السيسي يبدأ حربه على الازهر

مراقب دقيق

صقور الدفاع
إنضم
13 مايو 2014
المشاركات
15,901
التفاعل
66,565 1 0
"حكاية الطَّيِّب والأشرار".. كواليس ما يحدث بين مشيخة الأزهر ومؤسسات الدولة المصرية

حالة الوجوم التي بدا فيها شيخ الأزهر في مرات ظهوره الأخيرة تتزامن مع الحديث عن خلافات بينه وبين المؤسسات الدينية ومؤسسات رسمية مصرية أخرى، إضافة إلى وسائل الإعلام، مع صراع معلن حيناً أو خفي في أحيان أخرى مع تلك الأطراف.

في هذا الموضوع نحكي كواليس الخلافات بين شيخ الأزهر ومؤسسات عديدة، بعضها ينشر لأول مرة، ونرصد فيه عبر مصادر مختلفة قريبة من جبهة أحمد الطيب والمشيخة توتر العلاقات بينه وبين المؤسسات الأخرى.

داخل جامعة الأزهر

تبدأ هذه الخلافات داخل جامعة الأزهر نفسها، التي كان الطيب رئيسها السابق حتى توليه منصب المشيخة في مارس/آذار 2010، وتشكل مراكز القوى المعارضة له داخل الجامعة أحد أهم محاور الصراع، خاصة بعد أن سحب عبد الفتاح السيسي ملف "تجديد الخطاب الديني" من شيخ الأزهر وأسنده لمستشاره للشؤون الدينية أسامة السيد الأزهري، وأعلن الرئيس في أكثر من مناسبة عن امتعاضه من عدم استجابة الأزهر لدعوته "التجديدية".

وذكر مصدر قريب من المشيخة أن السيسي لا يكتفي بفكرة "تجديد الخطاب الديني" التي يتحدث عنها الطيب دوماً، وإنما تحويل مهمة الأزهر لمواجهة ما يعتبره السيسي "مواجهة التفكير والتطرف والتشدد الديني"، ويشترك مع الأزهري في هذا الملف كل من علي جمعة مفتي الديار المصرية السابق، وأسامة العبد رئيس جامعة الأزهر السابق ورئيس اللجنة الدينية في مجلس النواب الحالي، وشوقي علام المفتي الحالي للجمهورية، وهم جميعاً يُعتبَرون من الجبهة المناوئة للطيّب داخل الأزهر.

o-GG-570.jpg


وكان الطيّب قد قام بتعيين إبراهيم الهدهد، أستاذ اللغة العربية رئيساً لجامعة الأزهر خلفاً لعبد الحي عزب، الذي استقال (فيما يشبه الإقالة) نهاية 2015، وكان معروفاً بقربه من الأجهزة السيادية على حساب علاقته مع المشيخة، خاصة بعد إقالته لشخصية مقربة من الطيب، وهو محمود شعيب الأمين العام للجامعة، لشبهة تتعلق بالفساد رغم أن هذه التهمة تطال شخصيات مختلفة منهم عزب نفسه، لكن الرئاسة المصرية رفضت اعتماد الهدهد لرئاسة الجامعة رغم عدم الاعتراض الأمني عليه، ومواقفه السياسية الداعمة للسيسي والمعادية للإخوان داخل الجامعة، لكنه لا يزال حتى الآن يحتفظ بصفة "القائم بأعمال رئيس الجامعة" التي تعاني من فراغ في منصبها الأرفع للسنة الثانية على التوالي، ورفضت الرئاسة كذلك أسماء أخرى بديلة مرشحة لمنصب رئيس الجامعة، لكونهم "محسوبين على الشيخ، ولن يتعاونوا مع مؤسسات الدولة بدرجة كافية".

رفضت المشيخة تعليق الدراسة في جامعة الأزهر وغلقها، وهو المطلب الأمني الذي ألحَّت عليه الداخلية لعدم قدرتها على السيطرة على مظاهرات طلاب التيار الإسلامي والمعارضين للانقلاب داخل الجامعة، لكن الشيخ لم يُعلق على اقتحام الأمن المتكرر لحرم الجامعة، وحتى قتل واعتقال طلاب متظاهرين داخل ساحة الجامعة، ورغم ذلك لا تزال شخصيات أمنية بارزة تذكر له موقفه الرافض لغلق الجامعة، وتعتبره خذلاناً لها.

رابطة خريجي الأزهر

مصدر مقرب من المشيخة، وداعم لشيخ الأزهر ضد خصومه في الجامعة، قال إن "الرابطة العالمية لخريجي الأزهر الشريف" هي أحد محاور الخلاف الرئيسية بين الشيخ وخصومه داخل الجامعة، إذ تدعم أجهزة سيادية أنشطة الرابطة في الجامعة ومحافظات مصر، وتقوم بالتعاون مع الخارجية المصرية بإرسال وفود منها للخارج في برامج تهدف لدعم موقف السيسي ونظام الحكم، والتأكيد على أن الدولة المصرية "تخوض حرباً ضد الإرهاب والتشدد الإسلامي".

o-GG-570.jpg


وحسب مصدر مطلع على أنشطة الرابطة أنها تقوم بتنظيم فعاليات تضم هيئة التدريس والهيئة المعاونة، عبر ترشيح أفراد "جيدين" للمشاركة المجتمعية، على ألا تكون لهم خلفية سياسية معارضة، وعقدوا عدة مخيمات كان أحدها في معسكر أبي بكر الصديق التابع للأوقاف، ويأخذون دورات قد تطول لأسابيع تتخللها تقييمات ومتابعات يتم خلالها اختيار عدد قليل منهم لأخذ دورات في "كلية القادة والأركان"، التابعة للجيش، تحاضر فيها قيادات عسكرية ولواءات جيش.

أحد المشاركين في محاضرات كلية الأركان قال لـ"هافينغتون بوست عربي" إن لواءات الجيش يتحدثون عن الأزهر بطريقة عدائية، قائلين إن "الأزهر مفرخة الإرهاب والتطرف"، وإن "الإسلام السياسي والجهادي يستقي أفكاره من مناهج الأزهر"، وسيتم "التعامل مع الأزهر بكل قوة وحسم قريباً"، منتقدين تخاذل شيخ الأزهر وسلبيته وصمته عن "حرب الدولة ضد الإرهاب والمخاطر التي تتهددها".

وأكمل المصدر أن لواءات بكلية الأركان انتقدوا بشدة مناهج الأزهر، وما تحتوي عليه من "خرافات ودجل"، بما في ذلك كتب الأحاديث والسنة النبوية، وهو ما كاد أن يُحدِث مشكلة بين أزهريين وأحد اللواءات، لاعتراضهم على تجرؤ اللواء في محاضرته على كتب الحديث والسنة.

