د/ محمد المسير .. فقيد الدعوة

عبدَ الله

<b><font color="#FF00FF">فرسان النهار</font></b>
إنضم
5 يناير 2008
المشاركات
559
التفاعل
6 0 0
د. محمد المسير.. فقيد الدعوة

نادية سعد
9 - 11 - 2008


[FONT=arial,helvetica,sans-serif]فقدت الدعوة الإسلامية فارسا من فرسانها المخلصين الذين حملوا لواءها بكل صدق وصبر وجرأة دون أن يخشي في الله لومة لائم مهما كلفه ذلك من متاعب وصعاب.. إنه العالم ابن العالم الدكتور محمد سيد أحمد المسير الذي ورث العلم الديني أبا عن جد.. وقد شيعت جنازته من الجامع الأزهربعد صلاة ظهر يوم الأحد الرابع من ذي القعدة سنة 1429 هـ الموافق الثاني من نوفمبر 2008م . [/FONT]

[FONT=arial,helvetica,sans-serif]ولد الدكتور المسير في قرية كفر طبلوها مركز تلا محافظة المنوفية عام 1948م بمصر ونشأ وترعرع فيها وبرز نبوغه في مرحلة مبكرة من حياته حيث حصل علي المركز الأول علي مستوي الجمهورية في الثانوية الأزهرية والتحق بكلية أصول الدين بناء علي رغبة والده الذي كان أستاذا بكلية الشريعة، إلا انه تخصص في قسم العقيدة بناء علي رغبته هو شخصيا وعلي غير رغبة والده.. وحقق فيها تفوقا كبيرا حتي أصبح علما من أعلام الأزهر عبر تاريخه وليس في الوقت المعاصر فقط لأنه درس ما يحب. [/FONT]

[FONT=arial,helvetica,sans-serif]حصل المسير علي الدكتوراة بمرتبة الشرف الأولي من جامعة الأزهر عام 1978، وعمل أستاذا ورئيسا لقسم اللغة العربية والدراسات الإسلامية في كلية التربية فرع جامعة الملك عبدالعزيز بالمدينة المنورة من عام 1983 الي عام 1987م. أعير المسير أستاذا للعقيدة والأديان في كلية الدعوة وأصول الدين جامعة أم القري بمكة المكرمة من 1993 الي1998م.
ثم انتدب للتدريس في كليتي التربية والعلوم جامعة قناة السويس بالإسماعيلية علي مدي ربع قرن.
[/FONT]

[FONT=arial,helvetica,sans-serif]قام الدكتور المسير بالتدريب في دورات معهد الإذاعة والتليفزيون بوزارة الإعلام المصرية. ودورات تدريب الأئمة بوزارة الأوقاف ومعهد الدراسات الإسلامية بوزارة التعليم العالي.
كما عمل مستشارا لوزير الأوقاف المصري عام1992.[/FONT]


[FONT=arial,helvetica,sans-serif]شارك في عضوية لجنة اختيار قراء القرآن الكريم بالتليفزيون المصري عام 1989، كما شارك في لجان الاختيار لجائزة الملك فيصل العالمية. وله العديد من البرامج والمقالات في الإعلام المقروء والمسموع والمرئي. [/FONT]

[FONT=arial,helvetica,sans-serif]رجل المواقف[/FONT]

[FONT=arial,helvetica,sans-serif]والدكتور المسير - رحمه الله- كان عالما جليلا امتاز بالوسطية والاعتدال ولم يخش - في الله لومة لائم ولم يسع الي أية مناصب مهما كبرت لأنه كان يراها دائما أصغر وأقل كثيرا من انشغاله بالدعوة الي الله مستيقنا قول الحق تبارك وتعالي: "ومن أحسن قولا ممن دعا الي الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين" سورة فصلت: (33). [/FONT]

[FONT=arial,helvetica,sans-serif]وقد خاض الدكتور المسير معارك فكرية ضد المجرمين والمنحرفين والمتطاولين علي دين الله.. ولم يثأر يوما لنفسه قط من مخالف له في الرأي وانما كان يغار علي حدود الله ويدافع عنها بالحكمة والموعظة الحسنة وفي هدوء يحسد عليه وابتسامة لا تفارق وجهه الوضاء. [/FONT]

[FONT=arial,helvetica,sans-serif]معارك نظيفة[/FONT]

[FONT=arial,helvetica,sans-serif]لم يتول عالمنا الراحل ما يستحق من مناصب رفيعة بالأزهر تؤهله لها إمكاناته العلمية وثقافته الإسلامية الواسعة وحماسه وحرصه علي ثوابت الإسلام. لأن الجميع كان يخشاه. فهو لا يعرف المواقف المائعة التي يقفها بعض مَنْ يتولون مناصب قيادية في مؤسساتنا الدينية.. لا يعرف النفاق السياسي، ولا يمكن أن يضحي بقيمة من قيم الإسلام من أجل منفعة مادية أو وظيفة براقة. [/FONT]

