الــثــورة الــســوريــة ( متجدد )


"سلو" يكشف تفاصيل اتفاقيات "سوريا الديمقراطية" و"الدولة" بإشراف أمريكي
========================


| 2017-12-04 15:13:55
a2724c591cb726058f06c212.jpg

طلال سلو


قال "طلال سلو" الناطق المنشق عن ميليشيات "قوات سوريا الديمقراطية" إن حزب الاتحاد الديمقراطي (pyd) سمح لعناصر تنظيم "الدولة الإسلامية" بالخروج الآمن ثلاث مرات بالتنسيق مع الولايات المتحدة، وذلك من مناطق "منبج والطبقة والرقة".

وأوضح في لقاء مع وكالة أنباء "الأناضول" أن "التفاوض مع تنظيم "الدولة" حصل في قاعدة لقوات سوريا الديمقراطية في عين عيسى في ريف الرقة، من قبل القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية (جيلو) ومساعده (قهرمان)، والشخص الذي تواصل مع التنظيم، يدعى أبو محمد، وكانت دير الزور الوجهة الوحيدة لعناصر التنظيم وكانت أمريكا حينها راضية عن ذلك".

وقال "سلو": "قوات سوريا الديمقراطية شنّت عمليتين عسكريتين على دير الزور والرقة، وعلى جبهة دير الزور كان الجنود يعانون كثيرا، وأرادت الولايات المتحدة لقوات سوريا الديمقراطية التوجه إلى دير الزور والسيطرة على الحدود العراقية السورية قبل وصول قوات النظام إلى هناك، بالنسبة للأمريكيين، قدروا أن قوات النظام كانت قادرة على الوصول إلى دير الزور في غضون 6 أسابيع. إلا أنه على الأرض، قوات النظام كانت تتقدم أسرع، لذلك أرادت أمريكا من قوات سوريا الديمقراطية التفاوض مع تنظيم "الدولة" لإرسالهم إلى دير الزور والبو كمال لإعاقة تقدم قوات النظام وبدأت بالتالي المفاوضات للسماح بخروج ثلاثة آلاف و500 عنصر من التنظيم بالإضافة إلى 500 امرأة وطفل أيضا".

وأضاف "سلو": "أمريكا كان هدفها وصول الإرهابيين إلى دير الزور قبل قوات النظام، من أجل ذلك لم يتم استهداف الخارجين من الرقة وفي نفس اليوم طلب مني جيلو الخروج على وسائل الإعلام وأُعلن عن تسليم 275 إرهابيا أنفسهم لقوات سوريا الديمقراطية مقابل إخراج 3 آلاف و500 مدني من مدينة الرقة والحقيقة أن أحدا لم يسلم نفسه، والمسرحية الثانية كانت منع الصحفيين من الدخول مدينة الرقة، بحجة وجود إرهابيين أجانب يتم الاشتباك معهم رفضوا الخروج من المدينة، وفي الحقيقة لم تطلق طلقة واحدة. وفي تلك الفترة وبعد وصول مقاتلي التنظيم إلى دير الزور أعلنّا عن تحرير المدينة وعلمنا فيما بعد أنّ قسما من مقاتلي التنظيم، توجهوا إلى مناطق خارج دير الزور بعد تقديم رشاوى لهم والكثير منهم دخلوا مناطق درع الفرات".

وأشار "سلو" إلى أن ما حدث في الرقة لم يكن عملية لتحرير بل كانت عملية تدمير، وقال "عندما ذهبت إلى المدينة أصبت بالدهشة لحجم الدمار، مع الأسف أكثر من 95 بالمئة من المدينة سويت بالأرض. الهدف من تأسيس قوات سوريا الديمقراطية كان تحرير الأرض والشعب من تنظيم "الدولة" وظلمهم وإذا كان التحرير كما رأيته شخصيا، فلا حاجة لمثل هذا التحرير، لأنه كان تدميرا، وهذا التدمير كان من الطرفين، قوات سوريا الديمقراطية دمرت وأمريكا كانت أيضا سببا في تدمير المدينة بالكامل، ولا أعرف ما السبب وراء ذلك".

وكشف "سلو" أن الرقة لم تكن أول منطقة يتم إخلاء تنظيم الدولة منها بالتفاوض، فالولايات المتحدة والقائد العام جيلو فعلوها بالتفاهم فيما بينهم في منبج حيث سمح لـ2000 عنصر من تنظيم "الدولة" بالخروج من "منبج" بدروع بشرية وهذا كان أول اتفاق مع مع التنظيم، أما الاتفاق الثاني فكان في مدينة "الطبقة"، وهي تقسم بين سد الطبقة ومنطقة الثورة التي يقطنها المدنيون، تمت السيطرة على سد الطبقة وأعلن عن ذلك، إلا أنّ منطقة "الثورة" لم تتم السيطرة عليها رغم شنّ عدة هجمات عليها إلا أنّ جميعها باءت بالفشل لوجود مقاومة عنيفة من تنظيم "الدولة"، وهنا تدخل أبو محمد للوساطة، (زوج أخته "أمير" التنظيم في الطبقة) وطلبوا منه التواصل مع التنظيم من أجل ضمان خروج 500 عنصر بحماية من جيلو وأمريكا. أما طلب التنظيم فكان الخروج من الطبقة إلى الرقة بأسلحتهم وعتادهم، وبعد لقاء جيلو بالأمريكيين وتحدثه باسم سوريا الديمقراطية سُمح للتنظيم الخروج بأمان".


زمان الوصل - رصد​
 

لمن تتبع وأين تقع ؟ .. عشرات القواعد الأجنبية في سوريا
======================


| 2017-12-03 18:38:48
71bacab6021fc85dc33a3140.png

شاهد التقرير أدناه


نشر معهد ستراتفور للتحليلات الأمنية نهاية العام 2015 صورا التقطت بواسطة أقمار صناعية، قال أنها لتوسعة مدرج طائرات رميلان في محافظة الحسكة، وتوضح الصور أن واشنطن تمد المهبط من 700 متر الى 1300 متر. فيما قالت صحيفة "الأخبار" اللبنانية، في عددها الصادر في الرابع من ديسمبر 2015، أن خبراء أميركيين أعادوا تأهيل مطار زراعي جنوب شرق مدينة رميلان، بعد توسعته وتجهيزه بمدارج للطيران الحربي، وهو ما أكدته وسائل إعلام كردية.

تاليا نقلت وكالات أنباء معلومات متتالية حول قواعد ومراكز عسكرية اميركية، في مناطق سيطرة القوات الكردية، حددها تقرير لوكالة الأناضول التركية الحكومية، بعشر قواعد، ذاك التقرير الذي أثار غضب واشنطن، إزاء ما اسماه المتحدث باسم البنتاغون أدريان رانكين كشفا عن معلومات سرية، "تعرض سلامة الجنود للخطر". وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية.

القوات الفرنسية:


كشفت "الأناضول" في سياق تقريرها، عن وجود قوات فرنسية، إلى جانب نظيرتها الأميركية في موقعين الاول في "تل مشتنور" جنوبي عين العرب والثاني في مدينة عين عيسى شمالي الرقة.

وزيرة القوات المسلحة الفرنسية سيلفي غولار، أقرت إن فرنسا لديها قوات خاصة في سوريا، حسبما نقلت وكالة الأنباء الفرنسية، في أيار من العام الحالي 2017. وكانت وكالة الأنباء الروسية "سبوتينيك"، نشرت في العاشر من حزيران 2016، خبر بدء القوات الفرنسية ببناء قاعدة عسكرية على هضبة "مشتى نور" المطلّة على عين عرب، وهو ما اكدته وسائل اعلام كردية، منها موقع روج آفا نيوز، نقلا عن مصدر مسؤول في قوات سوريا الديمقراطية.


