تحديد 49 مسارا سياحيا لرحلات سياحية منظمة ومتكاملة في مناطق المملكة
آخر تحديث : 20/11/1437 09:40 ص
وضعت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، لمساتها الأخيرة على عدد من المسارات السياحية الجديدة، التي تعطي السائح جميع الخيارات المتاحة لإكتشاف أجمل الأماكن وأكثرها تنوعا في السعودية والتعرف عليها عبر 49 مساراً سياحياً تربط المناطق ببعضها البعض، وذلك عبر مسارات سياحية متصلة تضع السعودية بين يدي السائح والتنسيق مع الجهات الحكومية لتوفير الخدمات في هذه المسارات.
وقد تم الإنتهاء من معظم تلك المسارات وتجهيزها للسائحين الراغبين في التعرف على أي منطقة وفق مسارها المخصص، واتاحة الفرصة لمعايشة التاريخ والحضارات التي تواجدت على أرض الجزيرة العربية الى جانب الرحلات الصحرواية وتسلق الجبال والغوص في البحار، وذلك عبر رحلات سياحية منظمة ومتكاملة يقوم بها مستثمرون في القطاع السياحي.
وأكد عبدالله مطاعن المشرف العام على مشروع تطوير المسارات الاستراتيجية السياحية بالهيئة، أن العمل جار لتطوير 49 مسار سياحي تغطي كافة مناطق المملكة، مشدداً على ضرورة إيجاد برامج سياحية جاذبة للزائرين والسياح عبر تفعيل دور منظمي الرحلات السياحية الى جانب تطوير قطاع الإيواء السياحي وتحسين خدمات النقل والمواصلات، مشيراً الى أن الهيئة ستقدم الدعم والحوافز للمستثمرين للمنافسة في هذا القطاع وليتمكنوا من لعب دورهم الهام في تطوير وتسويق الرحلات والفعاليات والبرامج السياحية وفق ضوابط تضمن تطوير هذا النشاط حسب المعايير المعتمدة عالمياً.
مشيرا إلى أنه قد تم تقسيم المسارات السياحية إلى ثلاثة أنواع، هي: مسارات المناطق، وهي المسارات التي تربط عددًا من المناطق في حدود القطاع الجغرافي (متوسط المسافة) ويتفرع عنها مسارات محور البحر الأحمر وعددها 6 مسارات، ومسارات المحور الجبلي وهي 4 مسارات، ومسارات المحور الصحراوي وتبلغ 6 مسارات، ومسار محور الخليج العربي. والنوع الثاني: المسارات المحلية، وهي المسارات السياحية في حدود المنطقة ذاتها (قصيرة المسافة) ، ويبلغ عدد هذه المسارات المحلية داخل المناطق 45 مسارًا على مستوى المملكة، ونسبة جاهزية تلك المواقع من 60% 90%. أما النوع الثالث فهو المسارات التخصصية، وهي مسارات تخصصية تحقق رغبات شرائح معينة متخصصة في طلب أنواع محددة من أنواع السياحة.
وأشار الى ان الهيئة نظمت مؤخرا رحلة تعريفية لعدد من منظمي الرحلات السياحية بالمسار الجبلي "عسير، الباحة، الطائف" ضمن رحلاتها التعريفية بالمسارات السياحية الاستراتيجية بالمملكة.
وأوضح المشرف العام على مشروع تطوير المسارات الاستراتيجية السياحية بالهيئة، أن المسارات السياحية هي نموذج عالمي مستخدم في كثير من دول العالم للتعريف بالوجهات السياحية الجاذبة حيث تتنافس الدول بتقديم مساراتها السياحية بشكل جاذب ومقنع ومكتمل للزائر والعمل على التعريف بها والترويج لها على مستوى كبير لغرض استقطاب أكبر شريحة ممكنة من الزوار، مبيناً أن المسارات العالمية تعمل دولها بشكل كبير لتهيئتها وتجهيزها وتحسين مستوى خدماتها وتوعية مجتمعاتها وتدريب شركائها للإستفادة القصوى من تلك الفرص التي تقدمها الخدمات، معتبراً أن المملكة لا تختلف في مقوماتها عن المقومات العالمية لتكون لديها مسارات سياحية بل لديها من المقومات الثقافية والطبيعية والغنى في التراث والآثار ما يؤهلها بأن تكون في مصاف أفضل المسارات العالمية بعد استكمال خدماتها ومنتجاتها.
وبالعودة الى الساحل الشرقي في المنطقة الشرقية، التي تحتل مكاناً بارزاً في خارطة السياحة الخليجية، خاصة بعد المشروعات العملاقة التي تم إنجازها، وأهمها الواجهة البحرية للمنطقة الشرقية التي تمتد من الخبر إلى الجبيل، فقد خُصص مسار الدمام والذي يستغرق مدته 7 ساعات ونصف الساعة وذلك عبر الإتجاه الى المتحف الإقليمي بالدمام الذي يمثل التاريخ والماضي الجميل، مروراً بسوق الحب الشعبي حيث العديد من المعروضات الشعبية والمشغولات المميزة التي تمتاز بها منطقة الخليج العربي، ومن ثم الانطلاق إلى الواجهة في كورنيش الدمام والاستمتاع بالإطلالة البحرية المباشرة، وبمواقع الصيد للهواة والمحترفين، يليها الذهاب إلى قرية الدولفين ومشاهدة العروض الترفيهية بالقرية، ثم زيارة جزيرة المرجان والاستمتاع بالإطلالة البحرية من كل الاتجاهات حيث تنتهي الرحلة بالجلوس والاستمتاع بالمناظر البحرية على ضفاف الخليج العربي.
وفي نفس المنطقة يأتي مسار الظهران والخبر بمدة تستغرق 8 ساعات ونصف، ويبدأ المسار بمعرض أرامكو الذي يضم العديد من الأجنحة العلمية المتخصصة بمجالات النفط وطبقات الأرض، الى أن يحين وقت الانطلاق إلى الواجهة البحرية بالخبر والاستمتاع بالإطلالة البحرية المباشرة، حيث تتاح لعشاق البحر رحلة بحرية على متن مركب مخصص للرحلات البحرية القصيرة، وتبدأ الإثارة عند الانطلاق إلى كورنيش الخبر ومشاهدة برج المياه المشروع الضخم الذي يحتوي على مطعم على ارتفاع شاهق، يليه مسار القطيف الذي تتجاوز مدته أيضاً الثمان ساعات والذي يبدأ بكورنيش سيهات وبعدها تستكمل الرحلة البحرية بزيارة كورنيش القطيف الذي يجمع بين حداثة المكان والعمق التاريخي الى أن يحين موعد التسوق في أحدث المجمعات التجارية على ضفاف الخليج العربي، وبعدها تبدأ رحلة إلى الماضي والتاريخ بجزيرة دارين ومرفأ الصيد القديم المقابل لقلعة دارين الأثرية والذي يعد من أقدم الموانئ البحرية في العالم إذ يمتد عمره إلى أكثر من 5000 سنة.
وتتضمن بعض تلك المسارات عدد من الحقب الزمنية التي مرت على أرض الجزيرة العربية، في الوقت الذي تضع الهيئة لمساتها الأخير على تلك المسارات التي من شأنها أن تكون بمثابة خارطة طريق للسياحة المحلية مستعرضة من خلاله جميع الحقب التي مرت على أرض الجزيرة العربية وفي جميع المناطق التي تحاكي عبق التاريخ في أرض الجزيرة منذ آلاف السنين.