اعلام الجنرالات يبكي,,,,, تحت عنوان
ماذا بقي للجزائر من دور في إفريقيا بعد صفعة المغرب لنا
ماذا بقي لنا من دور في إفريقيا، بعد هذه الصفعة التي وجهها لنا المغرب أمس، وكنا نعتقد أنه يترجى دعم الجزائر له للعودة إلى الاتحاد الإفريقي؟
أما الصفعة فهي أن 28 بلدا إفريقيا راسلوا رئيس الاتحاد وطالبوا بتعليق عضوية الجمهورية الصحراوية في المجلس تلبية لمطلب المملكة المغربية المدعوم من السعودية، مقابل عودة الرباط إلى هذه المنظمة التي غادرتها سنة 1984 احتجاجا على قبول الجمهورية الصحراوية المحتلة من قبل المغرب، كعضو في المنظمة.
حتى ادعاء المملكة أنها رفضت لفرحات مهني الانفصالي تأشيرة الدخول، يبدو أنه مجرد ذر للرماد في العيون، وهي مجرد فقاعة إعلامية للتمويه لا غير.
ثم هل حقا المغرب في حاجة إلى صوت الجزائر وموافقتها لكي يعود؟ وهو الحاضر بقوة اقتصاديا في دول غرب إفريقيا؟
ولو كان صوت الجزائر مهما، لماذا كانت المحطة ما قبل الأخيرة للدبلوماسية المغربية التي أرسلت ممثلا من الدرجة العاشرة لإبلاغ الجزائر بعودة الرباط إلى الاتحاد الإفريقي، بينما أرسلت تمثيلا من مستويات عليا إلى باقي البلدان؟
أين الخلل؟ ليس في المغرب طبعا، الذي يسهر على مصالحه في إفريقيا وفي غير إفريقيا، وإنما في بلادنا، وفي دبلوماسيتنا النائمة التي تضيع كل يوم الفرص علينا. والمصيبة أننا الدولة الوحيدة التي تسير خارجيتها بوزيرين لا صنعة لهما غير التنافس على من يمثل الجزائر، فكانت النتيجة غيابنا كليا على الساحة الدولية، وها نحن كل يوم نخسر مساحة جديدة للفضاء الذي كنا نشغله بقوة. وهو وضع لم نعرفه حتى في عز الأزمة الأمنية التي عزلت الجزائر عن العالم، لصالح المغرب وغير المغرب.
ومع ذلك مازلنا نسمي أنفسنا بوابة إفريقيا، ونعتقد أننا ما زال لدينا دور نلعبه في القضايا الإقليمية، وقد نستفيق أننا لا نتحكم في شيء على بعد أمتار من حدودنا الجغرافية. أما حدودنا المعنوية فقد خسرناها منذ خسرنا لسانا يذود عن مصالحنا.
حتى إرث بوتفليقة، الذي اجتهد لاستعادة مكانة الجزائر الدولية سنوات حكمه الأولى بعد العزلة القهرية التي فرضت علينا بسبب الإرهاب، قد تآكل في السنوات الأخيرة ونحن نقف عديمي التأثير في أي من الملفات التي تعنينا مباشرة، مثل الملف الليبي والمالي.
وها هو المغرب يزحف على إفريقيا ويحصد العشب من تحت أقدامنا، ورأسا دبلوماسيتنا يتفرجان على خيباتنا.
سيعود المغرب إلى الاتحاد وسيسوق قاطرته بالمال السعودي، وبفضل دبلوماسيته التي لم تعد تهمها الشعارات، بل العمل الميداني، وتأخذ منا ما كان سابقا مناطق نفوذنا، ونحن في استقالة جماعية، شعبا وسلطة!