يأخذ الخلاف أيضاً قضايا نظرية، منها تعديل المناهج الأزهرية. أحد أعضاء هيئة التدريس بالجامعة قال إن وكيل جامعة الأزهر صرح للإعلام بأن المناهج سيتم تعديلها كل ثلاث سنوات، استجابة لدعوة الرئيس في التجديد الديني، ويشمل ذلك المراحل الدراسية المختلفة، ففي الإعدادية تم دمج المواد الشرعية السيرة والحديث والتفسير في مادة واحدة صغيرة، وفي الدراسات العليا بكلية أصول الدين تقلصت مواد أحد الأقسام من 24 مادة في سنتي التحضير للماجستير إلى 10 مواد فقط، فضلاً عن خطط مناهج جديدة يتم تطبيقها أحياناً تحت لافتة الجودة وتطوير المناهج، من أجل الحصول على الاعتماد ومسايرة المعايير العالمية، وهو ما يلقَى معارضة شديدة من هيئة التدريس، التي تعاني من التدخلات الأمنية في عملها الأكاديمي، بما في ذلك مراجعة عناوين رسائل الماجستير والدكتوراة قبل عرضها على مجالس الكليات الأكاديمية نفسها!، ووصل الأمر لإغلاق قسم "السياسة الشرعية" في كلية الشريعة والقانون، والتضييق على أقسام العقيدة والأديان والمذاهب الفكرية الحديثة بشكل خاص.

وشملت الإجراءات الأمنية إلغاءَ الرسائل الجامعية والخطط البحثية المقدمة إليه بعد البدء فيها، ومنع الأقسام المختلفة من مناقشة قضايا سياسية أو حتى فكرية تمس السياسة مثل دراسات العلمانية، وحكى المصدر قصصاً لطلاب دراسات عليا تم إيقاف دراستهم بعد سنوات طويلة من البحث الأكاديمي، بسبب التدخل الأمني في محتوى وعناوين الرسائل واعتراضه على بعض نتائجها، وأوقفت كل الرسائل الجامعية في الدراسات العليا بكلية الدعوة الإسلامية بالجامعة لمدة سنة كاملة، وخلال هذه السنة تمت مراجعة كل الخطط البحثية والرسائل واتخاذ "الإجراءات المناسبة" في التعامل معها.

في المقابل يذكر أحد المصادر القريبة من المشيخة والمؤيد لمواقفها، أن الطيّب يحظى بشعبية بين الطلاب والأساتذة في الجامعة، وخاصة مع تداول المواقف عن عدم تورطه في فساد مالي، واحتراماً لمكانته العلمية، وحتى لكونه ابن إمام المالكية في مصر ورئيس طريقة صوفية، وعنايته بالفلسفة وتفوقه فيها، وفي مقابل خصوم المشيخة يحرص الطيب على انتقاء مجموعة من طلاب الجامعة وهيئة التدريس والهيئة المعاونة ويقربهم من المشيخة، ويحرص على تقديمهم للخطابة في الجامع الأزهر، وتمثيل المشيخة في مؤتمرات خارجية أو مرافقة الشيخ في جولاته الدولية، محاولاً خلق قاعدة تأييد له في مقابل التيار المناوئ له، الذي يطلق عليهم "أولاد الشيخ" لقربهم منه.

في وزارة الأوقاف


بعد أسبوعين من بيان السيسي في 3 يوليو/تموز تم تعيين مختار جمعة وزيراً للأوقاف بتوصية من الطيب نفسه، الذي عينه أيضاً عضواً في مكتبه الفني، لكن الخلاف سرعان ما تصاعد بين الرجلين، خاصة بعد مزايدة وزير الأوقاف على شيخ الأزهر بموقفه الحاسم من الإخوان في مقابل "أخونة المشيخة"، على حد تعبيره، وعلى إثر ذلك استبعده الطيب من مكتبه الفني، وعيَّن وكيل الأزهر عباس شومان بدلاً منه، فردَّ وزير الأوقاف بعزل الأخير من رئاسة مجلس إدارة مسجد الحسين ولجنة الدراسات الفقهية بالمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، وغاب شيخ الأزهر بعدها عن مؤتمرات لوزارة الأوقاف حتى تدخل رئيس الوزراء حينها إبراهيم محلب للصلح بينهما، ورغم ذلك استمرت الأزمة مع تنافس المشيخة والوزارة في المؤتمرات ضد الإرهاب وتجديد الخطاب الديني دون تنسيق بينهما.

ثم جاءت أزمة الخطبة المكتوبة الموحدة التي أقرتها وزارة الأوقاف، ورفضتها المشيخة لتفجر خلافاً كبيراً كان طي الكتمان بين المؤسستين والرجلين، واتخذ أشكالاً إعلامية وإدارية وصراعات نفوذ بين المؤسسات الثلاث الدينية في مصر "الأزهر والإفتاء والأوقاف"، وسط اتهامات متبادلة بالفساد حقق في بعضها الجهاز المركزي للمحاسبات، ولم تعد نقاط الخلاف بين الطيب ومختار جمعة خافية بعدها.

ورصدت " " في تقريرها المبكر "الخطبة المكتوبة.. تسقط القناع عن الحرب الخفيّة بين الأوقاف والأزهر" نهاية شهر يوليو/تموز الماضي تفاصيل هذا الخلاف بين مشيخة الأزهر ووزارة الأوقاف.

الطيّب والإعلام

شنَّت وسائل إعلام مصرية حملةً هجومية على شيخ الأزهر في أعقاب الانتقادات العلنية التي وجَّهها السيسي له، وشملت الحملة صحفيين وكتاباً، وحتى شخصيات أزهرية، أبرزها الدكتور أسامة الأزهري الذي كتب مقالاً في جريدة الأهرام الحكومية انتقد فيه تراجع المشيخة وعدم استجابتها لمطالب السيسي حول تغيير الخطاب الديني، وتخلفه عن مستوى الخطورة التي تحيط بالوطن، ووجه كُتاب مقالات وإعلاميون بارزون في قنوات مصرية اتهاماتٍ صريحة لشيخ الأزهر، شملت إحداها وعيداً صريحاً من رئيس تحرير صحيفة الدستور للطيب إذا لم يستقِل!.

ورصدت " " تفاصيل الهجمة الإعلامية على شيخ الأزهر في تقريرها التالي:

"تعبتني يا فضيلة الإمام".. تبعها هجومٌ إعلامي ضدَّ شيخ الأزهر.. إليك سرّ الحملة العنيفة"

ومؤخراً نشرت صحيفة تقريراً يهاجم الطيب بشدة، معتبرةً أن رجاله يخوضون معركة فتنة على طريقة "الإخوان"

المشيخة ومؤسسة الرئاسة

على الرغم من مشاركة شيخ الأزهر في مشهد 3 يوليو/تموز مع السيسي والكنيسة وشخصيات سياسية فإن الخلافات بدأت بالبيان الذي أصدره الطيب بعد ساعات من "فض رابعة"، وأعلن فيه رفضه لإراقة دماء الأبرياء، وتمسُّكه بحل الأزمة سلمياً، ثم اعتكافه بعدها في مسقط رأسه بالأقصر.

