أخي الكريم F15as منذ مايو 2004 وملك البحرين في كل زيارة لوزير الدفاع الأميركي للبحرين أو أي مسؤول أميركي يقول لهم "أن أولى الأولويات لدينا الدفاع الجوي"، وعرض عليهم عدة عروض منها على سبيل المثال قال لهم سنشتري منكم واحدة وسنقوم باستئجار أخرى، أو أنتم يا أميركا زودونا بواحدة من عندكم لأن الجيش الأميركي تستأجر من البحرين قاعدة في ميناء سلمان وقاعدة في الجفير، وهذا التأجير قديم منذ سنين بعيدة يرجع إلى بعد الانسحاب البريطاني من الخليج في عام 1971، بريطانيا أثناء احتلالها للخليج كانت لديها قواعد عسكرية كثيرة في الخليج وفي البحرين وعندما أرادت الانسحاب من الخليج في عام 1971 رتبت مع الولايات المتحدة لكي تأخذ قواعدها في البحرين، هنا أمير البحرين الشيخ عيسى بن سلمان الله يرحمه قال لهم لا نقبل بهذا، لا يمكن أن تنسحب بريطانيا وثم تأتي مكانها أميركا لملء الفراغ هكذا بدون أي ترتيب من طرفنا، لأن بريطانيا كانت تريد أن ترتب لأميركا لكي تملء الفراغ مكانها، ولكن أمير البحرين الله يرحمه ومعه عضيده سمو رئيس الوزراء خليفة بن سلمان حفظه الله ورعاه واطال في عمره قالوا لأميركا نحن الآن حصلنا على الاستقلال وإن أردتم قاعدة عسكرية في البحرين فيجب أن يتم ذلك بناءً على عقد إيجار تدفع لنا هكذا مبلغ من المال سنوياً، وافقت أميركا على ابرام عقد إيجار مع البحرين، ومنذ ذلك الوقت معظم الصفقات العسكرية التي كانت تشتريها البحرين من أميركا كان من خلال مبلغ ايجار القاعدة.
هذه نبذة تاريخية مختصرة عن الوضع،
أرجع لموضوع الباتريوت، كما أسلفت سابقاً، القيادة البحرينية منذ عام 2004 وهي تقول لأميركا بأن البحرين بحاجة ماسة لبطاريات باتريوت لتغطية الأجواء والأراضي البحرينية كاملة، ولكن أميركا كانت تماطل، وخلال الأعوام 2007 و 2008 في عهد الرئيس جورج بوش كررت البحرين طلبها مرة أخرى وفي إحدى برقيات السفارة الأميركية بالمنامة قالوا لملك البحرين لدينا بطاريات باتريوت في قاعدة العديد في قطر وهذه البطاريات تغطي الأجواء البحرينية، قال لهم ملك البحرين نحن نريد بطاريات خاصة بنا، وفي إحدى البرقيات الأميركان يقولون: "إذا قمنا بتزويد البحرين بطارية باتريوت هذا يعني امتداد الميزانية البحرينية" وهنا لا يقصدون ميزانية حكومة البحرين وإنما يقصدون ميزانية تأجير القاعدة من البحرين، وهذه العبارة التي وردت في البرقية هي غامضة ويمكن للمرء أن يعمل حولها الكثير من التحليل والاستفسار والاستنتاج.
وثم وصل أوباما للرئاسة والبحرين جددت طلبها مرة أخرى، وأوباما قال أنا عندي مشروع آخر لدول الخليج جميعاً وهو "الدرع الصاروخي الخليجي المتكامل" وقال للبحرين عند إنشاء هذا الدرع الصاروخي لن تكونوا بحاجة لبطاريات باتريوت، وثم مع مرور سنوات أوباما كانت العلاقات بين البحرين وأميركا تزداد سوء يوماً بعد يوم، حتى وصلنا إلى عام 2011 أحداث البحرين وهنا العلاقات ازدادت أكثر وأكثر سوءاً والباقي تعرفها ولا داعي أن أعيد ذكرها.
هناك العديد ممن يقولون أن البحرين تستأجر بطاريات الباتريوت من الجيش الأميركي، ولذلك في عام 2011 عندما انسحب الاسطول الخامس من البحرين، في رسالة كانت ترسلها أميركا بأنها تقف بجانب ثيران البحرين الارهابيين مرتزقة إيران في البحرين، ولكنها في عام 2011 لم تسحب بطاريات الباتريوت من البحرين وهذا دليل على أن البحرين تستأجر البطاريات وهناك عقد ملزم بين الطرفين.
نقطة أخيرة، الجميع يتذكر خلال عامي 2015 و 2016 نشرت العديد من وسائل الأعلام الغربية والعربية خبر مفاده أن البحرين تريد شراء منظومة S-400 ومنظومة Pantsir من روسيا، حسب تحليلي الشخصي، لربما كانت رسالة مبطنة ترسلها البحرين لأميركا إذا لم تحلوا مشكلة الباتريوت وتوافقوا على اقتنائنا لها فإننا سنتجه إلى منظومات دفاع جوي روسية الصنع.
هذه هي قصة الباتريوت في البحرين، واعتذر عن الاطالة
وتقبل تحياتي