احتفال نصر " أكتوبر 73 " - رجال صنعوا النصر

نمط الرقابة(مفعل): سوف تخضع اي مشاركات جديدة للموافقة اليدوية من قبل طاقم الإدارة
أشاد الرئيس عبدالفتاح السيسي بالأمس في ذكرى احتفالات حرب أكتوبر، بالمناظرة التي كانت بين اللواء أركان حرب سمير فرج، والجنرال الإسرائيلي شارون، والتي أجرتها شبكة «BBC» البريطانية عام 1975، وقال الرئيس إن المناظرة كانت أكثر شيء يتحدث عنه الجنود في الجيش في ذلك الوقت، ومحل فخر كبير، مشيرا إلى أن اللواء سمير فرج كان قائد كتيبته في القوات المسلحة

اللواء سمير فرج يكتب:
مناظرتي مع الجنرال شارون على«B.B.C»
الأربعاء 07-10-2015
المصري اليوم
ستظل حرب أكتوبر 73.. ونتائجها.. تدرس وتناقش على كافة المستويات في المؤسسات العلمية العسكرية في العالم.. وفى مراكز الدراسات الاستراتيجية.. وحتى البرامج التليفزيونية.. وهذا ما دعا قناة BBC البريطانية عام 1975 إلى أن تدعونى لعمل مناظرة علمية مع الجنرال الإسرائيلى شارون قائد القوات الإسرائيلية في معركة ثغرة الدفرسوار غرب قناة السويس ولقد قام بالتحكيم على هذه المناظرة أساتذة من المعهد الدولى للدراسات الاستراتيجية في لندن The International Institute for Strategic Studies أو IISS، حيث كان هذا المركز يجمع خيرة الباحثين العسكريين في مجال الاستراتيجية والأمن القومى في العالم.. وكانت إصداراته كل عام.. من المراجع العلمية التي يعتمد عليها كل الباحثين العسكريين في العالم كله.
وكنت في هذا العام طالب في كلية كمبرلى الملكية بإنجلترا.. وهى كلية من أعرق.. وأقدم كليات القادة والأركان في العالم.. وكانت مصر قد أوقفت إرسال مبعوثيها لهذه الكلية منذ أزمة السويس عام 1956... وبعد عشرين عاماً.. كنت أول دارس مصرى التحق بهذه الكلية.. لمدة عام كامل.. وكان الجنرال آرييل شارون أيضاً من خريجى هذه الكلية.. مع إسحاق رابين.. وبن إليعازر.. وتال.. وجونين.. وغيرهم من القادة العسكريين في إسرائيل.
ولقد استمرت المناظرة بيننا لمدة ساعة ونصف على الهواء مباشرة.. تضمنت الساعة الأولى تسجيلات خارجية.. معى.. ومع الجنرال شارون.. عرضت فيها خطة القوات المصرية في اقتحام قناة السويس.. وكيف نجح الجيش المصرى في اقتحام أكبر مانع مائى في التاريخ.. وسقوط خط بارليف.. ويجب أن نوضح أن الحديث.. في وسائل الإعلام الغربية.. كان يختلف كثيراً.. في ذلك الوقت عن الحديث في وسائل الإعلام العربية.. حيث يعتمد الإعلام الغربى.. على الحقائق.. والأرقام.. والإحصائيات والمقارنات.. وليس على الكلام المرسل. ومن هنا تظهر صعوبة التعامل.. حيث ركزت على أن يكون عرض التخطيط المصرى وإدارة القتال لحرب أكتوبر 1973 متسماً بالوضوح.. والدقة.. والصدق.. معتمداً على النجاح العظيم.. أشبه بالأسطورى من وجهة نظر كل المراكز والمؤسسات العسكرية في العالم.. لما قام به الجيش المصرى في مجال الفكر والتخطيط وإدارة العمليات العسكرية على ضفاف قناة السويس، على الرغم من أن كل تقارير معاهد الدراسات الاستراتيجية قبل أكتوبر.. كانت تؤكد استحالة قيام مصر بأى عمل عسكرى شامل وخاصة اقتحام أكبر مانع في التاريخ.
وعندما بدأت بشرح خطة العبور المصرية واقتحام خط بارليف.. ركزت تماما على أن التخطيط للعملية الهجومية لاقتحام خط بارليف وعبور القناة.. كان تخطيطاً مصرياً.. خالصاً.. نابعاً عن الفكر العسكرى المصرى.. تم بعد خبرات طويلة.. في حرب الاستنزاف.. وتدريبات شاقة على عمليات العبور في دلتا نهر النيل لمدة 5 سنوات كاملة من عمر حرب الاستنزاف بعد أن استكمل الجيش المصرى معداته وأسلحته التي فقدها في حرب 1967.. ولقد جاء السؤال سريعاً.. ومباغتاً من أساتذة معهد الدراسات الاستراتيجية.. على الهواء مباشرة.. كيف كان التخطيط مصرياً.. والذى رأيناه.. أنكم التزمتم بتكتيكات وأساليب القتال في العقيدة السوفيتية عن أعماق المهام القتالية.. كالمهمة المباشرة.. والمهمة التالية..!! ولحسن الحظ.. عرضت محطة BBC صورة لميدان القتال اعتبرته انفرادا في هذا الوقت.. حصلت عليه من الولايات المتحدة الأمريكية.. لذلك أشرت إلى الخط الذي وصلت إليه القوات المصرية شرق القناة في رأس الكوبرى من فرق المشاة المصرية الخمس، وأوضحت لهم.. أن هذه الخطوط التي وصلت إليها قوات رأس الكوبرى.. لم تكن مبنية على أساس أعماق المهام كما في العقيدة السوفيتية.. وإنما تم التخطيط لها على أساس مدى حماية خط حائط الصواريخ للدفاع الجوى غرب القناة.. فهناك بطاريات للصواريخ في الأمام وأخرى في الخلف.. اختلفت مواقعها حسب طبيعة الأرض في البر الغربى.. الأمر الذي أدى إلى ألا تتعدى القوات المصرية في رأس الكوبرى.. خط حماية حائط الصواريخ.. مما أدى إلى حرمان القوات الجوية الإسرائيلية من التدخل نهائياً.. بأى أعمال قتالية ضد قوات رأس الكوبرى المصرية.. شرق قناة السويس.. وكان خير دليل على ذلك.. الأوامر الصريحة الواضحة التي صدرت من قائد القوات الجوية الإسرائيلية لقواته الجوية يوم 6 أكتوبر.. فور عبور قواتنا قناة السويس.. بعدم الاقتراب من قناة السويس لمسافة 15 كيلومترا.. التي كانت بالطبع مسافة عمل وتغطية حائط الصواريخ المصرى.. ومن هذا المنطلق تم حرمان الذراع الطويلة للجيش الإسرائيلى «قواته الجوية» من العمل ضد القوات المصرية طوال عملية اقتحام قناة السويس وإنشاء رؤوس الكبارى.. وهو ما أطلق عليه الخبراء العسكريون في العالم آنذاك.. أن المصريين.. طبقوا مبدأ جديداً في أشكال عمليات القوات الجوية.. وهو تحييد القوات الجوية المعادية «Neutralizing Enemy Air Force» وهو أسلوب لم يكن مطبقاً من قبل.
ولقد عرضت خطة العبور واقتحام خط بارليف بالتفصيل.. وكيف أن القوات المسلحة المصرية اقتحمت قناة السويس.. بخمس فرق مشاة مترجلة على مواجهة واسعة.. وأن ذلك القرار أربك حسابات وتقديرات القوات الإسرائيلية.. حيث وقفت الاحتياطيات المدرعة الإسرائيلية عاجزة عن القيام بالهجمات المضادة ضد قوات رؤوس الكبارى المصرية في انتظار تحديد المجهود الرئيسى لهذه القوات.. وذلك طبقاً لخطة الدفاع المتحرك التي كانت إسرائيل تطبقها للدفاع عن سيناء.. وأشرت أن خطة الدفاع الإسرائيلية التي اعتمدت على نقاط خط بارليف القوية.. ومعها احتياطيات على أعماق متعددة.. فقدت الاتزان الدفاعى.. ووقفت عاجزة.. أمام مفاجأة هجوم الخمس فرق على مواجهة واسعة.. وعدم قدرة القوات الجوية الإسرائيلية على تقديم أي معاونة للاحتياطيات المدرعة الإسرائيلية.
وعندما قامت الاحتياطيات الإسرائيلية لخط بارليف بالهجمات المضادة.. كانت ضعيفة.. ومبعثرة.. وتحطمت أمام الخطة الرائعة المضادة للدبابات التي نفذتها لأول مرة في التاريخ عناصر مشاة مترجلة.. دون دعم من دبابات التعاون الوثيق التي لم تصل لرؤوس الكبارى إلا في اليوم التالى بعد تشغيل الكبارى.
وجاء تعليق أساتذة معهد الدراسات الاستراتيجية.. أن توقف القوات المصرية وتعزيز رؤوس الكبارى.. تحت مظلة صواريخ الدفاع الجوى المصرى.. حرم الإسرائيليين من تنفيذ خطتهم الدفاعية بأسلوب الدفاع المتحرك Mobile Defense من استدراج القوات المصرية إلى مناطق احتواء وقتل لتدميرها في العمق.. ولذلك جاء إعلان موشيه ديان.. وجولدا مائير يوم 9 أكتوبر 1973 بهزيمة إسرائيل.. اعترافاً كبيراً بتفوق التخطيط المصرى في المرحلة الافتتاحية من الحرب.. علاوة على الأداء المتميز لتنفيذ هذا التخطيط.
لذلك اندفع شارون ليقول إنه لطالما عارض الجنرال بارليف.. وخطته للدفاع عن قناة السويس.. وبناء هذا الخط.. الذي وصفة شارون أنه مثل الجبن السويسرى ذات الثقوب.. وأن إسرائيل دفعت الثمن باهظاً.. عندما لم تستمع لآرائه حول تنظيم الدفاعات في سيناء.. ونفذت خطة الجنرال بارليف.. رئيس الأركان الإسرائيلى آنذاك.. وقبل أن أنطلق بالرد، تولى أستاذ من معهد الدراسات الاستراتيجية التعليق قائلاً.. سيادة الجنرال.. أشبعتمونا فكراً.. وآراءً.. ونظريات.. بعد حرب 1967.. نظراً إلى خبراتكم وتطبيقكم هذه النظريات التي حققت النصر عام 1967.. والآن نسمع أن كل هذه المفاهيم والنظريات الإسرائيلية خاطئة.. أعتقد سيادة الجنرال شارون.. أن ما فعله المصريون كان رداً عملياً على أن هذه النظريات.. لم تكن دقيقة.. أو صحيحة. ويبدو أن الجنرال شارون أعجبه هذا التحليل من معهد الدراسات الاستراتيجية الذي يدين الخطة الدفاعية الإسرائيلية شرق القناة.. حيث قرر استغلال ذلك كله لصالحه الشخصى.. ليقول.. إنه من ذلك المنطلق وبعد إعلان موشيه ديان ومائير.. هزيمة إسرائيل.. جاء هو المنقذ.. لينفذ «عملية الغزالة» ويبدأ في التفكير في ثغرة الدفرسوار.
وحتى هذا الموقف كانت الخطة المصرية حصلت على تقدير 4 نقاط في المناظرة من لجنة التحكيم من معهد الدراسات الاستراتيجية.. بينما لم تحصل الخطة الإسرائيلية على أي نقاط.. بعدها تابعت عرض تفاصيل كثيرة عن تخطيط العبور والتنظيم الرائع لجهود القوات المصرية.. وكيف تم تنفيذ خطة الخداع.. وتحقيق المفاجأة.. والتغلب على الساتر الترابى.. إلخ.. لذا حصلت الخطة المصرية على نقطتين إضافيتين عن مرحلة إدارة القتال في رأس الكوبرى حتى يوم 15 أكتوبر 1973.. ليصل عدد النقاط إلى 6 نقاط بينما لم تحصل الخطة الإسرائيلية على أي نقاط.. وأكد معهد الدراسات الاستراتيجية على أن الخطة الدفاعية الإسرائيلية.. المبنية على خط بارليف كانت خطة ذات مفهوم دفاعى غير متزن.. وافتقدت عدم بناء الأنساق والخطوط الدفاعية المتتالية.. سواء بالاحتياطيات أو المواقع الدفاعية، وسمحت للقوات المصرية بكل سهولة أن تقتحم القناة.. وتنشئ رؤوس الكبارى.. وأن هذه النقاط الحصينة في خط بارليف.. لم تؤد أي دور دفاعى لها.. خاصة أنه لم يكن هناك أي تعاون نيرانى أو تكتيكى بين نقاط خط بارليف.. ولذلك عندما اقتحم المصريون القناة.. ثم عزل نقاط خط بارليف.. تهاوت هذه النقاط في ساعات.. أو استسلمت.. وشبه خبراء معهد الدراسات الاستراتيجية IISS على الهواء.. أن ما حدث من سقوط لخط بارليف.. هو بالضبط ما حدث من سقوط لخط ماجينو في الدفاعات الفرنسية في بداية الحرب العالمية الثانية.. وإن اختلف الأسلوب.
وبعد ذلك جاء استعراض مرحلة تطوير الهجوم المصرى بالقوات المدرعة للوصول إلى خط المضايق في سيناء.. لتخفيف الضغط على القوات السورية في جبهة الجولان.. ولقد فقدت الخطة المصرية في هذا العرض في المناظرة نقطتين.. وعلق أساتذة معهد الدراسات الإستراتيجية على خطة التطوير المصرية.. بنفس التعليق الكلاسيكى الذي يدرس في كل المعاهد العسكرية في العالم لكل القادة.. لا تدع السياسى يجبرك على القيام بعمل عسكرى.. ما دمت غير قادر على تنفيذه.. أو غير مقتنع به.. أو أنه خارج التخطيط المسبق للعمليات.
وبدأنا في المرحلة الأخيرة من المناظرة.. التي أعتقد أن آرييل شارون.. دخل هذه المناظرة في التليفزيون البريطانى على الهواء ليستعرض ما قام به في عملية الثغرة غرب القناة.. واستعرض شارون الانهيار الذي كانت عليه الجبهة الدفاعية الإسرائيلية في سيناء.. وهى التي دفعت موشيه ديان ليعلن هزيمة إسرائيل يوم 9 أكتوبر.. وبدأت إسرائيل في طلب إمدادات عاجلة من الأسلحة والمعدات من الولايات المتحدة الأمريكية.. التي بدأت في إرسال الإمدادات من خلال جسر جوى عاجل إلى إسرائيل.. وطلبت إسرائيل من الولايات المتحدة، طبقا لما ذكره شارون، أن تصل هذه الأسلحة والمعدات مباشرة إلى مطار العريش في سيناء.. لأن الجبهة في الجولان كانت قد تم الانتهاء منها.. أما الجبهة الإسرائيلية في سيناء فكانت منهارة تماماً.
