ربما يضطر الجنود للابتعاد مسافات طويلة عن وسائل الراحة التي توفرها لهم المطابخ. ورغم ذلك، فهم يحتاجون للطعام طوال الوقت. وتستعرض "بي بي سي فيوتشر" الحيل الذكية لإنتاج أطعمة تظل صالحة للأكل أثناء الانتقال من مكان لآخر.
عندما يتوجه الجنود إلى ساحة المعركة، يحملون ابتكارات هندسية صغيرة فائقة الذكاء، ولا نقصد بهذه الابتكارات الأسلحة فحسب، فقد ركزت بعض الأبحاث عالية التقنية على تطوير وجبات إعاشة الجنود، والحفاظ عليها في حالة جيدة.
ويجب أن تكون هذه الوجبات خفيفة الوزن وسهلة الحمل من مكان لآخر، وأن تبقى صالحة للأكل لفترة طويلة رغم تعرضها لحرارة الشمس لأسابيع، وأن تمد الجسم بعدد هائل من السعرات الحرارية التي يحتاجها الجنود في ساحة القتال، ما يزيد على أربعة آلاف سعر حراري يوميا، وفي الوقت نفسه، لا تكلف دافعي الضرائب مبالغ طائلة.
وأسفرت هذه الأبحاث عن بعض الحيل العلمية الذكية التي استخدمت فيما بعد لحفظ السلع الغذائية التي تجدها ضمن قائمة التسوق المعتادة.
تقول الكاتبة أنستاسيا ماركس دي سالسيدو، مؤلفة كتاب "مطابخ إعداد الجنود للقتال"، إن من أبرز الأصناف التي طورها الباحثون ضمن وجبات إعاشة الجنود هو الخبز.
فإن الخبز الطازج ما يلبث أن يخرج من الفرن حتى يبدأ في التجلد والتيبس، ويعزى ذلك إلى انتشار خيوط من النشا، تسمى أميلوز، في بنية الخبز بأكملها ومن ثم يصبح جافا تدريجيا. إلا أن ثمة إنزيمات تسمى أميليز يمكنها تقطيع خيوط الأميلوز، لكن هذه الإنزيمات تفقد خصائصها الطبيعية بفعل الحرارة أثناء طهي الخبز. لهذا، يصبح الخبز الفرنسي بعد بضعة أيام منفرا ويابسا إلى حدّ الإضرار باللثة.
وفي منتصف القرن العشرين، اكتشف علماء أطعمة من جامعة ولاية كانساس، على صلة بالجيش الأمريكي، أن إضافة إنزيم أميليز الذي يتحمل الحرارة، سيغير المعادلة تماما.