ورفض الطيب إصدار فتوى بتكفير داعش والنصرة، مخالفاً لتوجه النظام، ورغم مشاركته في مؤتمر أهل السنة في الشيشان في أغسطس/آب الماضي فإنه عاد وأعلن تعرضه للتضليل.

o-TAYEB-ALAZHAR-UNIVERSITY-570.jpg


وأصدر الطيب بياناً في مارس/آذار الماضي، أدان فيه "المجازر التي ترتكب ضد أهل السنة" على يد ميليشيات شيعية متطرفة في العراق، وأثار البيان استهجان الحكومة العراقية، التي استدعت السفير المصري وسلمته احتجاجاً، أجرى في إثره السيسي اتصالاً تليفونياً بالرئيس العراقي، لكن الطيب لم يتراجع عن موقفه رغم تردد أنباء أن الرئاسة المصرية طلبت منه ذلك، وقرر الطيّب تشكيل لجنة.

وفي ذروة حماسة الحكومة المصرية لقرض صندوق النقد الدولي، جاء حديث شيخ الأزهر خلال كلمته في افتتاح مؤتمر "من هم أهل السنة" على النقيض، منتقداً سياسات العولمة والأنظمة الاستعمارية التي تتخذ من أجساد العرب والمسلمين وأشلائهم فئران تجارب دموية "وإفقار العالم الشرقي وإحكام السيطرة على مفاصل دوله، من خلال منظمات عالمية وبنوك دولية وقروض مجحفة".

وعلى الرغم أن الطيب كان عضواً بلجنة السياسات بالحزب الوطني وقريباً من الرئيس السابق حسني مبارك، لكن علاقته بالرئاسة الحالية تمر بتوتر، خاصة بسبب قضية تجديد الخطاب الديني وتعديل المناهج، التي تشكل محوراً أساسياً للخلاف بين الطيب والسيسي، خاصة مع عدم قدرة الأخير على عزله لحصانته الدستورية.

ورغم أن الطيب استعرض للرئيس السيسي الجهود التي قام بها الأزهر لتجديد الخطاب الديني ومواجهة التطرف في الداخل والخارج وجولات الطيب الخارجية، لكن الرئاسة المصرية أبدت عدم رضاها عن أداء المشيخة، خاصة في مواجهة تيارات الإسلام السياسي، ولمحت شخصيات قريبة من الرئاسة لوجود بدائل لخلافة الطيب في منصبه، منها علي جمعة وأسامة الأزهري -مستشار السيسي للشؤون الدينية- الذي أصدر الشيخ قراراً بمنع استضافته في فعاليات الأزهر الشريف، رغم أنه يشارك معه في مجلس حكماء المسلمين ومقره أبو ظبي الذي يترأسه الطيب نفسه.

وكشفت عبارات وجهها السيسي للطيب في مناسبات مختلفة التوتر بين الرجلين، إذ قال السيسي "إنت تعبتني يا فضيلة الإمام"، "فضيلة الإمام كل ما بشوفه بقول له إنت بتعذبني"، "سأحاججكم أمام الله"، ودعا السيسي لما سماه "ثورة دينية" بالتجديد الديني وتطوير الخطاب، وهو ما يبدو أن مفهومه مختلف عند شيخ الأزهر.

آخر الأزمات بين المشيخة والرئاسة كانت مسألة "الطلاق الشفوي"، حيث طلب السيسي من الطيب خلال احتفالات عيد الشرطة النظر في قانون ينظم الطلاق، بحيث لا يُعتد بالطلاق الشفوي، وهو ما استنكرته بعد أيام هيئة كبار العلماء في الأزهر، مشددة على رفض إقرار وقوع الطلاق الشفوي في بيان حاسم، ختمته بالقول على مَن "يتساهلون" في فتاوى الطلاق… أن يَصرِفوا جُهودَهم إلى ما ينفعُ الناس، ويُسهم في حل مشكلاتهم على أرض الواقع؛ فليس الناس الآن في حاجةٍ إلى تغيير أحكام الطلاق، بقدر ما هم في حاجةٍ إلى البحث عن وسائل تُيسِّرُ سُبُلَ العيش الكريم"، وجدير بالذكر أن الطيب كان قد دعا المتظاهرين في التحرير أثناء ثورة يناير للعودة لبيوتهم، معتبراً أن "المظاهرات بهذا الشكل حرام شرعاً".

ماذا يحدث داخل المشيخة؟

ويشكل أسامة الأزهري وعلي جمعة مفتي الجمهورية السابق بديلين محتملين يمكن أن يخلف أحدهما أحمد الطيّب في منصب المشيخة، رغم كون منصبه محصناً دستورياً من العزل، وأسامة الأزهري هو وكيل اللجنة الدينية بمجلس النواب، ويحرص السيسي على تقديمه في الإمامة في عدة صلوات جماعية، مما بدا إشارة من السيسي لعدم رضاه عن المشيخة الحالية، ويقف أمام الأزهري كونه لم ينل درجة الأستاذية في كلية أصول الدين بعد، وصغر سنه الذي يبلغ 41 سنة فقط، وذكر مصدر قريب من علي جمعة أن الأخير أقنع السيسي أنه من آل البيت الأشراف، وأنه رأى رؤى ومنامات تدعم مواقفه، وأن السيسي تأثر بهذا الأمر كثيراً، وقرب علي جمعة منه، ولكن كون تعليمه الجامعي الأساسي كان في تخصص "التجارة" وليس أحد الأقسام الشرعية، يجعل فرصته في الجلوس على كرسي المشيخة صعبة، رغم أنه نجح في الوصول لمنصب عضو بهيئة كبار العلماء، ولاقى ذلك استنكار للعرف الأزهري السائد، وكذلك مختار جمعة وزير الأوقاف المتخصص بالأساس في علوم اللغة العربية، وليس الدراسات الشرعية الأزهرية.

وتستمر مع ذلك الحملة الإعلامية ضد أحمد الطيب، وكان من أبرزها مقال لرئيس تحرير صحيفة الدستور بعنوان "لماذا لا يستقيل شيخ الأزهر"، طالب فيه الباز الدكتور الطيب بالاستقالة، متوعداً إياه صراحة بقوله "افعلها قبل أن تضيق عليك الأرض بما رحبت"، ودعاه ألا يدخل نفسه في "صراع سياسي أكبر منه، وساعتها ستزل قدمه، ولن يجد وقتها مَن يغيثه أو ينصره".

