الجزئ الاول
ميلاد فرق البانزر
تبداء قصه المنيا مع فرق البانزر الالمانيه في عام 1936 , فقط قبل نشوب الحرب العالميه الثانيه بثلاث سنوات حيث كانت القوات الالمانيه معتمده و بشكل شبه كلي علي الدبابه الصغيره و الغير فعاله بانزر 1
كانت بالكاد اكبر من سياره عائليه لكنها كانت الاكثر عددا حيث تجاوزت اعدادها 1200 دبابه في عام 1939 حيث شكلت العمود الفقري لفرق الدبابات الالمانيه.
Panzer 1
صممت بالاساس كدبابه تدريبيه , من الصعب اعتبار البانزر 1 كدبابه مقاتله حتي !
بتسليحها الضعيف المكون من مدفعين رشاشين و تدريع رقيق للغايه كانت الدبابه مناسبه فقط للاستطلاع و لاحقا كدبابه قياده مسؤله عن نقل الاوامر من قاده الكتائب الي الميدان حيث حافظت علي الاتصالات في ساحت المعركه بينما مكنتها حركيتها المعقوله من متابعه حركه الدبابات الاكثر ملائمه للقتال المباشر و تعطي طاقمها تقريبا نفس الحمايه المنخفضه اصلا في الدبابات الالمانيه في ذلك الوقت.
ضمن تسليح الدبابه الخفيف قدره محدوده ان احتاجت لها لكنها كدبابه لم تكن المهمات القتاليه ضمن مجال مهامها في المجمل بل الحفاظ علي الاتصال بين التشكيلات المختلفه
فقط في فتره ثلاث سنوات ستتطور صناعة و تكنلوجيا الدبابات الالمانيه من البائسه بانزر 1 الي المرعبه بانزر 6 تايجر دبابه الحرب الاكثر كمالا
----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
ادولف هتلر
من المهم الاقرار بان صناعه الدبابات الالمانيه ما كانت لتصل الي ما وصلت اليه بدون دعم هتلر الشخصي للصناعه العسكريه. كان هتلر مقامرا و ان حسب كل مقامراته بدقه و لعل اشهر مقامراته شهرة تلك اللتي قام بها ضد الحلفاء اللتي اوهمهم فيها بان قوات البانزر الالمانيه كانت اقوي بكثيرا مما كانت فعلا علي الارض ما اعطي للالمان وقتا ثمينا احسنوا استخدامه!
حدث هذا مع الغزو الالماني الروسي المشترك لبولندا عام 1939. كانت الدبابات الالمانيه حينها قوه مشكوك بامرها في احسن الاحوال و كانت خصائص الدبابات علي الورق اقل من ان تكن قادره باي عمليه هجوميه علي مستوي الغزو
لكن نجحت مقامره هتلر المدروسه عندما طبقت عقيدة تكتيكيه جديده , حرب البرق او Blitzkrieg
اللتي ابدعها بطل الحرب و بطل حمله بولندا هاينز جوداريان
----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
Blitzkrieg
لو كنت المانيا فانت امام خيارين :اما ان تربح الحرب بسرعه و اما ان لا تربحها علي الاطلاق
تلك الجمله اللتي قالها القائد البريطاني و المؤرخ العسكري جوردون كوريجان تلخص تماما اسباب تفكير الالمان بهذا الاتجاه تحديدا اي الحرب الخاطفه فلا تسمح ظروف العمق الاستراتيجي و لا التركيبه السكانيه و لا الثروات الطبيعيه للالمان برفاهيه تحمل حرب تحمل طابع استنزافي سواء كان ذلك الاستنزاف في الموارد بشريه كانت او طبيعيه او حتي في الوقت و عليه صممت الدبابات الالمانيه ( خصوصا بعد حمله بولندا) بشكل متخصص للغايه للقيام بدورها وفقا لنظريات الحرب الخاطفه.