وأضاف شارون أنه طلب على وجه التحديد الصواريخ المضادة للدبابات من الجيل الجديد من طراز TOW.. ذات الدقة العالية في تدمير الدبابات وهو تطوير للجيل القديم «المالوتيكا» الروسى الذي كانت تستخدمه القوات المصرية.. وفعلاً وصل إلى العريش يوم 13 أول دفعة من المقذوفات الموجهة المضادة للدبابات.. ولم تكن جديدة من المخازن ولكن تم سحبها من الوحدات المقاتلة الأمريكية العاملة في ألمانيا.. وجرى تطقيمها بأفراد من جنود الاحتياط الذين تم استدعاؤهم ضمن خطة الاستدعاء الإسرائيلية وأسند لقيادة هذه القوة.. إلى ملازم أول احتياط إسرائيلى اسمه «جوفى» أو ما أطلق عليه في المناظرة الملازم Joffy.
وبدأ شارون في هذه المرحلة يشرح خطته لاختراق رأس الكوبرى في الدفاعات المصرية للوصول إلى غرب القناة.. ليندفع إلى عمق الدفاعات المصرية.. مطبقاً نظرية ليدل هارت «الاقتراب غير المباشر» Indirect Approach.. وهى نفس النظرية التي كان يطبقها روميل في الصحراء الغربية.. وأيضاً طبقها الجيش الألمانى في اختراق الدفاعات الفرنسية على خط ماجينو في الحرب العالمية الثانية.. بتجنب الهجوم على دفاعات خط ماجينو.. والاختراق من اتجاه وغابات الأردين في بلجيكا.. وبعدها انهارت الدفاعات الفرنسية تماماً.
وشرح شارون هذا الفكر وأنه بدأ التطبيق بمحاولة اختراق الجانب الأيمن للجيش الثانى.. والذى كانت تؤمنه الفرقة 16 مشاة.. وذكر أنه هاجم بشراسة لمدة 3 أيام هذه المواقع.. التي عرفت باسم «معركة المزرعة الصينية» وقاد هذا الهجوم الجنرال آدان.. والجنرال ماجن. ويقول شارون.. إنه استخدم كافة الوسائل والقوات.. والأساليب.. وأن نيران المدفعية الإسرائيلية ظلت تقصف هذه المواقع المصرية بلا توقف ليومين كاملين.. وتم الهجوم على هذه القوات المصرية بالقوات المدرعة وبوحدات المظلات الإسرائيلية.. والتى هي أرقى الوحدات القتالية الإسرائيلية.. تدريباً وكفاءة.. وفشلت كل هذه الهجمات الإسرائيلية أمام صلابة الكتائب الأمامية للفرقة 16 في معركة المزرعة الصينية.. وإذا كان لنا من تعليق.. فإنه يجب الإشارة.. إلى أن قائدى كتائب المشاة التي أوقفت هذا الهجوم لمدة 3 أيام كاملة كانا.. المقدم محمد حسين طنطاوى.. والمقدم أحمد إسماعيل عطية.. وأتذكر أنه في إحدى زيارات الجنرال شارون بعد عدة سنوات لمصر في زيارة رسمية.. وعندما علم أن القائد المصرى في معركة المزرعة الصينية كان المشير طنطاوى وزير الدفاع المصرى، طلب شارون أن يلتقى ويقابل المشير طنطاوى.. ولكن إلى حد علمى فإن المشير طنطاوى اعتذر عن مقابلته.. ولم يقابله.. حتى إن شارون عندما علم بالرد الدبلوماسى لرفض المشير طنطاوى.. قال بالحرف الواحد «لقد كنت أريد أن أقابل قائداً شجاعاً.. قاتلنى بشراسة».
ونستكمل ما ذكره شارون بأنه بعدما فشل الجنرال آدان..والجنرال ماجن في اقتحام دفاعات الفرقة 16 مشاة لم يجد أمامه إلا أن يعبر من البحيرات متجنباً هذه الدفاعات المصرية الشرسة في المزرعة الصينية.. واندفع شارون بمجموعة قتال من سرية دبابات ومشاة واندفعوا إلى عمق منطقة الدفرسوار خلف رأس كوبرى الجيش الثانى الميدانى؛ حيث بدأ شارون مهاجمة قواعد صواريخ الدفاع الجوى.. وكان يكتفى بالاشتباك عن بعد من مسافة 3 كيلومترات ليدمر رادار القاعدة.. فتتوقف بطارية الدفاع الجوى عن العمل.. حتى نجح في عمل ثغرة في حائط صواريخ الدفاع الجوى المصرى.. لكى تندفع القوات الجوية الإسرائيلية لأول مرة يوم 17 أكتوبر لتهاجم القوات المصرية.. كما هاجمت قوات شارون.. مواقع المدفعية المصرية غرب القناة، وبذلك تم حرمان قوات رأس الكوبرى من المعاونة النيرانية من البر الغربى.. وذكر شارون أن هدفه من العبور إلى غرب القناة في البداية كان أن يندفع للاستيلاء على مدينة الإسماعيلية.. بصفتها هدفا ذات أهمية استراتيجية والتى لو تم الاستيلاء عليها.. يمكن للجانب الإسرائيلى.. عندما يتوقف القتال في أي مفاوضات قادمة.. باستخدام هذا العمل للحصول على مكاسب يوقف بها نزيف الخسائر أمام النصر الكبير الذي حققته القوات المصرية شرق القناة.
ويقول شارون.. إنه فوجئ.. بقتال شرس وعنيد من قوات الصاعقة المصرية غرب القناة في منطقة الدفرسوار.. ومنطقة الجناين.. وبرر شارون خسائره الكبيرة في المعدات والأرواح.. بل وإصابته هو شخصياً إصابة نقلته للعلاج إلى داخل إسرائيل.. نتيجة لشراسة رجال قوات الصاعقة المصرية الذين كانوا يظهرون في كل مكان وسط زراعات المانجو. ولذلك قرر شارون نتيجة خسائره الكبيرة في اتجاه الإسماعيلية أن يعيد ترتيب أوراقه.. وقرر أن يندفع بقواته جنوباً في اتجاه السويس.. ليكون هدفه السويس بدلاً من الإسماعيلية.
ويقول شارون إنه.. لم يركب طائرة الإخلاء.. إلا بعد أن تأكد أن قواته بدأت في التحرك نحو السويس.. وغيرت اتجاهاتها من الإسماعيلية إلى الجنوب. وبدأ سؤال خبراء معهد الدراسات الاستراتيجية لى عن خطة القوات المصرية ضد عمليات شارون.. وأوضحت أن القيادة العامة المصرية أمرت بتحريك اللواء 25 مدرع من الجيش الثالث شرق القناة.. وكان هذا اللواء مسلح بالدبابة ت 72 التي كانت أحدث الدبابات في الجيش المصرى هذا الوقت.. وكان هذا اللواء كاملاً بدون أي خسائر.. لأنه حتى ذلك الوقت لم يدخل أي معركة.. واندفع اللواء 25 مدرع وتقدم ببطء وحذر شديد.. من رأس كوبرى الجيش الثالث في اتجاه الدفرسوار على البر الشرقى.. ليقفل الثغرة بين الجيشين الثالث والثانى.. وقبل وصول اللواء 25 مدرع إلى رأس كوبرى الجيش الثانى بـنحو 20 كيلومترا، كان قد وصل إلى ميدان القتال قبلها بساعة واحدة الملازم «جوفى» ومعه كتيبة صواريخ «تو» الأمريكية الجديدة.. التي كانت قد وصلت إلى العريش منذ ثلاثة أيام وتم تدريب الأطقم الإسرائيلية عليها هناك. وخلال المناظرة.. تم سؤال هذا الضابط الإسرائيلى «جوفى» في مقابلة تمت معه في إسرائيل.. عما حدث.. قال لقد وصلت لمنطقة القناة، وشاهدت وأنا متحرك غبار حركة اللواء 25 المدرع المصرى.. وأمرنى قائد الجبهة بعمل ستارة مضادة للدبابات.. وقمت بإيقاف تقدم اللواء المدرع المصرى نظراً لدقة الإصابة العالية لهذا النوع من الصواريخ الذي كان مفاجأة للمصريين.
وجاء تعليق معهد الدراسات الإستراتيجية.. ليقول إن «هذه العملية» تستحق نقطتين فقط.. على أساس تطبيق شارون لنظرية الاقتراب غير المباشر.. كنظرية عسكرية علمية.. سليمة.. أما التطبيق فكان لا يتماشى مع أسس ومبادئ القتال.. وذكر الخبراء.. أن شارون.. لم يؤمن منطقة العبور بأى قوات.. وأن التنفيذ أشبه بعملية خاصة يطلق عليها إغارة بالقوة.. أو إغارة عسكرية.. يمكن أن تنفذها وحدات خاصة وليست عملية عسكرية رئيسية لها هدف هو الاستيلاء على مدينة ذات أهمية استراتيجية.. وأكد خبراء معهد الدراسات الاستراتيجية أن قرار القيادة العامة المصرية بدفع اللواء 25 مدرع كان سليماً.. يستحق عليه نقطتين أيضاً.. ولكن دخول بطاريات الصواريخ تو.. غيرت من ميزان القتال.. وكان تعليق خبراء مركز الدراسات الاستراتيجية.. لو كان اللواء 25 مدرع قد نجح في معركته شرق القناة.. ولو كانت سرعة اللواء منذ خروجه من رأس كوبرى الجيش الثالث أفضل.. لكان شارون.. وقواته قد تدميرهم أو أسرهم غرب القناة.. ولتغير الموقف العسكرى.. والسياسى.. في الشرق الأوسط.. لعدة أعوام.. وقال خبراء معهد الدراسات الاستراتيجية في لندن.. أننا لا نوصى لأى قائد أن ينفذ فكر ليدل هارت بهذه المغامرة غير المحسوبة وغير المؤمنة.. وأن شارون يجب أن يشكر الملازم جوفى وأمريكا على صواريخ تو التي لولا تدخلهم لفشلت العملية بالكامل. واحتد شارون بشدة على هذا التحليل من خبراء معهد الدراسات الاستراتيجية وقال لهم.. أنا الذي حولت هزيمة إسرائيل المهينة إلى نصر على ضفاف القناة.. أنا الذي رفعت العلم الإسرائيلى.. فوق أفريقيا.. أنا الذي جعلت المفاوض الإسرائيلى في مباحثات الكيلو 101 قادراً أن يكون نداً للمفاوض المصرى، وبعد العار الذي جلبه ديان يوم 9 أكتوبر 1973.
وكان السؤال الأهم من خبراء معهد الدراسات الاستراتيجية.. جنرال شارون.. إن خسائر إسرائيل في معركة الدفرسوار فقط تساوى خسائر إسرائيل كلها في حرب 1956 و1967.. ولذلك فإن من أطلق عليك الجنرال الدموى.. لم يكن مخطئاً.. وثار شارون.. وأضاف لقد أعدت لإسرائيل هيبتها التي فقدتها في هذه الحرب.
ولكن ما يهمنى هو السؤال الأخير في الحلقة وكان موجهاً للجنرال شارون قبل أن ينتهى وقت البرنامج.. سأله خبير معهد الدراسات الاستراتيجية.. الجنرال شارون. في رأيك..؟؟ ما هي مفاجأة حرب أكتوبر بالنسبة لك من المصريين.. هل هجومهم يوم عيد الغفران والحياة متوقفة في إسرائيل؟ هل هجومهم في منتصف النهار وهو أمر لم يكن متوقعا؟ هل قيامهم بغلق مضيق باب المندب في مفاجأة أذهلت إسرائيل؟ هل لأنهم نجحوا في التنسيق مع سوريا لشن الهجوم في توقيت مشترك؟ هل لأنهم هجموا بطول مواجهة القناة.. وهو أمر لم يكن في تخطيط.. وحسابات وتوقعات الجانب الإسرائيلى؟ هل.. هل..؟ وذكر له عدة نقاط أخرى ولكن شارون أجاب.. إن ذلك كله لم يكن مفاجأة لنا.. إن بعض ما ذكرته ربما كان خارج توقعاتنا.. وحساباتنا.. مثل إغلاق مضيق باب المندب.. لكن المفاجأة لى شخصياً في حرب 1973.. هي «الجندى المصرى».. هذا الجندى المصرى.. لم يكن الذي قابلته في حرب 1956 أو 1967، فالجندى المصرى في الحروب السابقة كان لا يعرف القراءة والكتابة.. هذه المرة عندما كنت أستجوب الأسرى المصريين بنفسى فرأيت لأول مرة خريجى كليات التجارة والهندسة والحقوق.. إلخ. أيضاً الروح المعنوية لهذا الجندى هذه المرة كانت مختلفة تماماً.. وأضاف قائلاً.. إنه وهو متقدم بسرية الدبابات نحو الإسماعيلية.. بعشر دبابات.. وفجأة خرج من بين الأشجار 5 جنود من الكوماندوز المصريين «يقصد الصاعقة» وقال إن خمسة جنود.. ضد عشر دبابات الأمر واضح أنهم جميعاً قتلى.. وقال إن المفاجأة أنهم أصابوا خمس دبابات إسرائيلية.. وتم القضاء على الكوماندوز المصريين.. ويقول شارون.. هذه كانت مفاجأة حرب أكتوبر.. الجندى المصرى الجديد..المتعلم خريج الجامعات، هذا الجندى المسلح بروح معنوية عالية.. تعلم شراسة القتال..لم يعد يرهبه جيش الدفاع الإسرائيلى كما كان من قبل.. لقد صنعت منه هزيمة 1967 إنساناً جديداً..عكس توقعاتنا بعد 1967.. إننا قضينا على الجيش المصرى، وأصبح جثة هامدة غير قادر على القتال مرة أخرى.
وأضاف شارون.. أنه يجب على المخطط الإسرائيلى في أي حرب قادمة مع مصر.. أن يضع في حساباته.. نوعية هذا الجندى الجديد.. الذي لم نقابله من قبل.. وأنهى حديثه.. هذه كانت مفاجأة حرب أكتوبر لى شخصياً.. الجندى المصرى الجديد.
انتهت المناظرة بحصول القيادة المصرية على 8 درجات وحصلت القيادة الإسرائيلية على درجتين فقط.. مع توصيات عديدة جاءت معظمها سلبية في خطط وأداء جيش الدفاع الإسرائيلى.. سواء في الخطة الدفاعية لخط بارليف.. أو أداء معركة شارون غرب القناة.. بينما كانت الإيجابيات للقيادة المصرية.. الذي أوصى معهد الدراسات الاستراتيجية.. أنه يجب أن تدرس المعاهد العسكرية والمراكز العلمية هذا الفكر المتطور والتخطيط المتميز للقيادة المصرية، والأداء الراقى للجندى المصرى في هذه الحرب.. كما أكد معهد الدراسات الاستراتيجية على إضافة عنصر جديد من عناصر مقارنة القوات وعناصر حسابات التوازن العسكرى للدول، وهو إضافة العنصر البشرى، وهو أمر لم يكن محسوباً من قبل.. ولكن جاء ذلك بعد الأداء المشرف للجندى المصرى في حرب 1973.
وعندما نتذكر كل عام ما قدمه القائد والجندى المصرى في حرب 73 أتذكر هذه المناظرة التي كانت أكبر دليل من العدو قبل الصديق على عظمة وبسالة الجندى والقائد المصرى... الذين هم خير أجناد الأرض.
 
