مع المركبات العائدة المستقلة المتعددة الأهداف (MIRV). ومن المرجح أن عدد الصواريخ الصينية البالستية العابرة للقارات ذات الرؤوس النووية القادرة على الوصول إلى الولايات المتحدة قد يربو على 100 صاروخ في غضون الخمس سنوات القادمة. والصاروخ الباليستي بعيد المدى CSS-N-14 يطلق من الغواصات (SLBM) وهو أول صاروخ صيني بعيد المدى قائم في البحر وبقدرة نووية. كما تقوم الصين بتطوير الصاروخ الباليستي العابر للقارات ICBM المتنقل على الطرق من طراز CSS-X-20 أو DF-41، وقد يكون قادر على حمل المركبات العائدة المستقلة المتعددة الأهداف MIRV. وعزت الصين كل من العمليات النووية والتقليدية إلى DF-26 التي عرضت لأول مرة خلال استعراض موكب يوم النصر في سبتمبر 2015.
في سبتمبر 2014، تجاوزت روسيا الولايات المتحدة في نشر الرؤوس الحربية النووية مع أكثر من 1500 يتم نشرها على الصواريخ الباليستية القادرة على الوصول إلى الولايات المتحدة. وعلى الرغم من القيود المفروضة على تحديد الأسلحة والقيود المفروضة على الموارد، فإن تطوير نظم جديدة للصاروخ الباليستي العابر للقارات ونظام الصواريخ الباليستية التي تطلق من الغواصات SLBM آخذة في التقدم، ومن المتوقع أن تحتفظ بمركزها كأكبر قوة مالكة للصواريخ البالستية الاستراتيجية خارج الولايات المتحدة. ووفقا للبيانات الرسمية، سيتم نشر صاروخ جديد يسمى Rubezh، وهو أصغر من الصاروخ SS-27 Mod 2 الباليستي العابر للقارات. وقد تم نشر صواريخ Bulava الباليستية التي تطلق من الغواصات البحرية (SLBM)، على الغواصة دولغوروكي DOLGORUKIY من فئة الغواصات العاملة بالوقود النووي SSBN. وقد أعلن المسؤلون الروس بأن من المقرر أن تبدأ روسيا اختبارات التحليق لصاروخ باليستي عابر للقارات (ICBM) جديد بالوقود الدفعي السائل يطلق عليه سارمات (Sarmat). وبالإضافة إلى ذلك، أشار مسؤولون في الصناعة الروسية إلى أنه يجري النظر في نشر صاروخ باليستي عابر للقارات ICBM جديد عبر السكك الحديدية المتنقلة.
وتعد القذائف الصاروخية الجوالة للهجوم الأرضي (LACM) من أكثر أنظمة التسليح فعّالية وكفاءة وتشكل تهديداً كبيراً ضد العمليات العسكرية. غالبية الصواريخ الجوالة للهجوم الأرضي (LACM) تطير بسرعة أدنى من سرعة الصوت Subsonic، ولكن هناك عدد قليل من الصواريخ الجوالة التي تطير بسرعة أعلى أو أسرع من سرعة الصوت Supersonic، وفي المستقبل بعض منها سوف تكون قادرة على الطيران للوصول للسرعة الفرطية الصوت الفائقة السرعة Hypersonic. الصواريخ التي أدنى من سرعة الصوت Subsonic قادرة على الطيران على علو منخفض ومهاجمة هدف من اتجاهات متعددة. ويمكن للطائرات والمنصات الأرضية والبحرية جميعهم إطلاق الصواريخ الجوالة المعدة للهجوم الأرضي LACM. روسيا لديها مختلف الأنواع من الصواريخ الجوالة للهجوم البري LACM التي يمكن إطلاقها من جميع الأنواع الثلاثة من المنصات. الصين لديها منصات أرضية وجوية التي تطلق الصواريخ الجوالة للهجوم الأرضي، وإيران تعكف على تطوير منصات أرضية تطلق الصواريخ الجوالة للهجوم الأرضي LACM. ووفقاً لتقارير صحفية مفتوحة، استخدمت روسيا منصات أرضية وبحرية لإطلاق الصواريخ الجوالة للهجوم الأرضي LACM عدة مرات في سوريا.