 
اصبح الأزهر اخواني بسبب عدم دعمه لمشروع السيسي

خبراء: رجال «الطيّب» يخوضون معركة فتنة على طريقة «الإخوان»


أكد عدد من الخبراء والمتخصصين بالشأن الأزهرى، أن المشيخة انحازت إلى جماعة الإخوان الإرهابية فى حربها المفتوحة ضد الدولة، وباتت تسير على نهج الجماعة وخُطاها، ذاكرين عدداً من الأدلة على ذلك، منها تمرير أخبار فى وسائل الإعلام حول التهديد بالتظاهر فى مقر إقامة عائلة الإمام الأكبر أحمد الطيب، بالأقصر، بدعوى الدفاع عنه فى مواجهة الدولة. ووصف الخبراء أن رفض الأزهر وتعنّته فى ملف تجديد الخطاب الدينى وإظهار الاستياء التام من تعدّد الدعوات الرئاسية والحكومية للتجديد «مماطلة على الأسلوب الإخوانى فى الرفض، حيث تتبع المشيخة سبيل التسويف والإلهاء وادعاء العمل والمماطلة، لحين تململ الداعى وتوقّفه عن المطالبة».

وقال حسين القاضى، الباحث فى شئون الحركات الإسلامية، إن المشيخة تستخدم إثارة النعرات العصبية والقبلية للدفاع عن شيخ الأزهر ونشرها فى وسائل الإعلام بالتهديد بالتظاهر لقبائل الصعيد، احتجاجاً على ما وصفوه بـ«التطاول على الشيخ الطيب»، وهذا أمر مرفوض ولعب بالنار، مشيراً إلى أن المشيخة نشرت أخباراً، أمس، فى عدد من الصحف ذكرت فيها أن هناك «لجنة شعبية لدعم ومناصرة القضايا الوطنية». وأضاف: «هناك حملة إعلامية يقودها محمد عبدالسلام، مدير الشئون القانونية بالمشيخة، لإظهار مطالب الدولة للمشيخة بالعمل والتجديد لمواجهة التكفير بأنه صراع سياسى بين المؤسسة والدولة لأهداف سياسية».

وأوضحت مصادر أن «عبدالسلام» يُجرى اتصالات يومية بشخصيات برلمانية وسياسية وإعلامية للدفاع عن شيخ الأزهر وإظهار المعركة على أنها «معركة دفاع عن الإسلام والشريعة».

وقال النائب محمد أبوحامد لـ«الوطن»: «أرفض استخدام أسلوب التظاهر والضغط، للتعامل مع الدولة، فتلك منهجية غير منضبطة، وأنزعج من محاولة تصوير أمور غير صحيحة للمواطنين، للقيام برد فعل مثل التظاهر للدفاع عن شيخ الأزهر، لا أجد مبرراً لما يحدث، فالدولة والشعب وجميع السلطات محكومة بالدستور، وهو ما يحفظ الحقوق والإجراءات القانونية التى تُتخذ مع أو ضد أى شخص، وفقاً للدستور، فالتهديد بالتظاهر مرفوض، والدولة لم تتحرك بشكل رسمى ضد شيخ الأزهر أو تقترب من اختصاصاته، وعلى الجميع التعامل وفق الدستور، وعلى الإمام الأكبر أن يخرج بتصريح لضبط الأمر».

وقال الدكتور جابر عصفور، وزير الثقافة الأسبق، لـ«الوطن»: «اللى يهدد يهدد، ولا أظن أن هذا التهديد سيُنفّذ، فأى خروج على الدولة لا بد أن يواجه بحسم، ولا بد من إعمال القانون والدستور، فأنا كنت أول من ساندوا الإمام الأكبر فى حربه ضد الجماعة الإرهابية من قبل، لكن ما يحدث الآن هو رفض للتجديد، فالمشيخة تسعى لتكوين ضغط ضد الدولة، لكى تُمرر لهم الدولة المصرية اجتهادات لا أساس لها، ولا بد ألا تلتفت الدولة إلى مثل تلك التهديدات».

وتابع: «قيادات الأزهر مشكلتهم أنهم يريدون أن تكون مؤسسة سلطوية، فهم يخالفون التفسير الرحب للشريعة الإسلامية بأنه لا سلطة دينية فى الإسلام، فهم لا يسعون للقيام بدورهم فى ملف تجديد الخطاب الدينى، بل جعلوا أنفسهم فى عداء مع جموع المثقفين والصحفيين والدولة أخيراً، ولعلهم استخدموا سلاحاً واحداً فى الحديث مع معارضيهم، وهو السجن كما فعلوا مع إسلام بحيرى، ويسعون إلى سجن الصحفيين».

وقال سامح عيد الباحث فى شئون الحركات الإسلامية: «الدولة خسرت معركة الخطاب الدينى بسبب المشيخة، فقيادات الأزهر مصرة على عدم التجديد، وهناك مواجهة للتنويريين بقوة داخل المشيخة، وهناك قيادات إخوانية داخل هيئة كبار العلماء، وداخل جميع المؤسسات الأزهرية، بالإضافة إلى الفكر السلفى داخل الأزهر، وهناك تشدّد من قِبَل علماء الأزهر، خصوصاً رؤيتهم فى الأمور السياسية، فهم يشبهون الإخوان والسعودية، وهناك اندماج بين الفكر الوهابى والأزهرى».

وأضاف: «كلمة الرئيس السيسى لشيخ الأزهر فى عيد الشرطة جعلته يتشدّد فى مواقفه أكثر، حيث جلس فى الأقصر أسبوعين كاملين، وتناقلت وسائل الإعلام أخباراً حول حالة غضب شديدة للشيخ والهيئة بسبب الانتقاد المستمر، وكذلك تجاهل شيخ الأزهر حضور مؤتمر الشباب الأخير بأسوان، رغم وجوده بالأقصر، ففى تصورى أن شيخ الأزهر منزعج من تكرار الانتقاد فى اللقاءات العامة، مما جعل الطريق مسدوداً مع الدولة».

وتابع: «إنزال المعركة إلى مستوى الشارع، وادعاء الدفاع عن الدين كارثة، فما حدث هو انتقادات ونقاش فى الرؤى، وليس سباً وقذفاً للشيخ الطيب، لذا نرفض كل محاولات المشيخة إثارة الفتن الاجتماعية والظهور بمظهر الضحية». وأوضح أن البيان الأخير لهيئة كبار العلماء كانت به سقطة كبرى، لانتقاده الدولة المصرية بشكل معلن، لأنه يعبّر عن موقف رسمى من المشيخة، ويختار طريق الصدام مع الدولة.