مفاوضات الكيلو ١٠١ في نهاية الحرب و واضح تماما تأثير ( حصار الجيش الثالث ) على شكل القوات المسلحة المصرية و على شكل الصهاينة 🙂

FB_IMG_1633651696538.jpg
 

المرفقات

  • FB_IMG_1633651696538.jpg
    FB_IMG_1633651696538.jpg
    67.5 KB · المشاهدات: 60
فعليا لا يوجد اي نصر للمصريين في اكتوبر. هناك عبور للقناة ثم انتهى ذلك العبور بحصار قوة مصرية.
الحرب انتهت بعدم تحرير سيناء وبقاءها تحت الإحتلال الإسرائيلي
لم يكن الهدف من الحرب تحرير سيناء بالكامل بالقوة العسكرية (الجيش الإسرائيلي كان قوي جدا ، ولم يتوقعوا دخول مصر في الحرب الا بعد عشر سنوات لبناء جيش مكافي لإسرائيل) الهدف من الحرب اعلنه السادات و تقدر تسمعه بنفسك و نجحت الخطة و دخلنا في المفواضات

جدير بالذكر حاولت مصر استرداد سيناء بالمفاوضات مقابل السلام و رفضت اسرائيل في عام 1970


حتي حاولت مصر فقط افتتاح قناة السويس و رفضت اسرائيل ، و حتي رفضوا و ضع شرم الشيخ في التفاوض في حالة استرداد سيناء.
 