و بالرغم من ان اساس فكره الحرب الخاطفه كان بريطانيا الا ان الالمان و الروس و بشكل مشترك كانوا السباقين بتقديم نظريات تفصيله و معقده عن دور الدبابات في الحرب الحديثه بينما تخلفت بريطانيا تماما سواء في الجانب النظري العقائدي علي طول الخط و حتي في المواصفات الفنيه لدباباتها في بعض المراحل كانت الدبابات البريطانيه اقل شانا من منافساتها الالمانيه و الروسيه
, بعد انتهاء التعاون السوفيتي الالماني سلك كل طرف منهم الاسلوب الانسب لظروفه الخاصه فحينما انتهي الروس لتطوير نظرياتهم الي ما يسمي بعقيدة المعركه العميقه Deep battle Doctrine , اتجه الالمان لتطبيق عقيدة الحروب الخاطفه Blitzkrieg
اما عن نظريه الحروب الخاطفه كونها احد محاور الموضوع فهي تقوم علي اساس الهجمات المركزه و الخاطفه باستخدام فرق دبابات متخصصه و قوات مشاه مميكنه و سريعه الحركه تستطيع مسايره الدبابات في اتجاهات تكتيكيه محدده و محدودة و في مديات قصيره الي متوسطة بحسب الموقف علي الا تتجاوز ذلك مع دعم جوي قريب و تنسيق تام بين مختلف الافرع بشكل يجبر الطرف المدافع علي اعادده تموضع دفاعاته ثم بستخدام السرعه و المناورات الحاده يتم الاخلال بتوازن العدو و محاصره تشكيلات باكملها و القضاء عليها بسرعه بستخدام تكتيكات الاسلحه المشتركه , حروب المناوره و حتي بعض المناورات المتطرفه نوعا ما كالoblique order
للقيام بهذا احتاج قاده تشكيلات الدبابات الالمانيه حديثه الانشاء لدبابات ذات مواصفات خاصه في جمعها بين عوامل الحركيه و قوه النياران و حمايه الدروع
----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
غزو بولندا
رغم نجاح حمله بولندا الا ان خلص القاده الالمان و في خضم استخلاص الدروس من حملتهم وصلوا الي تقييم قدرات دباباتهم و قدرات الجيش الالماني كله و كان التقييم سلبي للغايه ,حيث اجمل قاده تشكيلات البانزر انهم لا يملكون دبابات تتناسب مع العقيده القتاليه من الاساس و لا يملكون الدعم المناسب
و قد فصل الالمان تقييمهم كالتالي
1- دبابات مارك 1 و مارك 2 ضعيفه تماما في القدرة الناريه و دبابات مارك و 4 كانت بحاجه ماسه لزياده التدريع
2- قدرات الدبابه الحركيه و ان كانت مقبوله من حيث التسارع الا ان قدراتها علي تغطيه مسافات كبيره كانت محدوده للغايه حيث قامت 7 فرق بانزر في تلك الحمله بتغطيه 140 ميل في اسبوع لكنها استهلكت كميات كبيره من الوقود
3-ادامه الدبابات علي ارض المعركه خصوصا بعد قطع المسافات الطويله كان صداعا لوجيستيا
4- معظم قوات المشاه و المدفعيه الالمانيه كانت اما مجروره علي الاحصنه او حتي الارجل , المشاه كانت راجله و هذا يقلل من فرصه نجاح اي اختراق عميق تبعا للعقيده الجديدة
5- اهميه التوسع باستخدام الاتصال الراديوي لتعزيز التنسيق بين الوحدات المختلفه و حتي الاسلحه المختلفه ( اداره المعركه )
6-الدبابات المجهزه لمواجهه الدروع تعاني بشده في مواجهه المشاه و التحصينات لقصور خصائص مقذوفاتها ضد تلك التهديدات
7- اخيرا الدبابات محدوده القدرات بشكل مخيف في المدن
7- اخيرا الدبابات محدوده القدرات بشكل مخيف في المدن
علي الرغم من كل ذلك كان للتكتيكات المتفوقه لدي الالمان الفضل في تحقيق نصر ساحق ضد بولندا , من المهم الاشاره هنا الي ان حرب البرق نفسها لم تكن القياده العليا الالمانيه قد تبنتها بشكل كامل و لذلك كان علي جودريان اظهار مدي فاعليه ها التكتيك بنفسه كي يستطيع تسويقه لاحقا و يصبح به منظر ذراع المانيا المدرع و علي اساس النظريات الجديده يتجه لالمان لتصميم دباباتهم المستقبليه
-------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
بداية جديدة مع بانزر مارك 3 و حروب البرق