وقال الدكتور ثروت الخرباوى، القيادى الإخوانى المنشق، إن هناك حالة جمود داخل مؤسسة الأزهر، مشيراً إلى أن أسلوب المؤسسة فى التعامل التعليمى لم يتغيّر منذ عقود طويلة ووصل البعض بها إلى مرحلة التقديس، فلا يوجد مواجهة للفكر ولا سعى للتطوير والتحديث وتجديد الخطاب الدينى، وهناك بعض القيادات بمؤسسة الأزهر إخوان وسلفيون، وهناك من يخرج يبث رسائل كراهية وتحريض ضد الدولة. وأضاف: «مشيخة الأزهر لم تستطع مواجهة الفكر المتطرف، والدليل على ذلك أن هناك مئات الشباب المقتنعين بهذا الفكر، وينظرون إلى مشايخ الأزهر على أنهم منافقون للسلطة وليسوا أهل علم.

وحسب مصادر أزهرية لـ«الوطن»، فإن المشيخة حتى الآن لم تُجب عن جميع وقائع الفساد الخاصة بتقارير الجهاز المركزى للمحاسبات الأخيرة، التى شملت وقائع فساد كبرى داخل المؤسسة وتم تحويلها إلى لجنة الشئون الدينية بالبرلمان، وتحقق فيها حالياً. وأوضحت المصادر أنه رغم ما وصفه قيادات الأزهر بتطوير مراكز الرصد والفتوى الإلكترونية وانطلاقة جديدة لبوابة الأزهر الإلكترونية، وتطوير صحيفة «صوت الأزهر»، فإن المشيخة لم تستطع وقف التحريض على العنف والإرهاب، وتنقيح التراث الذى يحمل الرؤى الفقهية للتيارات التكفيرية، بما يؤكد أن الأزهر بلا استراتيجية وعاجز عن أداء مهمته، وكذلك المرجعية الإسلامية الأولى، وهى هيئة كبار العلماء، لم تتحرك فى ملف تطوير الخطاب الدينى.

 
مصر: الصراع بين الأزهر والرئاسة يخرج إلى النور

ربما لم يكن يرى أو يدرك الكثيرون أن هناك خلافا أو صراعا مكتوما بين الأزهر والرئاسة في مصر منذ سنوات، ولكن أتت قضية الطلاق الشفهي لتكشف النقاب عن الموقف المحتدم بين المؤسستين وتعيد الذاكرة للجميع لربط المواقف والأحداث ليستحضروا أمام أعينهم شريطا واضحا يحكي قصة اختلاف عميق وانزعاج واضح وتبادل رسائل مستتر بينهما.
الرئيس عبد الفتاح السيسي أطلق توجيها في معرض خطابه في الاحتفال بعيد الشرطة يوم 24 كانون الثاني/يناير الماضي، بضرورة سن قانون يمنع وقوع الطلاق إلا في حالة استيفاء الأوراق الرسمية وأمام مأذون شرعي، مبررا ذلك بأن الإجراءات الرسمية تعطي فرصة للطرفين لإعادة النظر في فكرة الطلاق، وأوضح أن معدلات الطلاق في ازدياد مضطرد في مصر وأن الآثار الاجتماعية لذلك كبيرة وخطيرة، واختتم توجيهه بعبارة لفتت أنظار السامعين والمتابعين للخطاب إذ قال موجها حديثه لشيخ الأزهر الذي كان في مقدمة الحضور «تعبتني يا فضيلة الإمام» وهي العبارة التي رآها الكثير تخص قضايا أخرى عالقة بين الرئاسة والأزهر.
لم ينتظر شيخ الأزهر طويلا للرد، فدعا كبار العلماء بعدها بأيام قليلة لاجتماع طارئ للرد على ما طرحه رئيس الجمهورية، وتم الاجتماع وأصدرت الهيئة بيانا حادا للغاية بإجماع الآراء أكدت فيه على فكرة وقوع الطلاق الشفهي، وجاء في البيان، أنه باجماع العلماء باختلاف مذاهبهم وتخصصاتهم انتهوا إلى وقوع الطلاق الشفوي المستوفي أركانَه وشروطَه، والصادر من الزوج عن أهلية وإرادة واعية وبالألفاظ الشرعية الدالة على الطلاق، وهو ما استقرَّ عليه المسلمون منذ عهد النبيِّ- صلَّى الله عليه وسلَّم- وحتى يوم الناس هذا، دونَ اشتراط اشهاد أو توثيق، وحذر البيان المسلمين من الفتاوى الشاذة التي ينادي بها البعض حتى ولو كان منتسبا للأزهر.
ختام البيان حمل التعبيرات الأكثر حدة والموجهة مباشرة بلا تأويل للإدارة السياسية، فجاء فيه، تتمنى هيئة كبار العلماء على مَن «يتساهلون» في فتاوى الطلاق، على خلاف إجماع الفقهاء وما استقر عليه المسلمون، أن يُؤدُّوا الأمانةَ في تَبلِيغ أحكام الشريعة على وَجهِها الصحيح، وأن يَصرِفوا جُهودَهم إلى ما ينفعُ الناس ويُسهم في حل مشكلاتهم على أرض الواقع، فليس الناس الآن في حاجةٍ إلى تغيير أحكام الطلاق، بقدر ما هم في حاجةٍ إلى البحث عن وسائل تُيسِّرُ سُبُلَ العيش الكريم.