والله للأسف الواقع يفول غير ذلك.

لجعل امريكا توقف الإسرائيليون من التقدم نحو القاهرة.
في منتدي عسكري و تتحدث عن زحف اسرائيل للقاهرة! هل كانت اسرائيل تسطيع التقدم للقاهرة! الهدف من القوات هو حصار الجيش المصري و ليس التقدم للقاهرة و يدعي البعض ان امريكا منع اسرائيل من استكمال الحصار علي الجيش (و كانت قوات الجيش علي الضفة الشرقية بكامل قوتها و كانت تسطيع الانسحاب و تدمير الجيش الإسرائيلي غرب القناة)

دخول الفرق الاسرائيلية الي القاهرة هو انتحار. هما اساسا فشلوا في دخول السويس و الإسماعيلية و حصروها من الخارج.
 
ممكن توضح انتحار. ازاي
هل كانت هناك قوات لمقاومتهم اذا قامو بذلك؟ الحرس الجمهوري مثلا يقدر؟
انا كنت قراءت تحليل واحد اسرائيلي عن الموضوع ده

اولا طول خطوط الامداد و كمان كان خط ضيق ، كمان عدد سكان القاهرة ضعف عدد سكان اسرائيل بالكامل ، القوات الاسرائيلية كانت غير مخصصة للعمل في النقطة دية (حرب المدن urban warfare) و كانت هتبقي القاهرة اسواء من بورسعيد اللي كان عدد سكنها قليل جدا و شعبها كان كاره جدا لإسرائيل.

في حالة اي تحرك للقاهرة الجيش هيتخلي عن التمسك بسيناء و الحيش الثالث (كان بكامل قوته و معداته هيرجع للغرب و يحاصر القوات اللي تقدمة و فرق نفسها علي مساحة كبيرة

لاتنسي ان الجيش الثاني كمان اللي في الشمال و اللي كان يقدر يرجع.

لاتنسي ان كان اسواء شئ للدباب الاسرائيلية كانت الصواريخ السوڤيتية اللي كان سهل تشغيلها و سط المدن و عمل كمائن محترمة.

و الاكيد منظومات الدفاع الجوي فوق القاهرة كانت شغاله بكفاءة و ليس كا المنظومات اللي تم تدميرها غرب القناة.

بالمناسبة قراءت من اسرائيلين بردوا ان اسرائيل قدرة تسيطر علي سيناء بسبب شبه خلوها من السكان و حروب المدن و ان تسرائيل حتي حاولت ترجع غزة لمصر بسبب عدم قدرة الجيش الاسرائيلي في السيطرة علي مدن.

الفكرة كلها في الثغرة هي تمسك مصر بعد الانسحاب من الشرق. و كمان السادات كان بيلعب سياسة و هو كان عبقري الصراحة و حول مصر من العسكر السوڤيتي للمعسكر الامريكي و خرج مصر من الحرب الباردة و ده سر دعم امريكا لمصر.
 
ممكن توضح انتحار. ازاي
هل كانت هناك قوات لمقاومتهم اذا قامو بذلك؟ الحرس الجمهوري مثلا يقدر؟
بدون تفاصيل كتير وبافتراض عدم وجود قوات للدفاع عن القاهره وهوا عبث لوجود قوات الحرس الجمهوري
فكيف يدخلون القاهره المدينه المليونية وهم لم يستطيعوا دخول السويس والاسماعيلية وهي مدن صغيره ومهجوره
 
البينات العسكرية من يوم 8 أكتوبر 73


FB_IMG_1633690224941.jpg



ــــــــــــــــــــــــ
البيان الرقم (14)
التاريخ: 8/10/1973
سعت : 1336
الصادر عن القيادة العامة للقوات المسلحة

بسم الله الرحمن الرحيم

تستمر قواتنا المسلحة في التدفق إلى سيناء عبر الجسور القوية فوق القناة، ولقد حاول العدو خلال الليلة الماضية القيام بهجمات مضادة في محاولات يائسة لصد تقدم قواتنا.. ولكن قوبل بقصفات شديدة من الدبابات والمدفعية والأسلحة المضادة للدبابات وفشلت هجماته المضادة تماما وقد تم تدمير 20 دبابة للعدو كما تكبد خسائر كبيرة في المعدات والأرواح ـ ولقد أصبحت الضفة الشرقية للقناة قي أيدي قواتنا المسلحة تماما واستسلم ما كان فيها من نقط العدو القوية واستعادت قواتنا مناطق لسان بور توفيق والشط وجنوب البحيرات والإسماعيلية شرق والبلاح وجميع المنطقة جنوب بور فؤاد وتم أسر أعداد كبيرة من أفراد العدو ومعداته ووصلت قواتنا من المدرعات والمشاة الميكانيكي إلى مسافة متقدمة داخل سيناء… وفي صباح اليوم قامت قواتنا الجوية بتوجيه ضربة مركزة ضد مطارات العدو في المليز وبير تمادا وبطاريات الصواريخ الهوك ورادارات العدو ومراكز قياداته في القطاعين الشمالي والأوسط وكانت نتيجة هذه الضربة الجوية قفل مطاري المليز وتمادا وتدمير عدد من طائرات الهليوكبتر على الأرض في مطار تمادا وتدمير بطاريات الصواريخ الهوك في بالوظة وسماره والجدى ومركزي القيادة والتوجيه في أم خشيب وأم مرجم… وقد حاول تشكيل معادي التعرض لطائراتنا أثناء عودتها بعد تنفيذ المهمة فاشتبكت معه وأسقطت له طائرة فانتوم ـ وقد تابعت قواتنا البحرية عملياتها في البحرين المتوسط والأحمر ووجهت ضربات قوية لمواقع العدو الساحلية وأثناء أدائها لمهمتها اعترضها تشكيل بحري معادي ودارت معركة بحرية أغرقت فيها قطعة بحرية متوسطة وانسحبت باقي القطع وقد حاول العدو صباح اليوم التدخل بقواته الجوية ضد بعض جسورنا عبر القناة في محاولة يائسة لمنع تدفق قواتنا فتصدت له وسائل دفاعنا الجوي وأسقطت له خمس طائرات وأسرت اثنين من الطيارين .. وقد أفاد الأسرى بأن الروح المعنوية للطيارين الإسرائيليين منخفضة تماما نتيجة لكبر حجم الخسائر وضراوة مقاتلينا.

ــــــــــــــــــــــــ

البيان الرقم (15)
التاريخ: 8/10/1973
سعت : 2020
الصادر عن القيادة العامة للقوات المسلحة

بسم الله الرحمن الرحيم

تتابع قواتنا المسلحة تقدمها داخل سيناء وتقوم بتنفيذ مهامها القتالية بنجاح ـ هذا وقد دارت عدة اشتباكات مع العدو طوال اليوم وقد أمكن لقواتنا صد وتدمير قوات العدو في مواجهتها وأجبرتها على الانسحاب متكبدة خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات.
وقد حاول تشكيل جوي معادي مهاجمة مواقع دفاعنا الجوي في القطاع الشمالي وتصدت له وسائل دفاعنا الجوي كما اشتبكت معه مقاتلاتنا ودارت معركة جوية فوق مدينة بور سعيد – وكانت نتيجة معارك اليوم كالآتي:

خسائر العدو:

إسقاط 24 طائرة فانتوم وسكاي هوك وعدد من طائرات الهليوكبتر وأسر عدد من الطيارين –تدمير 36 دبابة للعدو وعدد من العربات المجنزرة وأسر عدد (45) من أفراد العدو علاوة على تكبيده خسائر في الأرواح.

خسائر قواتنا:
إسقاط (10) طائرات علاوة على بعض الخسائر في الأرواح والمعدات.
ــــــــــــــــــــــــ
البيان الرقم (16)
التاريخ: 8/10/1973
سعت : 2110
الصادر عن القيادة العامة للقوات المسلحة

بسم الله الرحمن الرحيم

عاد العلم المصري مرة أخرى إلى مكانه العزيز فوق المدينة الثانية في سيناء كلها وهي القنطرة شرق وذلك بعد أن تم تحريرها بواسطة قواتنا المسلحة ـ

وكانت أهمية عملية تحرير المدينة راجعا إلى أن القوات المصرية كانت تراعي اعتبارين في نفس الوقت وهما تدمير قوات العدو فيها والمحافظة على أرواح المواطنين المصريين الذين بقوا فيها يعانون من ظروف الاحتلال – ولتحقيق هذا الغرض تم حصار المدينة داخليا وخارجيا ثم جرى اقتحام شوارعها ودار القتال مع جنود العدو في الشوارع والمباني حتى انهارت قوات العدو واستسلمت … وقد استولت القوات المصرية على كميات كبيرة من سلاح العدو وعتاده بينها عدد من دبابات السنتوريان و الـ A.M.X وأسر عدد (30) فردا للعدو أحياء وهم كل من بقي بالمدينة ـ وكانت فرحة المواطنين المصريين داخل المدينة بعد تمام تحريرها فرحة كبرى حيث اندفعوا إلى الحفاوة باخوتهم المقاتلين المصريين من أجل شرف الوطن وعزته.

وتعبر القيادة العامة للقوات المسلحة عن اعتزازها باشتراك هؤلاء المواطنين عمليا في مساعدة قولتهم المسلحة وكان جهدهم معها وعونهم لها رمزا للتلاحم بين قوى الشعب وينتظر أن تنتقل محافظة سيناء لمباشرة عملها من المدينة المحررة في أسرع وقت.
ــــــــــــــــــــــــ
البيان الرقم (17)
التاريخ: 8/10/1973
سعت : 2200
الصادر عن القيادة العامة للقوات المسلحة

بسم الله الرحمن الرحيم

بدأ العدو مساء اليوم بقصف مدينة بور سعيد ودمر عدداً من المساكن والمباني وأشعل بها الحرائق مما كبد الأهالي المدنيين بعض الخسائر وعلى ذلك تعتبر هذه أول مرة تضرب فيها مدينة في جمهورية مصر العربية وعلى العدو أن يتحمل نتائج هذه العملية.

