دخلت يوم أمس لادراج هذه المشاركة وللأسف الموضوع كان مغلق
الله المستعان ولا حول ولا قوة إلا بالله
على أية حال، وددت أن أشارك معكم بهذا الخبر مع التحليل، لعل له علاقة غير مباشرة بانسحاب البحرين من القمة العربية الافريقية
- قبل انعقاد القمة العربية الافريقية بيوم واحد، زار البحرين وزير الدولة وزير الشئون الخارجية والتعاون الدولي في الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية السيد رمطان لعمامرة، واجتمع في الصباح الباكر من يوم الأثنين 21 نوفمبر 2016 بصاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان رئيس وزراء مملكة البحرين
وبحسب وكالة أنباء البحرين (بنا)، أعرب سمو رئيس الوزراء البحريني للوزير الجزائري "عن تطلعه إلى أن تسهم هذه الزيارة في الارتقاء بأطر التعاون والتنسيق بين البلدين الشقيقين تجاه مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك .... ونوه سموه إلى أهمية الاستفادة من الفرص والامكانيات التي يمتلكها البلدان في ترسيخ قواعد للتعاون البناء والمثمر ... و بالشكل الذي يحقق المصالح المشتركة"
ومن جانبه، أشاد الوزير الجزائري السيد رمطان لعمامرة بما يوليه صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء الموقر من حرص على تنمية العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، وما يتمتع به سموه من رؤية حكيمة وخبرة واسعة في فهم وتحليل كافة القضايا العربية والدولية، مؤكدا حرص بلاده على تنمية مجالات التعاون مع مملكة البحرين في ظل ما يجمع بين البلدين من تفاهم واحترام متبادل، مشيدا بما تشهده مملكة البحرين من نهضة وتطور في مختلف المجالات"
- بعد لقاء سمو رئيس الوزراء البحريني الأمير خليفة بن سلمان بالوزير الجزائري السيد رمطان لعمامرة، مباشرة وفي نفس اليوم من صباح يوم الأثنين 21 نوفمبر استقل سموه طائرته الخاصة وطار إلى الرياض في زيارة استغرقت فقط لساعات، علماً أنه في صباح يوم الأثنين 21 نوفمبر كان لدى سموه أيضاً الاجتماع الاعتيادي الأسبوعي لمجلس الوزراء البحريني والذي يعقد أسبوعياً برئاسة سموه، وعادة جدول أعمال سموه يكون مزدحم في يوم الأثنين، فزيارته للرياض ولساعات فقط، ومباشرة بعد لقاءه بالوزير الجزائري في يوم الأثنين لها مدلولات كثيرة ..
وحتى تصريحات سمو رئيس الوزراء عند وصوله للرياض، وتصريحاته بعد الاجتماع بخادم الحرمين الشريفين ومغادرته للرياض، لها ما لها من الدلالات والمؤشرات التي تستدعي الوقوف عندها
فلدى وصول سموه للرياض مباشرة أدلى بتصريحات متضمنة كلمات وعبارات تشير إلى أن المملكة العربية السعودية باتت هي القائدة للعرب وللمسلمين، وأن البحرين والسعودية كل منهما يمثل الأخر في المحافل والاجتماعات الدولية
حيث قال: " يطيب لنا ونحن نصل إلى المملكة العربية السعودية الشقيقة حصن العروبة وقلعة الإسلام والمسلمين أن نعرب عن بالغ اعتزازنا وتقديرنا لأخينا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود عاهل المملكة العربية السعودية لما له من إسهام فاعل ودور محوري ومبادرات خلاقة في إحياء التضامن العربي وفي لمّ الشمل وتوحيد صف العرب والمسلمين لمواجهة التحديات التي تهدد المنطقة، وهذه التحركات التي يقودها وما أسست له سياساته النيرة ونظرته الثاقبة من قيام تحالف عربي وإسلامي وجه رسالة ضد التدخلات التي تستهدف الشرعية في الدول العربية أو تلك التي ترمي إلى تمرير أجندات الفوضى والدمار فيها لتثبت المملكة العربية السعودية بأنها كانت ولا تزال وستظل دائماً نصيرة لقضايا العرب وداعمة للمسلمين ورائدة في إعلاء كلمة الحق وتغليب صوت العدل".
