خلال شهر واحد فقط تنظيم “الدولة الإسلامية” يقتل نحو 95 من قسد وقوات النظام والمليشيات الأجنبية الموالية لها عبر تفجيرات واغتيالات وكمائن ضمن ضفتي نهر الفرات ====================
29 يونيو,2019
يواصل تنظيم “الدولة الإسلامية” في الشهر الـ 60 من عمر “خلافته” المزعمة، نشاطه في البادية السورية غرب نهر الفرات حيث قوات النظام والمليشيات الموالية لها من جنسيات سورية وغير سورية، وذلك عبر هجمات وكمائن متواصلة في بادية كل من السويداء والرقة ودير الزور وحمص، حيث يسيطر التنظيم على نحو 4000 كلم مربع انطلاقاً من منطقة جبل أبو رجمين في شمال شرق تدمر وصولاً إلى بادية دير الزور وريفها الغربي، بالإضافة لتواجده في بادية السخنة وفي شمال الحدود الإدارية لمحافظة السويداء، وفي الوقت ذاته تواصل الخلايا التابعة للتنظيم نشاطها المكثف ضمن منطقة شرق الفرات حيث مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، وذلك عبر تفجير عبوات ناسفة وهجمات انتحارية بالإضافة لعمليات اغتيال بالأسلحة الفردية والرشاشة تستهدف قسد والعاملين معها.
المرصد السوري لحقوق الإنسان وثق خلال الشهر الـ 60 من إعلان تنظيم “الدولة الإسلامية” لـ “دولة الخلافة” خسائر بشرية ضمن ضفتي نهر الفرات الشرقية والغربية بالإضافة للبادية السورية، وذلك خلال الفترة الممتدة بين الـ 29 من شهر أيار / مايو من العام 2019 وحتى الـ 29 من شهر حزيران / يونيو من العام ذاته، حيث وثق المرصد السوري مقتل 74 من قوات النظام والمليشيات الموالية لها، بينهم 15 من جنسيات غير سورية، قتلوا جميعاً خلال كمائن واستهدافات واشتباكات مع عناصر التنظيم في البادية السورية في دير الزور وحمص والرقة والسويداء، كما قضى ما لا يقل عن 19 مقاتل من قوات سوريا الديمقراطية بينهم قائد فوج هجين وقائد الأسايش في منطقة الشامية، وذلك جراء عمليات اغتيال نفذتها خلايا تابعة للتنظيم عبر هجمات وإطلاق نار وتفجيرات ضمن “غزوة الثأر لولاية الشام” في منطقة شرق الفرات.
إن المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومع استمرار الجرائم والانتهاكات بحق المواطنين السوريين، ورغم التهديدات بالقتل التي تلقيناها من تنظيم “الدولة الإسلامية”، ومن كافة القتلة في سوريا، يجدد تعهده بالاستمرار في عمله برصد وتوثيق ونشر كافة الانتهاكات والجرائم التي ترتكب بحق أبناء الشعب السوري، كما نجدد في المرصد السوري لحقوق الإنسان، مطالبتنا لمجلس الأمن الدولي، بإحالة ملف جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية المرتكبة في سوريا، إلى محكمة الجنايات الدولية، لينال قتلة الشعب السوري عقابهم مع آمريهم ومحرضيهم، أيضاً فإننا في المرصد السوري لحقوق الإنسان، حذرنا سابقاً وقبل إعلان تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام عن “دولة خلافته” في سوريا والعراق، بأن هذا التنظيم لم يهدف إلى العمل من أجل مصلحة الشعب السوري، وإنما زاد من قتل السوريين، ومن المواطنين من أبناء هذا الشعب الذي شرد واستشهد وجرح منه الملايين، حيث عمل تنظيم “الدولة الإسلامية واستغل مأساة أطفاله، عبر تجنيدهم بما يعرف بـ “أشبال الخلافة”، والسيطرة على ثرواته الباطنية ووضعها من أجل العمل على بناء “خلافته”، من خلال البوابات التي كانت مشرعة ذهاباً وإياباً مع إحدى دول الجوار السوري، كما نجدد في المرصد السوري لحقوق الإنسان، دعوتنا لمجلس الأمن الدولي وكافة المنظمات والدول التي تدعي احترام حقوق الإنسان في العالم، للعمل الفوري من أجل وقف الجرائم والانتهاكات المرتكبة بحق أبناء الشعب السوري، من قبل تنظيم “الدولة الإسلامية” ونظام بشار الأسد، وجميع مرتكبيها، بغض النظر عن الطرف الذي ينتمون إليه، وإنشاء محاكم مختصة لمحاكمتهم، كما ندعوهم لمساعدة الشعب السوري من أجل الوصول إلى دولة الحرية والديمقراطية والعدالة والمساواة، التي تحفظ حقوق كافة مكونات الشعب السوري دون التمييز بين الأديان والطوائف والاثنيات، التي كانت ولا تزال وستبقى تتعايش من أجل مستقبل مزهر لسوريا على الرغم من الحملات الإعلامية التي تعمل على تدمير البنى الاجتماعية للوطن السوري.
وكالة الاستخبارات التابعة لوزارة الدفاع الامريكية، تقول انه مازال لدى تنظيم الدولة 30 الف مقاتل في سوريا والعراق حتى شهر آب 2018.
وبحسب تقرير لمعهد دراسة الحرب ISW، نشر قبل ايام، فان تنظيم الدولة مازال قادرا على النهوض مرة اخرى وبشكل اسرع من قبل، حيث ان السيطرة البطيئة على المناطق التي كانت تحت نفوذ التنظيم اعطت التنظيم الوقت الكافي للتجهيز للمرحلة المقبلة من الحرب، وهي حرب العصابات وحرب الاستنزاف التي اعلن عنها قبل شهر، كما قام التنظيم بتجهيز انظمة انفاق لابقاء السلاح والذخيرة لاستخدامها في هذه الحرب.
كما نوه التقرير الى ان عدم اعادة الامن والاستقرار للمناطق التي كان فيها تنظيم الدولة، ستؤدي الى توسعه مرة اخرى، ففي العراق يقوم التنظيم بشكل منظم باغتيال وجهاء القرىوالمتعاونين مع الحشد الشيعي، كما استعاد السيطرة على عدة مناطق في العراق، ونوه التقرير الى ان انسحاب امريكا من العراق سيساهم حتما في اعادة ظهور التنظيم.
في سوريا، وبحسب التقرير، يستهدف التنظيم البنى التحتية للنظام السوري، مما يزيد من فشل الدولة، ويزيد معدلات العنف.
كما ان انسحاب امريكا من شرق الفرات سيؤدي حتما الى انتهاء المليشيات الكردية الانفصالية، فوجود امريكا في شرق الفرات يسمح لها بجمع المعلومات الاستخباراتية والقيام بعمليات جوية اما انسحابها فسيؤدي الى توتر بين تركيا والمليشيات الانفصالية، وبالتالي وجود فراغ سيملئه التنظيم.
وبالتالي دعى التقريرالى دعم اكبر للمليشيات الانفصالية، والى التركيز على العنصر العربي لانه لا يهدد تركيا ولأنه افضل من الاكراد في محاربة التنظيم في المناطق العربية