ــــــــــــــــــــــــ
البيان الرقم (18)
التاريخ: 8/10/1973
سعت : 2123

الصادر عن القيادة العامة للقوات المسلحة

بسم الله الرحمن الرحيم

بتوجيه من القائد الأعلى للقوات المسلحة تلقت القيادة العامة للقوات المسلحة أمرا يقضي بحرمان العدو من الاستفادة ببترول سيناء وعلى هذا فقد قامت قواتنا بالإغارة على مناطق آبار البترول على شاطئ خليج السويس في بلاعيم وأشعلت النار فيها واشتبكت مع مجموعة من قوات العدو في المنطقة وقد تركت قواتنا في منطقة العملية ألسنة النار تشتعل في الآبار وشوهدت من مسافات بعيدة كما تم تحطيم وإغراق حفار كان العدو يستخدمه في عملية البحث والتنقيب عن البترول في المنطقة وعادت القوات إلى قواعدها سالمة.
 
بطولات يجهلها التاريخ و غاب عنها الاعلام

معركة الفردان (8 أكتوبر 1973)


FB_IMG_1633690453681.jpg


هي احدى معارك حرب أكتوبر 1973.

وقعت في شرق الإسماعيلية وانتهت بسحق شامل للواء 190 مدرع إسرائيلي وأسر قائد اللواء العقيد عساف ياجوري واسر 8 دبابات سليمة

أعاد العدو تنظيم قواته وحاول أدان – فرقة أبراهام أدان المكونة من ثلاث لواءات مدرعة حوالي 300 دبابة – مرة أخرى الهجوم بلواءين مدرعين ضد الفرقة الثانية
بقيادة العميد حسن أبو سعدة واللواء الثالث ضد الفرقة 16 بقيادة العميد عبد رب النبي حافظ في قطاع شرق الإسماعيلية ( الجيش الثاني ) ودارت معركة الفردان بين فرقة أدان و الفرقة الثانية

في يوم 8 أكتوبر 1973 قام العميد حسن أبو سعدة قائد الفرقة الثانية مشاة بالجيش الثاني بصد الهجوم المضاد الذى قام به لواء 190 مدرع الإسرائيلى ( دبابات هذا اللواء كانت تتراوح ما بين 75 حتى 100 دبابة ) وتدمير كافة دباباته واسر قائد إحدى كتائب اللواء وهو العقيد عساف يا جوري

كتب عن تلك المعركة اللواء جمال حماد المؤرخ العسكرى

( كان قرار قائد الفرقة الثانية يعتبر أسلوبا جديدا لتدمير العدو وهو جذب قواته المدرعة إلى أرض قتل داخل رأس كوبرى الفرقة والسماح لها باختراق الموقع الدفاعى الامامى و التقدم حتى مسافة 3 كيلومتر من القناة .. وكان قرار قائد الفرقة الثانية مشاة خطيرا ـ وعلى مسئوليته الشخصية ـ ولكن المفأجاة فيه كانت مذهلة مما ساعد على النجاح .. و بمجرد دخول دبابات اللواء أرض القتل أنطلقت عليهم النيران من كافة الاسلحة بأوامر من قائد الفرقة الثانية مشاة حسن أبو سعدة .. مما أحال أرض القتل إلى نوع من الجحيم .. و خلال دقائق تم تدمير معظم دبابات العدو وتم الاستيلاء على 8 دبابات سليمة كما تم اسر العقيد عساف ياجورى قائد كتيبة النسق الأول من لواء نيتكا ـ 190 مدرع ـ ) ـ

جمال حماد المؤرخ العسكرى من كتابه المعارك الحربية على الجبهة المصرية.

وعن تلك المعركة كتب المشير محمد عبد الغنى الجمسى رئيس هيئة العمليات بحرب أكتوبر 1973

( اندفعت الدبابات الإسرائيلية لاختراق مواقع أبو سعدة في اتجاه كوبرى الفردان بغرض الوصول إلى خط القناة ، وكلما تقدمت الدبابات الإسرائيلية ازداد أمل آدان ـ قائد الفرقة التى يتبعها لواء نيتكا 190 مدرع ـ في النجاح ... فوجئت القوة المهاجمة بأنها وجدت نفسها داخل أرض قتل والنيران المصرية تفتح ضدها من ثلاث جهات في وقت واحد تنفيذا لخطة حسن أبو سعدة .. وكانت المفاجأة الأقوى أن الدبابات المعادية كان يتم تدميرها بمعدل سريع بنيران الدبابات المصرية والأسلحة المضادة للدبابات والمدفعية .. كانت الدبابات الإسرائيلية المتقدمة باندفاع شديد تتكون من 35 دبابة مدعمة بقيادة العقيد عساف ياجورى وهى إحدى الوحدات التى كانت تتقدم الهجوم ، فأصابه الذعر عندما أصيبت ودمرت له ثلاثون دبابة خلال معركة دامت نصف ساعة في أرض القتل . لم يكن أمام عساف ياجورى إلا القفز من دبابة القيادة ومعه طاقمها للاختفاء في إحدى الحفر لعدة دقائق وقعوا بعدها في الأسر برجال الفرقة الثانية وظلت هذه الدبابة المدمرة في أرض المعركة تسجيلا لها يشاهدها الجميع بعد الحرب.
لقد شعرت بالارتياح عندما تبلغ لنا في مركز العمليات عن نجاح معركة الفرقة الثانية بقيادة حسن أبو سعدة .. اتصلت به تليفونيا لتقديم التهنئة له على إنجاز فرقته وتبادلنا حديثا قصيرا امتدح فيه التخطيط وامتدحت فيه التنفيذ .... وقد اسعدنى ما سمعته منه عن الروح المعنوية لقوات الفرقة وإصرارها على هزيمة العدو
) ـ

مذكرات المشير الجمسى.

و من اقوال عساف ياجوري أشهر أسير بنصر اكتوبر
عندما رفعوا العصابة عن عينى ليبدأ المذيع حواره معى
لم استطع فتحهما في البداية لشدة أضواء الكشافات في الاستوديو ، بعد ذلك ألقيت نظرة على الوجوه المحيطة بى كانوا ينظرون إلى بفخر وحب استطلاع .

وكان شاب صغير بينهم يدخن في عصبية ويرمقنى بنظرات حادة ثم يتحدث إلى من معه.

بعد انتهاء التسجيل معى للتليفزيون والتسجيل لإذاعة القاهرة الناطقة بالعبرية قادونى إلى مقر الأسر وقد نظموا لى طوال فترة وجودى عدة رحلات إلى الأهرام و فندق هيلتون كما التقيت ببعض اليهود الذين لا يزالون يعيشون في مصر وذلك بناء على طلبى.

أثناء فترة أسرى كنت أقول لنفسى ترى ماذا حدث لبقية زملائى ترى هل وجدوا طريقهم إلى النجاة.

بعد عودتى من الأسر فوجئت بل أذهلنى حجم الخسائر التى وقعت في صفوفنا ومع ذلك لم تعلن حتى الآن الارقام الحقيقية لخسائرنا.

حائر أنا ..حيرتى بالغة .. كيف حدث هذا لجيشنا الذى لا يقهر وصاحب اليد الطولى والتجربة العريضة ؟ كيف وجدنا أنفسنا في هذا الموقف المخجل ؟ أين ضاعت سرعة حركة جيشنا وتأهبه الدائم ؟


ـ من مذكرات عساف ياجورى أشهر أسير إسرائيلى


يقول الجنرال إبراهام آدان في كتابه على ضفتى قناة السويس ( كانت أكبر أخطائى هو هجومى في اتجاه القناة ، لقد احسست في الثامن من أكتوبر بضغوطهم على بينما لم يكن يحدث مثل ذلك في الحروب السابقة ، ولم يكن أمامى مفر سوى أن استجيب.
لم اعرف ان الخطة المتفق عليها في اليوم السابق قد غيرت وبينما كنت في حالة من التردد إذا باوامر يورى بن آرى ( نائب جونين قائد الجبهة الجنوبية ـ سيناء ـ ) تدفع بى للإقتراب بقواتى من القناة وأشترطت لهجومى على القناة ضرورة حصولى على معونة جوية ومساعدة من المدفعية وتدعيمى بكتيبة مدرعة من فرقة شارون.
لست اتنصل من مسئولية ما حاق بالفرقة المدرعة التى توليت قيادتها من فشل ، فقد كان الأسلوب القتالى للفرقة متخلفا، وكان التنسيق والسيطرة من جانبى على قواتى غير كافيين ، وفى الهجوم الثاني لم أنجح في تدعيم لواء نيتكا حتى لا يهاجم العدو بمفرده ، وكان قادة ألويتى المدرعة على نفس هذا الحال ، فقد كانت سيطرتهم وتنسيقهم بين قواتهم غير كافيين ، ولم يكن هناك مبررا ليدفعوا بنا للهجوم على مقربة من القناة في الوقت الذى كان علينا أن ننتشر جنوبا ، لقد كان أساس الفشل أننا هاجمنا وحدنا بلا مشاة وبلا مساعدة سواء من المدفعية او من الطيران
لقد وعدنا جونين بالمساعدة الجوية ولكن اتضح لنا بعد ذلك أن المساعدة الجوية مبعثرة ومشتتة في كل مكان ، فمن بين عشرات الطلعات التى قامت بها طائرتنا لمساعدة القوات الأرضية لم تقم إلا بأربع وعشرين طلعة فقط على قطاع الفردان
)

الجنرال إبراهام آدان
 
بالنسبة لمعركة المزرعة الصينية Battle of the Chinese Farm، يمكن القول أن أول محاولة إسرائيلية لمهاجمة المزرعة الصينية صدت من قبل المصريين بالفعل ونتج عنها خسائر ضخمة. المحاولة الثانية تمت بوحدة من المظليين الإسرائيليين، لكنها حوصرت على الفور وأرسلت تعزيزات لدعمها، لكنها اصطدمت بلواء دبابات مصري. بعد يوم ونصف من القتال العنيف، خسر فيها المصريين 85 دبابة، مع عدد مماثل من الخسائر الإسرائيلية، بعد ذلك انسحب المصريين من المزرعة، وأصبح الإسرائيليون قادرون على وضع جسر عبر قناة السويس للعبور للضفة الغربية..

يقولون أن العبرة دائما بالخواتيم (y) Egyptian attacks directed against the Israeli corridor or the bridgehead failed, with heavy losses.
 
