محتويات هذا المقال ☟
الاشتباه في أن روسيا تقف وراء حوادث القاعدة العسكرية الألمانية
أعرب النائبان الألمانيان ماركوس فابر وكونستانتين فون نوتز عن مخاوفهما من أن تكون الحوادث الأخيرة في قاعدتين عسكريتين . في ألمانيا نتيجة لعملية تخريب روسية.
ويجري التحقيق في هذه الحوادث، التي أثارت القلق داخل مجتمع الدفاع في ألمانيا، باعتبارها أعمال تدخل أجنبي محتملة. حيث تعتبر روسيا المشتبه به الرئيسي.
وأشار ماركوس فابر، ممثل الحزب الديمقراطي الحر ورئيس لجنة الدفاع في البرلمان الألماني، إلى توقيت الأحداث في ثكنات كولونيا . القريب كمؤشر محتمل على التخريب المنسق.
وأوضح فابر، كما نقلت صحيفة فيلت: “نظرًا للقرب الزمني للأحداث في ثكناتين، يمكن للمرء أن يفترض أن جهة معادية . تريد إظهار قدراتها التخريبية هنا في أراضينا. الجهة الأكثر اهتمامًا بالقيام بذلك الآن هي بوتن“.
عملية روسية
أعرب كونستانتين فون نوتز، عضو الحزب الأخضر ورئيس لجنة الرقابة البرلمانية في البوندستاغ، عن مخاوف فابر، مشيراً إلى أن هذه . الأحداث قد تكون جزءاً من عملية روسية. وقال فون نوتز: “بالطبع، هناك شكوك في أن هذه قد تكون عملية تخريب روسية”، مضيفاً أن هذه النظرية هي “فرضية عملية ملموسة”.
وشدد فون نوتز أيضًا على مدى معقولية مثل هذه الإجراءات، مشيرًا إلى أنه “لا ينبغي لأحد أن يشك في إمكانية . حدوث شيء كهذا، وأن روسيا أيضًا تتمتع بالدقة اللازمة لتنفيذ مثل هذه الأنشطة”.
وتأتي هذه المخاوف بعد وقوع خرقين أمنيين كبيرين في منشآت عسكرية ألمانية. ففي يوم الأربعاء، تم إغلاق ثكنات عسكرية بالقرب من كولونيا . بعد الاشتباه في أن المخربين قاموا بتلويث إمدادات المياه.
وفي حادث منفصل، تم إغلاق القاعدة الجوية التابعة لحلف شمال الأطلسي في جيلينكيرشن بألمانيا مؤقتًا بسبب الاشتباه . في حدوث أعمال تخريب. وفي وقت لاحق، أكدت شرطة كولونيا أن الحادث في القاعدة الجوية يتم التعامل معه باعتباره اقتحامًا غير قانوني.
العلاقات الألمانية الروسية
انقلبت العلاقات الروسية الألمانية رأسا على عقب عند غزو روسيا لأوكرانيا في شباط/ فبراير 2022، إذ اختفت لدى العديد من الألمان. أي مشاعر عاطفية وودية تجاه روسيا في اليوم الذي كانت فيه دبابات بوتين تزحف عبر الحدود الأوكرانية،ز ناهيك عن التوتر الدبلوماسي الذي راح يتعمق كلما طال أمد الحرب.
وعلى هذا النحو، فإن الغزو الروسي لأوكرانيا أحدث شرخا واسعا في العلاقات الروسية الألمانية وسط تبادل شبه يومي. للاتهامات والتراشق الإعلامي الذي لم ينقطع منذ نحو سنتين، ولعل أحدثها ما قاله الرئيس الروسي . السابق ونائب رئيس مجلس الأمن الروسي، دميتري ميدفيديف، فقد أثار الهجوم الأوكراني المباغت في. منطقة كورسك داخل الأراضي الروسية غضبا حقيقيا في موسكو بعد ظهور مدرعات ألمانية هناك.
ورد ميدفيديف في تحد بأن الدبابات الروسية قادرة على الوصول إلى وسط برلين.
ووصف ميدفيديف مقالا في صحيفة “بيلد” الألمانية تحدثت فيه عن عودة الدبابات الألمانية إلى الأراضي الروسية بعد 80 عاما، بأنه “انتقامي”.
ورقم 80 عاما يعيدنا إلى الوراء وتحديدا إلى معركة ستالينغراد التي انتصر فيها الجيش الأحمر السوفيتي .على الجيش الألماني النازي في الثاني من شباط/ فبراير عام 1943، وبالتالي فإن الألمان يتطلعون، الآن، للانتقام، حسب رؤية ميدفيديف.
دور محوري
وتلعب ألمانيا دورًا محوريًا في أمن أوروبا، وتعتبر العلاقة مع روسيا جزءًا لا يتجزأ من استقرار القارة، إلا أن توسع الناتو . باتجاه الشرق، ومحاولات روسيا لزيادة نفوذها في مناطق مثل أوكرانيا، وتطلع هذه الأخيرة للانضمام إلى الناتو، أدى إلى توتر العلاقة بين موسكو وبرلين.
ورغم هذا التوتر، فإن برلين تسعى إلى التوازن، وإلى مراعاة الوضع الداخلي، إذ تواجه الحكومة الألمانية ضغوطًا من جماعات. مختلفة بشأن كيفية التعامل مع روسيا، فهناك تيارات سياسية تدعو إلى تعزيز التعاون، خاصة في مجال الاقتصاد . والطاقة، بينما تطالب أخرى بموقف أكثر صرامة؛ بسبب قضايا حقوق الإنسان والديمقراطية.
من هنا يمكن القول، إن العلاقات الألمانية الروسية معقدة ومتعددة الأوجه، ورغم أن هناك تعاونا اقتصاديا وثيقا، إلا أن التوترات السياسية . والأمنية تلقي بظلالها على هذه العلاقات، وقد يشهد المستقبل مزيدًا من التحديات. حيث ستكون القدرة على التوازن بين المصالح المتناقضة عاملًا حاسمًا في تحديد طبيعة هذه العلاقة.
الموقع العربي للدفاع والتسليح | Facebook