القوات البريطانية:


في التاسع من آب عام 2016 نشرت الجزيرة نت، إن قوات بريطانية أقامت قاعدة لأهداف التدريب والتنسيق بمنطقة التنف، القريبة من الحدود العراقية الأردنية، مؤكدة أن القاعدة أنشئت في مايو من العام ذاته، بهدف تأمين المنطقة وتدريب وتسليح فصيل جيش سوريا الجديد.

ونقلت الجزيرة معلومات أفادت بأن ألمانيا وفرنسا، ارسلت جنودا لمساعدة قوات سوريا الديمقراطية في محاربة تنظيم الدولة في مدينة منبج.


القوات الألمانية:

في الرابع عشر من حزيران 2016 تناقلت وكالات أنباء، ومنها سبوتنيك، خبر وصول وحدة عسكرية ألمانية الى مشارف مدينة منبج، لمساندة قوات سوريا الديمقراطية، في معركتها ضد تنظيم داعش، فيما اشارت وسائل إعلام إلى حضور عسكري الماني في نقطة التنف.

القوات الروسية:


وإن كانت روسيا هي الدولة الأولى التي أعلنت عن قاعدتها في حميميم، إضافة لقاعدتها القديمة في طرطوس، إلا ان تحركها لم يخل من بعض سرية، ومنها إقامة قاعدة عسكرية في القامشلي تبعد 48 كيلومتر فقط عن القاعدة الأميركية في الرميلان، في ظل قلق واعتراض تركي، وكان الرئيس التركي صرح إبان العمل على إقامة القاعدة، مطلع 2016 ، "أننا لن نستطيع تحمل وجود تشكيلات روسية على الحدود وتتمدد من الحدود العراقية حتى البحر المتوسط". كما نقلت وكلات.

القاعدة الروسية الأحدث، تبتعد عن الشمال، نحو جنوب البلاد، فقد كشفت مصادر في المعارضة لصحيفة الشرق الأوسط في حزيران الفائت، أن الجيش الروسي بدأ ببناء قاعدة في بلدة خرابة رأس الوعر، قرب بئر قصب، على بعد خمسين كيلومترا شرق دمشق، و85 كيلومترا عن خط فك الاشتباك النار في الجولان.


القوات الإيرانية:


في الأثناء تناقلت وكالات ابناء، خبر انشاء قاعدة للحرس الثوري الإيراني في مطار السين، تضاف الى القواعد الإيرانية الموجودة مسبقا، وأولها القاعدة الايرانية في مطار دمشق الدولي، والتي يطلق عليها اسم البيت الزجاجي، والقاعدة الإيرانية في حلب، ومثيلتها في القنيطرة، والأخيرة هي الأخطر، وتتبع للحرس لثوري أيضا.

القوات التركية:


لعل أحدث القواعد العسكرية الأجنبية التي تم إنشاؤها داخل سوريا هي القواعد التركية، والواقعة في المنطقة التي تسيطر عليها أنقرة والممتدة من جرابلس إلى أعزاز شمالا وإلى العمق نحو الباب والحدود الإدارية لمنبج في عمق 30 كلم. إلا أنه ونظرا للتكتم الكبير المفروض حول مواقعها، فقد تضاربت المعلومات في هذا المجال. ففيما أكّدت مصادر كردية لـ«الشرق الأوسط» وجود أكثر من قاعدة نحو ريف بلدتي الراعي وأخترين، قال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن، إن هذه القواعد تقع في بلدة الراعي وأخرى في جرابلس، وثالثة في جبل الشيخ عقيل عند الأطراف الغربية لمدينة الباب.



اشترك في قناة
 

مقتل الملازم أول في قوات النظام السوري نائل متعب ابو حجيلة قتل على يد جنود في معارك ريف #دير_الزور


DQJVHL3X0AAj5Ca.jpg



مقتل القيادي في قوات الدفاع الوطني تابعة لقوات النظام عامر عبودي الملقب ب "أبو مهند" قتل في ريف #دير_الزور على يد جنود الدولة



DQJfu9vX4AEbxgJ.jpg



مقتل منصور عباسی هفشجانی أحد أكبر قادة الحرس الثوري الإيراني قتل على يد قناص لقوات الدولة في أطراف مدينة #البوكمال



DQJBJJ2WAAAP-G3.jpg


مقتل الملازم شرف في قوات النظام السوري غدير عاطف وسوف قتل على يد جنود الدولة في معارك ريف #دير_الزور



DQHmn2nWkAAbnZB.jpg
 

إنضمام العشرات من قوات #لواء_شهداء_القريتين إلى صفوف قوات النظام السوري في منطقة #اللجاة ببادية السورية مع تسليمهم لكامل سلاحهم شخصي لقوات النظام





DQH0Rr9WsAAX9p7.jpg


DQH0TZXXcAEcHnV.jpg

DQH0WFUWkAAeidZ.jpg

DQH0YfLX0AAE5RJ.jpg
 
‎‏

هيئة تحرير الشام تعلن مقتل ١٥ عنصر من ميليشيا الأسد حاولوا التقدم على قرية بليل، كما تعلن تدمير دبابة لميليشيا الأسد في قرية ربدة، وتصد محاولة تقدم للميليشيات في محور الرهجان.
 



التحالف الدولي يقول أنه وجه خلال أول ثلاث أيام من هذا الشهر أكثر من 25 غارة جوية على مدينة البوكمال ضد أهداف لتنظيم الدولة.

 
> ‏

اسقاط طائرة لقوات النظام قرب البوكمال من قبل تنظيم الدولة -داعش.



تنظيم الدولة يؤكد اسقاطه طائرة تابعة لمليشيات الاسد في محيط البوكمال

*يعتقد انها لام 39، وان صح ذلك فيرجح اقلاعها من مطار ديرالزور وبالتالي يتبقى لمليشيات الاسد 4 طائرات لام 39 في المطار بعد فقدانه ل 5 منها الشهر الماضي

 
التعديل الأخير:
قوات اضافية من الاحتلال الروسي


‎‏


روسيا ستقوم بارسال 150 جندي من "شمال اوسيتيا" الى سوريا خلال الايام القادمة للعب دور شرطة عسكرية

غير معلوم لدينا هل هو جزء من تدوير القوات ام انها زيادة عسكرية روسية على الارض
 
التعديل الأخير:

‎‏


بعد تعيين الصين للمبعوث الصيني الخاص بالقضية السورية "ايكسي كزاويان" والذي كان يشغل منصب سفير الصين لايران واثيوبيا والاتحاد الافريقي، تم تأكيد ان المبعوث يشغل ايضا منصب المنسق العسكري الصيني بين ايران وروسيا والاسد بهدف مكافحة الايغور في سوريا

المبعوث المذكور هو المسؤول عن غرفة التنسيق الصينية والموجودة في السفارة الصينية في دمشق والتي تهدف الى جمع اي معلومات تتعلق بالحزب الاسلامي التركستاني، وفي حال أسر اي شخص من الايغور او من الحزب التركستاني فتقوم مليشيات الاسد بتسليمه لفريق عسكري صيني يقوم بالتحقيق معه لمعرفة اسماء القيادات واماكنهم واسماء الاشخاص الذين يعرفهم في سوريا وفي الصين حتى يتم توصيل المعلومات للصين والتي تقوم بارسال فرق مداهمة لاعتقال اي اسم يتم ارساله من قبل فريق التحقيق.

يرجح ان هؤلاء الاسرى يتم ارسالهم للصين لاحقا، ولايبقون في سجون الاسد
 
التعديل الأخير:
أنباء عن غارة اسرائيلية جديدة:

الطيران الحربي الإسرائيلي يجدد استهداف كتيبة الرادار في مطار العسكري بـ4 غارات على التوالي و أنباء أولية عن مقتل و جرح عدة عناصر من قوات النظام السوري و ميليشيا حزب الله اللبناني و دمار جزئي في الكتيبة ، و لا يزال يحلق في أجواء الشرقي



مطار الضمير العسكري:

مطار الضمير العسكري هو يقع شرق بلدة ، ويبعد عن العاصمة بحوالي 50 كيلومتر. يحتوي على 50 وله مدرجين طول أحدهما 2.3 كيلومتر والآخر 3.1 كيلومتر. يُعد ثاني أكبر مطار عسكري في سوريا بعد مطار تياس العسكري.

