رسالة من طبيب في الغوطة :
=================
السلام عليكم
الوضع اشبه بعلامات القيامة
الاصابات تتوافد بشكل اسر كاملة
ام وأطفالها الثلاثة
اربع حوامل بالاشهر الاخيرة
استشهدت واحدة والثانية ضمن العناية بحالة خطرة والثالثة استشهد جنينها في بطنها والرابعة تحت المراقبة
الكل معه اطفاله بإصابات عصبية او بتور او انفقاء مقلة
طفلة مصابة بكلتا عيونها
طفلة 9 اشهر بتر طرف سفلي ايسر
والكثير من الاصابات التي لاتحصى ونحن في بداية النهار للان
الاقسام ممتلئة بالكامل والناس على الارض
المرضى تراجعنا بعد ان كنا خرجناهم من يومين بإصابات والمفجرات بصدرهم وراجعونا بإصابات جديدة ( ام وطفلتها وقد بترنا ساق ابنتها منذ اسبوع)
كلمة كارثي لاتكفي لوصف ما يجري
كلمة ابادة ايضا لا تعبر عن حجم ما يجري
حرق البشر والشجر والحجر
تسميم الهواء والماء
لامكان نخرج المرضى اليه فالجميع راجعنا من تحت انقاض بيته
طفلة في السادسة من عمرها اجرينا لها 4 عمليات لغاية اليوم تعاني من نزف شديد
ما ان رأتني صباح اليوم وبيدي قطعة حلوى حتى نسيت كل آلامها واحتضنت قطعة حلوى لم تبصرها منذ اشهر لكنها تقاسمتها مع امها بجوارها واضطررنا لتاجيل جراحة اليوم لها لنتركها تستمع بتلك القطعة ( لديها تنضير بجرح بطنها)
وكل ذلك لاجل ماذا
لماذا يتم قتل الاطفال والنساء
لماذا يجوع قرابة نصف مليون انسان كلهم مدنيون ولا يشكل من حمل سلاحا نسبة تذكر
لماذا يموت الاطفال جوعا وحرقا في القرن 21 على مرأى العالم وبصره
ماذا فعلت الغوطة الشرقية للعالم كله ليصمت عن تلك المجازر
رفضنا الارهاب باشكاله كلها وحاربنا الفكر المتطرف قبل ان يحاربه غيرنا ونبذنا من غوطتنا كل هؤلاء
لماذا كل تلك المجازر
لماذا تدفن الاطفال تحت ركام وطنها
ماذا يريد العالم كله منا
اوقفوا مجازر الغوطة
قفوا مع انسانيتكم
هذه ليست رسالتي انا
هذا رسالة كل طفل وامراة في غوطة الشام حلم يوما من الايام بحصة في وطنه فقط