أشاد الرئيس عبدالفتاح السيسي بالأمس في ذكرى احتفالات حرب أكتوبر، بالمناظرة التي كانت بين اللواء أركان حرب سمير فرج، والجنرال الإسرائيلي شارون، والتي أجرتها شبكة «BBC» البريطانية عام 1975، وقال الرئيس إن المناظرة كانت أكثر شيء يتحدث عنه الجنود في الجيش في ذلك الوقت، ومحل فخر كبير، مشيرا إلى أن اللواء سمير فرج كان قائد كتيبته في القوات المسلحة

اللواء سمير فرج يكتب:
مناظرتي مع الجنرال شارون على«B.B.C»
الأربعاء 07-10-2015
المصري اليوم
ستظل حرب أكتوبر 73.. ونتائجها.. تدرس وتناقش على كافة المستويات في المؤسسات العلمية العسكرية في العالم.. وفى مراكز الدراسات الاستراتيجية.. وحتى البرامج التليفزيونية.. وهذا ما دعا قناة BBC البريطانية عام 1975 إلى أن تدعونى لعمل مناظرة علمية مع الجنرال الإسرائيلى شارون قائد القوات الإسرائيلية في معركة ثغرة الدفرسوار غرب قناة السويس ولقد قام بالتحكيم على هذه المناظرة أساتذة من المعهد الدولى للدراسات الاستراتيجية في لندن The International Institute for Strategic Studies أو IISS، حيث كان هذا المركز يجمع خيرة الباحثين العسكريين في مجال الاستراتيجية والأمن القومى في العالم.. وكانت إصداراته كل عام.. من المراجع العلمية التي يعتمد عليها كل الباحثين العسكريين في العالم كله.
وكنت في هذا العام طالب في كلية كمبرلى الملكية بإنجلترا.. وهى كلية من أعرق.. وأقدم كليات القادة والأركان في العالم.. وكانت مصر قد أوقفت إرسال مبعوثيها لهذه الكلية منذ أزمة السويس عام 1956... وبعد عشرين عاماً.. كنت أول دارس مصرى التحق بهذه الكلية.. لمدة عام كامل.. وكان الجنرال آرييل شارون أيضاً من خريجى هذه الكلية.. مع إسحاق رابين.. وبن إليعازر.. وتال.. وجونين.. وغيرهم من القادة العسكريين في إسرائيل.
ولقد استمرت المناظرة بيننا لمدة ساعة ونصف على الهواء مباشرة.. تضمنت الساعة الأولى تسجيلات خارجية.. معى.. ومع الجنرال شارون.. عرضت فيها خطة القوات المصرية في اقتحام قناة السويس.. وكيف نجح الجيش المصرى في اقتحام أكبر مانع مائى في التاريخ.. وسقوط خط بارليف.. ويجب أن نوضح أن الحديث.. في وسائل الإعلام الغربية.. كان يختلف كثيراً.. في ذلك الوقت عن الحديث في وسائل الإعلام العربية.. حيث يعتمد الإعلام الغربى.. على الحقائق.. والأرقام.. والإحصائيات والمقارنات.. وليس على الكلام المرسل. ومن هنا تظهر صعوبة التعامل.. حيث ركزت على أن يكون عرض التخطيط المصرى وإدارة القتال لحرب أكتوبر 1973 متسماً بالوضوح.. والدقة.. والصدق.. معتمداً على النجاح العظيم.. أشبه بالأسطورى من وجهة نظر كل المراكز والمؤسسات العسكرية في العالم.. لما قام به الجيش المصرى في مجال الفكر والتخطيط وإدارة العمليات العسكرية على ضفاف قناة السويس، على الرغم من أن كل تقارير معاهد الدراسات الاستراتيجية قبل أكتوبر.. كانت تؤكد استحالة قيام مصر بأى عمل عسكرى شامل وخاصة اقتحام أكبر مانع في التاريخ.
وعندما بدأت بشرح خطة العبور المصرية واقتحام خط بارليف.. ركزت تماما على أن التخطيط للعملية الهجومية لاقتحام خط بارليف وعبور القناة.. كان تخطيطاً مصرياً.. خالصاً.. نابعاً عن الفكر العسكرى المصرى.. تم بعد خبرات طويلة.. في حرب الاستنزاف.. وتدريبات شاقة على عمليات العبور في دلتا نهر النيل لمدة 5 سنوات كاملة من عمر حرب الاستنزاف بعد أن استكمل الجيش المصرى معداته وأسلحته التي فقدها في حرب 1967.. ولقد جاء السؤال سريعاً.. ومباغتاً من أساتذة معهد الدراسات الاستراتيجية.. على الهواء مباشرة.. كيف كان التخطيط مصرياً.. والذى رأيناه.. أنكم التزمتم بتكتيكات وأساليب القتال في العقيدة السوفيتية عن أعماق المهام القتالية.. كالمهمة المباشرة.. والمهمة التالية..!! ولحسن الحظ.. عرضت محطة BBC صورة لميدان القتال اعتبرته انفرادا في هذا الوقت.. حصلت عليه من الولايات المتحدة الأمريكية.. لذلك أشرت إلى الخط الذي وصلت إليه القوات المصرية شرق القناة في رأس الكوبرى من فرق المشاة المصرية الخمس، وأوضحت لهم.. أن هذه الخطوط التي وصلت إليها قوات رأس الكوبرى.. لم تكن مبنية على أساس أعماق المهام كما في العقيدة السوفيتية.. وإنما تم التخطيط لها على أساس مدى حماية خط حائط الصواريخ للدفاع الجوى غرب القناة.. فهناك بطاريات للصواريخ في الأمام وأخرى في الخلف.. اختلفت مواقعها حسب طبيعة الأرض في البر الغربى.. الأمر الذي أدى إلى ألا تتعدى القوات المصرية في رأس الكوبرى.. خط حماية حائط الصواريخ.. مما أدى إلى حرمان القوات الجوية الإسرائيلية من التدخل نهائياً.. بأى أعمال قتالية ضد قوات رأس الكوبرى المصرية.. شرق قناة السويس.. وكان خير دليل على ذلك.. الأوامر الصريحة الواضحة التي صدرت من قائد القوات الجوية الإسرائيلية لقواته الجوية يوم 6 أكتوبر.. فور عبور قواتنا قناة السويس.. بعدم الاقتراب من قناة السويس لمسافة 15 كيلومترا.. التي كانت بالطبع مسافة عمل وتغطية حائط الصواريخ المصرى.. ومن هذا المنطلق تم حرمان الذراع الطويلة للجيش الإسرائيلى «قواته الجوية» من العمل ضد القوات المصرية طوال عملية اقتحام قناة السويس وإنشاء رؤوس الكبارى.. وهو ما أطلق عليه الخبراء العسكريون في العالم آنذاك.. أن المصريين.. طبقوا مبدأ جديداً في أشكال عمليات القوات الجوية.. وهو تحييد القوات الجوية المعادية «Neutralizing Enemy Air Force» وهو أسلوب لم يكن مطبقاً من قبل.
ولقد عرضت خطة العبور واقتحام خط بارليف بالتفصيل.. وكيف أن القوات المسلحة المصرية اقتحمت قناة السويس.. بخمس فرق مشاة مترجلة على مواجهة واسعة.. وأن ذلك القرار أربك حسابات وتقديرات القوات الإسرائيلية.. حيث وقفت الاحتياطيات المدرعة الإسرائيلية عاجزة عن القيام بالهجمات المضادة ضد قوات رؤوس الكبارى المصرية في انتظار تحديد المجهود الرئيسى لهذه القوات.. وذلك طبقاً لخطة الدفاع المتحرك التي كانت إسرائيل تطبقها للدفاع عن سيناء.. وأشرت أن خطة الدفاع الإسرائيلية التي اعتمدت على نقاط خط بارليف القوية.. ومعها احتياطيات على أعماق متعددة.. فقدت الاتزان الدفاعى.. ووقفت عاجزة.. أمام مفاجأة هجوم الخمس فرق على مواجهة واسعة.. وعدم قدرة القوات الجوية الإسرائيلية على تقديم أي معاونة للاحتياطيات المدرعة الإسرائيلية.
وعندما قامت الاحتياطيات الإسرائيلية لخط بارليف بالهجمات المضادة.. كانت ضعيفة.. ومبعثرة.. وتحطمت أمام الخطة الرائعة المضادة للدبابات التي نفذتها لأول مرة في التاريخ عناصر مشاة مترجلة.. دون دعم من دبابات التعاون الوثيق التي لم تصل لرؤوس الكبارى إلا في اليوم التالى بعد تشغيل الكبارى.
وجاء تعليق أساتذة معهد الدراسات الاستراتيجية.. أن توقف القوات المصرية وتعزيز رؤوس الكبارى.. تحت مظلة صواريخ الدفاع الجوى المصرى.. حرم الإسرائيليين من تنفيذ خطتهم الدفاعية بأسلوب الدفاع المتحرك Mobile Defense من استدراج القوات المصرية إلى مناطق احتواء وقتل لتدميرها في العمق.. ولذلك جاء إعلان موشيه ديان.. وجولدا مائير يوم 9 أكتوبر 1973 بهزيمة إسرائيل.. اعترافاً كبيراً بتفوق التخطيط المصرى في المرحلة الافتتاحية من الحرب.. علاوة على الأداء المتميز لتنفيذ هذا التخطيط.
لذلك اندفع شارون ليقول إنه لطالما عارض الجنرال بارليف.. وخطته للدفاع عن قناة السويس.. وبناء هذا الخط.. الذي وصفة شارون أنه مثل الجبن السويسرى ذات الثقوب.. وأن إسرائيل دفعت الثمن باهظاً.. عندما لم تستمع لآرائه حول تنظيم الدفاعات في سيناء.. ونفذت خطة الجنرال بارليف.. رئيس الأركان الإسرائيلى آنذاك.. وقبل أن أنطلق بالرد، تولى أستاذ من معهد الدراسات الاستراتيجية التعليق قائلاً.. سيادة الجنرال.. أشبعتمونا فكراً.. وآراءً.. ونظريات.. بعد حرب 1967.. نظراً إلى خبراتكم وتطبيقكم هذه النظريات التي حققت النصر عام 1967.. والآن نسمع أن كل هذه المفاهيم والنظريات الإسرائيلية خاطئة.. أعتقد سيادة الجنرال شارون.. أن ما فعله المصريون كان رداً عملياً على أن هذه النظريات.. لم تكن دقيقة.. أو صحيحة. ويبدو أن الجنرال شارون أعجبه هذا التحليل من معهد الدراسات الاستراتيجية الذي يدين الخطة الدفاعية الإسرائيلية شرق القناة.. حيث قرر استغلال ذلك كله لصالحه الشخصى.. ليقول.. إنه من ذلك المنطلق وبعد إعلان موشيه ديان ومائير.. هزيمة إسرائيل.. جاء هو المنقذ.. لينفذ «عملية الغزالة» ويبدأ في التفكير في ثغرة الدفرسوار.
