عمر رحمون ..عراب اتفاق بيع حلب..
بقي في حضن الثورة سنوات قبل أن يعود إلى حضن النظام لينجز "المهمة" تسليم حلب
=========
زمان الوصل - خاص | 2016-12-15 00:10:53
الرحمون مع أحد ضباط النظام - ارشيف
*"الرحمون" قال إن حلب "ودعت مونديال الثورة" قبل نحو شهر من الاتفاق الأخير
* هناك 3 مذكرات اعتقال بحقه
*تنقل بين عدة تشكيلات، وكان له احتكاك مباشر بالضباط المنشقين في تركيا
تكشفت صورة الوسيط "الأخطر" في اتفاق حلب الأخير، الذي ساهم في وضع المدينة على طبق من ذهب للنظام والروس ومن خلفهم الإيرانيين.
فقد أظهرت نسخة عن الاتفاق المختصر حصلت عليها "زمان الوصل" وجود 4 توقيعات لاغير، الأول لممثل النظام، رئيس اللجنة الأمنية والعسكرية في حلب (زيد صالح)، والثاني لممثل الروس "العماد فلاديمير سافتشنكو"، والرابع لممثل المقاومة السورية "الفاروق"، والثالث وهو الأهم لـ"الطرف المفاوض من قبل الحكومة السورية، الشيخ عمر الرحمون"، كما ورد في الوثيقة حرفيا.
ولعل أدل ما يشير إلى "خطورة" اسم "الرحمون" هي المهمة التي أوكلها إليه النظام، في مساعدته بتسليم أبرز معاقل الثورة السورية، بينما كان "الرحمون" نفسه قبل أشهر قليلة محسوبا على هذه الثورة، ومطاردا من النظام، كما سنبين لاحقا.
*"أخزيتنا"
===
ففي شهر آب/أغسطس من العام الجاري، شكل انتقال "الرحمون" من حضن الثورة إلى حضن النظام خبرا صاعقا للكثيرين، ومن بينهم أقاربه وأهل بلدته "حلفايا"، حتى إن شقيقه القائد الثوري المعروف "سامي الرحمون" اعتبر ما أن فعله "عمر" يمثل "ردة عن الدين".
ونقل عن "سامي "الذي كان يقود واحدة من أشرس الفصائل في قتال النظام، قوله معقبا على انتكاس شقيقه: "يؤسفني ويؤلمني جدا.. أخي عمر الرحمون في حضن النظام، مرتدا عن دينه، وشاردا عن سربه وأهله، وهو الآن في أحضان النظام.. لقد أخزيتنا يا عمر بهذه الفعلة".
ويبدو أن النظام لم يرض من "عمر الرحمون" مجرد العودة إلى حضنه، بل كان مطلوبا منه أن يسدد فاتورة هذه العودة، ويقدم برهانا على "ولائه" وإخلاصه، فكانت حلب هي الاختبار الذي "نجح" فيه من يلقب نفسه بـ"الشيخ"، دون أن يراعي "سقوط" مدينة بأكملها بحجم حلب، ودن أن يراعي على الأقل سقوط آخر ورقة عن عورته.
عندما ارتد "عمر " إلى النظام، علق شقيقه "سامي" الذي ما زال يقاتل النظام بيد واحدة، قائلا: " حد الله بيننا وبينك"، فماذا عساه هذا القائد الذي يبذل التضحيات أن يقول اليوم؟، وقد آلمه حينها أن تنهال الشتائم على والدي "عمر الرحمون" اللذين هما والدا "سامي" أيضا.
*في مخيم الضباط
===
كان "عمر الرحمون" من ضمن وفد "وجهاء" حماة، الذي قابل بشار بعد اندلاع الثورة بنحو شهرين، وحينها خرج "الشيخ" من اللقاء ليصف أجواء اللقاء بأنها كانت طيبة، وفقا لما نقلت عنه وسائل إعلام النظام.
كما عقب "الرحمون" حينها: "الرئيس الأسد أوضح أنه يعلم أن المتظاهرين مزقوا صوره بالطرقات، إلا أن هذا لا يهم، وأنه لا يريد الدعاء له على المنابر بالإكراه، لكي يسمعه فقط، بل يريد دعاء صادقا وعن طيب خاطر يسمعه الله، وهذا الأهم، ومن لا يقتنع بالدعاء له فهو حر".
