تقديرات: بوتين السترة الواقية لإيران
وترامب لا يمكنه أن يساعد إسرائيل في كبح تعاظم طهران
==========================
2017-8-23 |
خدمة العصر
كتب "شلومو شمير" في صحيفة "معاريف" أن اللقاء في سوتشي بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والرئيس الروسي فلاديمير بوتين لن يغير بالكامل حقيقة أنه في كل ما يتعلق بايران، تبدو إسرائيل معزولة في الساحة الدولية.
ترامب لا يمكنه أن يساعد إسرائيل في كبح تعاظم إيران، وفقا لتقديرات الصحيفة، أما كوريا فلا تعنيه كثيرا. أما بوتين فوافق على التعاون مع إسرائيل والسماح لها بقصف مواقع في نطاق سوريا منعا لتعاظم قوة حزب الله، ولكن ليس معنيا كثيرا بل وليس راضيا عن توسيع فهمه لقلق إسرائيل إلى صراع مع إيران. ونقل عن دبلوماسيين كبار في مركز الأمم المتحدة، فإنه من بين القوى العظمى الستة الموقعة على الاتفاق النووي مع إيران، فإن روسيا نشطة، رائدة ومتصدرة للجهد لإعادة إيران إلى الأسرة الدولية.
ورأى الكاتب الإسرائيلي أن بوتين لن يتخذ أي خطوة تضر وتمس بشكل ذي مغزى بعلاقاته الطيبة مع إيران. ووفقا للتقارير السائدة في اوساط الدبلوماسيين في نيويورك، فإن الوفد الإسرائيلي برئاسة رئيس الموساد يوسي كوهن الذي أجرى محادثات في واشنطن الأسبوع الماضي استقبل بحرارة ولكنه لم يحقق هدفه المركزي، إدراج الولايات المتحدة أو على الاقل الحصول على تصريح رسمي داعم في الصراع ضد التوسع والترسخ الإيراني في سوريا.
كما إن الوفد برئاسة رئيس الوزراء نتنياهو سيستقبل في روسيا اليوم ببشاشة. ويمكن الافتراض أن بوتين سيكرر الوعود بالتعاون مع إسرائيل في الميدان، ولكن هذه المرة يدور الحديث عن هدف إسرائيلي للعمل ضد ومنع إيران من أن تصبح الطرف المسيطر في سوريا. من ناحية بوتين، هذا هدف بعيد الأثر قد لا يكون حتى في وسعه العمل عليه وتحقيقه.
في السياق ذاته، كتب أحد أهم الصحفيين ومحللي الأمن القومي الإسرائيلي، يوسي ميلمان، أنه في إحساس من التخوف الكبير من تعزز التدخل الايراني في سوريا، طار هذا الصباح رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى لقاء قصير مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وجاء التعبير عن الاحساس بالإلحاح، إن لم نقل الهلع، في أنه كان مستعدا لأن يلغي إجازة الصيف لمضيفه في موقع الاستجمام سوتشي على شاطيء البحر الأسود.
ووفقا لتقديراته، فإن نتنياهو وكل جهاز الأمن قلقون جدا من تعمق الانتشار لإيران، حزب الله والميليشيات الشيعية التي نشرتها في أرجاء سوريا. واللقاء في سوتشي هو استمرار للقاءات التي عقدها الأسبوع الماضي في واشنطن رئيس الموساد، رئيس شعبة الاستخبارات في الجيش الإسرائيلي، اللواء هيرتسي هليفي وكبار آخرين مع نظرائهم الأمريكيين. وقد نالوا حقنة دسمة من العطف.
فالولايات المتحدة بقيادة الرئيس دونالد ترامب ترى الأمور بانسجام مع إسرائيل وتعتبر إيران عدوا، لكن قدرتها على التأثير في سوريا محدودة. وذلك لأنه مثل سابقه براك اوباما، ترامب هو الآخر قرر بأن يكون التدخل الأمريكي في سوريا محدودا بهزيمة داعش. في اللحظة التي يحصل فيها هذا، ستترك الولايات المتحدة سوريا منطقة نفوذ روسية.
وعليه، ففي إسرائيل أيضا يفهمون بأن روسيا هي المفتاح، ولكن هذا مفتاح ليس بالضرورة يفتح الباب الإسرائيلي. فطالما كان لإسرائيل وروسيا مصلحة مشتركة يمكن للتعاون أن ينجح. هكذا كان عندما أقيم جهاز التنسيق بين الجيشين منعا للصدام والمعارك الجوية بين طياري سلاح جو الدولتين. هكذا كان أيضا عندما غضت روسيا الطرف عن هجمات سلاح الجو ضد إرساليات الصواريخ من إيران عبر سوريا إلى حزب الله.
أما الآن، كما كتب، فمصالح إسرائيل وروسيا غير متطابقة. إسرائيل تطلب طرد الوجود الإيراني -حزب الله والشيعة- من الأراضي السورية، وخصوصا من قرب الحدود المحتلة في هضبة الجولان. وقال إنه يمكن لهذا الهدف أن يتحقق بهذا التفاهم أو ذاك عبر محادثات بين الولايات المتحدة وروسيا، ولكن روسيا بحاجة لإيران وفروعها كي تواصل الصراع في شرق سوريا ضد داعش وباقي فصائل الثوار. وروسيا ترى في مقاتلي إيران وحزب الله هم "الأيدي والأرجل على الأرض"، التي ستعمل من أجل تحقيق هدفها: تثبيت نظام الأسد.
وعليه، يقول المحلل الإسرائيلي، فإن فرص نتنياهو في إقناع بوتين بطرد إيران من سوريا هزيلة، ولن يكون هذا، حتما، في المدى القصير، ومشكوك جدا أن يكون في المدى البعيد، حين ستتحقق في سوريا تسوية سلمية. ورأى أن مجال المناورة الإسرائيلية في هذا الموضوع محدود، فهي متعلقة برغبة بوتين وما تبقى لها هو الردع وقدرتها العسكرية المتفوقة على الإسد وإيران وحزب الله.