وحتى هذا الموقف كانت الخطة المصرية حصلت على تقدير 4 نقاط في المناظرة من لجنة التحكيم من معهد الدراسات الاستراتيجية.. بينما لم تحصل الخطة الإسرائيلية على أي نقاط.. بعدها تابعت عرض تفاصيل كثيرة عن تخطيط العبور والتنظيم الرائع لجهود القوات المصرية.. وكيف تم تنفيذ خطة الخداع.. وتحقيق المفاجأة.. والتغلب على الساتر الترابى.. إلخ.. لذا حصلت الخطة المصرية على نقطتين إضافيتين عن مرحلة إدارة القتال في رأس الكوبرى حتى يوم 15 أكتوبر 1973.. ليصل عدد النقاط إلى 6 نقاط بينما لم تحصل الخطة الإسرائيلية على أي نقاط.. وأكد معهد الدراسات الاستراتيجية على أن الخطة الدفاعية الإسرائيلية.. المبنية على خط بارليف كانت خطة ذات مفهوم دفاعى غير متزن.. وافتقدت عدم بناء الأنساق والخطوط الدفاعية المتتالية.. سواء بالاحتياطيات أو المواقع الدفاعية، وسمحت للقوات المصرية بكل سهولة أن تقتحم القناة.. وتنشئ رؤوس الكبارى.. وأن هذه النقاط الحصينة في خط بارليف.. لم تؤد أي دور دفاعى لها.. خاصة أنه لم يكن هناك أي تعاون نيرانى أو تكتيكى بين نقاط خط بارليف.. ولذلك عندما اقتحم المصريون القناة.. ثم عزل نقاط خط بارليف.. تهاوت هذه النقاط في ساعات.. أو استسلمت.. وشبه خبراء معهد الدراسات الاستراتيجية IISS على الهواء.. أن ما حدث من سقوط لخط بارليف.. هو بالضبط ما حدث من سقوط لخط ماجينو في الدفاعات الفرنسية في بداية الحرب العالمية الثانية.. وإن اختلف الأسلوب.
وبعد ذلك جاء استعراض مرحلة تطوير الهجوم المصرى بالقوات المدرعة للوصول إلى خط المضايق في سيناء.. لتخفيف الضغط على القوات السورية في جبهة الجولان.. ولقد فقدت الخطة المصرية في هذا العرض في المناظرة نقطتين.. وعلق أساتذة معهد الدراسات الإستراتيجية على خطة التطوير المصرية.. بنفس التعليق الكلاسيكى الذي يدرس في كل المعاهد العسكرية في العالم لكل القادة.. لا تدع السياسى يجبرك على القيام بعمل عسكرى.. ما دمت غير قادر على تنفيذه.. أو غير مقتنع به.. أو أنه خارج التخطيط المسبق للعمليات.
وبدأنا في المرحلة الأخيرة من المناظرة.. التي أعتقد أن آرييل شارون.. دخل هذه المناظرة في التليفزيون البريطانى على الهواء ليستعرض ما قام به في عملية الثغرة غرب القناة.. واستعرض شارون الانهيار الذي كانت عليه الجبهة الدفاعية الإسرائيلية في سيناء.. وهى التي دفعت موشيه ديان ليعلن هزيمة إسرائيل يوم 9 أكتوبر.. وبدأت إسرائيل في طلب إمدادات عاجلة من الأسلحة والمعدات من الولايات المتحدة الأمريكية.. التي بدأت في إرسال الإمدادات من خلال جسر جوى عاجل إلى إسرائيل.. وطلبت إسرائيل من الولايات المتحدة، طبقا لما ذكره شارون، أن تصل هذه الأسلحة والمعدات مباشرة إلى مطار العريش في سيناء.. لأن الجبهة في الجولان كانت قد تم الانتهاء منها.. أما الجبهة الإسرائيلية في سيناء فكانت منهارة تماماً.
وأضاف شارون أنه طلب على وجه التحديد الصواريخ المضادة للدبابات من الجيل الجديد من طراز TOW.. ذات الدقة العالية في تدمير الدبابات وهو تطوير للجيل القديم «المالوتيكا» الروسى الذي كانت تستخدمه القوات المصرية.. وفعلاً وصل إلى العريش يوم 13 أول دفعة من المقذوفات الموجهة المضادة للدبابات.. ولم تكن جديدة من المخازن ولكن تم سحبها من الوحدات المقاتلة الأمريكية العاملة في ألمانيا.. وجرى تطقيمها بأفراد من جنود الاحتياط الذين تم استدعاؤهم ضمن خطة الاستدعاء الإسرائيلية وأسند لقيادة هذه القوة.. إلى ملازم أول احتياط إسرائيلى اسمه «جوفى» أو ما أطلق عليه في المناظرة الملازم Joffy.
وبدأ شارون في هذه المرحلة يشرح خطته لاختراق رأس الكوبرى في الدفاعات المصرية للوصول إلى غرب القناة.. ليندفع إلى عمق الدفاعات المصرية.. مطبقاً نظرية ليدل هارت «الاقتراب غير المباشر» Indirect Approach.. وهى نفس النظرية التي كان يطبقها روميل في الصحراء الغربية.. وأيضاً طبقها الجيش الألمانى في اختراق الدفاعات الفرنسية على خط ماجينو في الحرب العالمية الثانية.. بتجنب الهجوم على دفاعات خط ماجينو.. والاختراق من اتجاه وغابات الأردين في بلجيكا.. وبعدها انهارت الدفاعات الفرنسية تماماً.
وشرح شارون هذا الفكر وأنه بدأ التطبيق بمحاولة اختراق الجانب الأيمن للجيش الثانى.. والذى كانت تؤمنه الفرقة 16 مشاة.. وذكر أنه هاجم بشراسة لمدة 3 أيام هذه المواقع.. التي عرفت باسم «معركة المزرعة الصينية» وقاد هذا الهجوم الجنرال آدان.. والجنرال ماجن. ويقول شارون.. إنه استخدم كافة الوسائل والقوات.. والأساليب.. وأن نيران المدفعية الإسرائيلية ظلت تقصف هذه المواقع المصرية بلا توقف ليومين كاملين.. وتم الهجوم على هذه القوات المصرية بالقوات المدرعة وبوحدات المظلات الإسرائيلية.. والتى هي أرقى الوحدات القتالية الإسرائيلية.. تدريباً وكفاءة.. وفشلت كل هذه الهجمات الإسرائيلية أمام صلابة الكتائب الأمامية للفرقة 16 في معركة المزرعة الصينية.. وإذا كان لنا من تعليق.. فإنه يجب الإشارة.. إلى أن قائدى كتائب المشاة التي أوقفت هذا الهجوم لمدة 3 أيام كاملة كانا.. المقدم محمد حسين طنطاوى.. والمقدم أحمد إسماعيل عطية.. وأتذكر أنه في إحدى زيارات الجنرال شارون بعد عدة سنوات لمصر في زيارة رسمية.. وعندما علم أن القائد المصرى في معركة المزرعة الصينية كان المشير طنطاوى وزير الدفاع المصرى، طلب شارون أن يلتقى ويقابل المشير طنطاوى.. ولكن إلى حد علمى فإن المشير طنطاوى اعتذر عن مقابلته.. ولم يقابله.. حتى إن شارون عندما علم بالرد الدبلوماسى لرفض المشير طنطاوى.. قال بالحرف الواحد «لقد كنت أريد أن أقابل قائداً شجاعاً.. قاتلنى بشراسة».
ونستكمل ما ذكره شارون بأنه بعدما فشل الجنرال آدان..والجنرال ماجن في اقتحام دفاعات الفرقة 16 مشاة لم يجد أمامه إلا أن يعبر من البحيرات متجنباً هذه الدفاعات المصرية الشرسة في المزرعة الصينية.. واندفع شارون بمجموعة قتال من سرية دبابات ومشاة واندفعوا إلى عمق منطقة الدفرسوار خلف رأس كوبرى الجيش الثانى الميدانى؛ حيث بدأ شارون مهاجمة قواعد صواريخ الدفاع الجوى.. وكان يكتفى بالاشتباك عن بعد من مسافة 3 كيلومترات ليدمر رادار القاعدة.. فتتوقف بطارية الدفاع الجوى عن العمل.. حتى نجح في عمل ثغرة في حائط صواريخ الدفاع الجوى المصرى.. لكى تندفع القوات الجوية الإسرائيلية لأول مرة يوم 17 أكتوبر لتهاجم القوات المصرية.. كما هاجمت قوات شارون.. مواقع المدفعية المصرية غرب القناة، وبذلك تم حرمان قوات رأس الكوبرى من المعاونة النيرانية من البر الغربى.. وذكر شارون أن هدفه من العبور إلى غرب القناة في البداية كان أن يندفع للاستيلاء على مدينة الإسماعيلية.. بصفتها هدفا ذات أهمية استراتيجية والتى لو تم الاستيلاء عليها.. يمكن للجانب الإسرائيلى.. عندما يتوقف القتال في أي مفاوضات قادمة.. باستخدام هذا العمل للحصول على مكاسب يوقف بها نزيف الخسائر أمام النصر الكبير الذي حققته القوات المصرية شرق القناة.
ويقول شارون.. إنه فوجئ.. بقتال شرس وعنيد من قوات الصاعقة المصرية غرب القناة في منطقة الدفرسوار.. ومنطقة الجناين.. وبرر شارون خسائره الكبيرة في المعدات والأرواح.. بل وإصابته هو شخصياً إصابة نقلته للعلاج إلى داخل إسرائيل.. نتيجة لشراسة رجال قوات الصاعقة المصرية الذين كانوا يظهرون في كل مكان وسط زراعات المانجو. ولذلك قرر شارون نتيجة خسائره الكبيرة في اتجاه الإسماعيلية أن يعيد ترتيب أوراقه.. وقرر أن يندفع بقواته جنوباً في اتجاه السويس.. ليكون هدفه السويس بدلاً من الإسماعيلية.