تنقل "عمر" لاحقا بين عدة فصائل وتشكيلات، من بينها كتائب "أبو العلمين" التي شكلها أخوه "سامي"، "حركة أحرار الصوفية"، "أحرار الشام"، "مجلس قيادة الثورة في حماة وريفها"، "جيش الثوار".
وخلال تنقله بين هذه التشكيلات (باستثناء جيش الثوار الذي يعد فصيلا ارتزاقيا)، كان "عمر الرحمون" على اطلاع بمجريات الخطط والمعارك، وعلى احتكاك بكثير من الشخصيات العسكرية والسياسية.
بل إن احتكاك وتواصل "الرحمون" وصل إلى مستويات أعلى، حين كان يتولى إلقاء خطب صلوات الجمع بعدد معتبر من الضباط المنشقين في مخيمهم الخاص في تركيا، وما تزال بعض هذه الخطب منشورة على الإنترنت.
خلال العام الجاري، وبالتزامن مع الإعلان عن تشكيل مليشيا "جيش الثوار الموالي لسورية الديمقراطية والذي قاتل الثوار "، عاد اسم "عمر الرحمون" للبروز بوصفه عضوا في "مجلس شورى" المليشيا، وعندها لم يعد بإمكانه البقاء في تركيا مزيدا من الوقت، ففر إلى حضن مليشيا وحدات الحماية في عفرين، ومنها إلى حضن النظام.
*قبل الجميع
==
ولكن اللافت أن "عمر الرحمون" ما يزال بعد كل هذا مصرا على تقديم نفسه بجلباب "الشيخ"، ولباس الحريص على الشعب السوري، وما يزال مصرا على استخدام مصطلح "النظام"، متناسيا أن ما يفعله ويخوض فيه يناقض كلامه بشكل أو بآخر.
ويبقى الأكثر إثارة للانتباه، متمثلا في قدرة "الرحمون" على التنبؤ، إن لم نقل إعطاء الأوامر للخلايا التي تعمل على شاكلته في حلب، ومن ذلك قوله بكل وضوح، ومنذ 18 تشرين الثاني/نوفمبر إن "حلب ودعت مونديال الثورة، بقي بعض الرتوش الصغيرة"، ولم يحظ هذا التصريح وقتها بأي اهتمام، لكن توقيع اتفاق خلب الأخير أظهر مدى خطورة هذا التصريح وخطورة من قاله، أو من قيل له لينقله، حيث إن "الرحمون" عكف على اللقاء بضباط النظام منذ عاد على حضنه، كما يبدو، وكما تظهر إحدى الصور المسربة.
وفي 11 من الشهر الفائت، وقبل أن يكون أحد يفكر مجرد تفكير بالأمر، صرح "الرحمون" وبالحرف الواحد قائلا: "حلب المدينة ستعود إلى حضن النظام السوري قريبا، والكلام عن ملحمة حلب كلام فارغ".
بقي أن نقول إن الأرشيف المخابراتي الذي تملكه "زمان الوصل" يظهر بوضوح وجود أكثر من مذكرة اعتقال باسم القائد الثوري "سامي الرحمون"، فضلا عن 3 مذكرات باسم شقيقه "عمر الرحمون"، صادرة عن: المخابرات العامة، المخابرات العسكرية، وشعبة المخابرات.. وهو ما يثبت صدق كلام "سامي" عن أخيه "عمر" عندما نفى أن الأخير كان عميلا للنظام من قبل.
كما تزيد هذه المذكرات من الحيرة حول طبيعة النكوص الذي نقل "عمر" من حضن الثورة إلى حضن عدوها وعدو الشعب، وتفتح الباب مشرعا لسؤال مفاده: هل كان إتمام صفقة حلب مفتاح "رضا" النظام عن "الرحمون" والشرط الأساسي "للعفو" عنه، وهل سيكون ما قدمه "الرحمون" شفيعا له يضمن حصانته من غدر طالما عانى منه من باعوا أنفسهم للنظام؟!