الضاامن" الروسي يحرق ريف إدلب: أيَ عار هذا يا أردوغان!
======================
2017-9-22 |
خالد حسن
تحدثت تقارير عن مجازر مروعة وغارات همجية وقصف وحشي على ريف إدلب في الأيام الثلاثة الأخيرة ردا على معارك هيئة تحرير الشام بمشاركة مجموعات ثورية في ريف حماة ضد قوات النظام ومعها جنود روس.
وقد ارتكبت طائرات الروس مجزرة مروعة في قرية سرجة في جبل الزاوية بريف إدلب، ظهر اليوم الجمعة وقتلت آخرين وحرقت طفلاً في ريف إدلب الجنوبي، نقلا عن مراسلين.
وأوردت مصادر أن غارات جوية روسيّة ضربت محيط قرية سرجة بالقنابل الفراغية، وقتلت وجرحت ونقلت تقارير أن طفلا مات حرقاً في أطراف بلدة كفرسجنة بريف إدلب الجنوبي، وهو طفل وحيد لأبويه، ويعمل والده حارساً لمعمل ملح الطعام على الطريق المؤدي إلى مدينة خان شيخون، إثر استهداف المكان بصاروخ بعيد المدى، وبغارتين جويتين روسيتين بفارق زمني بسيط جداً.
وكان الطّفل يحترق أمام والديه ولم يستطيعا فعل شيء بسبب النيران القوية التي التهمته خلال دقائق وأصبح جثة متفحّمة، وتسببت الغارات بدمار المعمل بشكل كامل. كما استُهدف محيط قرية الدير الشرقي القريبة من معرة النعمان بصاروخ بعيد المدى.
وقد شن الطيران الحربي الروسي حملة دموية مدمرة على "خان شيخون"، إذ إن أكثر من 4 طائرات حربية تناوبت على قصف المدينة، وفقا لمتابعين. ودمر الطيران الروسي مركز الدفاع المدني في "خان شيخون" وخرج المتطوعون من بين الأنقاض، وأكثر من 50 غارة تستهدف أحياءها خلال يومين فقط. كما أحرق الطيران الروسي المحطة الكهربائية في المدينة ذاتها، والتي تغذي المنطقة بأكملها ويستفيد منها 400 ألف ساكن في ريفي حماه وإدلب
وتساءل مراقبون في حيرة: ما علاقة قصف المشافي والمدنيين في ادلب بمعركة ريف حماة!
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، اليوم الجمعة، أن غواصة أسطول البحر الأسود "فيليكي نوفغورد" أطلقت صواريخ "كاليبر" المجنحة على مواقع في سوريا، وادعت أنها دمرت "نقاط إدارية وقواعد تدريب ومدرعات للإرهابيين المتورطين في محاولة أسر الشرطة العسكرية في حماة".
وخلفت سلسلة غارات جوية روسية على محيط معرة النعمان ومحيط حاس والتمانعة وإبلين والهبيط ومعرزيتا وأطراف كفرنبل في ريف إدلب إصابات في صفوف المدنيين. وحرمت الغارات الجوية المصلين في ريف إدلب من أداء وحضور صلاة الجمعة في المساجد، فقد أغلقت معظم المساجد أبوابها بسبب اشتداد القصف، وتم الاكتفاء بصلاة الظهر، ونادت المساجد بضرورة صلاة الظهر في البيت، وفقا لتقارير صحفية.
وخرجت مظاهرات في مدينة إدلب وريفها بعد صلاة الجمعة، وطالبت معظمها برفض مقرّرات مؤتمر "أستانة"، كما طالبت القوات التركية بعدم الدخول إلى سوريا، وذلك بعد يومين من تمركز قوات تركية على حدود سوريا الشمالية.
المحرقة في ثالث أيامها في إدلب تقصف قنابل الروس والصواريخ بعيدة المدى كل جوانب الحياة على مدار الساعة وتدك المشافي ومراكز الدفاع المدني وتقتل المدنييّن، بينما تجري المعارك على بعد عشرات الكيلومترات بريف حماة.
هذا ما صنعه ويصنعه "الضامن" الروسي ردا على معارك ريف حماه مع اقتراب بدء العملية العسكرية المرتقبة ضد إدلب، وفي هذه اللحظة يكشف أردوغان بعض جوانب اتفاقه مع قادة المحرقة الروس في سوريا، فيصرح قائلا: "بموجب الاتفاق، فإن الروس يحافظون على الأمن خارج إدلب وتركيا ستحافظ على الأمن داخل إدلب"..أبلغوه أن الروس بدأوا المهمة بالحرق والقصف!!
أي عار هذا يا أردوغان؟ الروس يحافظون على الأمن؟ منذ متى؟ الروس رأس الإجرام وقادة المحرقة أحرقوا البشر والمدن والثورة يحافظون على الأمن؟
عجبي ممن لا يزال يؤول التنسيق والاتفاق التركي مع الروس ويبحث له عن مسوغات، وأهله وإخوانه ومدنه تحرق وتباد من القصف الروسي الإجرامي.
أبلغوا أردوغان أن الروس حموا إدلب بـ"خمس طائرات حربية وصواريخ من بوارج حربية روسية تحرق مناطق بريف إدلب اليوم".
وإمعانا في التستر والتغطية على عار الاتفاق التركي الروسي حول إدلب، يحاول البعض التحريض ضد "هيئة تحرير الشام" والطعن في معارك ريف حماة، حتى وإن اختلفوا في التقدير وذهبوا بعيدا في الخصومة، لكن أيصل الحقد بالبعض أن يتمنى التخلص من الهيئة؟ وهل من شرف الخصومة التحريض عليها، حتى وهي تخوض المعارك لم تسلم من الطعن؟ هذا سقوط أخلاقي.
تركيا الآن لا يهمها لا ثورة ولا مصير إدلب، القضية مرتبطة أكثر بالصداع الكردي والأمن القومي التركي. تتحدث تفقديرات عن تقسيم إدلب إلى مناطق ثلاث وجزء منها يسلم للنظام ويتحول مقاتلو الفصائل إلى شرطة مدنية مرتبطة بتركيا كما حصل في مناطق "درع الفرات"؟ أهذا ما يراد بإدلب؟ وهل هذه هي نهاية العملية العسكرية؟
والبعض يتحدث، تبريرا وتسويغا، عن عملية عسكرية لتجنيب إدلب مصير الموصل، يعني يجنبون إدلب مصير الموصل بعملية عسكرية دموية وقصف جوي وحشي ودمار هائل؟؟
تركيا توجهة نحو موسكو في اتفاق إدلب للمقايضة كما فعلت في حلب، وهذا إقرار منها، كما من كل الأطراف المؤثرة في الصراع الروسي، بأن "روسيا هي العنوان الرئيس لمستقبل سورية حيث توزّع الحصص والنفوذ والجغرافيا"، فبوتين، اليوم، أصبح سيد اللعبة في المنطقة: يأمر ويروض ويفاوض ويقسم ويرسم الخرائط ويحرق ويقصف وتركيا تبحث لها عن مناطق نفوذ باتفاق مع الروس منعا لقيام كيان كردي على حدودها وتغض الطرف عن كل جرائم بوتين وحرائقه في سوريا، وآخرها في ريف إدلب.