مسؤول يكشف عن تطورات تصدير الغاز النيجيري لأوروبا.. المغرب أو الجزائر
مارس 30, 2022
7
تعمل أبوجا -حاليًا- على بناء خطوط أنابيب لنقل الغاز النيجيري إلى أوروبا، لكنها ما زالت تفاضل بين إمكان تصديره عبر المغرب أم الجزائر.
وأكد العضو المنتدب لشركة النفط الوطنية النيجيرية، ميلي كياري، أمام منتدى الطاقة العالمي للمجلس الأطلسي، الذي استضافته الإمارات مؤخرًا، أن بلاده تعوّل على الغاز الطبيعي للقيام بدور رئيس في إستراتيجيها للتحول بعيدًا عن الوقود الأكثر تلوثًا إلى طاقة أنظف.
وأضاف أن "الحكومة الفيدرالية في نيجيريا اختارت الغاز وقودًا انتقاليًا"، موضحًا أن ما تقوم به الشركة هو نوع من الاستبدال، إذ تنتقل البلاد من الوقود الأكثر تلوثًا إلى وقود أنظف، وهو الغاز النيجيري، وفقًا لما نقلته عنه منصة "بانش" النيجيرية.
المغرب أم الجزائر
قال ميلي كياري: "نعمل على بناء البنية التحتية الهائلة للغاز، اللازمة لضمان وجود إمدادات كافية من الغاز النيجيري في السوق المحلية، وتوفير جزء من غاز نيجيريا للأسواق العالمية".وأضاف: "نحاول أن نرى كيف يمكننا بناء شبكة من البنية التحتية لخطوط الأنابيب التي ستوصل الغاز النيجيري إلى أوروبا، عبر المغرب أو الجزائر".
وبرز الغاز النيجيري خلال المدة الأخيرة بوصفه أحد عناصر الصراع والمنافسة بين المغرب والجزائر، بعد تصاعد الخلافات السياسية بين البلدين، التي انتهت بإعلان الجزائر -رسميًا- وقف تصدير الغاز الجزائري إلى أوروبا عبر الأراضي المغربية، بداية من أول نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي.
وعملت الجزائر والرباط -خلال الأشهر الـ5 الماضية عقب توقف خط أنابيب المغرب العربي وأوروبا الذي كان يصدر الغاز الجزائري إلى إسبانيا- على إعلان تطورات مشروعهما مع نيجيريا من حين إلى آخر.
المشروعان المتنافسان
يخطط الجزائر والمغرب للاستعانة بالغاز النيجيري للتصدير إلى أوروبا، إذ تستهدف الرباط ربط مشروعها مع أبوجا بخط أنابيب المغرب المعربي، بما يمكنها من تأمين احتياجاتها من الغاز خاصة لمحطات الكهرباء التي توقفت في أعقاب القرار الجزائري، والاستفادة من عائدات العبور التي انقطعت منذ بداية نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.ويواجه المشروع المغربي -الذي تصل تكلفته إلى نحو 25 مليار دولار أميركي- العديد من التحديات أبرزها التمويل، فضلًا عن طول الخط الذي يمتد على طول 5 آلاف و660 كيلومترًا، عبر 13 دولة بداية من
نيجيريا مرورًا بكل من بنين وتوغو وغانا وكوت ديفوار وليبيريا وسيراليون وغينيا وغينيا بيساو وغامبيا والسنغال وموريتانيا، وصولًا إلى المغرب ومنها إلى أوروبا.
وفي المقابل عمل مسؤولو الجزائر، خلال الأيام الماضية، على عقد عدة مباحثات مع المسؤولين في أبوجا، من أجل إنهاء الترتبيات المتعلقة بنقل الغاز النيجيري واتخاذ خطوات تنفيذية في المشروع المتفق عليه منذ أكثر من 13 عامًا وتحديدًا عام 2009، عندما جرى توقيع اتفاق رسمي بين الجزائر ونيجيريا بمشاركة النيجر.
المشروع -الذي تطلق عليه الجزائر ونيجيريا خط الغاز العابر للصحراء- من المتوقع أن يمتد بطول 4128 كيلومترًا، ويستهدف نقل 30 مليار متر مكعب من الغاز النيجيري سنويًا نحو أوروبا، من خلال ربطه بشبكة خطوط الغاز الجزائرية.
الإمدادات النيجيرية
أكد وزير النفط النيجيري تيمبري سيلفا، -يوم الجمعة 25 مارس/آذار- لوفد من الاتحاد الأوروبي، أن بلاده مستعدة للتدخل بصفة مورّد بديل للغاز إلى أوروبا.وطالب الاتحاد الأوروبي بزيادة الاستثمارات في النفط والغاز النيجيري، لتتمكن بلاده من المساعدة في تلبية احتياجات أوروبا من الطاقة.
وجاءت دعوة سيلفا في أعقاب الحرب بين أوكرانيا وروسيا، التي تشكّل -حاليًا- تهديدًا لإمدادات الغاز إلى الدول الأوروبية.
الحاجة إلى التمويل
دفع الغزو الروسي لأوكرانيا، نيجيريا إلى تعليق آمال كبرى بأن تحلّ محلّ موسكو في تلبية احتياجات القارّة الأوروبية من الغاز.وطالب وزير النفط النيجيري الحكومةَ الأميركية بتمويل لتطوير موارد نيجيريا من الغاز الطبيعي، لتصبح مصدرًا بديلًا للطاقة في أوروبا.
وخلال لقاء سيلفا مع وزيرة الطاقة الأميركية جينيفر غرانهولم، في 9 مارس/آذار الجاري، قال، إن تعاون بلاده مع أميركا سيكون مفيدًا للبلدين ولكل العالم.
خطوط الغاز النيجيرية
بدأت نيجيريا بناء خطوط أنابيب الغاز الطبيعي أجاوكوتا-كادونا-كانو (إيه كي كي)، لنقل الغاز إلى أوروبا عبر دول شمال أفريقيا، بطول 600 كيلومتر.وتمتلك نيجيريا أكثر من 206 تريليونات قدم مكعبة من احتياطي الغاز الطبيعي، بجانب 600 تريليون قدم مكعبة من الاحتياطي غير المؤكّد.