لم يتوقف الرد عن هذا الحد بل أصدر مجمع البحوث الإسلامية بيانا بعد اجتماع هيئة كبار العلماء بأيام أيد فيه بالإجماع ما أصدرته هيئة كبار العلماء بخصوص قضية الطلاق الشفوي.
العودة القريبة للتاريخ تزيل التعجب من الخلاف الذي بدا عميقا بين الأزهر والرئاسة والذي ظهر جليا في أزمة الطلاق الشفوي، فشيخ الأزهر الذي شارك في إعلان 3 تموز/يوليو 2013 الذي أنهى رئاسة محمد مرسي وأزاح جماعة الإخوان المسلمين من السلطة خرج هو نفسه معلنا الاعتكاف في بيان تلفزيوني بعد أحداث الحرس الجمهوري التي وقعت بعدها بأيام قليلة، ليس ذلك فحسب بل استنكر بشدة ما حدث وقدم التعازي لأسر من قتلوا فيها وسماهم بالشهداء أيضا، ودعا إلى تشكيل لجنة عاجلة للمصالحة الوطنية وقال أن الوطن ليس ملكا لأحد ويتسع للجميع وطالب بإطلاق سراح المعتقلين السياسيين وعدم ملاحقتهم وحذر من الانجرار لحرب أهلية.
لم يكتف الشيخ بذلك بل أصدر بيانا صوتيا آخر من خلال التلفزيون المصري تبرأ فيه من فض اعتصام رابعة العدوية ودعا لضبط النفس وتحقيق المصالحة وحذر فيه من الابتعاد عن السياسة واللجوء للعنف.
قضية الخطاب الديني كانت أحدى المراحل الهامة في طريق الخلاف بين الأزهر والرئاسة وذلك على خلفية الانتقادات التي وجهها الرئيس السيسي للأزهر في مناسبات متفرقة، إذ قال في أحد الاحتفالات بليلة القدر «سأحاججكم أمام الله عز وجل» وذلك في معرض حديثه عن استشراء التطرف الإسلامي وأثره في العالم وعدم مراجعة علماء الأزهر لكتب التراث، التي رأى أن بعضا منها يحمل غلوا في التطرف.
ودعا السيسي في أحد خطاباته إلى ثورة دينية ومرات إلى تجديد الخطاب الديني، فقال في خطاب «ليس معقولا أن يكون الفكر الذي نقدسه على مدار المئات من السنين، يدفع الأمة بكاملها إلى القلق والخطر والقتل والتدمير في الدنيا كلها وأنه قد أن الأوان لتجديد الخطاب الديني، الذي ظل رهينة تراث محدود بمعطيات الماضي وأبعاده».
رد فعل الإمام تمثل في تصريحات مقتضبة خرجت عن بعض المسؤولين في مشيخة الأزهر ولم تكن تتعدى أن هيئة كبار العلماء تدرس العديد من القضايا الخلافية.
المعركة الدائرة بين الأزهر ووزير الأوقاف الحالي مختار جمعة كانت أحد أهم نقاط الخلاف، فالأزهر يستشعر أن وزير الأوقاف مدعوم من الرئيس، وعمد وزير الأوقاف إلى الحديث الإعلامي المسيء لشيخ الأزهر من وقت لآخر واتهام قريبين منه بأنهم ينتمون للإخوان المسلمين فيما سماه بأخونة الأزهر، ومن ناحية أخرى تحرك شيخ الأزهر لإلغاء فكرة الخطبة المكتوبة التي تبناها وزير الأوقاف وصدرت التعليمات بذلك من خلال اجتماع موسع لهيئة كبار العلماء، ثم قام وزير الأوقاف مختار جمعة بإقالة عدد كبير من قيادات الأزهر من المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، وكان على رأسهم وكيل الأزهر، عباس شومان، ومستشار شيخ الأزهر، محمد مهنا، وأستاذ الفقه المقارن أحمد كريمة، وأستاذ الشريعة الإسلامية، سعد الدين الهلالي، ما أغضب شيخ الأزهر غضبا شديدا، وقررت هيئة كبار العلماء الانسحاب من عضوية المجلس ردا على هذا القرار الذي اعتبره شيخ الأزهر موجها إليه شخصيا، حيث أن الشخصيات المقالة هي محسوبة بشكل أو بآخر.


 
من أجل عينيّ الرئيس

«أعلنت وزارة الأوقاف، إعداد قوائم موضوعات الخطب الموحدة، بحيث يتم توزيعها على خطة قصيرة المدى، تشمل 54 موضوعا للعام الأول، وأخرى متوسطة المدى وتشمل 270 موضوعا لمدة خمس سنوات، وإرسالها متكاملة لأعضاء لجنة علمية لوضع لمساتهم وملاحظاتهم الأخيرة عليها، تماهيا مع دعوة عبدالفتاح السيسي التي أطلقها للمرة الأولى لتصويب أو تجديد الخطاب الديني المزعوم في شهر يوليو/تموز عام 2014. تلك السابقة التي يصفها رضا حمودة في «الشعب» بالخطيرة في تاريخ الخطاب الديني، الذي يصادر مستقبل الدعوة، والذي هو نقيض التجديد بالأساس في زمن الوصاية، حتى على أنفاس الناس، ولخمس سنوات مقبلة. ما يحدث منذ نكبة 30 يونيو/حزيران وحتى الآن ما هو إلا حملة مسعورة وممنهجة لتجريف الدين وتجفيف منابع التدين، عبر خطوات حثيثة ومتسارعة نحو تأميم «الدين» لخدمة وجهة نظر السلطة بالعبث في ثوابت وتراث الأمة، والطعن في عقيدتها وشريعتها الإسلامية، فضلا عن تشويه رموزها الدينية بذريعة إعمال الفكر والعقل، والحض على الإبداع والخروج من دائرة الجمود، وهو حق يُراد به باطل. وتجري هذه الخطة الخبيثة عبر مؤسستين، الأولى هي مؤسسة الأوقاف، حيث الوصاية على المساجد ودورها المهم والخطير في تشكيل وعي الأمة، على اعتبار أنها المدرسة الأولى لتشكيل وبناء وعي الجماهير. أما المؤسسة الأخرى فهي التعليم الذي يجري تجريفه وتغيير مساره وتحويل وجهته نحو التغريب والحداثة اللقيطة، عبر حذف موضوعات الجهاد وسير وسيرة المجاهدين والفاتحين الكبار، أمثال صلاح الدين الأيوبي وعقبة بن نافع، بغرض التشكيك في قيمة الجهاد كقيمة إسلامية أصيلة لدى المسلمين، حيث يمثل «ذروة سنام» هذا الدين. خطة الأوقاف الأخيرة تختطف عقول الأئمة بكل وضوح باتجاه تكريس ديكتاتورية الصوت الواحد، والتمكين للنظام وتبرير استبداد السلطة، وشرعنة وجودها».