 


i24NEWS - قبل ٣ ساعات

قالت مصادر إعلامية مقربة من المعارضة السورية أن قصف جوي طال كتيبة الرادار في مطار
الضمير العسكري بريف دمشق الشرقي بعد ظهر اليوم الاثنين. ولم يُعرف حجم الخسائر
في اللحظة الأولى، بينما وجهّت بعض المصادر اصابع الاتهام نحو إسرائيل وسلاح الجو
الاسرائيلي متهمة إياه بالإغارة على المطار السوري. بينما اكدت شبكة ...
 
باعتراف قاعدة حميميم الروسية. ..

النظام خسر 350 طائرة و 100 مروحية منذ إنطلاق الثورة السورية

الروس والنظام خسروا 27 طائرة في هذا العام هذا عدا عن مقتل خيرة ضباط بوتين وروحاني والأسد

وهناك من يقول إن بوتين وكلابه (بشار والملالي) انتصروا

DQM0V9xW4AE4WCi.jpg


DQM0WL-X4AAalgc.jpg

DQM0XY8WAAAkUxg.jpg

DQM0YjUXcAAjoOR.jpg


 
٤ كانون الأول ١٩٨٣: الدفاعات الجوية السورية في #لبنان تسقط طائرتين أميركيتين أثناء غارات جوية على مواقع سورية في البقاع. مقتل طيار وأسر آخر. احتجز الطيار الأسير في #دمشق لمدة شهر وأفرج عنه بعد زيارة مرشح الرئاسة الأميركية جيسي جاكسون إلى #سوريا.
 
تنظيم الدولة الاسلامية يسقط طائرة حربية في قرية البقعان في محيط البوكمال ويأسر طياريها بعد شن 33 غارة اليوم على القرية دمرت نصف بيوتها تدميرا شاملا
 
بين الورقة المسرّبة والورقة الحقيقية المقدّمة لـ في الجولة الثامنة لـ
[/URL]
 

بين الورقة المسرّبة والورقة الحقيقية المقدّمة لديمستورا في الجولة الثامنة لجنيف
===============
ورقة مسرّبة تمّ تداولها على وسائل الإعلام على أنها ورقة مبادئ قدّمتها هيئة التفاوض في جولة جنيف 8، ثم عمل بعض الباحثين على دراستها واستنتاج خلاصات تصبّ في تصفية حسابات سياسية مع الهيئة الجديدة، ويمكن النظر إلى هذا العمل أيضاً من زاوية أنه تضليل للرأي العام سيتكرر ما لم تعالجه الهيئة بقنوات تواصل جيدة مع الشعب السوري بشتّى انتماءاته، ومع وسائل الإعلام المحلية والدولية.

خمس أوراق كانت على جدول أعمال الهيئة لإنجازها في هذه الجولة:​
1- ورقة المبادئ حول الشكل النهائي للدولة السورية في المرحلة بعد الانتقالية.


2- ورقة الانتقال السياسي.
3- ورقة الجدول الزمني، وعملية صياغة واعتماد الدستور الجديد (السلّة الثانية).

4- ورقة مبادئ حول العملية الانتخابية في المرحلة الانتقالية (السلّة الثالثة).

5- ورقة مكافحة الإرهاب (السلّة الثالثة).




واضح هنا أن الورقتين الأولى والثانية تشكّلان معاً السلّة الأولى المتعلّقة بالحكم، وارتأى خبراء الأمم المتحدة تقسيمها إلى جزأين كحلّ وسط بين المعارضة المطالبة بالبدء بسلة الحكم، والنظام المصرّ على البدء بسلّة مكافحة الإرهاب، ولهذا السبب انسحب النظام من الجولة، ووجّه شتى الاتهامات لديمستورا، واعتبره منحازاً لجانب المعارضة، وأنه حين بدأ بورقة المبادئ فهذا يعني أنه بدأ بسلّة الحكم، وأن النظام حين يقبل بالمفاوضات المباشرة بها، فهذا يعني أن الخطوة التالية ستكون المفاوضات على عملية الانتقال السياسي، الأمر الذي يخشاه النظام أيّما خشية.

تجزئة سلّة الحكم اقتضت تِقنيّاً فصل بنود الحالة النهائية عن المرحلة الانتقالية، والورقة المسرّبة خلت من كل القضايا المتعلقة بالانتقال السياسي، ونقلتها إلى الورقة الخاصة بها، وهو أمر لم يحدث في هذه الجولة على يد الهيئة الجديدة، بل تمّ العمل عليه في الهيئة العليا السابقة بورقتها المسمّاة "مبادئ فوق دستورية" المؤرَّخة بتاريخ 30/1/2017 بمدينة الرياض.

الوثيقة المسرّبة كانت إحدى النسخ المتداولة قيد الدراسة والمراجعة قبل أن تعتمد الهيئة الصيغة النهائية لها، وتسلّمها بشكل رسمي للمبعوث الأممي، ويوجد بينها وبين الوثيقة الرسمية فوارق جوهرية تتلخّص بالتالي:

1- الديباجة: تضمّنت الوثيقة الرسمية الإشارة إلى المبدأ المتفق عليه مع ديمستورا أنه "لا اتفاق على شيء حتى يتم الاتفاق على كل شيء"، وأن الفقرات المتعلقة بالانتقال السياسي سيكون لها وثيقة خاصة بها، تقول الوثيقة: "هذه المبادئ المعتمدة من الوفد التفاوضي تمثّل جزءاً متكاملاً مع باقي الأوراق المقدّمة منه في المفاوضات الجارية في الأمم المتحدة، وهذه المبادئ تخص مستقبل سوريا بعد المرحلة الانتقالية. وجرى نقل الفقرات المتعلقة بالانتقال السياسي إلى الورقة الخاصة بها".


2- فيما استندت فقرة استمرارية المؤسسات العامة للدولة إلى بيان جنيف وقرارات مجلس الأمن 2118، و2254، فإن الوثيقة الرسمية اعتبرت هذا الاستناد لازماً للمرحلة الانتقالية، وتجاوزته إلى اعتبار الدستور الجديد للبلاد هو الضامن لعمل مؤسسات الدولة وإصلاحها، وليس لقرارات دولية تنقص السيادة الوطنية،​

تقول الورقة: "يضمن الدستور استمرارية مؤسسات الدولة والمرافق العمومية الأخرى، وتحسين أدائها مع إصلاحها عند الاقتضاء، بما في ذلك حماية البنى التحتية وحق الملكية وتوفير الخدمات لكافة المواطنين دون تمييز، وذلك وفقا لأعلى معايير الحكم الرشيد والمساواة بين الجنسين. ويتمتع المواطنات والمواطنون، في مجال علاقاتهم مع جميع السلطات العامة، بآليات فعالة تضمن الامتثال الكامل لسيادة القانون وحقوق الإنسان وحقوق الملكية العامة والخاصة".


3- مثل ذلك جرى في فقرة إصلاح الجيش، وإعادة هيكلة وتشكيل المؤسسات الأمنية، حيث تركت الوثيقة النهائية الحديث عن طريقة تنفيذ ذلك إلى ورقة الانتقال السياسي، وانتقلت إلى الحديث عن ضمان الدستور لطبيعة الجيش الموحّد والمؤسسات الأمنية في المرحلة ما بعد الانتقالية، تقول الورقة: " يضمن الدستور جيشاً قوياً وموحداً، يقوم على الكفاءة، ويمارس واجباته وفقاً للدستور ولأعلى المعايير المهنية والأخلاقية. وتتمثل مهامه في حماية الحدود الوطنية والسكان من التهديدات الخارجية ومن الإرهاب. وبناء مؤسسات أمنية واستخباراتية، تحفظ الأمن وتخضع لسيادة القانون وتعمل وفقا للدستور والقانون وتحترم حقوق الإنسان. وتكون ممارسة القوة حقاً حصرياً لمؤسسات الدولة ذات الاختصاص".