ويقول شارون إنه.. لم يركب طائرة الإخلاء.. إلا بعد أن تأكد أن قواته بدأت في التحرك نحو السويس.. وغيرت اتجاهاتها من الإسماعيلية إلى الجنوب. وبدأ سؤال خبراء معهد الدراسات الاستراتيجية لى عن خطة القوات المصرية ضد عمليات شارون.. وأوضحت أن القيادة العامة المصرية أمرت بتحريك اللواء 25 مدرع من الجيش الثالث شرق القناة.. وكان هذا اللواء مسلح بالدبابة ت 72 التي كانت أحدث الدبابات في الجيش المصرى هذا الوقت.. وكان هذا اللواء كاملاً بدون أي خسائر.. لأنه حتى ذلك الوقت لم يدخل أي معركة.. واندفع اللواء 25 مدرع وتقدم ببطء وحذر شديد.. من رأس كوبرى الجيش الثالث في اتجاه الدفرسوار على البر الشرقى.. ليقفل الثغرة بين الجيشين الثالث والثانى.. وقبل وصول اللواء 25 مدرع إلى رأس كوبرى الجيش الثانى بـنحو 20 كيلومترا، كان قد وصل إلى ميدان القتال قبلها بساعة واحدة الملازم «جوفى» ومعه كتيبة صواريخ «تو» الأمريكية الجديدة.. التي كانت قد وصلت إلى العريش منذ ثلاثة أيام وتم تدريب الأطقم الإسرائيلية عليها هناك. وخلال المناظرة.. تم سؤال هذا الضابط الإسرائيلى «جوفى» في مقابلة تمت معه في إسرائيل.. عما حدث.. قال لقد وصلت لمنطقة القناة، وشاهدت وأنا متحرك غبار حركة اللواء 25 المدرع المصرى.. وأمرنى قائد الجبهة بعمل ستارة مضادة للدبابات.. وقمت بإيقاف تقدم اللواء المدرع المصرى نظراً لدقة الإصابة العالية لهذا النوع من الصواريخ الذي كان مفاجأة للمصريين.
وجاء تعليق معهد الدراسات الإستراتيجية.. ليقول إن «هذه العملية» تستحق نقطتين فقط.. على أساس تطبيق شارون لنظرية الاقتراب غير المباشر.. كنظرية عسكرية علمية.. سليمة.. أما التطبيق فكان لا يتماشى مع أسس ومبادئ القتال.. وذكر الخبراء.. أن شارون.. لم يؤمن منطقة العبور بأى قوات.. وأن التنفيذ أشبه بعملية خاصة يطلق عليها إغارة بالقوة.. أو إغارة عسكرية.. يمكن أن تنفذها وحدات خاصة وليست عملية عسكرية رئيسية لها هدف هو الاستيلاء على مدينة ذات أهمية استراتيجية.. وأكد خبراء معهد الدراسات الاستراتيجية أن قرار القيادة العامة المصرية بدفع اللواء 25 مدرع كان سليماً.. يستحق عليه نقطتين أيضاً.. ولكن دخول بطاريات الصواريخ تو.. غيرت من ميزان القتال.. وكان تعليق خبراء مركز الدراسات الاستراتيجية.. لو كان اللواء 25 مدرع قد نجح في معركته شرق القناة.. ولو كانت سرعة اللواء منذ خروجه من رأس كوبرى الجيش الثالث أفضل.. لكان شارون.. وقواته قد تدميرهم أو أسرهم غرب القناة.. ولتغير الموقف العسكرى.. والسياسى.. في الشرق الأوسط.. لعدة أعوام.. وقال خبراء معهد الدراسات الاستراتيجية في لندن.. أننا لا نوصى لأى قائد أن ينفذ فكر ليدل هارت بهذه المغامرة غير المحسوبة وغير المؤمنة.. وأن شارون يجب أن يشكر الملازم جوفى وأمريكا على صواريخ تو التي لولا تدخلهم لفشلت العملية بالكامل. واحتد شارون بشدة على هذا التحليل من خبراء معهد الدراسات الاستراتيجية وقال لهم.. أنا الذي حولت هزيمة إسرائيل المهينة إلى نصر على ضفاف القناة.. أنا الذي رفعت العلم الإسرائيلى.. فوق أفريقيا.. أنا الذي جعلت المفاوض الإسرائيلى في مباحثات الكيلو 101 قادراً أن يكون نداً للمفاوض المصرى، وبعد العار الذي جلبه ديان يوم 9 أكتوبر 1973.
وكان السؤال الأهم من خبراء معهد الدراسات الاستراتيجية.. جنرال شارون.. إن خسائر إسرائيل في معركة الدفرسوار فقط تساوى خسائر إسرائيل كلها في حرب 1956 و1967.. ولذلك فإن من أطلق عليك الجنرال الدموى.. لم يكن مخطئاً.. وثار شارون.. وأضاف لقد أعدت لإسرائيل هيبتها التي فقدتها في هذه الحرب.
ولكن ما يهمنى هو السؤال الأخير في الحلقة وكان موجهاً للجنرال شارون قبل أن ينتهى وقت البرنامج.. سأله خبير معهد الدراسات الاستراتيجية.. الجنرال شارون. في رأيك..؟؟ ما هي مفاجأة حرب أكتوبر بالنسبة لك من المصريين.. هل هجومهم يوم عيد الغفران والحياة متوقفة في إسرائيل؟ هل هجومهم في منتصف النهار وهو أمر لم يكن متوقعا؟ هل قيامهم بغلق مضيق باب المندب في مفاجأة أذهلت إسرائيل؟ هل لأنهم نجحوا في التنسيق مع سوريا لشن الهجوم في توقيت مشترك؟ هل لأنهم هجموا بطول مواجهة القناة.. وهو أمر لم يكن في تخطيط.. وحسابات وتوقعات الجانب الإسرائيلى؟ هل.. هل..؟ وذكر له عدة نقاط أخرى ولكن شارون أجاب.. إن ذلك كله لم يكن مفاجأة لنا.. إن بعض ما ذكرته ربما كان خارج توقعاتنا.. وحساباتنا.. مثل إغلاق مضيق باب المندب.. لكن المفاجأة لى شخصياً في حرب 1973.. هي «الجندى المصرى».. هذا الجندى المصرى.. لم يكن الذي قابلته في حرب 1956 أو 1967، فالجندى المصرى في الحروب السابقة كان لا يعرف القراءة والكتابة.. هذه المرة عندما كنت أستجوب الأسرى المصريين بنفسى فرأيت لأول مرة خريجى كليات التجارة والهندسة والحقوق.. إلخ. أيضاً الروح المعنوية لهذا الجندى هذه المرة كانت مختلفة تماماً.. وأضاف قائلاً.. إنه وهو متقدم بسرية الدبابات نحو الإسماعيلية.. بعشر دبابات.. وفجأة خرج من بين الأشجار 5 جنود من الكوماندوز المصريين «يقصد الصاعقة» وقال إن خمسة جنود.. ضد عشر دبابات الأمر واضح أنهم جميعاً قتلى.. وقال إن المفاجأة أنهم أصابوا خمس دبابات إسرائيلية.. وتم القضاء على الكوماندوز المصريين.. ويقول شارون.. هذه كانت مفاجأة حرب أكتوبر.. الجندى المصرى الجديد..المتعلم خريج الجامعات، هذا الجندى المسلح بروح معنوية عالية.. تعلم شراسة القتال..لم يعد يرهبه جيش الدفاع الإسرائيلى كما كان من قبل.. لقد صنعت منه هزيمة 1967 إنساناً جديداً..عكس توقعاتنا بعد 1967.. إننا قضينا على الجيش المصرى، وأصبح جثة هامدة غير قادر على القتال مرة أخرى.
وأضاف شارون.. أنه يجب على المخطط الإسرائيلى في أي حرب قادمة مع مصر.. أن يضع في حساباته.. نوعية هذا الجندى الجديد.. الذي لم نقابله من قبل.. وأنهى حديثه.. هذه كانت مفاجأة حرب أكتوبر لى شخصياً.. الجندى المصرى الجديد.
انتهت المناظرة بحصول القيادة المصرية على 8 درجات وحصلت القيادة الإسرائيلية على درجتين فقط.. مع توصيات عديدة جاءت معظمها سلبية في خطط وأداء جيش الدفاع الإسرائيلى.. سواء في الخطة الدفاعية لخط بارليف.. أو أداء معركة شارون غرب القناة.. بينما كانت الإيجابيات للقيادة المصرية.. الذي أوصى معهد الدراسات الاستراتيجية.. أنه يجب أن تدرس المعاهد العسكرية والمراكز العلمية هذا الفكر المتطور والتخطيط المتميز للقيادة المصرية، والأداء الراقى للجندى المصرى في هذه الحرب.. كما أكد معهد الدراسات الاستراتيجية على إضافة عنصر جديد من عناصر مقارنة القوات وعناصر حسابات التوازن العسكرى للدول، وهو إضافة العنصر البشرى، وهو أمر لم يكن محسوباً من قبل.. ولكن جاء ذلك بعد الأداء المشرف للجندى المصرى في حرب 1973.
وعندما نتذكر كل عام ما قدمه القائد والجندى المصرى في حرب 73 أتذكر هذه المناظرة التي كانت أكبر دليل من العدو قبل الصديق على عظمة وبسالة الجندى والقائد المصرى... الذين هم خير أجناد الأرض.
اللواء 25% مدرع الذي كان من المفترض أن يعبر الي غرب القناه هل تم تدميره ام حصاره لأن المقال لم يوضح ذلك وكذلك الم يرفض السادات عبور اي قوات من الضفة الشرقية وعودتها الي الضفة الغربية خوفا من انهيار المعنويات
 
بالنسبة لمعركة المزرعة الصينية Battle of the Chinese Farm، يمكن القول أن أول محاولة إسرائيلية لمهاجمة المزرعة الصينية صدت من قبل المصريين بالفعل ونتج عنها خسائر ضخمة. المحاولة الثانية تمت بوحدة من المظليين الإسرائيليين، لكنها حوصرت على الفور وأرسلت تعزيزات لدعمها، لكنها اصطدمت بلواء دبابات مصري. بعد يوم ونصف من القتال العنيف، خسر فيها المصريين 85 دبابة، مع عدد مماثل من الخسائر الإسرائيلية، بعد ذلك انسحب المصريين من المزرعة، وأصبح الإسرائيليون قادرون على وضع جسر عبر قناة السويس للعبور للضفة الغربية..

يقولون أن العبرة دائما بالخواتيم (y) Egyptian attacks directed against the Israeli corridor or the bridgehead failed, with heavy losses.

هل هذا اخر ردودك ولا لسه😁 ؟

ها هي الخواتيم يا انور 🙂



1633715572735.png



1633715385882.png
 
عودة
أعلى