وثم بعد مغادرته للرياض ووصوله للبحرين، صرح سموه بتصريح آخر لوكالة أنباء البحرين وقال: "بأنه استعرض مع خادم الحرمين الشريفين التطورات والمستجدات على الساحتين الاقليمية والدولية ... وأشاد بما وصلت اليه العلاقات الثنائية من مستوى متقدم جعل البلدين الشقيقين (السعودية والبحرين) كل منهما يمثل الآخر في مختلف المحافل والاجتماعات الدولية وهو ماينم عن ثقة متبادلة بين بلدين شقيقين جمعتهما وحدة المصير والمصلحةالمشتركة ... وأكد بأن المملكة العربية السعودية الشقيقة بقيادة خادم الحرمين الشريفين باتت الحصن الشامخ للعروبة والحاضن لكل مافيه عزة وكرامة العرب والمسلمين وزيادة وحدتهم وتكريس وجودهم كقوة عالميةلها ثقلها السياسي والاقتصادي."
بعد استعراضنا لهاتين الزيارتين، زيارة الوزير الجزائري للبحرين، وثم مباشرة زيارة رئيس الوزراء البحريني للرياض، وقبيل انعقاد القمة العربية الافريقية بيوم واحد، ثمة تساؤلات تطرح نفسها:
- ماذا كان يحمل الوزير الجزائري من رسالة لسمو رئيس الوزراء البحريني؟!!، وهل لها علاقة بما جري من انسحاب دول عربية من القمة العربية الافريقية، خصوصاً وأن هذه الزيارة جاءت قبل يوم واحد فقط من انعقاد القمة العربية الافريقية؟!!
- وهل ثمة علاقة بين زيارة الوزير الجزائري للبحرين، وزيارة سمو رئيس الوزراء البحريني للرياض، وانسحاب دول عربية من القمة العربية الافريقية؟!!، آخذين في الاعتبار أن رئيس الوزراء البحريني طار إلى الرياض مباشرة في نفس يوم لقاءه بالوزير الجزائري، وهو اليوم الذي يكون جدول أعمال سمو رئيس الوزراء مزدحم، وأيضاً آخذين في الاعتبار التصريحات التي أدلى بها سمو رئيس الوزراء البحرين عند وصوله للرياض، وثم تصريحاته بعد مغادرته الرياض عند وصوله للمنامة، فالكلمات والعبارات التي استخدمها سمو رئيس الوزراء البحريني في تصريحاته ذات مدلولات ومؤشرات قوية جداً
وينبغي الاشارة هنا أن البحرين ليست عضو في منظمة الأوبك حتى لا تفسر بأن زيارة الوزير الجزائري للبحرين لها علاقة بانتاج وأسعار النفط، وأيضاً الوزير الجزائري هو وزير للتعاون الدولي والشئون الخارجية وهذا يدل على أن الزيارة تتعلق بالتطورات والمستجدات على الساحتين الاقليمية والدولية، ولعل من بينها القمة العربية الافريقية
- من المؤكد أن خادم الحرمين الشريفين وسمو رئيس الوزراء البحريني استعرضا خلال لقائهما بنود تخص مجلس التعاون الخليجي وأخرى تخص البحرين، وهذا ليس معرض حديثنا هنا، فنحن هنا نركز فقط على الجزئية التي قد تكون لها علاقة بزيارة الوزير الجزائري للبحرين وانسحاب دول عربية من القمة العربية الافريقية .. فهل زيارة سمو رئيس الوزراء البحريني للرياض وما أدلى به من تصريحات هي بمثابة رد على جهة ما؟!! ورسالة استباقية للانسحاب من القمة العربية الافريقية ؟!!
- وهل ثمة علاقة بين زيارة الوزير الجزائري للبحرين والقمة العربية الافريقية من جهة، والتدخلات الإيرانية في الشأن البحريني من جهة أخرى، كون أن الجزائر لها علاقات وثيقة مع إيران وأيضا مع البوليساريو ؟!!، أو بمعنى آخر هذا مقابل هذا؟!! فكما يعلم الجميع أن كل شيء وارد وغير مستبعد في السياسة، فهي لعبة قذرة وأيضاً هي لعبة دهاء
- هل وهل وهل تساؤلات كثيرة تطرح نفسها، وأكتفي بالتساؤلات التي ذكرتها بالأعلى