4- تم إلغاء الفقرة الخاصة بإلغاء السياسات التمييزية التي مورست بحق الكرد الواردة في الورقة المسرّبة بعد اتفاق الهيئة على أن الإجراءات الواردة فيها سيكون العمل عليها في المرحلة الانتقالية، وأنه حين الوصول للمرحلة بعد الانتقالية ستكون هذه الإجراءات قد تم تنفيذها، ولا حاجة لإيرادها. الجزء المحذوف من الورقة المسرّبة هو: " وإلغاء جميع السياسات التمييزية والاستثنائية التي مورست بحق الكرد وغيرهم من السوريين، وإعادة الجنسية للمجردين منها والمكتومين من أبنائهم".


ورقة الانتقال السياسي التي ستكون الورقة الثانية من سلّة الحكم ستتضمّن العديد من البنود التي اعتبرت ناقصة في ورقة المبادئ، ومن خلالها تم الحكم على الهيئة الجديدة أنها قدمت تنازلات كبيرة حين لم تذكرها هناك.


أهم البنود التي سترد في ورقة الانتقال السياسي هي:

1- أن عملية الانتقال السياسي تبدأ بإنشاء هيئة حكم انتقالي جامع وذي مصداقية تمارس كامل السلطات التنفيذية، وتحل محل الحكم الحالي.

2- أن الحكم الانتقالي يتولى مسؤولية فرض وقف إطلاق نار شامل في البلاد، وإخراج جميع المقاتلين الأجانب والمليشيات الأجنبية من الأراضي السورية، وإجلاء كافة القوات الأجنبية.

3- أنه لا يحق أن يشارك في الحكم الانتقالي، أو في أي ترتيبات سياسية قادمة من ثبتت مشاركته في جرائم ضد السوريين.

4- أن سوريا تحتاج إلى دستور جديد، وأنه سيكون من أهم مسؤوليات الحكم الانتقالي الإشراف على صياغة الدستور السوري بأيدي السوريين.

كما سيكون هناك مطالبات من عدد من مكونات الهيئة أن تتضمن هذه الورقة أيضاً بند مغادرة رأس النظام السلطة عند بدء المرحلة الانتقالية كما ورد في البيان الختامي لمؤتمر الرياض.

هيئة التفاوض كما هي مهتمة بالمحافظة على تماسكها ووحدة صفها الداخلي، كذلك هي مطالبة بالمحافظة على الثوابت الوطنية، وعدم التفريط بشيء منها، مع استمرارها بالعملية السياسية في جنيف لمنع فتح أي مسارات جانبية، والنظام المذعور من أي عملية تفاوض سياسية، سيحاول التهرّب من جنيف التي يحكمها القرارات الأممية بشتى الوسائل، وهو يرى في أستانا وسوتشي فسحة له في هذا التهرّب، وهنا على هيئة التفاوض التي تضمّ الآن منصتي موسكو والقاهرة أن يكون لها موقف واضح من هذه المؤتمرات، وأن تجتمع مكونات الهيئة بكاملها على الالتزام بالبيان الختامي للرياض 2.

 


Хмеймим

هذه هي القوات الجوية السورية وخسائرها خلال شهر وخلال الحرب الأهلية..

خسرت القوات الجوية السورية والروسية ما لا يقل عن 25 طائرة في عام 2017،

وقد خسرت القوات الجوية السورية أربع طائرات من طراز "مي-17"

وطائرة من طراز "مي-25"

و7 طائرات من طراز "إل-39"

وطائرتين من طراز "سو-22"

وطائرتين من طراز "ميغ-21"

من طراز "ميغ-23"

وكذلك من 6 إلى 10 طائرات من طراز "سو-22" و"ميغ-23" نتيجة الضربة الصاروخية على قاعدة الشعيرات التي نفذتها الولايات المتحدة.



أما القوات الروسية خسرت في عام 2017 طائرة من طراز "مي-28" وطائرة من طراز "سو-24أم".


وتم تدمير خلال فترة الحرب الأهلية منذ بدايتها ما يقارب ال 350 طائرة وحوالي 100 مروحية للقوات السورية.

وتتشكل الآن القوات الجوية للبلاد من الآتي: "ميغ-21 "- حوالي 40 طائرة، "ميغ- 29" — تقريبا. 30، "سو 24" — 15، "L-39" — تقريبا. 20، "ميغ- "23 و"سو 22 "- 10 (طائرات)، "مي —8 / 17"- تقريبا 50، "مي-25" — تقريبا 25، "سا-342 غازيل" — 30 مروحية..​
 
سكان الشام


الأمو واللودانو:

من الصعب الحكم على أصول السكان في الشام قبل أن يُعرف التاريخ، وتعيين أول من نزلها في القبائل قبل أن تبنى المدن والحواضر وتعرف المزارع والدساكر. وأقدم ما عرف منها قبائل كانت تعرف بالامو ورد ذكرها في الآثار المصرية ومعناها الشعب باللغة السامية اختلطت على ما يظهر بذرية لاوذ، أو بغيرها من القبائل التي كانت تسكن شمالي الشام، وسمي هذا القبيل بالروتانو أو اللودانو، ويقسمون إلى روتان المغرب ويراد بهم سكان دمشق وأرض كنعان، وإلى روتان المشرق أو الأعلى وهؤلاء كانوا ينزلون في شمالي الشام وجزء من غربي ما بين النهرين

وظهرت بعد الطوفان أمم كثيرة سكنت الشام، بعضها من أصل سامي وبعضها لم يعرف عنه شيء، ومنها ما عرف أنه أتى من الأصقاع المجاورة ومنها من لم يثبت أصله. فقد ظهر بعد الطوفان الآراميون في دمشق والجيدور والجولان والبقاع وحمص ولبنان، وآرام هو الاسم الذي أطلقته التوراة على الشام وبين النهرين، وكان يسكنها أبناءُ آرام الابن الخامس لسام.

وأقام الأموريون في الأرض الواقعة بين البحر والأردن، والعمونيون في أرض جلعاد أي في شرقي الأردن، والموآبيون في الجنوب الشرقي من بحيرة لوط، والإسماعيليون من نسل إسماعيل جد العرب في سلع والبتراء وما جاورها.

وانتشر الأدوميون من وادي العربة إلى حدود العقبة عقبة أيلة والفينيقيون في صورا وصيدا وجبيل وبيروت واللاذقية وما جاورها ، وتفرعت من هذهالقبائل فروع كثيرة في قرون مختلفة. ولا تعرف أصول أكثر هذه القبائل.

وقد قال رولنسون: إن أصل الفينيقيين من سكان البحرين في الخليج العربي ظعنوا من هناك إلى ساحل الشام منذ نحو خمسة آلاف سنة وأنهم عرب بأصولهم وأن هناك مدنا فينيقية أسماؤها أسماء فينيقية مثل صور وجبيل. وذكر مكالستر أنه سكنت فلسطين شعوب من غير الساميين وربما عني بهم الحثيين والأموريين.

والحثيون جنوبيون وشماليون وكان الجنوبيون في جهات فلسطين ونزل الشماليون أولا جبل اللكام امانوس ثم انتشروا بكرور الأيام من الفرات إلى حماة وحمص ومن دمشق وتدمر إلى كبدوكيا، ولم يكن لهم ملك واحد بل كان لكل فصيلة منهم ملك.

ولم يعرف شيء عن الحثيين الشماليين قبل أن يمر الرحالة بروكهارت بحماة سنة 1812 ويرى على جدار أزقتها خطوطا قديمة بالخط المسند المصري أي الهيروغليفي تختلف عن الآثار المصرية وعثر على كثير من مثل هذه الآثار في حماة وحمص وحلب ومرعش وكركميش وغيرها، وقد علم من سحنات الحثيين الشماليين على ما رسموا في الآثار المصرية أنهم أقرب إلى الرومان منهم إلى سكان فلسطين ولون وجوههم أبيض ضارب إلى الحمرة.