وتتميز بعض منظومات الأسلحة بخصائص الصواريخ الباليستية والقذائف الصاروخية الجوالة (الكروز). على سبيل المثال، الصواريخ البالستية التي تطلق مركبات الانزلاق الفرطية الصوتي الفائقة السرعة Hypersonic Glide Vehicles والتي تعرف بمركبات HGV، هي أساساً صواريخ كروز غير مدعمة. وفي المستقبل الصواريخ الجوالة المدعمة بتقنيات للطيران بسرعة أعلى من الصوت supersonic/ والفرطية الصوت Hypersonic قد تطلق بمعززات الدفع الصاروخية الكبيرة التي كانت تقليدياً مرتبطة بالصواريخ الباليستية.
إن مركبات الإنزلاق الفرطية الصوت الفائقة السرعة (HGV)، هي فئة جديدة من الأسلحة التي تدفع إلى سرعة مفرطة في الصوت عن طريق تعزيز الدفع للصواريخ الباليستية، وتشكّل تهديداً جديداً وناشئاً في الظهور.
أصدر مركز الاستخبارات الوطني للطيران والفضاء الأميركي مؤخراً تقريره الجديد عن "تهديدات الصواريخ الباليستية والجوالة"، وهو التقرير رقم (20) ضمن سلسلة منشورات "وكالة استخبارات الدفاع ومركز المخابرات الصاروخي والفضائي الأميركية".
التقرير يصدر تقريباً كل سنتين إلى ثلاث سنوات، وكان آخر تقرير صدر في عام 2014 وسبق قمنا بترجمته وإضافته بالمنتدى وتجدونه هــــنــــــا.
والتقرير الجديد يتضمن معلومات عن التقنيات الحديثة في الصواريخ الباليستية والجوالة وأهمها ما يتعلق بالمركبات العائدة (RV) و (MIRV) و (MaRV)، ومركبات الإنزلاق الفرطية الصوت الفائقة السرعة Hypersonic Glide Vehicles والتي تعرف بمركبات (HGV)، ومركبات (HV).
اللافت للنظر أن في التقرير الجديد لهذا العام (2017) ادخلوا مصطلح جديد لنطاقات أو مديات الصواريخ الباليستية وهو "الصواريخ الباليستية ذات المدى القريب" Close-Range Ballistic Missiles أو صاروخ باليستي قريب المدى (CRBM). وتم اعتماد هذا المصطلح الجديد للصواريخ الباليستية التي مداها أقل من 300 كلم.
وقد قمت بالتواصل مع أحد الخبراء العسكريين الأميركيين عبر حسابه على تويتر وأبديت له ملاحظتي عن المصطلح الجديد الذي ورد في تقرير "وكالة استخبارات الدفاع ومركز المخابرات الصاروخية والفضائية الأميركية" وأكد لي بأن ملاحظتي صحيحة وأن المصطلح جديد تم اعتماده مؤخراً. وبحثت في المواقع العسكرية العربية ولم أجد أي ذكر لهذا المصطلح الجديد. وبذلك يكون منتدانا أول موقع عسكري عربي يدرج هذا المصطلح الجديد ضمن محتواه.
تمنياتي لكم بقراة ممتعة ومفيدة ومناقشة مُثرية وغنية.
