تحت العنوان أعلاه، كتب يفغيني كروتيكوف، في "فزغلياد"، حول اضطرار تركيا إلى الاتفاق مع دمشق لشرعنة وجود قواتها في ما يسمى المنطقة العازلة داخل الأراضي السورية.
وجاء في المقال: يمكن تلخيص النتائج الأولية لعملية القوات التركية في شمال سوريا، بعدم إنجاز أنقرة أهدافها العسكرية والسياسية. وأكبر خيبة لأردوغان، هي أن خصمه بشار الأسد يخرج رابحا.
حدد الأتراك لأنفسهم في البداية مهمة احتلال شريط بعمق 30 كيلومترا، ثم تطهير هذه الأرض. لكن، من الواضح الآن أن الأمور لا تسير على هذا النحو. فالهدف السياسي للعملية، المتمثل بإنشاء منطقة عازلة على طول الحدود التركية السورية، لم يعد قابلا للتحقيق.
كما أدى هروب الأمريكيين السريع من جميع مواقعهم في منبج وكوباني إلى التقدم السريع للوحدات الحكومية السورية بدعم من المجموعة الروسية. تسيطر دمشق، دون قتال، على قطاعين كبيرين من الحدود مع تركيا مع الحفاظ على السكان الأكراد هناك. في المقابل، يسيطر الأتراك على المناطق الريفية إلى الشرق، ما لا يمكن اعتباره تبادلا متكافئا.
لو تمكن الأتراك من السيطرة على منطقة بعمق 30 كيلومتراً وتطهيرها من الناطقين بالكردية، لأمكنهم البقاء هناك لفترة طويلة. وهذا بدوره كان سيقوض إلى حد كبير إمكانية التوصل إلى تسوية سلمية في سوريا.
أما الآن، فبات بالإمكان التفاوض على الحدود الزمنية لبقاء القوات التركية في الأراضي السورية ومهامها، ثم المطالبة بانسحابها من هناك. يمكن للأتراك، من الناحية النظرية، إقامة عدة قواعد عسكرية أو مواقع، ومع ذلك، فلم يعد الحديث ممكنا عن أي احتلال فعلي لجزء من الأراضي السورية.
ومن المفارقات، أن لأنقرة الآن مصلحة في استعادة العلاقات الدبلوماسية مع دمشق في محاولة لإضفاء الطابع المؤسسي على إقامتها في أرض سورية بعمق 30 كيلومتراً. الاتصالات الحالية عبر الاستخبارات فعالة، ولكن ليس لها قوة قانونية.
من الممكن تخليص المناطق الداخلية في تركيا من الهجمات التي يشنها مسلحو حزب العمال الكردستاني فقط من خلال استقرار الوضع لفترة طويلة، وليس عبر قضم جزء من سوريا بسكانه الأكراد المعادين لأنقرة. أود الظن بأن أنقرة تدرك ذلك.