[FONT=arial,helvetica,sans-serif]ولذلك اكتسب احترام الجميع خاصة الجماهير المسلمة الواعية الحريصة علي دينها الناقمة علي ما آل إليه حال الدعوة والعمل الإسلامي علي أيدي أصحاب المواقف الرمادية الذين يحاولون دائماً الإمساك بالعصا من المنتصف فتقع من بين أيديهم وتهتز صورتهم في عيون الجميع. [/FONT]

[FONT=arial,helvetica,sans-serif]وإذا كان الدكتور المسير قد تربع علي قلوب عامة المسلمين وخاصتهم بإخلاص فتواه وتحريه الصدق وقول كلمة الحق ولو كانت مرة وفي سبيل ذلك اصطدم مع بعض القيادات الدينية إلا أن خلافه معها كان خلافا نبيلا لم يتطاول فيه علي عالم أو يسخر من رأي مخالف له بل إنه كان دائم النصح للآخرين بأن يكون "الحق وحده" هدف الجميع لأنه أحق أن يتبع أيا كان الشخص الذي يجريه الله علي يديه.. فالمهم المقولة لا القائل. [/FONT]

[FONT=arial,helvetica,sans-serif]اختلف الدكتور المسير مع الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر في كثير من المواقف منذ أن كان مفتيا وبعد توليه مشيخة الأزهر، سواء حول فوائد البنوك أو حوار الأزهر مع الفاتيكان وجدوي حوار الأديان ولقاءاته مع الحاخامات اليهود واستقباله لبابا الفاتيكان السابق وغير ذلك من المواقف، إلا أنه لم يتطاول عليه يوما وإنما كان يراه بمثابة الرمز لكونه شيخا للأزهر.. ولعل هذا ما دفع شيخ الأزهر ليكون في مقدمة مشيعيه مع كثير من علماء الأزهر وقياداته مثل الدكتور أحمد الطيب والدكتور نصر فريد واصل والدكتور أحمد عمر هاشم وغيرهم الكثير من أعضاء هيئة التدريس بجامعة الأزهر وطلابها من المصريين والوافدين مما يؤكد المكانة الرفيعة للدكتور المسير في نفوس الجميع. [/FONT]

[FONT=arial,helvetica,sans-serif]واختلف الدكتور المسير مع الدكتور زقزوق في قضية توحيد الأذان الذي يراه تعطيلا لشعيرة دينية مرتبطة بالصلاة وكما أن الأذان المركزي لا يعتبر أذانا بالنسبة لبقية المساجد وإنما هو مجرد صدي صوت ونقل الذبذبات الصوتية التي لا تغني عن الأذان المباشر الذي يجب أن نبحث عن الأصوات الندية لرفعه بدلا من "تعميم" الأذان الموحد الذي أضراره أضعاف مكاسبه إن كانت له مكاسب. [/FONT]

[FONT=arial,helvetica,sans-serif]ماذا قال العلماء عن المسير؟[/FONT]

[FONT=arial,helvetica,sans-serif]يقول الدكتور محمد عبدالمنعم البري الأستاذ بجامعة الأزهر وصديق الراحل، حيث بدأت صداقتهما منذ كان الدكتور المسير بالمرحلة الثانوية وكان والده يشرف علي رسالة الماجستير للدكتور البري وكان الدكتور المسير يتولي قراءة الرسالة لوالده حتي لا يضيع وقت الدكتور البري ويتفرغ للبحث وإكمالها وهو أمر منحه ثقافة واسعة وقدره علي البحث في وقت مبكر كما تعلم من والده فن التقييم، يقول:[/FONT]
[FONT=arial,helvetica,sans-serif]فقدت الأمة الإسلامية عالماً ومفكراً إسلامياً لم يتوقف عطاؤه علي قاعات الدرس والبحث فقط وإنما امتد إلي أرض الواقع فكان عالماً وداعية لا يضن بوقته أو علمه، لا يحجم عن الإدلاء بحكم الدين إذا سئل دون أن يحسب الحسابات والتوازنات كما يفعل البعض، لذا ترك في حياتنا الفكرية والدعوية فراغاً كبيراً. إنه المفكر الإسلامي الدكتور محمد سيد أحمد المسير أستاذ العقيدة والفلسفة بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر. والراحل كان أستاذه الأول والده الدكتور سيد أحمد المسير الأستاذ بكلية أصول الدين أيضاً وقد لازمه ابنه حتي في قاعات الدرس يتابعه في حواراته ومناقشاته وآرائه فأخذ عنه علمه وأدبه وورث منه وقار العلماء وهيبة الدعاة وتعلم منه احترام الرأي الآخر والاستماع إليه ومناقشته دون الصراع معه.[/FONT]