ومن أقدم شعوب الشام شعب كان ينزل منذ الزمن الأطول في السقي الأسفل من نهري الفرات وقزل ايرمق ويعتصم في مضايق جبال طوروس، عُرف عند اليونان باسم خيطايوس وعند العبران بخطي خطيم وعند الآشوريين بخاطي وعند المصريين بخايطي خاطي وعرفه المتأخرون بالحثيين، وهو شعب غير سامي مجهول اللسان. وأصل العبرانيين أو اليهود سبط من الساميين الذين نزلوا من جبال أرمينية إلى سهول الفرات على عهد مملكة الكلدان الأولى وضربوا نحو الغرب فجازوا الفرات فالبادية فالشام حتى انتهوا إلى عبر الأردن وراء فينيقية. وتعرف هذه الأسباط بالعبرانيين يعني أهل ما وراء النهر.


قال هشام الكلبي: ما أخذ على غربي الفرات إلى برية العرب يسمى العبر وإليه ينسب العبريون من اليهود لأنهم لم يكونوا عبروا الفرات حينئذ.

والعبرانيون كمعظم الساميين شعب من الرعاة الرحالة ولم يحرثوا الأرض، ولا سكنوا الدور والمنازل، وقد دعيت ديارهم أرض الميعاد أو أرض كنعان أو فلسطين. ودعاها اليهود أرض إسرائيل ثم دعيت بعدُ اليهودية ودعاها أهل النصرانية الأرض المقدسة، وكان عدد الإسرائيليين أيام عزهم 601. 700 رجل يحمل السلاح منقسمين إلى اثني عشر سبطا.

الآراميون والعناصر الأخرى:​
-----

وبعد انقراض دولة الحثيين في القرن الثامن قبل الميلاد عَمَّ اسم آرام هذه الديار فأصبح القسم الأكبر من سورية يسمى آراماً وسكانها الآراميين وقد ورد اسم آرام في التوراة مضافا عدة مرات مثل آرام رحوب وآرام معكة وآرام صوبا.

. وفي الشام عناصر منوعة من نسل حام بن نوح وسام بن نوح ويافث بن نوح. أي إن فيها الدم الآري والقافي القافقاسي والعربي والتركي وبعبارة أصرح فيها بقايا من الشعب الآشوري والبابلي والكلداني والكنعاني والفينيقي والعبراني والحثي والفارسي والروماني واليوناني والتتري والعربي.

وكانت منذ عهد بني إسرائيل موطن العصبيات وفيها على رأي ابن خلدون قبائل فلسطين وكنعان وبني عيصو وبني مدين وبني لوط والروم واليونان والعمالقة واكريكش والنبط من جانب الجزيرة والموصل ما لا يحصى كثرة وتنوعا في العصبية، ولذلك يتعذر ردُّ كل جنس إلى جنسه اليوم بعد هذا التمازج الذي دام أكثر من ستين قرنا في هذه البوتقة الجميلة مضافة إلى الأصول التي كانت فيها من قبل ونعني بهذه البوتقة الديار الشامية.

العناصر القديمة والعرب:​
--

كل أُمة عظيمة عرفت في الشام طال عمرها بضعة قرون ثم فنيت في غيرها وأُدعم الضعيف في القوي وتمثل المغلوب في الغالب مع توالي الأيام والليالي. وهكذا يقال في السريان والعبران واليونان والرومان. ويمكن أن يقال في الجملة إنه كان في الشام منذ القرن السادس عشر قبل الميلاد شعوب كثيرة أهمهم الكنعانيون النازلون في الجنوب والوسط والشمال والآراميون، وما وراء ذلك من الشمال يسكنه الحثيون. ولم تطل حياة عنصر في صحة بالشام كما طالت حياة العرب فإنهم فيها على أصح الأقوال منذ زهاء ألفين وخمسمائة سنة وأوصله بعضهم إلى نحو أربعة آلاف سنة، وهم الذين اندمج فيهم عامة الشعوب القديمة واستعربت فلم تعد تعرف غير العربية لسانا ومنزعا.

ولذلك كان من المعقول أن يدل الشامي بعربيته أكثر من إدلاله بفينيقيته وروميته وسريانيته وعبرانيته.

وفي تاريخ فلسطين أن العرب دخلوا فلسطين قبل الإسلام بقرون. والدليل أن نرحم سين ابن سرجون غزا فلسطين سنة 3800 ق. م. وصادف في سينا حكومة عربية ثم حارب قبيلة معان العربية وأسر أميرها، وقد ظهر من آثار بابل ما يثبت ذلك. ومنها أن سرجون الثاني غزا عرب البادية الذين اعتدوا على السامرة وأخضع قبائلهم ومنها ثمود ومدين ومساكنهم شرقي الأردن وحارب عباديد وأخذ منهم طائفة وأسكنها في السامرة. ولما جاء الإسكندر إلى غزة وحاصرها كانت حاميتها عربا فقاومته أشد مقاومة، ومنها أن أحد تلامذة المسيح بشر بلغات عديدة منها اللغة العربية كما ورد في أعمال الرسل، ومنها أن الحارث حاكم دمشق كان عربيا لما دخلها بولس الرسول كما ورد في رسالته إلى أهل مدينة كورنثوس، ومنها أن تيطس لما جاء لفتح القدس كان معه الحارث ملك العرب يقود فرقة عربية، ومنها أن هركانوس المكابي التجأ إلى الحارث ملك العرب فأنجده وساعدهعلى أخيه ارستوبولس، ومنها أن فيلبس الروماني الذي صار إمبراطورا في رومية سنة 244 ب. م. كان عربيا من بُصرى في حوران.


والغالب أن في العرب خاصية التمثيل إذا جاوروا شعبا قربوه من مناحيهم وأدخلوا عليه لغتهم، وهم المادة العظمى التي ما زالت تفيض على الشام. وأهل الوبر والمدر أو البادية والحضر منهم، من أصبر الأمم على الحروب والأسفار الطويلة والاكتفاء بميسور العيش، لكنهم لا يصبرون على الضيم والأذى. ولطالما غزوا من جزيرتهم العراق وفارس والجزيرة والشام، ولم يسمع أن حكمتهم أمة وقد تمكنوا كما قال جويدي من غزو الأعداء. ولهم المفازة التي بينهم وبين العراق والشام أي بادية الشام والنفود، ومن هجم عليهم في ديارهم لم تدم سلطنته عليهم كملوك الآثوريين أو رجع بالخيبة والافتضاح كغالوس.

دول العرب الأقدمين في الشام :​
------------

كانت العرب تختلف إلى الشام قبل الإسلام بقرون طويلة، قامت لهم فيها وفي جوارها دول عظيمة خلقت من آثارها مما دلَّ على عظمتها، فمنها دولة النبط ويغلب في أسماء ملوك النبطيين اسم الحارث وعبادة ومالك وهم عرب من بقايا العمالقة، والعمالقة قوم من عاد وهم القوم الجبارون في الشام.

ولم تخلف البتراء غير تدمر وأصل ملوكها من سلالة عربية أيضا. وقد أبقت هاتان الدولتان من أصولهما وحاميتهما جندا كثيرا أصبحوا بعدُ من جملة سكان الشام والمادة الأولى للعربية فيه. قال نالينو: النبط أو النبيط في اصطلاح العرب في القرون الأولى للهجرة اسم أهل الحضر المتكلمين باللغات الآرامية الساكنين في الشام وخصوصا في الصقع الواقع ما بين النهرين، وليسوا النبط أو الأنباط الذين اتسعت مملكتهم في أرض الحجاز الشمالية إلى حدود فلسطين ونواحي دمشق.

