قالت إدارة حزب "الاتحاد الديمقراطي" الذاتية يوم الأحد إنها أزالت جميع مظاهر إعلانات الشوارع في مدن وبلدات الجزيرة لتخصيص أماكن محددة لها، مشيرة إلى أن إزالة الرايات والصور لم يأتِ بقرار سياسي.
ويأتي ذلك بعد ربط نشطاء محليين عمليات إزالة الحزب الكردي الرايات والصور من جميع الدوارات والتقاطعات في مدن محافظة الحسكة، بمفاوضات مع نظام الأسد تسعى لإعادة مؤسساته تارة وبقرار من قوات التحالف الدولي تارة أخرى.
وذكرت "هيئة البلديات" في الإدارة الكردية في بيان إنها أنشأت مؤسسة "روج" للإعلام لتنظيم الإعلانات الطرقية وإعادة هيكلة الإعلانات الطرقية بشكل جميل ولائق، مؤكدة أنه "غير صحيح" ما نشره ما سمته "الإعلام الأسود" نشر الأخبار الكاذبة عن إزالة الصور وراياتها شمال سوريا بقرار سياسي، وهذا غير صحيح".
وبينت أن "هدفها تجميل المدن وإزالة جميع إعلانات الطرق من أجل الدخول في مرحلة جديدة من إعلام الطريق، يكون ذا جمالية منظمة في كافة البلدات ومدن الجزيرة".
وكان مصدر صحفي أكد لـ"زمان الوصل" أن إزالة الرايات والصور من ميادين الحسكة إضافة إلى تغيير مكان الحواجز ضمن "عملية تنظيمية".
يذكر أن مسلحي ميليشيات حزب "الاتحاد الديمقراطي" المتعددة تنشر راياتها وصور قتلاها إلى جانب صور زعم حزب "العمال الكردستاني" (عبد الله أوجلان) بكثافة في شوارع مدن وبلدات مناطق سيطرتها شمال شرق البلاد عموماً وفي الحسكة خصوصاً.
منذ الأمس، وصلني مقطع بصوت أحمد العودة، قائد فرقة "شباب السنة" في بصرى الشام، يبرر فيه تسليم المدينة للنظام،ويواجه منتقديه بالشتم والسب، ويصفهم بالكلاب ويطالبهم بسد بوزهم، ويعدهم أنه سوف يدعس على رقابهم.
ثم يختم كل هذه " المرذلة " بكلمات يقول فيها إن رب العالمين يرى كل شيء وشاهد على كل شيء.
في الحقيقة، على الرغم من أنني ابن المنطقة التي ينتمي إليها أحمد العودة، إلا أن عيني لم تتكحل برؤيته من قبل، كما أنني لم اسمع باسمه سوى قبل بضعة أشهر، عندما كنت أتواصل مع أهالي بلدي، فيقولون لي إن الحياة عادية، لولا أن أحمد العودة يتسلط عليهم ويمارس أعمال التشبيح بصورة أسوأ من النظام سابقا.
وقد جربت حظي قبل هذه المرة كي أكتب عنه، إلا أن الكثيرين حذروني، في معرض السؤال عنه والاستفسار عن أفعاله وممارساته، أنه قد ينتقم من أهلك في الداخل إذا فعلتها، ومن جهة ثانية كان أحمد العودة قد استعان بالكثير من المدافعين عنه ومن الصف الأول في حوران، والذين يتقنون الردح، إذا ما حاول أحدهم انتقاده.
طبعا كل ذلك لا يبرر صمتي وصمت غيري عن ممارساته خلال الفترة السابقة، لكن الجبن والخوف ميزة إنسانية، بالإضافة إلى أن جلوسنا في الخارج جعلنا نخشى على الدوام بأن نكون سببا لمزيد من الشقاء لأهلنا وذوينا في الداخل.
على أي حال، لم أعد أعرف إذا كان الكلام مفيدا بعد كل الذي جرى بالأمس، من تسليم رخيص لمدينة بصرى وشق الصف في حوران، عن الإجماع الذي تعاهدوا عليه، بأن تكون كلمتهم واحدة، وموقفهم واحد، من أجل أن يحصلوا على مزايا إضافية خلال التفاوض مع الروس، لكن الكثيرين الذين تواصلوا معي منذ الأمس وحتى اليوم، أخبروني بأن الكلمة لاتزال سارية المفعول، وأن "الضفدع" أحمد العودة ليس نهاية المطاف، أو نهاية المشهد في حوران، فلازال هناك رجال أشداء يرفضون سرد الحجج الواهية، التي انطلق منها العودة لتسليم مدينته، ومنهم رجال يقاتلون معه ولا يتوافقون مع قراره، ولديهم الاستعداد لأن يقفوا في وجهه ومتابعة مسيرة النضال والكفاح مع باقي كتائب حوران التي قررت الصمود والتصدي للعدوان الروسي الشرس عليهم.
ولعل ذلك مما يثلج الصدور، وبنفس الوقت يضعنا أمام وقائع لا يجب أن نستهين بها .. لأن خروج بصرى الشام من دائرة الصراع، والتي كانت تضم القوة الأكبر في أقصى المنطقة الشرقية من حوران، يعني محاصرة عدد كبير من القرى المحيطة والأصغر، والتي لوحدها لا تستطيع أن تفعل شيئا في مواجهة عدوان النظام وميلشياته والروس كذلك.
فمنذ الأمس، وبحسب ما أخبرني أكثر من طرف، غادر الجيش الحر هذه القرى بعد أن أفرغها من سكانها بالكامل، بمعنى أن النظام سوف يدخلها بلا مقاومة أبدا، وسوف يعيث فيها فسادا وتدميرا، وربما أن أحمد العودة سوف يساعدهم بهذه المهمة.
لذلك أختم، مهما حاولنا التقليل من شأن حركة أحمد العودة القذرة، التي استسلم بها للروس، لا نستطيع أن ننكر أنه وجه طعنة قريبة ومؤلمة لثوار حوران، وبحسب ما يتم تداوله، فإن العودة ليس هو صاحب القرار الفعلي في التسليم، وإنما رجل الأعمال خالد المحاميد، المتزوج من أخت العودة، والممول لفرقة "شباب السنة".
وأنا أستغرب في هذا المقام، كيف أن ثوار حوران وثقوا بأحمد العودة بينما يقف خلفه المحاميد، الذي يعتبر وزير المال لهيثم مناع، وأحد أدواته التي استخدمها لإجهاض الثورة، وهذه النقطة أنا على إطلاع عليها تمام، ومسؤول عن كلامي فيها، بأن خالد المحاميد لا يستطيع أن يتصرف بأي شيء دون أمر أو أخذ مشورة هيثم المناع، وهناك اتصالات يومية بينهم، كنت شاهدا عليها في مرحلة من المراحل، يستشيره فيها المحاميد بقضايا أكثر من بسيطة، فما بالكم بقضية استراتيجية على هذا النحو ..؟!
صراحة، أرى أن أحمد العودة هو أصغر عميل في هذه المؤامرة، وقد تم كسر البطيخة برأسه، فلا تلوموا شخصا، كان بلا قيمة قبل بضع سنوات، ثم منّ عليه خالد المحاميد بالمال والجاه والسلاح.