 
هل يفكر شيخ الأزهر في معتكفه بالرد على خصومه ؟

كشف‭ ‬مصدر‭ ‬مقرب‭ ‬من‭ ‬شيخ‭ ‬الازهر‭ ‬ان‭ ‬دكتوراحمد‭ ‬الطيب‭ ‬بدأ‭ ‬يفكر‭ ‬جيدا‭ ‬خلال‭ ‬فترة‭ ‬اعتكافه‭ ‬بمسقط‭ ‬رأسه‭ ‬بالاقصر‭ ‬في‭ ‬سبل‭ ‬مواجهة‭ ‬حملة‭ ‬الهجوم‭ ‬الشرسة‭ ‬التى‭ ‬يتعرض‭ ‬لها‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬اجهزة‭ ‬الاعلام‭ ‬الموالية‭ ‬للدولة‭ ‬وعدد‭ ‬من‭ ‬اعضاء‭ ‬البرلمان‭ ‬لدفعه‭ ‬للاستقالة‭. ‬واكد‭ ‬المقربون‭ ‬لشيخ‭ ‬الازهر‭ ‬ان‭ ‬لديه‭ ‬عدة‭ ‬اوراق‭ ‬لمواجهة‭ ‬هذه‭ ‬الحملة‭ ‬منها‭ ‬تاييد‭ ‬رموز‭ ‬المؤسسة‭ ‬الدينية‭ ‬سواء‭ ‬الازهراو‭ ‬دار‭ ‬الافتاء‭ ‬،كما‭ ‬يراهن‭ ‬الطيب‭ ‬على‭ ‬دعم‭ ‬كبار‭ ‬عائلات‭ ‬الصعيد‭ ‬واتحاد‭ ‬القبائل‭ ‬العربية‭ ‬والطرق‭ ‬الصوفية‭ ‬،فضلا‭ ‬عن‭ ‬الدعم‭ ‬العربى‭ ‬المتمثل‭ ‬فى‭ ‬علاقاته‭ ‬القوية‭ ‬بكل‭ ‬من‭ ‬الامارات‭ ‬والسعودية‭ ‬التى‭ ‬كرمته‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬الدعم‭ ‬المالي‭ ‬والمعنوي‭ ‬للمؤسسة‭ ‬الدينية‭ . ‬لكن‭ ‬مصادر‭ ‬اخرى‭ ‬رجحت‭ ‬ان‭ ‬يواصل‭ ‬شيخ‭ ‬الازهر‭ ‬اسلوبه‭ ‬الموصوف‭ ‬بالدبلوماسية‭ ‬الراقية‭ ‬في‭ ‬احتواء‭ ‬المخالفين‭ ‬والخصوم‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬ديمومة‭ ‬مسار‭ ‬الازهر‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬ازمات‭ ‬جانبية‭ . ‬وتوقع‭ ‬د‭/ ‬عبدالله‭ ‬الاشعل‭ ‬مساعد‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬الاسبق‭ ‬المحسوب‭ ‬على‭ ‬حزب‭ ‬النور‭ ‬السلفي‭ ‬حالياً‭ ‬،‭ ‬فى‭ ‬تصريحات‭ ‬خاصه‭ ‬زيادة‭ ‬حدة‭ ‬المواجهة‭ ‬بين‭ ‬الازهر‭ ‬والسلطة‭ ‬بسبب‭ ‬قضية‭ ‬الطلاق‭ ‬الشفهي‭ ‬ولا‭ ‬سيما‭ ‬بعد‭ ‬القرارات‭ ‬التى‭ ‬اتخذتها‭ ‬هيئة‭ ‬كبار‭ ‬العلماء‭ ‬على‭ ‬غير‭ ‬رغبة‭ ‬السلطة‭. ‬فى‭ ‬السياق‭ ‬ذاته‭ ‬وزع‭ ‬مسئولو‭ ‬الجامع‭ ‬الازهر‭ ‬على‭ ‬المصلين‭ ‬بيان‭ ‬هيئة‭ ‬كبار‭ ‬العلماء‭ ‬الاخير‭ ‬والذى‭ ‬ارجع‭ ‬فيه‭ ‬تزايد‭ ‬نسبة‭ ‬الطلاق‭ ‬لظروف‭ ‬اقتصاديه‭ ‬واجتماعية‭ ‬على‭ ‬الدولة‭ ‬مراجعتها‭ ‬وحلها‭ . ‬فى‭ ‬المقابل‭ ‬هاجم‭ ‬د‭/ ‬اسامه‭ ‬الازهري‭ ‬وهو‭ ‬من‭ ‬اشد‭ ‬المنتقدين‭ ‬للموسسة‭ ‬الدينية‭ ‬ولاول‭ ‬مرة‭ ‬شيخ‭ ‬الازهر‭ ‬واتهمه‭ ‬بالتقاعس‭ ‬فى‭ ‬موضوع‭ ‬تطوير‭ ‬الخطاب‭ ‬الدينى‭ ‬وعدم‭ ‬تلبية‭ ‬نداء‭ ‬الوطن‭ ‬فى‭ ‬الوقت‭ ‬الذى‭ ‬رفضت‭ ‬فيه‭ ‬جهات‭ ‬سيادية‭ ‬ترشيحات‭ ‬شيخ‭ ‬الازهر‭ ‬لشغل‭ ‬منصب‭ ‬رئاسة‭ ‬جامعة‭ ‬الازهر‭ ‬بدعوى‭ ‬عدم‭ ‬انطباق‭ ‬الشروط‭ ‬عليهم‭. ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬اخرى‭ ‬كشف‭ ‬مصدر‭ ‬امنى‭ ‬رفيع‭ ‬المستوى‭ ‬ل‭ (‬الزمان‭) ‬ان‭ ‬شيخ‭ ‬الازهر‭ ‬تعرض‭ ‬منذ‭ ‬حوالى‭ ‬شهر‭ ‬ونصف‭ ‬الى‭ ‬محاولة‭ ‬اغتيال‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬عناصر‭ ‬من‭ ‬تنظيم‭ ‬داعش‭ ‬وعقب‭ ‬تلك‭ ‬المحاولة‭ ‬تولت‭ ‬وحده‭ ‬مكافحة‭ ‬الارهاب‭ ‬الدولى‭ ‬حمايته‭ ‬كما‭ ‬منعت‭ ‬قيادات‭ ‬الازهر‭ ‬من‭ ‬الدخول‭ ‬بعرباتهم‭ ‬او‭ ‬التواجد‭ ‬فى‭ ‬طريق‭ ‬مكتبه

‭.‬ - See more at:

 
سيف الدين قطز رحمه الله اهتم بالعلماء ورفع مكانة الأزهر وجعلهم ركن اساسي للبلد ونهضة مصر فكانة النتيجة انتصار ساحق على التتار في عين جالوت وتوحيد الشام ومصر والحجاز ..

محمد علي الفاسق حارب الأزهر والمشايخ والعلماء هو وبقية أولاده فكانت النتيجة حملات انكليزية واستسلام منه ومن أحفاده لهم لقاء بقاءهم على كرسيهم و عبدالناصر حارب الأزهر وقزم دوره فكانت النتيجة هزيمة 67

والشيخ الشعراوي قال ذلك بمامعناه ..
 

الازهر منصة علمية كبرى .. وستبقى رغم كل الظروف ان شاء الله شامخة !!
 
عضو لجنة السياسات وكان يحمل المنصبين الدكتور أحمد الطيب ..

كيف يحاربه السيسي ؟ !!
 
ان قارنا بين شيخ الازهر الحالي احمد الطيب وبين علي جمعة
فشيخ الازهر افضل بكثير من علي جمعة ولا مجال للمقارنة بينهما .