سليح وغسان والضجاعم:
----


وقد ذكر المؤرخون أن نزول العرب في ديار الشام أقدم من ذلك بقرون فإن تكلت فلاسر أحد ملوك أشور غزا الشام مرارا من سنة 743 إلى 732 ق. م.

وأخضع في خلال ذلك السامرة ودمشق وصور وحماة وعرب البادية بين فلسطين ومصر وكانت عليهم يومئذ ملكة اسمها حبيبة. وقيل: إن أول من دخل الشام من العرب سليح وهو من غسان - وغسان ماء نزل عليه قوم من الأزد بين رِمَع وزبيد في اليمن فنسبوا إليه - ويقال من قضاعة فدانت بالنصرانية وملَّكَ عليها ملك الروم رجلا منهم يقال له النعمان بن عمرو بن مالك فلما خرج عمرو بن عامر مزيقيا من اليمن في ولده وقرابته ومن تبعه من الأزد أتوا أرض عك في اليمن ثم أرض الحجاز وصار منهم قوم إلى الشام، منهم آل جفنة ملوك الشام فكتب سليح إلى قيصر يستأذنه في إنزالهم فأذن لهم على شروط شرطها عليهم.

وبنو غسان في الحقيقة حي من الأزد على رواية المسعودي من القحطانية قال أبو عبيد: وهم بنو جفنة والحارث وهو ثعلبة والعنقاء وحارثة ومالك وكعب وخارجة وعون بن عمرو بن مزيقيا. وذكر الحمداني أن في البلقاء طائفة منهم وباليرموك الجم الغفير وبحمص منهم جماعة. وحكم ملوك غسان حوران والبلقاء والغوطة وحمص ودمشق. قال المسعودي: وكانت ديار ملوك غسان باليرموك والجولان وغيرهما بين غوطة دمشق وأعمالها، ومنهم من نزل الأردن وقد أخرجت غسان من الشام سليحا وصاروا ملوكها، وأول من ملك جفنة بن عمرو فقتل ملوك قضاعة من سَليح الذين كانوا يدعون الضجاعمة أو الضجاعم ودانت له قضاعة ومن بالشام من الروم وجميع ملوك جفنة من آل غسان اثنان وثلاثون ملكا لبثوا في ملكهم ستمائة وست عشرة سنة وقيل أربعمائة سنة.

التنوخيون:
---


هذا في الجنوب أما في الشمال فقد نزل التنوخيون قبل الإسلام بقرون، وسموا تنوخيين لأنهم حلفوا على المقام بالشام، والتتنخ والتنوخ المقام، كانوا قبائل تتاخم منازلها مملكة الروم، فلما غزا ملك الفرس الروم، وأذرع فيهم القتل والسبي وخرب العمائر، أنفذ ملك الروم إلى تنوخ يستنجدهم على ملك الفرس فأنجدوه، وقاتلوا معه قتالا شديدا، ثم سألوا ملك الروم أن يتولوا حرب الفرس منفردين عن جند الروم لتظهر له طاعتهم وغناؤهم فأجابهم إلى ذلك فقاتلوا الفرس وظفروا بهم، فأُعجب بهم ملك الروم وفرق فيهم الدنانير والثياب وقربهم وأدناهم وأقطعهم سورية وما جاورها من الأصقاع إلى الجزيرة. وسورية مدينة بقرب الأحصّ على جانب البرية. قال ابن العديم: هذا منتهى أمرهم في الجاهلية.

ولم يعرف الزمن الذي كان فيه التنوخيون، وبعضهم يقول: إنهم كانوا في أواخر القرن الثالث للمسيح ويقول المسعودي: إن قضاعة بن مالك بن حمير أول من نزل الشام وانضافوا إلى ملوك الروم فملكوهم، بعد أن دخلوا في دين النصرانية، على من حوى الشام من العرب، فكان أول ملوك تنوخ النعمان بن عمرو بن مالك، ثم ملك بعده عمرو بن النعمان ابن عمرو، ثم ملك بعده الحواري بن النعمان ولم يملك من تنوخ غيرهم. ثم وردت سليح الشام فتغلبت على تنوخ وتنصرت فملكتها الروم على العرب الذين بالشام. قال: وغلبت غسان على من بالشام من العرب فملكها الروم على العرب وإن من ملكته الروم من اليمن بالشام تنوخ والضجاعم من سليح بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة وغسان استكفاء بهم من يليهم من بادية العرب.


المهاجرات والايطوريون:
--


والغالب أن معظم مهاجرات العرب إلى الشام كانت تقع عقيب حوادث طبيعية في أرضهم من جفاف وطوفان وجدب وموتان، فيستهويهم بخصبه، وينتجعون هناءة العيش في أرجائه. وفي الأغاني لما أرسل الله سيل العرم على أهل مأرب قام رائدهم فقال: من كان منكم يريد الخمر والخمير، والأمر والتأمير، والديباج والحرير، فليلحق ببصرى والحفير، وهي من أرض الشام فكان الذين سكنوه غسان.

ومن الدول العربية التي اشتهرت زمن دخول الرومان إلى سورية دولة الإيطوريين ومعنى الإيطوريين بالعبرية الجبليون، وهم شعب عربي جاءوا من ايتورة أي الجيدور شمالي حوران واشتهروا برمي النشاب فاستولوا بمضائهم الحربي على جبل الشيخ حرمون والبقاع إلى فينيقية، وبعض أسماء الجنود الجيدوريين التي جاءت في الكتابات اللاتينية باللغة الآرامية وبعضها باللغة العربية. قال دوسو: لم تكن هجرة العرب إلى سورية مما ينسب لإدارة الرومان كما يظن بعضهم بل إن الأحوال قد سهلت طرقها في ذاك العصر وضمنت لهم رسوخ قدمها في ظل السلام. فقد كانت مدينة حمص في يد حكومة عربية قبل وصول القائد بونبيوس إلى سورية وأن الأقيال الذين تولوا أمر تلك الديار لتطلق عليهم ألقاب عربية صرفة، كما يفهم من آثار الصفا. ولما جاء الإسكندر إلى الشام كان العرب يحتلون لبنان.


سليح وعاملة وقضاعة:
---


وممن يجب عدهم في المهاجرة الأول من العرب إلى الشام سليح الذين أشرنا إليهم آنفا فقد قال البكري: سارت سليح بن عمرو بن الحاف ابن قضاعة يقودها الحدرجان بن سلمة حتى نزلوا ناحية فلسطين على بني أذينة بن السميدع من عاملة وانتشر سائر قبائل قضاعة في القطر، يطلبون المتسع في المعاش ويؤمون الأرياف والعمران، فوجدوا بلادا واسعة خالية في أطراف الشام قد خرب أكثرها،واندفنت آبارها، وغارت مياهها، لإخراب بخت نصّر لها، فافترقت قضاعة فرقا أربعا ينضم إلى الفرقة طوائف من غيرها يتبع الرجل أصهاره وأخواله فسار ضجعهم ابن حماطة ولبيد بن الحد رجان السليحي في جماعة من سليح وقبائل من قضاعة إلى أطراف الشام ومشارفها وملك العرب يومئذ ظرب بن حسان بن أذينة ابن السميدع بن هزبر العمليقي فانضموا إليه وصاروا معه فأنزلهم مناظر الشام بين البلقاء إلى حوارين إلى الزيتون جبال فلسطين فلم يزل ملوك العماليق يغزون معهم المغازي ويصيبون المغانم حتى صاروا مع الزباء بنت عمرو بن الظرب اللخمي واستولوا على الملك بعدها وظلوا ملوكا حتى غلبتهم غسان على الملك، قال بعض آل سعد بن ملكيكرب يذكر منازل من خرج من اليمن وقد ذكر غسان وقضاعة وكلبا:

وغسان حيٌّ عزهم في سيوفهم ... كرام المساعي قد حووا أرض قيصر
وقد نزلت منا قضاعة منزلاً ... بعيداً فأمست في بلاد الصنوبر
وكلب لها ما بين رملة عالج ... إلى الحَرَّة الرجلاء من أرض تَدمر

وعالج رمال معروفة في البادية، والحرة الرجلاء في ديار بني القين في أطراف الشام بين حوران وتيماء، والشاعر يقول إنها من أرض تدمر. وفي تاريخ الأمم الإسلامية: إن الضجاعمة ملوك اصطنعهم الرومان ليمنعوا عرب البرية من العبث وليكونوا عدة على الفرس وولوا منهم ملكا ومن أشهر ملوكهم زياد بن الهبولة.