في العام 1939 كان قد فهم ان الدبابات في الحروب القادمه ستحتاج للتعامل مع نوعين رئيسيين من التهديدات كلاهما مختلف للغايه :
1- التهديد الاول كان سيناريو دبابه ضد دبابه
الدبابه منذ بداياتها كانت مصممه لمقاومه نيران الاسلحه الخفيفه و المتوسطه و حتي الانفجار حتي لو كان انفجارا مباشرا ضد الدبابه
في مواجهه درع الدبابه , القوه المتفجره التقليديه تعتبر قوه ذات قدره ضئيله علي الاختراق
و لتحقيق قدره اختراق مناسبه ينبغي علي القذيفه ان تتحرك بسرعه كافيه لتحقيق اختراق عن طريق ثقب درع الدبابه و قتل الطاقم بداخلها كما بالصور التوضيحيه , كفائه الدروع هي ما يحدد نجاه الططاقم و الدبابه او اصابتهم
الصوره الاولي لدبابه شيرمان تم اختراقها بواسطه مدفع من عيار 88 مم
قطعه من درع دبابه المانيه بانزر مارك 6 تايجر بالكاد اخترق بواسطه مدفع 17 باوندر بريطاني
مقارنه تلك الصور بما كان متوفرا للالمان في عام 1939 كانت كل الدبابات الالمانيه و الغربيه علي السواء عرضه للاختراق من عيارات صغيره نسبيا , لذلك اتجه الالمان لخيار المدفع من عيار 50 مم ذو السرعه الفوهيه الكبيره لتسليح دبابات بانزر مارك 3 و قد كان كافيا ضد التهديدات المتوقعه حينها
2-تهديد المشاه و التحصينات و الاهداف الغير مدرعه كالمدفعيه المضاده للدبابات
التصدي للدبابات كان فقط نصف القصه , فمازالت الدبابات بحاجه لتسليح يتناسب مع كل من المشاه و الدشم و التحصينات و هي اهداف كانت القذائف الخارقه للدروع ذات فائده ضئيله امامها
في هذا التسجيلات النادرة التاليه يمكن ملاحظه فرق القوه التدمييه بين قذيفه مضاده للدروع و اخري مضاده للتحصينات ضد نفس الفئه من الاهداف
في هذا الفيديو يمكن ملاحظه سرعه القذيفه المنخفضه و مدي التاثير الساحق لها
كما توضح التسجيلات, فان التصدي لمثل تلك التهديدات لم تكن السرعه الفوهيه هي العامل الرئيسي لتحييد التهديد لكن كان العيار و طبيعه المقذوف ذاته حيث احتاجت الدبابات لقذيفه كبيره العيار ذات حشوه شديده الانفجار اما سرعه المقذوف فلم تكن ذات اهميه كبري لذلك تم تفضيل العيارات الاكبر
لتصميم دبابه متوازنه كان يجب الدمج بين قدره جيده ضد كل من الدروع و التحصينات و المشاه ,لكن ظهرت مشكله دمج خصائص كلتا المدفعين في منظومه سلاح واحد و بالمستوي التكنولوجي حينها لم يكن الامر ممكنا
للتغلب علي هذا الامر سلك كل من الحلفاء و الالمان حلولا مختلفه ;
التصور الالماني :
كان تصور الالمان تبعا لعقيدة حرب البرق الجديده هو قوه دبابات متوازنه و بالتالي لا ضروره لدبابه كل المهام و عليه اتجه الالمان لتصميم نوعين منفصلين من الدبابات بحيث يتخصص كل منهم بمهمه محدده فتختص احدي الدبابات بقتال الدروع و يتم تسليحها بمدفع طول السبطانه و يطلق قذائف ذات سرعه فوهيه كبيره لكن ذات عيار صغير
فمثلا كان للبانزر مارك 3 مدفع صغير من عيار 50 ملم مضاد للدبابات و كان هذا التسليح كان تقريبا التسليح العياري لكل دبابات بانزر مارك 3 في عام 39
اما النوع الاخر و قد ضم كل دبابات بانزر 4 الاثقل وزنا و حتي بعض نماذج بانزر 3 كانت مسلحه بمدفع اقصر من عيار 75 ملم و قد كان مثاليا للتعامل مع المشاه و التحصينات كالنقاط المحصنه و مواقع المدافع الاوتوماتيكيه , مضاده للدبابات و مدفعيه الميدان و حتي الدشم
لم يكن من الممكن اعتبار المدفع مضاد للدبابات لكن لاحقا طورت له قذيفه مضاده للدبابات و كانت جيده بما يكفي ليكن للدبابه مدي مهمات اوسع لكن هذا لم يغير طبيعه مهام هذا النوع من الدبابات حيث مازال المدفع بخصائصه بعيدا عن متطلبات الماافع المضاده للدروع من حيث السرعه الفوهيه
و عليه استمرت الدبابه بدورها في التصدي للتهديدات التي لا تستطيع الدبابات المزوده بمدافع مضاده للدروع التصدي لها