التقرير الجديد (2017) تهديدات الصواريخ الباليستية والجوالة
ترجمة: عبير البحرين

أعد هذا التقرير: مركز الاستخبارات الوطني للطيران و الفضاء الأميركي
بمساهمات بارزة من:
وكالة استخبارات الدفاع ومركز المخابرات الصاروخية والفضائية الأميركية
و
مكتب الاستخبارات البحرية الأميركية

النتائج الرئيسية

تعد أنظمة الصواريخ الباليستية والقذائف الصاروخية الجوالة أسلحة جاذبة للعديد من الدول، وترى الكثير من الدول هذه الصواريخ بأنها أسلحة غير مكلفة فضلاً عن كونها أحد رموز القوة الوطنية. وتمثل هذه الأسلحة تهديداً في الحروب غير النظامية ضد القوات الأميركية. إن الكثير من الصواريخ الباليستية والجوالة تكون مزودة بأسلحة الدمار الشامل. غير أن أنواعاً عديدة من الصواريخ الباليستية والفذائف الصاروخية الجوالة قد حققت تحسناً كبيراً في الدقة التي تسمح لاستخدامها بفعالية مع الرؤوس الحربية التقليدية. هذه الأسلحة دقيقة للغاية يمكن استخدامها في (A2/AD)، "منع الولوج" (A2 - Anti-Access) / "المنطقة المحرّمة" (AD - Area Denial)، أثناء عمليات أو تدخّل القوات في أي مسرح أو بقعة نزاع. ويشير المصطلح A2/AD إلى القدرات المصممة لردع أو مواجهة قوات الخصم من الانتشار إلى أو العمل ضمن مساحة محددة، والمصطلح من ضمن "استراتيجية الولوج العملياتي" المصممة للحد من حرية عمل القوات المعادية وتحرّكها باستخدام الأسلحة المختلفة في منطقة العمليات العسكرية نفسها، أو القريبة منها.

ولعدة سنوات قامت كوريا الشمالية بتطوير الصاروخ المحمول المتنقل على الطرق هواسونغ-13 (Hwasong-13) الباليستي العابر للقارات (ICBM)، وفي أكتوبر 2015 كشفت النقاب عن صاروخ باليستي جديد عابر للقارات ومتنقل على الطرق هواسونغ-14 (Hwasong-14). وبعد أن طورت تايبو دونج -2 (TD-2) والذي أطلق قمراً صناعياً لأول مرة في ديسمبر 2012، قامت في فبراير 2016 باطلاق قمراً صناعياً ثانياً في المدار. وبدأت في ابريل 2016 اجراء اختبار طيران للصاروخ البالستي وسيط المدى (IRBM) من طراز هواسونغ - 10 (مسودان) مع عدة مرات من الفشل. وتجري أيضاً تطوير على عدة صواريخ جديدة تعمل بالوقود الصلب، بما في ذلك صاروخ باليستي قصير المدى (SRBM)، وصاروخ باليستي يطلق من الغواصة (SLBM)، وصاروخ باليستي متوسط المدى (MRBM). وفي ابريل 2017، بدأت كوريا الشمالية أيضاً اختبار اطلاق صاروخ باليستي وسيط المدى (IRBM) جديد من طراز هواسونغ -12 (Hwasong-12) يعمل بالوقود السائل.

إن رغبة طهران في أن يكون لها عداء استراتيجي مع الولايات المتحدة يمكن أن تدفعها إلى مجال الصاروخ الباليستي العابر للقارات (ICBM). والتقدم في برنامج الفضاء الإيراني يمكن أن يؤدي إلى اختصار المسار نحو الصاروخ الباليستي العابر للقارات لأن اطلاق المركبات الفضائية (SLV) تستخدم تقنيات أصيلة ومماثلة. وكانت إيران قد أطلقت بنجاح منذ عام 2008 المركبات الفضائية ذات المرحلتين (SLV) من طراز سفير (Safir)، كما كشفت النقاب عن المركبات الفضائية الأكبر حجماً ذات المرحلتين من طراز سيمرغ (Simorgh) والتي يمكن استخدامها لاختبار تكنولوجيا الصواريخ الباليستية العابرة للقارات (ICBM). وقد طورت إيران صاروخ باليستي قصير المدى (SRBM) من طراز قيام 1 (Qiam-1) وهو الجيل الرابع من الصاروخ الباليستي قصير المدى من طراز فاتح-110 (Fateh-110)، وتزعم أنها تقوم بإنتاج واسع النطاق للصواريخ البالستية المضادة للسفن. وقد عدلت إيران صاروخ شهاب 3 (Shahab 3) الباليستي متوسط المدى (MRBM) بهدف توسيع مداه وزيادة فعاليته، وتدعي أيضا أنها قامت بنشر صاروخ سجيل (Sejjil) وهو من الصواريخ البالستية متوسطة المدى، المزودة بمتفجرات مجسمة ذات مرحلتين. وفي عام 2015، أعلنت إيران عن إطلاقها صاروخ عماد1 (Emad-1)، ويدعي المسؤولون أنه أول صاروخ بعيد المدى في إيران يسترشد أثناء التحليق وقادر على ضرب أهدافه مع دقة عالية. كما أعلن المسؤولون الإيرانيون عن خطط لصاروخ عماد 2 (Emad-2) بدقة أكبر وكذلك صاروخ سيجيل (Sejjil) الجديد الذي يمكنه أيضاً أن يسترشد على طول المسار إلى الهدف.