لخم، جذام، عاملة، ذبيان، كلب:
----------


ذكر الهمداني مساكن من تشاءم من العرب أي دخل الشام فقال أما مساكن لخم فهي متفرقة وأكثرها بين الرملة ومصر في الجفار ومنها في الجولان ومنها في حوران والبثنيّة، ومدينة نوى، وبها خلف بن جبلة القصيري وابن عزير اللخمي مسكنه طرف جبال الشراة، وأما جذام فهي بين مدين إلى تبوك فإلى أذرح ومنهافخذ مما يلي طبرية من أرض الأردن إلى اللجون واليامون إلى ناحية عكا، وأما عاملة فهي في جبلها مشرفة على طبرية إلى نحو البحر، وأما ذبيان فهي من حد البياض بياض قرقرة - والقرقرة الأرض الملساء - وهو غائط - والغائط كالغوطة المطمئن من الأرض - بين تيماء وحوران لا يخالطهم إلا طي وحاضرهم السواد ومرو والحيانيات - والحيانية كورة بالسواد من أرض دمشق وهي كورة جبل جرش قرب الغور - وأما كلب فمساكنها السماوة - والسماوة الأرض المستوية لا حجر بها وهي البادية بين الكوفة والشام - ولا يخالط بطونها في السماوة أحد. ومن كلب بأرض الغوطة عامر بن الحصين بن عليم وابن رباب المعقلي ومن بني الحارث بن كعب بيت يسكنون بالفلجة من أرض دمشق والفلجات في شعر حسان بالشام كالمشارف والمزالف بالعراق والمشارف جمع مشرف قرى قرب حوران منها بصرى.



جهينة، القين، بهراء، تنوخ:
----------------



ثم اللخم ومن يخالطها من كنانة ما حول الرملة إلى نابلس ولهم أيضا ما جاز تبوك إلى زغر - قرية بمشارف الشام - ثم البحيرة الميتة. وللخم أيضا الجولان وما يليها من الأرجاء نوى والبثنية وشقص من أرض حوران، ويخالطهم في هذه المواضع جهينة وذبيان ومن القين وعن أيسر جبال الشراة مدائن قوم لوط قال: وفي الحيانيات وما يليها ديار القين حيث كانت بقية من جديس إخوة طسم، فإذا جزت جبل عاملة تريد قصد دمشق وحمص وما يليها فهي ديار غسان من آل جفنة وغيرهم، فإن تياسرت من حمص عن البحر الكبير وهو بحر الروم وقعت في أرض بهراء، ثم من أيسرهم مما يصل البحر تنوخ وهي ديار الفضيض سادة تنوخ ومعكودهم المقيم الملازم، ومنها اللاذقية على شاطئ البحر ثم تقع في نصارى وغير ذلك إلى حد الفرات، وما وقع في ديار كلب من القرى تدمروسلمية والعاصمية وحمص وهي حميرية، وخلفها مما يلي العراق حماة وشيزر وكفر طاب لكنانة من كلب.



إياد وطييء وكندة وحمير وعذرة وزبيد وهمدان ويحصب وقيس:
----------------


يؤخذ مما قاله اليعقوبي أن أهل حماة قوم من يمن والأغلب عليهم بهراء وتنوخ وصوران - كورة بحمص - وبها قوم من إياد، وأهل حمص جميعا يمن من طييء وكندة وحمير وكلب وهمدان وغيرهم من البطون، وأهل التمة من أقاليم حمص كلب، وأهل سلمية من ولد عبد الله بن صالح الهاشمي ومواليهم وأهل تدمر كلب، وتلمنس مساكن إياد وتل منس حصن قرب المعرة، ومعرة النعمان أهلها تنوخ وأهل البارة بهراء وفامية عذرة وبهراء، وأهل مدينة شيزر قوم من كندة ومدينة كفر طاب والأطميم، وهي مدينة قديمة وأهلها قوم من يمن، من سائر البطون وأكثرهم كندة

وأما الساحل السوري الحالي : وأهل اللاذقية قوم من يمن من سليح وزبيد وهمدان ويحصب وغيرهم، وأهل مدينة جبلة همدان، وبها قوم من قيس ومن إياد، ومدينة بانياس وأهلها أخلاط، وأهل مدينة طرطوس قوم من كندة.

قال: وكانت دمشق منازل ملوك غسان والأغلب على أهلها أهل اليمن وبها قوم من قيس، وأهل الغوطة غسان وبطون من قيس وبها جماعة من قريش، وجبال ومدينتها عرندل - قرية من أرض الشراة - وأهلها قوم من غسان ومن بلقين وغيرهم ومآب وزغر وأهلها أخلاط من الناس، والشراة ومدينتها أذرح وأهلها موالي بني هاشم، وبها الحميمة منازل علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب وولده. والجولان ومدينتها بانياس وأهلها قوم من قيس أكثرهم بنو مرة، وبها نفر من أهل اليمن، وجبل سنير - أي لبنان الشرقي ويدخل فيه جبل قلمونووادي التيم - وأهلها بنو ضبة وبها قوم من كلب.


واختلف الباحثون في الغسانيين إذا كانوا حكموا دمشق أم لم يحكموها وكون منازلهم كانت بجلق صحيح نقله ثقات العرب وورد في شعر حسان وقال نولدكه: إن بني غسان لم يتولوا الحكم إلا على قبائل حوران وشرقي الأردن. وقد قال الأخنس بن شهاب من شعراء الجاهلية:

وغسّان حيّ عزهم في سواهم ... يُجالد منهم مقنب وكتائب
وبهراء حيّ قد علمنا مكانهم ... لهم شَرَك حول الرُّصافة لا حب

معناه هم ملوك ولم يكونوا كثيرا، وكانت الروم توليهم وتقاتل عنهم فعزهم في غيرهم، وكانوا نزولا على قوم من العرب. والمقنب الجماعة والشرك اللاحب الطرق المدمثة.


الفرس والزط:
--------


وبعلبك وأهلها قوم من الفرس، وفي أطرافها قوم من اليمن، وجبل الجليل وأهلها قوم من عاملة ولبنان وصيدا وبها قوم من قريش ومن اليمن، وكورة عرقة - شرقي طرابلس - ولها مدينة قديمة فيها قوم من الفرس ناقلة وبها قوم من ربيعة من بني حنيفة، ومدينة طرابلس وأهلها قوم من الفرس نقلهم إليها معاوية بن أبي سفيان، كما نقل منهم إلى جبيل وصيدا وبيروت. وقد نقل معاوية قوما من فرس بعلبك وحمص وإنطاكية إلى سواحل الأردن وصور وعكا سنة 42 ونقل من أساورة البصرة والكوفة وفرس بعلبك وحمص إلى إنطاكية جماعة. والغالب أن الفرس عند دخول العرب المسلمين إلى الشام كانوا أصحاب مكانة حتى جرى ذكرهم بالتنصيص في العهد الذي أعطاه أبو عبيدة إلى أهل بعلبك رومها وفرسها وعربها.

وقال البلاذري: نقل معاوية في سنة 49 أو سنة خمسين إلى السواحل قوما منزط البصرة والسبايجة وأنزل بعضهم إنطاكية، وكان الوليد بن عبد الملك نقل إلى إنطاكية قوما من الزط السند. وكثرت هجرة الناس على اختلاف عناصرهم إلى هذا القطر لأن قصبته أصبحت عاصمة الدولة الإسلامية الكبرى.