و عليه استمرت الدبابه بدورها في التصدي للتهديدات التي لا تستطيع الدبابات المزوده بمدافع مضاده للدروع التصدي لها
التصور الغربي
نتيجه لتخلف الغرب العقائدي بخصوص دور الدبابات و طبيعه مهماتها لم يكن هناك وجود لفكره فرق الدبابات او جيوش الدبابات لدي الغرب لذلك كانت نظره الغرب للدبابات علي ارتباكها كانت نظره شامله حيث نظروا للدبابه علي انها دبابه كل المهام و سلاح الحرب الرابح دائما War winning weapon , و استمر هذا التخبط العقائدي و التصميمي حتي العام 1942
و عليه لم يكن هناك تصور وجود فرق للدبابات بل وزعت الدبابات في جيوب صغيره ضمن تشكيلات المشاه و لتتعامل الدبابه مع كافه التهديدات كالتصدي للدروع و التحصينات و خلافه تم تزويد الدبابه الواحده بمدفع صغير العيار عالي السرعه الفوهيه للتعامل مع الدروع و مدفع اكبر في العيار و اقل في السرعه الفوهيه للتعامل مع التحصينات و المشاه و مرابض المدفعيه
اتجه كل من الفرنسيين و الامريكان بشكل واضح في هذا الاتجاه في تصميم دباباتهم من طراز شار بي الفرنسيه
اتجه كل من الفرنسيين و الامريكان بشكل واضح في هذا الاتجاه في تصميم دباباتهم من طراز شار بي الفرنسيه
و الامريكان في دبابتهم لي جرانت المنتجه عام 1942
التصور نفسه كان ثوريا بالنظر للدبابه كمواصفات علي الورق
لكن علي ارض الواقع , كان تنسيق عمل المدافع المختلفه كان كابوسا
ايضا تسبب اضافه عده اسلحه رئيسيه لزياده حجم و سيلويت الدبابه , جاعلا منها هدف لا تخطئه العين
كانت دبابه ام 3 جرانت الامريكيه افضل حالا من الشار بي الفرنسيه حيث كان بامكان مدفعها الضخم ذو السبطانه الطويله من عيار 75 ملم اطلاق قذائف خارقه للدروع بالاضافه الي قذائف شديده الانفجار و بذلك كانت جوابا مناسبا للتكتيكات الالمانيه اللتي تضمنت استخدام الدبابات بالتنسيق مع المدافع المضاده للدبابات و مدافع ال88
لكن علي ارض الواقع , كان تنسيق عمل المدافع المختلفه كان كابوسا
ايضا تسبب اضافه عده اسلحه رئيسيه لزياده حجم و سيلويت الدبابه , جاعلا منها هدف لا تخطئه العين
كانت دبابه ام 3 جرانت الامريكيه افضل حالا من الشار بي الفرنسيه حيث كان بامكان مدفعها الضخم ذو السبطانه الطويله من عيار 75 ملم اطلاق قذائف خارقه للدروع بالاضافه الي قذائف شديده الانفجار و بذلك كانت جوابا مناسبا للتكتيكات الالمانيه اللتي تضمنت استخدام الدبابات بالتنسيق مع المدافع المضاده للدبابات و مدافع ال88
قصور التصميم كان واضحا للغايه فالمدفع ذو العيار الاكبر و اللذي كان الاكثر تفضيلا من الاطقم كان يتموضع في وضع سيئ للغايه لا يسمح للدبابه بتغطيه زاويه 360 درجه و لا يسمح للدبابه باوضاع كال Hull Down Position
و لذلك فمن الناحيه التصميميه , هذا ليس المكان الافضل لسلاح الدبابه الرئيسي
و لذلك فمن الناحيه التصميميه , هذا ليس المكان الافضل لسلاح الدبابه الرئيسي
لكن مع تقدم الحرب الحرب فيما بعد , تبني الطرفين حلول مشابهه اما من حيث تبني الدروع المائله او استخدام مدافع قادره علي اطلاق كل من القذائف شديده الانفجار و الخارقه للدروع
و قد حدث ذلك عن طريق اضافه اكبر مدفع ذو سرعه فوهيه كبيره تستطيع الدبابه ان تتحمله
حيث يسمح العيار الكبير بضمان قدره جيده لقذائفه شديده الانفجار كما ان العيار الكبير ضمن قدره مضمونه ضد الدروع المعاديه
يتبع
و قد حدث ذلك عن طريق اضافه اكبر مدفع ذو سرعه فوهيه كبيره تستطيع الدبابه ان تتحمله
حيث يسمح العيار الكبير بضمان قدره جيده لقذائفه شديده الانفجار كما ان العيار الكبير ضمن قدره مضمونه ضد الدروع المعاديه
يتبع
-------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------