استفتاء أكراد العراق قد يفتح شهية التركمان وغيرهم للمطالبة بأقاليم ذاتية الحكم
بينما توقعت أطراف سياسية عراقية أن تتوسع فكرة الانفصال عن بغداد أسوة بسعي إقليم كردستان، استبعدت أطراف أخرى إمكانية تكرار هذا المسعى، واعتبروه أمرا صعب التنفيذ ضمن واقع المجتمع العراقي المختلط عرقيا ومذهبيا.
ورأى رئيس الجبهة التركمانية النائب أرشد الصالحي أن استفتاء الأكراد سيفتح شهية الآخرين من أجل المطالبة بإقامة لأقاليم تضمهم خارج سيطرة الحكومة المركزية، وذلك خلال حديثه لشبكة "الجزيرة" القطرية.
وأضاف: "عندما تتفتت الدولة يسعى الآخرون إلى ضمان مصالحهم، وهذا يشمل الجميع سنة وشيعة وتركمانا، ولا ينحصر في أقلية دون أخرى"، معترفًا بوجود مشروع لتقسيم العراق إلى دويلات ذات بعد إثني وطائفي، الأمر الذي سيؤدي إلى عواقب وخيمة.
وطالب الصالحي الأكراد "بضرورة العودة إلى الحوار كسبيل لحل الأزمة مع بغداد التي ستحاول فرض سيطرتها على المناطق التي تقع ضمن صلاحياتها الدستورية، فضلا عن الإجراءات الاحترازية الأخرى".
ويتفق المراقب السياسي غسان العطية مع الصالحي، ويقول "إذا فرضنا أن استقلال الأكراد ماض نحو التحقيق، فإن العرب السنة في محافظاتهم (نينوى والأنبار وصلاح الدين وديالى) سيطالبون بأن يكون لهم كيانهم الخاص، لا سيما أن علاقاتهم مع بغداد غير جيدة، ومدنهم تعاني الكثير من المشاكل".
وتوقع العطية أن تشهد التجربة الكردية العديد من الصراعات في ضوء الخلاف الكبير داخل البيت الكردي، الأمر الذي سينعكس على الوضع الداخلي للعراق، فضلا عن تداعياته الإقليمية.