[FONT=arial,helvetica,sans-serif]وأضاف الدكتور البري: إن غياب الدكتور المسير بمثابة خسارة كبيرة للحياة العلمية والاجتماعية فقد وقف أمام كل مايضر بالعملية التعليمية بالجامعة وكذلك كان واضحاً في قضايا كثيرة. [/FONT]

[FONT=arial,helvetica,sans-serif]أما الدكتور محمد المختار المهدي الأستاذ بجامعة الأزهر والرئيس العام للجمعية الشرعية يصف الراحل بأنه رجل المواقف وقد كان معه عضوًا في الجمعية الشرعية ويذكر من مواقفه الجريئة اعتراضه علي بعض مواد قانون الطفل لأنها تمثل انتهاكاً واضحاً للحدود الشرعية وتساعد علي التفسخ الأسري بل الخروج علي أحكام الإسلام، وقال كلمته في وقت آثر فيه الجميع السلامة وابتعدوا عن الرد لحسابات تخص كل واحد، إلا أنه لم يشتر رضاء أحداً بسخط الله. [/FONT]

[FONT=arial,helvetica,sans-serif]وقال: إن الدكتور المسير انتقد اتفاقية (اليداوا) التي تتبناها لجنة المرأة بالأمم المتحدة وتحرص علي فرض بنودها علي كل الدول الإسلامية وغير الإسلامية وتدعي أن هدفها القضاء علي العنصرية ضد المرأة، وهي في الحقيقة تتنافي مع أحكام الشريعة الإسلامية الصحيحة التي تؤكد علي الطابع الإنساني حتي تتكامل الحياة ولا تتعارض، وكذلك نقده لنصوص اتفاقيات حقوق الطفل وغير ذلك من المواقف التي تثبت أننا قد خسرنا مناضلاً شريفاً ترك من بعده من يهرفون بما لا يعرفون. [/FONT]

[FONT=arial,helvetica,sans-serif]ويقول الدكتور عبد الرحمن عميرة الأستاذ بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر: انه شاهد بنفسه موقفاً للدكتور المسير يقف بين تلامذته يستمع إليهم ولا ينصرف حتي ينصرفوا جميعاً بل كان الطلاب يطلبون منه كتابه فيأمر صاحب المكتبة أن يمنح أي طالب كتابه إذا ذكر انه ليس معه ثمنه وله ولد اسمه حذيفة إذا نظرت إليه تذكرت جده الراحل الدكتور سيد أحمد المسير عليه رحمة الله. [/FONT]

[FONT=arial,helvetica,sans-serif]وأضاف أن الراحل ممن نبهوا إلي أن الأزهر يعيش مرحلة الجهاد في الوقت الذي تتكاتف التيارات لضرب الإسلام في مقتل، وكان رحمه الله يعتني بالطلاب الوافدين حتي لو استلزم الأمر الإنفاق عليهم من ماله الخاص باعتبار أن هؤلاء من وجهة نظره حائط الصد ضد الاحتراق الغربي للأزهر ومؤسساته. [/FONT]

[FONT=arial,helvetica,sans-serif]ويقول الدكتور محمد زناتي عميد كلية الدراسات الإسلامية والعربية إن الراحل أستطيع أن أصفه بأنه صاحب الحضور الطاغي سواء في مواقفه أو في ساحات العلم والرأي والإعلام دون غلو أو تعصب.[/FONT]

[FONT=arial,helvetica,sans-serif]تراث المسير[/FONT]

[FONT=arial,helvetica,sans-serif]أثري الدكتور المسير المكتبة الإسلامية بأكثر من خمسين مؤلفا في العقيدة والفلسفة والأديان والفرق والمذاهب والشريعة الإسلامية. وترجمت له عدة كتب الي الألمانية والماليزية والأندونيسية ومن أشهر كتبه: "قضايا الفكر الإسلامي المعاصر" و"منهج الفرقان في علوم القرآن".. محقق في مجلدين: و"العبادات في الإسلام.. بحوث وفتاوي" و"زلزال الحادي عشر من سبتمبر وتوابعه الفكرية" و"النبوة المحمدية.. الوحي.. المعجزة.. العالمية" و"أخلاق الأسرة المسلمة" و"التمهيد في دراسة العقيدة الإسلامية" و"عالم الغيب في العقيدة الإسلامية"و" أصول النصرانية في الميزان". و«الرسالة والرسل في العقيدة الإسلامية»،و «المدخل لدراسة الأديان» و «الحوار بين الجماعات الإسلامية»، و «قضية التكفير في الفكر الإسلامي» و «الرسول في رمضان»، و «دراسات قرآنية»، و «محاولة لتطبيق الشريعة الإسلامية».[/FONT]