ولا تزال الصين تمتلك أكثر برامج تطوير الصواريخ الباليستية نشاطاً وتنوعاً في العالم. فهي تقوم بتطوير واختبار الصواريخ الهجومية، وتشكيل وحدات صواريخ إضافية، ورفع الكفاءة النوعية لأنظمة الصواريخ، وتطوير أساليب لمواجهة الصواريخ البالستية الدفاعية. تجدر الإشارة إلى أن قوة الصواريخ الباليستية المنتشرة فى الصين التى تديرها جيش التحرير الشعبى الصينى (PLA)، والبحرية الصينية وقوة الوحدات الصاروخية بجيش التحرير الشعبى الصينى بعد اعادة تسميتها - من المدفعية الثانية فى اواخر العام الماضى كجزء من اعادة تنظيم جيش التحرير الشعبى الصينى - تتوسع في قوتها الصاروخية من حيث الحجم والنوع. وتواصل الصين في زرع الصواريخ البالستية المزودة بمتفجرات قصيرة المدى (SRBM) مثل صواريخ CSS-6 أو DF-15 وصواريخ CSS-7 أو DF-11 المزودة بأسلحة تقليدية قبالة تايوان، وتعمل على تطوير عدد من الصواريخ البالستية من نوع متوسط المدى (MRBM) وبعيد المدى (IRBM) المحمول والمزود بأسلحة تقليدية. ومن بين المكونات الرئيسية في البرنامج الصيني للتحديث العسكري صواريخ CSS-11 أو DF-16، وصواريخ CSS-5 Mod 4 أو DF-21C و Mod 5 أو DF-21D و DF-26 وهي صواريخ صممت خصيصاً للحيلولة دون وصول القوات العسكرية للعدو إلى الصراعات الإقليمية. الصواريخ CSS-5 Mod 5 وأنواع مختلفة من DF-26 لديهم مهمات مضادة للسفن.

كما تتوسع قوة الصواريخ النووية الصينية. وأضافت الصين صواريخ CSS-10 Mod 2 أو (DF-31A) و CSS-4 Mod 3 أو (DF-5B) إلى الصواريخ البالستية العابرة للقارات (ICBM)؛ وصاروخ DF-5B هو أول صاروخ صيني باليستي عابر للقارات مع المركبات العائدة المستقلة المتعددة الأهداف (MIRV). ومن المرجح أن عدد الصواريخ الصينية البالستية العابرة للقارات ذات الرؤوس النووية القادرة على الوصول إلى الولايات المتحدة قد يربو على 100 صاروخ في غضون الخمس سنوات القادمة. والصاروخ الباليستي بعيد المدى CSS-N-14 يطلق من الغواصات (SLBM) وهو أول صاروخ صيني بعيد المدى قائم في البحر وبقدرة نووية. كما تقوم الصين بتطوير الصاروخ الباليستي العابر للقارات ICBM المتنقل على الطرق من طراز CSS-X-20 أو DF-41، وقد يكون قادر على حمل المركبات العائدة المستقلة المتعددة الأهداف MIRV. وعزت الصين كل من العمليات النووية والتقليدية إلى DF-26 التي عرضت لأول مرة خلال استعراض موكب يوم النصر في سبتمبر 2015.