الأخلاط والسامرة وجذام وعذرة ونهد وجرم والأزد:
---------------------


وأهل مدينة طبرية قوم من الأشعريين هم الغالبون عليها، وأهل صور وعكا وقدس وبيسان وفحل وجرش والسواد أخلاط من العرب والعجم. وأهل الرملة أخلاط من العرب والعجم، وذمتها سامرة، وأهل مدينة نابلس أخلاط من العرب والعجم والسامرة، وأهل كورة جبرين قوم من جذام،

وأهل جند فلسطين أخلاط من العرب من لخم وجذام وعاملة وكندة وقيس وكنانة.

وذكر القلقشندي أن بني كلب كانوا ينزلون في الجاهلية دومة الجندل الجوف كما نزلوا تبوك وشيزر وحلب وبلادها، وفي تدمر والمناظر أقوام منهم، ومن بني عذرة أقوام بالشام، وكذلك من بني نهد وفي غزة جرم طيىء وللأزد بقايا في زرع وبصرى،

ولغسان بقايا بالبلقاء واليرموك وحمص وهذا في القرن الثامن للهجرة، وكان غسان وجذام وكلب ولخم وغيرهم من القبائل يعدون من المستعربة، كما قال ابن البطريق، استجلبهم هرقل لما سمع أن المسلمين فتحوا فلسطين والأردن وصاروا إلى البثنية. ولما وصل أبو عبيدة بن الجراح فاتح الشام إلى حاضر حلب وهو قريب منها جمع أصنافا من العرب من تنوخ وغيرهم، وكانوا أرسلوا إلى خالد بن الوليد أنهم عرب وأنهم إنما حشروا مع الروم ولم يكن من رأيهم حربه فقبل منهم وتركهم.



قيس ويمن وإحصاء السكان:
----


رأينا في ما تقدم من النقول أن كل إقليم بل كل بلد ناله حظ من نزول العرب في أرجائه وذلك قبل الإسلام وبعده:بها غرر القبائل من معد وقحطان ومن سروات فهر ومجموع أصولهم يرجع إلى قيس ويمن، وهم الذين كان يطلق عليهم اسم العشران. وكثيرا ما كانت تقع بينهم حروب أهلية تسيل فيها الدماء وينادي فيها يا للثارات. انتشروا من الجنوب إلى الشمال ودام ذلك إلى العهد الأخير، وكانت بقايا هذه النغمة في لبنان إلى القرن الماضي فدثرت.

وآخر حرب نشبت بين قيس ويمن الحرب التي وقعت في قرية خربثة بفلسطين والحرب التي نشبت في قرية عين دارة في جبل لبنان سنة 1710 م.

ويتعذر الآن الحكم على أجيال العرب التي نزلت الشام لما طرأ على القطر من ضروب البلاء كالوباء والجدب والزلزال والظلم والجلاء.

وقد ذكر لامنس أن العرب المسلمين لما انتهوا من أمر الجابية وعمواس ودابق أي لما فتحوا الشام برمته أنشئوا ينزلون المدن والقرى وقد دخل منهم قبائل برمتها قدرها من مائة إلى مائتي ألف ونظن هذا التقدير أقل من الحقيقة لأن المسجلين بديوان العطاء في دمشق فقط كانوا في الصدر الأول خمسة وأربعين ألفا فما بالك بسائر من كان يجري عليه العطاء في البلدان الأخرى وغيرهم من التجار وأصحاب الزرع والضرع؟ قال: فلو فرضنا أن نصفهم قتلوا في الحروب فيبقى النصف الآخر أمام السكان الأصليين وكانوا من أربعة إلى خمسة ملايين، وكان في الشام على عهد الرومان نحو سبعة ملايين.

وقال بعض الباحثين من الإفرنج: إن الشام على عهد الإسكندر أي قبل المسيح بثلاثة قرون كان يسكنها عشرون مليونا من البشر، ولما جاءت العرب في القرن السابع كان سكانها قد نقصوا حتى بلغوا عشرة ملايين وفي عهدنا بلغ عددهم نحو سبعة ملايين.


المردة والجراجمة والأرمن والروم والموارنة:
---------


لقب أهل لبنان بالمردة أي العصاة لعصيانهم أمر ملك الروم في عدم التعرض للعرب. والمردة هم المعروفون في كتب العرب بالجراجمة نسبة لمدينة جرجومةكانت على جبل اللكام بالثغر الشامي عند معدن الزاج فيما بين بياس وبوقة قرب إنطاكية وقد صالح الجراجمة المسلمين على أن يكونوا أعوانا لهم وعيونا ومسالح في جبل اللكام، ودخل معهم من كان في مدينتهم من تاجر وأجير وتابع من الأنباط من أهل القرى ومن معهم في هذا الصلح فسموا الرواديف لأنهم تلوهم وليسوا منهم. وكانوا يستقيمون للولاة مرة ويعوجون أخرى فيكاتبون الروم يمالئونهم على المسلمين.

أخذ يوستنيانوس ملك الروم اثني عشر ألف مقاتل من المردة أو الجراجمة على رواية الدويهي إرضاء للخليفة عبد الملك الأموي. وأسكن أبو جعفر المنصور بعض العشائر في الأرض الخالية المجاورة منازل المردة في لبنان. وكان المردة يعتدون على أبناء السبيل بين دمشق وبيروت. ولما جاء المنصور إلى دمشق قدم عليه الأمير أرسلان بن مالك من المعرة ومعه جماعة فشكوا إليه توالي القحط عليهم فأقطعهم جبال بيروت الخالية وعهد إليهم بحفظ الطريق فنزلوا في عشائرهم بحصن أبي الحبيش ثم نزلوا جبل المغيشة ظهر البيدر ومنها امتدوا إلى سن الفيل، وصارت بينهم وبين المردة وقائع.

وفي أوائل حكم العباسيين أخرج صالح بن علي قوما من الأرمن واللان ممن كانت الروم تسيرهم من أرمينية مع جاثليقهم وأسكنهم الشام، ومن هذا اليوم امتنع ملوك الروم أن يسكنوا في سلطانهم أحدا من الأرمن ولا سيما في المواضع القريبة من الثغور أي ثغور الشام أو بلاد قيليقية. وفي سنة 189 أرسل هارون الرشيد منشورا إلى ثابت بن نصر الخزاعي أمير الثغور الشامية ومناشير أخرى إلى باقي عمال الشام أن يطلقوا التنبيه في البلاد بالرحيل إلى لبنان لتشتد قوة أمرائه.

ومثل ذلك وقع منذ خمسة قرون، فهاجرت مئات من الأسر المسيحية في القرن الرابع عشر وبعده من حوران وما إليها إلى لبنان، واعتصمت في معاقله ولا سيما بعد الفتح العثماني، وذلك تفاديا من قوة الشيعة في تلك الديار، كما أن الموارنة انتقلوا من أرجاء حمص وجبل سنير وظلوا ينتشرون في شمالي لبنان حتى وصلوا إلى كسروان والمتن والشوف وأقصى لبنان في جزين، كما انتقل الدروز في الأعصر الثلاثة الأخيرة من الشوف ووادي التيم وغيرهما إلى جبل حوران الذي كان يسمى جبل الريان وجبل بني هلال أو امالدانوس وأصبحوا فيه الأكثرية المطلقة. وكما هاجر النصارى الشرقيون إلى القدس من أرض البلقاء وعمان وعرفوا بالمشرقيين ومحلتهم بالمشارقة. وبهذا رأينا أن الهجرة من صقع إلى صقع من أصقاع هذا القطر والهجرة من القاصية والهجرة إلى القاصية لم تنقطع في الإسلام كما أنها كانت كذلك منذ جلاء بني إسرائيل إلى بابل بل قبلها مما لم تبلغنا بالتفصيل أخباره.



خطط الشام -- محمد كرد علي


اييييه يا زمن
 
عودة
أعلى