[FONT=arial,helvetica,sans-serif]ومن أبرز أعمال الدكتور المسير في مجال الدعوة مشاركته الدائمة في العديد من المؤتمرات والندوات المحلية والدولية في كل من القاهرة ومكة المكرمة ومسقط وأبو ظبي وبغداد والكويت وبيروت والجزائر وطهران وموسكو وألما آتا عاصمة كازاخستان وطشقند عاصمة أوزبكستان وباكو عاصمة أذربيجان وعشق آباد عاصمة تركمانستان وتيرانا عاصمة ألبانيا. [/FONT]

[FONT=arial,helvetica,sans-serif]وكان قد أطلق منذ أشهر حملةً لنشر الحياء بالشارع المصري، مشيرًا إلى أن هناك أسبابًا رئيسيةً وراء إطلاق الحملة، أبرزها ما تنشره وسائل الإعلام من فضائح تتعلق بزي المرأة، والتي تخدش الحياء.[/FONT]

[FONT=arial,helvetica,sans-serif]وإذا كان الدكتور المسير من بيت أزهري حتي النخاع فإنه نذر أولاده جميعا للأزهر حيث ألحقهم به فتفوقوا ليكملو ا مسيرة الأب والجد ومنهم حمزة المذيع بإذاعة القرآن الكريم وحذيفة الطالب بالدراسات العليا بجامعة الأزهر وكذلك طلحة وبشير وجعفر وعثمان وسلمان جعلهم الله رحمة لوالدهم وأخرج منهم العلماء الثقات ليكملوا المسيرة[/FONT]
 
اني لا اعرفه معرفة شخصية و لكن كنت كلما رأيته في التلفاز علي اي قناة أجله و أقدره كانه استاذي الذي اتعلم علي يديه , يذهب العلماء و تبقي الجيف و لا حول و لا قوة الا بالله .

وإذا كان الدكتور المسير من بيت أزهري حتي النخاع فإنه نذر أولاده جميعا للأزهر حيث ألحقهم به فتفوقوا ليكملو ا مسيرة الأب والجد ومنهم حمزة المذيع بإذاعة القرآن الكريم وحذيفة الطالب بالدراسات العليا بجامعة الأزهر وكذلك طلحة وبشير وجعفر وعثمان وسلمان جعلهم الله رحمة لوالدهم وأخرج منهم العلماء الثقات ليكملوا المسيرة

انظر الي الذرية التي تركها , ما شاء الله و لا حول و لا قوة الا بالله .انظر الي علمهم و مكانتهم و غير ذلك الي اسمائهم , علي اسماء الصحابة رضوان الله عليهم , ماذا أقول في هذا الرجل , و الله لا اجد قولا غير , اللهم ارحمه و اجعل منزلته مع النبيين و الصديقين و الشهداء , اللهم امين .

أشكرك أخي علي هذا الموضوع الجميل عن شخص أجمل , رحمة الله عليه .
 
بارك الله فيك يا أخى و الله أحزن جدا عندما أجد العلماء يقبضون واحد تلو الأخر و الأمه فى سُبااااااااااااات
و أعدائها يتكالبون عليها وهى ترتمى فى أحضانهم
متى ستعود هذه الأمه إلى رشدها إلى ربها متى يخرج الداء العضال من جسد هذه الأمه
أسئل الله أن يهيىء لهذه الأمه أمر رشد يعز فيه أهل طاعته و يزل فيه أهل معصيته و يأمر فيه بالمعروف و ينهى فيه عن المنكر و ينادى فيه لساحات الوغى اللهم بلغنا هذا الزمان
 
بارك الله فيك يا أخى و الله أحزن جدا عندما أجد العلماء يقبضون واحد تلو الأخر و الأمه فى سُبااااااااااااات
و أعدائها يتكالبون عليها وهى ترتمى فى أحضانهم
متى ستعود هذه الأمه إلى رشدها إلى ربها متى يخرج الداء العضال من جسد هذه الأمه
أسئل الله أن يهيىء لهذه الأمه أمر رشد يعز فيه أهل طاعته و يزل فيه أهل معصيته و يأمر فيه بالمعروف و ينهى فيه عن المنكر و ينادى فيه لساحات الوغى اللهم بلغنا هذا الزمان

اللهم تقبل هذا الدعاء , أمين يا أرحم الراحمين .
 
الى رحمة الله وفي جنات الخلد ان شاء الله
 
عودة
أعلى