بصراحة اسعدني خبر ان شيخ الازهر ادان مايتعرض له اهل السنة في العراق

لم اعلم بهذا الخبر الا الان وهو موقف يحسب له ويستحق الاشادة عليه بكل امانة
 
الانظمه القمعيه اول ما تقضي عليه في البلاد هم اصحاب الفضيله ،،
 
منه لله اللى كان السبب

اليوم شفت مقطع في تويتر مكتوب عليه ظابط يقتل سائق التكتوك في الحقيقه حزنت بشكل كبير الى أين تسير مصر
 
مصر.. أزمة بين الرئاسة والأزهر حول الطلاق الشفهي
هجوم إعلامي على شيخ الأزهر بعد قول الرئيس له "تعبتني يا فضيلة الإمام"


حالة من الجدل والاتهامات المتبادلة تشهدها ، إلا أن مسرحها هذه المرة له بعد ديني. فبيان التي يرأسها شيخ الأزهر، الذي أقر وقوع دون اشتراط إشهاد أو توثيق، أثار جدلاً سياسياً واسعاً، لا سيما بعد أن كان الرئيس عبدالفتاح السيسي قد طالب بقانون يحظر الطلاق الشفهي بدون توثيق.

فبعض وسائل الإعلام المصرية شنت هجوماً على شيخ الأزهر والمشيخة، موجِّهة لهم اتهامات بعدم تجديد الخطاب الديني في مواجهة الإرهاب.

بدأت الأزمة حين تحدث الرئيس عن ضرورة وضع قانون يحظر الطلاق الشفهي، وقوله لشيخ الأزهر "تعبتني يا فضيلة الإمام".

حديث الرئيس في عيد الشرطة ومطالبته بقانون يحظر الطلاق الشفوي أحدث جدلاً واسعاً في الأوساط الدينية، تلاها بيان هيئة كبار العلماء التي يرأسها بعدم اشتراط إشهار أو توثيق الطلاق الشفوي ما دام مستوفياً للأركان والشروط.

كثيرون اعتبروا ما حدث تدهوراً في العلاقة بين الرئيس وشيخ الأزهر، الذي غاب عن الندوة التثقيفية الأخيرة التي أقامتها القوات المسلـحة بحضور الرئيس.

وهاجمت صحف ووسائل إعلام شيخ الأزهر الذي طالبه البعض بالاستقالة، ووجهوا اتهامات للمشيخة بانحيازها للإخوان، وحملوها مسؤولية عدم تجديد الخطاب الديني في مواجهة الإرهاب.

منصب شيخ الأزهر محصن بحسب الدستور، فهو مستقل وغير قابل للعزل، وينظم القانون طريقة اختياره من بين أعضاء هيئة كبار العلماء.

نواب في البرلمان دخلوا على خط الأزمة، وطالبوا بإعادة النظر في التشريعات وطريقة اختيار وتعيين أعضاء هيئة كبار العلماء، التي تقوم بانتخاب شيخ الأزهر، غير أن الكثيرين يستبعدون تعديل نص الدستور الخاص بمنصب شيخ الأزهر لما قد يواجهه من اعتراضات وتعقيدات تصل إلى الاستفتاء الشعبي على الدستور.

 
الأزهر يدعو العلماء إلى الاهتمام بحقوق الإنسان بدلا من المزايدة على الطلاق الشفوي

دعا شيخ الأزهر، أحمد الطيب الجمعة 17 فبراير/ شباط علماء الدين أن يولوا اهتماما بالحديث عن الديمقراطية وحقوق الإنسان، بدلا من الخوض والمزايدة في قضية الطلاق الشفوي.
وقال الطيب موجها النصح لبعض علماء دين لم يسمهم بـ "ألا يقحموا أنفسهم في القضايا الفقهية الشائكة، ويهتموا بالحديث عن الديمقراطية وحقوق الإنسان، بدلا من المزايدة في قضية الطلاق الشفوي".

ونقلت إحدى القنوات الفضائية الرسمية المصرية الجمعة بيان صدر عن مشيخة الأزهر معلقا على جدل أُثير مؤخراً، نتيجة رفض هيئة كبار العلماء، طلب رئاسة الجمهورية، بتقييد الطلاق الشفوي، الأمر الذي أدّى إلى تعرض المؤسسة الدينية لهجوم وانتقادات من وسائل إعلام وكتاب، بعضهم محسوب على الحكومة.

وجاء في البيان للشيخ الطيب: "المزايدة على الأزهر في قضية الطلاق الشفهي تجاوزٌ للحد، وأيضًا تجاوزٌ للحق"... "كنا نتمنى من بعض المنتسبين للأزهر ألا يقحموا أنفسهم في القضايا الفقهية الشائكة، وأن يتركوا للمجامع والهيئات المتخصصة في الأزهر الشريف بيان الحكم الشرعي في هذه القضية، ولدينا وثائق علمية حتى لا يُزايد علينا في الصحف ولا في القنوات (التليفزيونية)".

وجاء على لسان الطيب أيضا: "على العلماء أن يجتهدوا ويجددوا الأنظار فيما يتعلق بالأمور السياسية؛ كالديمقراطية؛ لأن كثيرًا من الجماعات والتيارات التي تملك أبواقًا تتحدث عن أن الديمقراطية ليست من الإسلام وأنها كفر".

وتساءل الطيب: "هل حقوق الإنسان الأوروبي هي النموذج الذي يجب أن يعمم على العالم، ويجب على المسلمين جميعًا أن يبيحوا الشذوذ الجنسي والإجهاض، أو هي حقوق الإنسان الشرقي المتدين بدينٍ له حقوق تختلف عما يدعيه أنصار حقوق الإنسان في الغرب، الذي أدار ظهره للدين منذ قرون"

وأشار الطيب للحملة التي ظهرت مؤخرا ضد المؤسسة الدينية الأبرز في مصر، قائلا إن الأزهر "لا يمكن لأحد أن ينال منه؛ لأن الأزهر بناه التاريخ، فلم تبنِه قناة ولا برنامج ولا أموال مدفوعة، فما بناه التاريخ لا يُهَدُّ أبدًا.

ويعد قرار الأزهر، الثاني من نوعه، بعد رفضه الموافقة على خطبة الجمعة المكتوبة، التي تبنتها وزارة الأوقاف المصرية، وتراجعت عنها فيما بعد، منذ أشهر قليلة.

 
ان قارنا بين شيخ الازهر الحالي احمد الطيب وبين علي جمعة
فشيخ الازهر افضل بكثير من علي جمعة ولا مجال للمقارنة بينهما .

بصراحة اسعدني خبر ان شيخ الازهر ادان مايتعرض له اهل السنة في العراق

لم اعلم بهذا الخبر الا الان وهو موقف يحسب له ويستحق الاشادة عليه بكل امانة
بسبب تلك الادانة استدعت الخارجية العراقية السفير المصري لديهم
 
ليس حرب ضد الازهر وانما على مبادئ واسس العقيدة الاسلاميه ووجد مقاومة بسبطه في مؤسسة الازهر واعتقد انها لن تستمر
فالسيسي يريد تشريع وفقه اسلامي خاص به
 
عودة
أعلى