في سبتمبر 2014، تجاوزت روسيا الولايات المتحدة في نشر الرؤوس الحربية النووية مع أكثر من 1500 يتم نشرها على الصواريخ الباليستية القادرة على الوصول إلى الولايات المتحدة. وعلى الرغم من القيود المفروضة على تحديد الأسلحة والقيود المفروضة على الموارد، فإن تطوير نظم جديدة للصاروخ الباليستي العابر للقارات ونظام الصواريخ الباليستية التي تطلق من الغواصات SLBM آخذة في التقدم، ومن المتوقع أن تحتفظ بمركزها كأكبر قوة مالكة للصواريخ البالستية الاستراتيجية خارج الولايات المتحدة. ووفقا للبيانات الرسمية، سيتم نشر صاروخ جديد يسمى Rubezh، وهو أصغر من الصاروخ SS-27 Mod 2 الباليستي العابر للقارات. وقد تم نشر صواريخ Bulava الباليستية التي تطلق من الغواصات البحرية (SLBM)، على الغواصة دولغوروكي DOLGORUKIY من فئة الغواصات العاملة بالوقود النووي SSBN. وقد أعلن المسؤلون الروس بأن من المقرر أن تبدأ روسيا اختبارات التحليق لصاروخ باليستي عابر للقارات (ICBM) جديد بالوقود الدفعي السائل يطلق عليه سارمات (Sarmat). وبالإضافة إلى ذلك، أشار مسؤولون في الصناعة الروسية إلى أنه يجري النظر في نشر صاروخ باليستي عابر للقارات ICBM جديد عبر السكك الحديدية المتنقلة.

وتعد القذائف الصاروخية الجوالة للهجوم الأرضي (LACM) من أكثر أنظمة التسليح فعّالية وكفاءة وتشكل تهديداً كبيراً ضد العمليات العسكرية. غالبية الصواريخ الجوالة للهجوم الأرضي (LACM) تطير بسرعة أدنى من سرعة الصوت Subsonic، ولكن هناك عدد قليل من الصواريخ الجوالة التي تطير بسرعة أعلى أو أسرع من سرعة الصوت Supersonic، وفي المستقبل بعض منها سوف تكون قادرة على الطيران للوصول للسرعة الفرطية الصوت الفائقة السرعة Hypersonic. الصواريخ التي أدنى من سرعة الصوت Subsonic قادرة على الطيران على علو منخفض ومهاجمة هدف من اتجاهات متعددة. ويمكن للطائرات والمنصات الأرضية والبحرية جميعهم إطلاق الصواريخ الجوالة المعدة للهجوم الأرضي LACM. روسيا لديها مختلف الأنواع من الصواريخ الجوالة للهجوم البري LACM التي يمكن إطلاقها من جميع الأنواع الثلاثة من المنصات. الصين لديها منصات أرضية وجوية التي تطلق الصواريخ الجوالة للهجوم الأرضي، وإيران تعكف على تطوير منصات أرضية تطلق الصواريخ الجوالة للهجوم الأرضي LACM. ووفقاً لتقارير صحفية مفتوحة، استخدمت روسيا منصات أرضية وبحرية لإطلاق الصواريخ الجوالة للهجوم الأرضي LACM عدة مرات في سوريا.
وتتميز بعض منظومات الأسلحة بخصائص الصواريخ الباليستية والقذائف الصاروخية الجوالة (الكروز). على سبيل المثال، الصواريخ البالستية التي تطلق مركبات الانزلاق الفرطية الصوتي الفائقة السرعة Hypersonic Glide Vehicles والتي تعرف بمركبات HGV، هي أساساً صواريخ كروز غير مدعمة. وفي المستقبل الصواريخ الجوالة المدعمة بتقنيات للطيران بسرعة أعلى من الصوت supersonic/ والفرطية الصوت Hypersonic قد تطلق بمعززات الدفع الصاروخية الكبيرة التي كانت تقليدياً مرتبطة بالصواريخ الباليستية.
إن مركبات الإنزلاق الفرطية الصوت الفائقة السرعة (HGV)، هي فئة جديدة من الأسلحة التي تدفع إلى سرعة مفرطة في الصوت عن طريق تعزيز الدفع للصواريخ الباليستية، وتشكّل تهديداً جديداً وناشئاً في الظهور.
التعديل الأخير: